بوابة الوفد:
2024-07-11@23:35:57 GMT

النقد وأحواله (2)

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

جاء فى الجزء الأول من المقال الإشارة لأهمية إعمال التفكير النقدى والموضوعى فى التعامل مع المحتوى الإبداعى بكل أشكاله، والتطرق لأهمية الحوارات النقدية بين أهل الإبداع، والإشارة- على سبيل المثال- إلى حوار تم منذ أكثر من نصف قرن على صفحات الرسالة الجديدة حول رأى نقدى للأستاذة الدكتورة سهير القلماوى بشأن عمل قصصى للروائى محمود تيمور عندما وافقته الدكتورة على تنقيحه لعمل أدبى بعد مرور سنين على إنتاجه وهو مبدأ وتوجه رفضه رئيس تحرير «الرسالة» الروائى يوسف السباعى، وكان يرى أن كل مرحلة من مراحل الفنان لها قدرتها على إنتاج مخصوص وميلها إلى اتجاه معين حسب الانفعالات التى تتعرض لها نفس الفنان فى تلك المرحلة وحسب تكوينها الداخلى وطريقتها فى التفكير والإحساس واستقبال الأحداث الخارجية المنعكسة عليها ثم قابليتها لإرسالها وقدرتها عليه.

.
قد يبدو غريباً لو عقدنا مقارنة بين حالنا فى زمن محدودية إتاحة التعليم والقيود التى كانت لا تسمح بتوفير بنية تعليمية وتربوية وإبداعية معقولة، ومع ذلك كانت لنا ريادة إقليمية وعربية فى الثقافة والفكر التنويرى والتعليم، والآن وبعد توفير المزيد من فرص الإتاحة ببناء آلاف المدارس والأجهزة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، نعانى للأسف- من وباء الأمية النسبية الثقافية وانتشار المزيد من مظاهر الدجل والفهلوة والجهل!!
معلوم أن النقد فى أبسط تعريف له هو تمييز الشىء الغث من الثمين، وهذا التمييز يحدث عادة ضمن إطارات تحكمها معايير علمية وموضوعية، بعضها طبيعى تقليدى وأخرى عبر الدراسة الأكاديمية أو الخبرة القرائية المتكونة من توالى الاطلاع على خبرات نقدية سابقة لفنون أدبية كثيرة فى عصور مختلفة لكتاب ومؤلفين متعددى المشارب والاتجاهات الأدبية الإبداعية..
ونحن نعيش مرحلة ننشد فيها تفعيل عمليات التنمية، لا بد ندرك أنه لا تنمية حقيقية بدون تنمية العقل والوجدان والفكر، فلا طائل من تحقيق تنمية سياسية أو اقتصادية إذا لم يسبقها أو يواكبها عمل جدى متواصل فى مجال دعم كل آليات التنمية للثقافة، اعتماداً على منظومة تعليمية تدفع فى اتجاه إعمال العقل والتفكير والإبداع فى كل مراحل تطبيقاتها الحياتية..
وعليه، نحن فى احتياج لتفعيل آليات تطبيق فكر علمى وموضوعى والأهم نقدى وابتكارى نبث أدواته وأمثلته لشبابنا، وليس المطلوب الآن تثوير ذلك الفكر النقدى لصياغة معارك ذات جاذبية إعلامية تجارية للشهرة والتلميع غير المستحق لبروزة أدعياء المهنية الكاذبة.. 
نحن فى حاجة إلى فكر نقدى يسهم، بل يدفع جهود التنوير للتفعيل والإضافة إلى رصيد أهل الإصلاح والتنوير الأوائل، فلولا خطواتهم الأولى ما كان لنا أن نحلم بخطوات جديدة عبر مراحل بناء وتأسيس الفكر النقدى فى بلادى، كان النقد والحركة النقدية خير داعم وميسر لأجيالنا لقراءة العمل الإبداعى وسبر أغواره وفهم دلالات عناصره وأدواته والمدارس الإبداعية التى ينتمى إليها..
(وللمقال تتمة)..
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية

إقرأ أيضاً:

مصر.. التضخم الأساسي يتراجع إلى 26.6% في يونيو

تراجع التضخم الأساسي السنوي في مصر خلال شهر يونيو الماضي إلى 26.6 بالمئة على أساس سنوي، نزولا من 27.1 بالمئة في مايو، بحسب بيانات البنك المركزي المصري، الأربعاء.

وبحسب بيان للبنك المركزي المصري، فقد سجل معدل التغير الشهري في الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين، الذي يعده البنك المركزي 1.3 بالمئة في يونيو 2024، مقابل 1.7 بالمئة في ذات الشهر من العام السابق وسالب 0.8 بالمئة في مايو 2024.

وأظهرت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، من جهة أخرى، أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية انخفض إلى 27.5 بالمئة في يونيو من 28.1 بالمئة في مايو، متماشيا مع التوقعات.

وبحسب وكالة "رويترز"، توقع 17 محللا أن يتباطأ التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى ​​27.5 بالمئة في يونيو من 28.1 بالمئة في مايو.

وتباطأ التضخم من قمة غير مسبوقة بلغها في سبتمبر عند 38 بالمئة، لكنه ارتفع مرة أخرى على نحو غير متوقع في فبراير إلى 35.7 بالمئة.

وواصلت معدلات التضخم التباطؤ للشهر الرابع على التوالي في يونيو ليستكمل مسار هبوط، وتوقع محللون مزيدا من التباطؤ في التضخم خلال العام المقبل رغم بعض المخاطر المرتبطة بزيادات متوقعة في أسعار الوقود والأدوية والأسمدة والغاز الطبيعي.

وتبنت مصر في مارس الماضي إجراءات تقشفية مرتبطة بحزمة دعم مالي بقيمة ثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في الوقت الذي تكابد فيه للسيطرة على أوضاعها المالية.

وشملت تلك الإجراءات خفض قيمة العملة بعد أكثر من عامين من النقص المزمن في النقد الأجنبي.

ويقول مسؤولون إنهم يضعون خفض التضخم ضمن الأولويات.

وقال صندوق النقد الثلاثاء إنه حدد موعدا جديدا لاجتماع مع مصر بخصوص المراجعة الثالثة لبرنامج قرض موسع.

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • شيخ العقل: لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاقم الأمور وحصول ما هو أسوأ
  • مصر.. التضخم الأساسي يتراجع إلى 26.6% في يونيو
  • عنترة بن شداد والولايات المتحدة الأمريكية
  • الإعلام الحكومي: مراحل إنجاز ملعب الناصرية الدولي شارفت على الانتهاء
  • محافظ مطروح يشهد بدء مراحل التخطيط لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة "حياة كريمة"
  • ساعة الصفر تقترب ورأس عبدالملك الحوثي في خطر.. خطة أمريكية تتضمن أربع مراحل بينها اغتيال قيادات الجماعة
  • رئيس مياه القناة: رفع كفاءة المحطات وبدء مراحل غسيل الشبكات
  • رئيس جامعة سوهاج يناقش مع وزير الإسكان مراحل البدء في إنشاء نادي الجامعة
  • ضابط أمريكي يقترح على بايدن خطة من أربع مراحل: هل تنجح في هزيمة الحوثيين؟