حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية من استمرار ما أسمتها "لعبة الشطرنج الخطيرة" بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني، في ظل نجاح الحزب في "تجاوز كافة الخطوط الحمراء واختيار زمان ومكان الهجمات التي يشنها على شمال إسرائيل".

وتقول الصحيفة، في تحليل نشره كبير محلليها سيث ج. فرانتزمان إن "الرقصة المميتة" مع "حزب الله" أصبحت "لعبة شطرنج خطيرة".

ويضيف الكاتب: "يفضل كل جانب فقط تقديم بيادقه قليلاً، لكن هذه ليست لعبة، فهناك 80 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من الشمال".

إيران في الخلفية

ويرى فرانتزمان أن "الرقصة مع حزب الله لا تجري في الفراغ"، فهناك إيران في الخلفية والتي تعمل على "توحيد الساحات" المختلفة ضد إسرائيل، ونجحت في وضع "حزب الله" في هذا الإطار بعناية لكي يستمر في تهديد إسرائيل.

اقرأ أيضاً

جبهة الشمال تشتعل.. قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله وتوعد بالمزيد وشكوى في مجلس الأمن

ويعد الهجوم الصاروخي الذي تم تنفيذه على مدينة صفد المحتلة، في 14 فبراير/شباط الجاري أبرز دليل على تخطي "حزب الله" الخطوط الحمراء مع دولة الاحتلال، كما يقول الكاتب.

ما قبل 7 أكتوبر

لكن "تصعيد حزب الله ضد إسرائيل لإعادة رسم الخطوط الحمراء في الشمال وتغيير (المعادلة)، كما يسميها زعيم حزب الله حسن نصر الله، لم يبدأ في 7 أكتوبر"، على حد قول الكاتب.

ويشير إلى أن "حزب الله" كان قد بدأ بالفعل في التصعيد ضد إسرائيل عام 2022 عندما هدد بشن حرب على دولة الاحتلال إذا لم توقع الأخيرة على اتفاق بحري، بوساطة الولايات المتحدة، مع لبنان.

ووفقا للكاتب، "استخدم حزب الله الفترة التي سبقت انتخابات 2022 في إسرائيل لخلق تهديدات وفوضى محتملة. وعلى هذا النحو، وافقت إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية".

لقد أظهر ذلك أن الحزب لم يعد يسيطر على جنوبي لبنان فقط، بل بات مسيطرا وصانع قرار في لبنان كلها، كما يقول فرانتزمان.

اقرأ أيضاً

بصواريخ حزب الله.. إعلام عبري: قتيلة و7 مصابين بالجليل الأعلى

ويسخر الكاتب من تصريحات قادة إسرائيليين قالوا سابقا إن تل أبيب تريد أن ينسحب "حزب الله" من المنطقة الحدودية لما وراء نهر الليطاني.

ويمضي الكاتب في القول إن "عملية مجدو"، والتي وقعت في مارس/آذار 2023 عندما تم تفجير عبوة ناسفة في حيفا بعد تسلل شخص من لبنان، كما تقول سلطات الاحتلال.

بعد ذلك كانت الحادثة التي سببت توترا بين إسرائيل ولبنان عندما نصب مسلحو "حزب الله" خيمة على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، والتي اعتبرت "استعراض عضلات استفزازي من الحزب ضد إسرائيل".

سياسة المشي نائما

ويستنكر الكاتب ما يصفه بتفضيل قادة إسرائيل "سياسة المشي نائما" تجاه "حزب الله" ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، تماما كما كانت تفعل إزاء "حماس" في غزة، رغبة في عدم التصعيد.

وبالتالي، فإن قصف صفد الذي حدث في 14 فبراير الجاري امتداد لنهج "حزب الله" في اختيار طريقة التصعيد وفرض "المعادلة" على إسرائيل، كما يقول الكاتب.

ويخلص الكاتب إلى أن "لعبة الشطرنج" بين إسرائيل و"حزب الله" الآن وصلت إلى مرحلة جديدة هي الأشد خطورة، لأنها مرتبطة بشكل أكثر مباشرة بنظام جديد يتشكل في الشرق الأوسط بمشاركة رئيسية من إيران.

