بوابة الوفد:
2025-03-12@17:23:07 GMT

النقد وأحواله (2)

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

جاء فى الجزء الأول من المقال الإشارة لأهمية إعمال التفكير النقدى والموضوعى فى التعامل مع المحتوى الإبداعى بكل أشكاله، والتطرق لأهمية الحوارات النقدية بين أهل الإبداع، والإشارة- على سبيل المثال- إلى حوار تم منذ أكثر من نصف قرن على صفحات الرسالة الجديدة حول رأى نقدى للأستاذة الدكتورة سهير القلماوى بشأن عمل قصصى للروائى محمود تيمور عندما وافقته الدكتورة على تنقيحه لعمل أدبى بعد مرور سنين على إنتاجه وهو مبدأ وتوجه رفضه رئيس تحرير «الرسالة» الروائى يوسف السباعى، وكان يرى أن كل مرحلة من مراحل الفنان لها قدرتها على إنتاج مخصوص وميلها إلى اتجاه معين حسب الانفعالات التى تتعرض لها نفس الفنان فى تلك المرحلة وحسب تكوينها الداخلى وطريقتها فى التفكير والإحساس واستقبال الأحداث الخارجية المنعكسة عليها ثم قابليتها لإرسالها وقدرتها عليه.

.
قد يبدو غريباً لو عقدنا مقارنة بين حالنا فى زمن محدودية إتاحة التعليم والقيود التى كانت لا تسمح بتوفير بنية تعليمية وتربوية وإبداعية معقولة، ومع ذلك كانت لنا ريادة إقليمية وعربية فى الثقافة والفكر التنويرى والتعليم، والآن وبعد توفير المزيد من فرص الإتاحة ببناء آلاف المدارس والأجهزة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، نعانى للأسف- من وباء الأمية النسبية الثقافية وانتشار المزيد من مظاهر الدجل والفهلوة والجهل!!
معلوم أن النقد فى أبسط تعريف له هو تمييز الشىء الغث من الثمين، وهذا التمييز يحدث عادة ضمن إطارات تحكمها معايير علمية وموضوعية، بعضها طبيعى تقليدى وأخرى عبر الدراسة الأكاديمية أو الخبرة القرائية المتكونة من توالى الاطلاع على خبرات نقدية سابقة لفنون أدبية كثيرة فى عصور مختلفة لكتاب ومؤلفين متعددى المشارب والاتجاهات الأدبية الإبداعية..
ونحن نعيش مرحلة ننشد فيها تفعيل عمليات التنمية، لا بد ندرك أنه لا تنمية حقيقية بدون تنمية العقل والوجدان والفكر، فلا طائل من تحقيق تنمية سياسية أو اقتصادية إذا لم يسبقها أو يواكبها عمل جدى متواصل فى مجال دعم كل آليات التنمية للثقافة، اعتماداً على منظومة تعليمية تدفع فى اتجاه إعمال العقل والتفكير والإبداع فى كل مراحل تطبيقاتها الحياتية..
وعليه، نحن فى احتياج لتفعيل آليات تطبيق فكر علمى وموضوعى والأهم نقدى وابتكارى نبث أدواته وأمثلته لشبابنا، وليس المطلوب الآن تثوير ذلك الفكر النقدى لصياغة معارك ذات جاذبية إعلامية تجارية للشهرة والتلميع غير المستحق لبروزة أدعياء المهنية الكاذبة.. 
نحن فى حاجة إلى فكر نقدى يسهم، بل يدفع جهود التنوير للتفعيل والإضافة إلى رصيد أهل الإصلاح والتنوير الأوائل، فلولا خطواتهم الأولى ما كان لنا أن نحلم بخطوات جديدة عبر مراحل بناء وتأسيس الفكر النقدى فى بلادى، كان النقد والحركة النقدية خير داعم وميسر لأجيالنا لقراءة العمل الإبداعى وسبر أغواره وفهم دلالات عناصره وأدواته والمدارس الإبداعية التى ينتمى إليها..
(وللمقال تتمة)..
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية

إقرأ أيضاً:

المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن العلاقة بين العقل والنقل في القضايا الغيبية لا تقوم على التنافر أو التعارض، بل على التكامل والتعاضد، موضحًا أن هناك جوانب غيبية يمكن للعقل أن يبحث فيها ويؤكدها من خلال التأمل والتدبر.هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيبعقوق الآباء والأبناء .. مفتي الجمهورية يوضح أسبابه وآثاره وسبل العلاجالمفتي: فلسفة الإسلام في الميراث قائمة على العدل وليس التمييز بين الرجل والمرأةمفتي الجمهورية: العقل لا يُنشئ الغيب لكنه يتفاعل مع النص ويستدل به على دلائل التوحيد

وأوضح "عياد"، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن وجود الله تعالى من القضايا التي تتعانق فيها الأدلة العقلية والنقلية، حيث أكد القرآن الكريم على دعوة الإنسان إلى التأمل في خلق السماوات والأرض، كما جاء في قوله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت". 

وأشار إلى أن العقل لا يُقصى عن الغيبيات، بل له دور في إدراك حكمة الله في خلقه، والتأمل في صفاته مثل العلم والحكمة والقدرة، من خلال النظر في نظام الكون المحكم، مستشهدًا بقوله تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون". 

وتطرق إلى أهمية الوحي كمصدر رئيسي للمعرفة الغيبية، مؤكدًا أن العقل يمكنه إدراك إمكانية الوحي وصدق الأنبياء من خلال المعجزات، التي تأتي على خلاف المألوف لكنها تبقى ضمن جنس ما برع فيه القوم، مما يؤكد صدق رسالاتهم.

المفتي: فلسفة الإسلام في الميراث قائمة على مراعاة الطبيعة العمرية

وكان مفتي الجمهورية، قال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" الذي يذاع على قناة صدى البلد، إن فلسفة الإسلام في توزيع الميراث فلسفة عادلة جدًا.

وأضاف أن فلسفة الإسلام في الميراث قائمة على مراعاة الطبيعة العمرية، بمعنى أنه كلما كان الإنسان صغيرا ويستقبل الحياة كان حظه أوفر من الميراث بخلاف الكبير.

وأوضح أن فلسفلة الإسلام في الميراث ليست كما يراها البعض ميزت الرجل عن الأنثى لأن هناك حالات ترث المرأة ولا يرث الرجل وحالات ترث المرأة مثلما يرث الرجل، وحالات ترث المرأة أكثر من الرجل.

مقالات مشابهة

  • تحقيق إسرائيلي: هكذا لعبت السياسة دورا محوريا في كل مراحل التفاوض
  • العقل الطفولي والعقل الراشد
  • موعد انتهاء الدراسة بالترم الثاني 2025 لطلاب مراحل النقل
  • مدير المركز الفرنسي: خطة مصر لإعمار غزة "استراتيجية ".. وباريس تدعمها دولياً
  • هل يتقرّب الإنسان إلى الله بالعقل؟
  • جاء العقل الرعوي شخصياً وبطل التيمم الفكري (2-2)
  • الرد على الوليد آدم مادبو- بين أزمة الخطاب وامتحان العقل
  • الدوحة تستعد لجولة مباحثات مكثفة بشأن ثاني مراحل اتفاق غزة
  • المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية
  • مختص‬⁩: الانفعال 5 مراحل إذا أتقنها الإنسان يعيش هادئًا وساكنًا في ⁧‫رمضان.. فيديو