ما فوائد النظام الغذائي الأطلسي.. وهل يتفوق على حمية البحر الأبيض المتوسط؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
يحتوي النظام الغذائي الأطلسي فوائد عديدة في مكافحة السمنة وتحسين مستويات الكوليسترول في الجسم، وهذا النظام، المستلهم من الثقافة الغذائية لمناطق المحيط الأطلسي، التي تعتمد على الأطعمة المزروعة أو الموجودة في جنوب أوروبا، تماما مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، الذي يركز على النباتات، والفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، مع القليل من المكسرات، مع التركيز الشديد على زيت الزيتون البكر.
وفي أحدث الدراسات التي أجريت في أوروبا، أكدت أن النظام الغذائي الأطلسي التقليدي لجنوب أوروبا، الذي ينتشر في شمال البرتغال وشمال غرب إسبانيا، قد يحمل بعض الأدلة لتحسين صحة القلب وتقليل خطر الوفاة المبكرة بسبب السرطان.
كما نشرت الدورية الطبية JAMA Network Open، دراسة حديثة تفيد بأن النظام الغذائي الأطلسي يقلّل بشكل طفيف من حدوث متلازمة الأيض، وهي عبارة عن مجموعة من المشاكل التي تحدث معًا، وتشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، والدهون الثلاثية، ودهون البطن، التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري، والسكتة الدماغية وغيرها من الحالات الصحية الخطيرة.
من جهته، أوضح الباحث في مجال التغذية الدكتور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية بكلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، ببوسطن، أن هذه دراسة تعد مهمة لأنها تؤكد أن مبادئ حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية (التي دُرست بشكل مكثف للغاية) قد تسري على الثقافات الأخرى أيضًا.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ النظام الغذائي الأطلسي يساعد أيضًا على حماية الكوكب، لاعتماده على النباتات ومن مصادر محلية، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ويشمل النظام الغذائي الأطلسي، الأسماك الطازجة، لا سيما سمك القد، مع بعض اللحوم الحمراء ومنتجات لحم الخنزير، ومنتجات الألبان، والبقوليات، والخضار الطازجة، والبطاطس التي يتم تناولها عادة في حساء الخضار، وخبز الحبوب الكاملة، واستهلاك النبيذ المعتدل.
وفي حين أن بعض الأطعمة قد تكون فريدة من نوعها في ذلك الجزء من البرتغال وإسبانيا، إلا أنه يمكن العثور على نظام غذائي مماثل في بعض مناطق جمهورية التشيك، وبولندا، والمملكة المتحدة، وفق للخبراء.
وبالمقارنة، فإن النظام الغذائي المتوسطي الحائز على جوائز، يعتمد على النباتات، إذ تركز غالبية كل وجبة على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبذور، مع القليل من المكسرات، والتركيز الشديد على زيت الزيتون البكر.
وتستخدم اللحوم الحمراء باعتدال، عادةً فقط لإضافة نكهة على الطبق. ويتم تشجيع تناول الأسماك الزيتية الصحية، المليئة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، في حين يتم تناول البيض ومنتجات الألبان والدواجن على نحو أقل بكثير من النظام الغذائي الغربي التقليدي.
ويعد الأكل اليقظ، والتواصل الاجتماعي أثناء تناول الوجبات، والمشي أو ركوب الدراجات يوميًا، أساسًا في حمية البحر الأبيض المتوسط، وأكثر أهمية من الأطعمة المستهلكة.
آخر تحديث: 16 فبراير 2024 - 20:28المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمراض القلب النظام الغذائي الأطلسي حمية البحر الابيض المتوسط مرض السكري حمیة البحر الأبیض المتوسط
إقرأ أيضاً:
بين السجن والترحيل| القصة الكاملة للواقعة التي أثارتها الصحافة الهولندية حول سائحة اعتدت على شاب
في مشهد أثار تعاطفًا واسعًا واستياءً شديدًا، تصدّرت واقعة بطلتها سائحة هولندية واجهت شابًا مصريًا يعنّف حمارًا بالقرب من أهرامات الجيزة، عناوين الصحف ووسائل الإعلام الهولندية، وانتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي. الحادثة أعادت إلى الواجهة الحديث عن العنف تجاه الحيوانات في المناطق السياحية، وضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات.
مشهد صادم وسط الأهرامات
في منطقة نزلة السمان، وعلى مقربة من أحد أبرز المعالم الأثرية في العالم، وثّقت عدسات المارة لحظة قيام شاب مصري بضرب حمار بسوط عدة مرات بطريقة وحشية. لكن الموقف انقلب رأسًا على عقب عندما اقتحمت المشهد سيدة هولندية تُدعى جوك فان دير بوست (47 عامًا)، لتتدخل بشجاعة وتهاجم الشاب، الذي لم يجد من رد فعل سوى الفرار هاربًا، بينما لحقت به السيدة غاضبة.
المقطع المصور للواقعة انتشر بشكل واسع، وأثار موجة كبيرة من التفاعل، حيث أبدى آلاف المصريين والعرب إعجابهم بموقف المرأة، التي اعتبروها رمزًا للرحمة والشجاعة.
مناضلة من أجل الحيوانات
ليست هذه أول مواجهة لفان دير بوست مع قضايا العنف ضد الحيوانات. السيدة الهولندية تقيم منذ سنوات في مصر، وتدير عيادة بيطرية تطوعية تُعرف باسم "ملاذ الكارما الطيبة" (Good Karma Sanctuary)، حيث تُعالج مع فريقها الطبي الحمير والخيول المستخدمة في نقل السياح.
تقول فان دير بوست إنهم يقدّمون رعاية يومية لما بين 15 و50 حيوانًا، يعانون من إصابات متعددة تشمل الجروح والكسور والتقرحات الناتجة عن سوء الاستخدام. وأضافت في تصريحاتها لوسائل إعلام هولندية: "سوء معاملة الحيوانات أمر شائع هنا، لديّ مقاطع مصورة لحوادث كثيرة مماثلة، ولم أعد أتحمل الصمت".
تروي فان دير بوست تفاصيل الواقعة قائلة: "عندما رأيت الشاب يضرب الحمار، صرخت فيه وطلبت منه التوقف، لكنه سبّني ووصفني بألفاظ نابية، ثم عاد لضرب الحيوان بشكل أعنف، عندها لم أتمالك نفسي واندفعت نحوه".
لكن تدخّلها كاد أن يكلّفها الكثير، فقد أُلقي القبض عليها يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يُفرج عنها لاحقًا، غير أن القضية لا تزال مفتوحة، وقد تواجه محاكمة قد تصل عقوبتها إلى السجن 6 أشهر أو عام، أو الترحيل من البلاد.
مع ذلك، لم تبدُ فان دير بوست نادمة، بل قالت: "إذا كان ما حدث سيساهم في تغيير حقيقي ويحسن أوضاع الحيوانات هنا، فأنا أرى أن الأمر يستحق".
تسلّط هذه الواقعة الضوء على غياب قوانين صارمة لحماية الحيوانات في بعض المناطق السياحية، وتفتح الباب أمام ضرورة رفع الوعي، ليس فقط لدى العاملين في مجال السياحة، بل على مستوى المجتمع ككل.