بوابة الوفد:
2024-10-05@07:29:32 GMT

ومن الحب ما أحيا ورحِمَ

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

فى حضرة الحب يتوارى الغياب، يخبو القلق والخوف، ويسطع نجم الأمان..
قالها يوما نجيب محفوظ «إن أجمل ما فى الحياة قلب  تحكى له ما تشاء»، هذا هو فعل ممارسة الأمان، لا خوف ولا توتر ولا حسابات مسبقة، فإن وجد ما سبق بينما تهم بالحديث إلى من تظنه حبيبا؛ فأعرض عما تفعل، ولا تكن من المغفلين.. فلا يجتمع ضدان؛ الحب والخوف، كلاهما يفر من الآخر.


ولأنه لا تعريف بعينه يمكنه استيعاب معنى الحب، فليس هناك من قالب محدد مهما حاول البعض أن يجعله حاويا لمعنى شعور سامٍ كالحب، إن هى إلا اجتهادات لتعريفه.
على أن ما يمكننا التحلق حوله جميعا أن الحب الحق ما يمكنه أن يسمو فوق كل تعريف ويتجاوز أى قالب، أن يصل فى معناه إلى ما قاله رب العزة فى وصفٍ أرقى لمشاعر الزوجين «وجعل بينكم مودة ورحمة»، فجعل للحب معنى أشمل وأدوم وأهم، الرحمة والمودة، معنيان لا يرتبطان بتقلب مزاجى أو يتأثران بقرب أو بعد، بل يسموان فوق كل ذلك، فهما أكثر نضجا من مشاعر قلب يكمن بين إصبعى الرحمن، يقلبه كيفما يشاء.
وإن كان الحب لصيقًا بالقلب، فالمودة والرحمة لصيقان بالقلب والعقل معا، ينموان بالمواقف، يؤججهما التشارك، ويغذيهما التفاهم، هكذا يصبحان قطعة من القلب وجزءا من العقل، فلا يخبوان مهما شاء البعد وسيطر. 
وفى الإطار ذاته يقول الروائى الفرنسى بلزاك: «الحب توافق بين الحاجات الحيوية والمشاعر الوجدانية»،  ربطٌ بين احتياج فطرى لوجود شريك ووليف، وبين سعى القلب الدائب لممارسة الشعور، وهو فى حقيقته تعريف يجمع أيضا بين المادى والمعنوي، القلب والعقل، فى اعتراف ضمنى بأن الحب الذى لا يرتبط فى جزء منه بالعقل لا يكتب له دوام على أرض الواقع، فلا ريح أشد من ريح الحياة وتغيراتها، هكذا يصبح تقلب القلوب أمرا مرهونا بمشاعر صرفة، أما الرحمة والمودة فلا يقلبهما ظرف ولا يفت فى قوتهما أمر، ماداما صادقين. 
وبغض الطرف عن كل شيء، يبقى الحب رزقا جميلا، وهبة ربانية يهبها الله من يشاء من عباده، أفلم يقل رسولنا الكريم واصفا حبه للسيدة خديجة «إنى رزقت حبها»، وفصل الأسباب قائلا «آمنت بى حين كفر الناس، وصدقتنى حين كذبنى الناس، وأشركتنى فى مالها حين حرمنى الناس»، هكذا يصبح الحب فى أجل صورة للرحمة والمودة، هبة سماوية ومنحة إلهية..
فاللهم ارزقنا حب كل راحم ومودة كل مؤمن بنا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات

إقرأ أيضاً:

أوبرا أكسير الحب في مكتبة الإسكندرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستضيف مكتبة الإسكندرية من خلال مركز الفنون التابع لقطاع التواصل الثقافي أوبرا "أكسير الحب" تأليف "جايتانو دونيزيتي" وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء السبت الموافق 12 أكتوبر 2024 على خشبة المسرح الكبير، بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.

جدير بالذكر أن أكسير الحب هي أوبرا كوميدية من تأليف "غايتانو دونيزتي"، عُرضت لأول مرة عام 1832. تدور أحداثها في قرية إيطالية صغيرة، وتروي قصة "نيمورينو"، الفلاح الفقير الذي يقع في حب "أدينا" الثرية الجميلة، ولكي يكسب محبتها، يشتري "جرعة حب" من الطبيب المحتال، "دولكامارا". 

في هذه الأثناء تصبح "أدينا" مخطوبة للجندي المتبجح "بيلكور"، وتدور الأحداث من خلال سلسلة من المواقف الفكاهية المليئة بالعواطف، ينتصر حب "نيمورينو" الحقيقي، وتدرك "أدينا" مشاعرها نحوه.
يقّدم العرض تحت إشراف الدكتور صبحي بدير، من إخراج "كارين كافوكجيان"، وعزف مينا نبيل.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم السبت| توقعات الأبراج الهوائية.. انتبه من الحب
  • الحفل التنكري.. حكاية الملك الذي عاش صراعا بين الحب والسلطة
  • فاضحة ومشوقًة.. هكذا غيّرت خدمة مواعدة بالستينيات مشهد الحب
  • مي فاروق تستعد لحفلها في مهرجان الموسيقي العربية: ألقاكم بكل الحب
  • أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ
  • عجائب حب وإيمان الصحابة لرسول الله
  • مكتبة الإسكندرية تستضيف أوبرا "إكسير الحب".. 12 أكتوبر
  • أوبرا أكسير الحب في مكتبة الإسكندرية
  • شاهد // العاصمة صنعاء تتزين بـ”صور السيد حسن نصرالله” تعبيرًا عن الحب والولاء
  • "مجنون ليلى" بين العشق والتصوف