المصدر | سيث ج. فرانتزمان / جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حزب الله لبنان شطرنج 7 أكتوبر الخطوط الحمراء ضد إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن الدروز في سوريا يواجهون تهديداً كبيراً، موضحة أن "إسرائيل ملزمة بالتحرك باتجاههم".

ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّه "ليس هناك يقين بعد إلى أين يتجه النظام الجديد في دمشق"، مشيراً إلى أنه "يجب على الدروز في سوريا أن يحصلوا على كافة المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها". وأضاف: "على رغم أنه من الجيد سماع أصوات من الدروز تطالب بضم مناطقهم إلى إسرائيل، إلا أنه لا ينبغي تشجيع ذلك. من الممكن أن تكون هناك علاقات وثيقة، لكن الإتحاد السياسي بين إسرائيل والدروز في سوريا ليس مطلوباً".

واعتبر التقرير أنه "طالما لا يوجد تهديد حقيقي لإسرائيل، فإنه لا ينبغي على الأخيرة مواصلة تقدمها في عمق سوريا أيضاً"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك سلسلة من الأهداف المشتركة بين إسرائيل وسوريا الجديدة، وقال: "اليوم، يشكل "حزب الله" في لبنان التهديد الرئيسي للحكومة في دمشق. فالنظام الجديد لا ينسى أن مقاتلي "حزب الله" كانوا الأكثر نشاطاً في الحرب السورية إلى جانب نظام الرئيس السابق بشار الأسد".

وأضاف: "إن الهدف المشترك الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل ودمشق يتلخص في إرغام "حزب الله" على نزع سلاحه الثقيل، والسماح له بالاستمرار في الوجود كحزب سياسي فقط في لبنان. كذلك، يجب تفكيك جميع المؤسسات التي أنشأها الحزب في لبنان والتي تشمل مؤسسات الاتصالات والمصارف غير الخاضعة لرقابة الدولة هناك وغيرها من الأمور".

ويتابع: "نحو 70% من المواطنين اللبنانيين يريدون ذلك أيضاً. بادئ ذي بدء، المطلوب هو أغلبية الثلثين في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد لا يعتمد على "حزب الله"، وبعدها الانتقال للعمل على نزع سلاح "حزب الله". هذا الأمر ممكن أيضاً حتى من دون انتخابات، لأنّ بعض الأطراف التي دعمت "حزب الله" انتقلت إلى الجانب الآخر بعد الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل".

وذكر التقرير أيضاً أن "الجماعات الشيعية في العراق يُمكن أن تشكل مصدر إزعاجٍ خطير لإسرائيل وسوريا"، موضحاً أن "الحكومة العراقية ستكون سعيدة أيضاً بالتخلص من تلك الجماعات".

ورأى التقرير أن "النظام الجديد في دمشق لديه مصلحة عليا في إعادة بناء الاقتصاد السوري المدمر"، وأضاف: "إذا تبين أن النظام يسعى إلى الاستقرار والسلام، فسوف يكون للكثير من البلدان العربية مصلحة في الاستثمار في إعادة إعمار سوريا. في المقابل، يمكن لإسرائيل أن تساهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري بعدة طرق، على سبيل المثال، في مجال الري إذ تعاني سوريا من الجفاف الشديد".
  المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
  • بماذا فوجئ نصرالله قبل عام؟ صحيفة إسرائيلية تعلن
  • الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جاءت الخربة في 49 فصلا
  • صحيفة عبرية: اسرائيل تُظهر ضعفا أمام اليمن
  • بوتين يتهم الغرب بدفع روسيا نحو «الخطوط الحمراء»
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تدرس بجدية إمكانية شن عملية عسكرية كبيرة ضد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • إضراب بجنين والجبهة الشعبية تحذر السلطة من تجاوز الخطوط الحمر
  • الغرب يدفعنا إلى الخطوط الحمراء.. بوتين يلمح إلى رفع القيود على نشر الصواريخ
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”
  • تجاوزت الخطوط الحمراء.. إسرائيل تقرر إغلاق سفارتها في أيرلندا