الغرب يحمل نظام بوتين مسؤولية وفاة المعارض أليكسي نافالني
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أثارت وفاة المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني اليوم الجمعة في المستعمرة الجزائية القطبية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما بتهمة "التطرف"، موجة تنديد واسعة في الغرب حيث حمّل عدد من المسؤولين نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.
وقال المسؤولون في السجن إن نافالني شعر "بوعكة صحية" بعد المشي صباحا، وفقد الوعي على إثرها، وتدخلت فرقة الإسعاف لإنقاذ حياته، دون جدوى.
وقال مساعد محامي نافالني، ليونيد فولكوف، إنه ليس هناك أي وسيلة لتأكيد أو نفي أن السلطات الروسية قتلت معارضها الأبرز الذي زجته بالسجن بعد أن أوقف في يناير/كانون الثاني عام 2021، لدى عودته إلى روسيا بعد تلقي العلاج في ألمانيا جراء تعرضه لعملية تسميم يُتهم الكرملين بالوقوف خلفها.
وحكم عليه في مارس/آذار عام 2022 بالسجن 9 سنوات بتهم "احتيال"، ولاحقا حكم عليه بـ 19 عاما إضافية من السجن.
وكان محامي نافالني أكد في أبريل/نيسان الماضي أن موكله لا يحصل على الرعاية الطبية اللازمة، وأن طرود الأدوية التي ترسلها والدته إليه تعاد إليها، مشيرا إلى أن السلطات تترك صحة نافالني تتدهور تدريجيا.
"عاقبوا بوتين"
وأكّدت زوجة نافالني ضرورة معاقبة بوتين ومحاسبته شخصيا على الفظائع التي ارتكبت بحق زوجها، في حين أشار المعارض الروسي الذي يعيش بأوروبا بوريس أكونين أن جسد نافالني لم يتحمل التعذيب الذي كان يتعرض له طوال 3 سنوات.
وحذرت السلطات الروسية سكان موسكو من أي تظاهرات غير مرخص لها احتجاجا على وفاة المعارض البارز، قائلة إن المظاهرات ستكون انتهاكا للقانون.
الولايات المتحدةفي الولايات المتحدة، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن تاريخ الكرملين الذي وصفه بـ"القذر" في إيذاء معارضيه "يثير أسئلة حول ما حدث".
واعتبرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن وفاة نافالني "مؤشر على وحشية بوتين".
في حين أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن روسيا "مسؤولة" عن وفاة نافالني، وأن وفاته في سجن روسي بعد وضعه هناك خوفا منه يعكس "التعفن" بالمنظومة التي بناها بوتين، وفق وصفه.
من جهتها، ردّت الخارجية الروسية على اتّهام الولايات المتحدة قائلة إن واشنطن تلقي الاتهامات جزافا، ودعت إلى ضبط النفس وانتظار النتائج الرسمية لفحص الطب الشرعي.
المملكة المتحدةوفي المملكة المتحدة، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن الرئيس الروسي يجب أن يحاسب على وفاة نافالني، والذي كان قد فبرك له التهم لسجنه.
وأفاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن وفاة نافالني "نبأ فظيع" باعتباره المدافع الأشرس عن الديمقراطية في روسيا، على حد تعبيره.
أوكرانياوفي كييف التي تهاجمها روسيا منذ حوالي عامين، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه من "الواضح" أن نافالني قتل بأيدي نظام بوتين، مضيفا أن ذلك يوضح لماذا يتعين محاسبة بوتين على أفعاله.
ألمانياودان المستشار الألماني أولاف شولتس وفاة نافالني قائلا إن المعارض الذي عاد إلى روسيا بعدما خضع للعلاج في برلين إثر محاولة تسميم قبل سنوات "دفع الآن حياته ثمنا لشجاعته".
فرنسا
واتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا بإصدار أحكام الإعدام "على أصحاب الفكر الحر"، معربا عن غضبه حيال وفاة نافالني في السجن.
إيطالياواعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن وفاة نافالني خلال فترة اعتقاله هي صفحة حزينة أخرى تمثل تحذيرا للمجتمع الدولي.
الناتووأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن شعوره بالقلق حيال وفاة نافالني بالسجن، قائلا إنه يجب على روسيا الإجابة عن أسئلة جدية لتوضيح سبب وفاته.
الاتحاد الأوروبيواعتبر الاتحاد الأوروبي النظام الروسي المسؤول الوحيد عن وفاة نافالني، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن وفاة نافالني تعد "تذكيرا قاتما بطبيعة بوتين ونظامه".
الأمم المتحدةوأعربت الأمم المتحدة الجمعة عن شعورها بـ"الهلع" حيال نبأ وفاة المعارض الروسي في السجن، داعية السلطات الروسية إلى وضع حد للاضطهاد.
وأضافت أنه إذا توفي شخص ما أثناء احتجازه لدى دولة، فيفترض بأن الدولة هي المسؤولة، مؤكدة أنها مسؤولية لا يمكن دحضها إلا من خلال تحقيق محايد وشامل وشفاف تجريه هيئة مستقلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وفاة المعارض وفاة نافالنی
إقرأ أيضاً:
مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل
توفي السلطان مصطفى الثالث في مثل هذا اليوم من عام 1774، بعد فترة حكم حافلة بالإنجازات والتحديات. وُلد مصطفى في 31 يناير 1717 بمدينة القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، وتدرّج في مناصب الدولة حتى تولى الخلافة بعد وفاة ابن عمه عثمان الثالث، وكان يبلغ من العمر 42 عامًا.
عند توليه العرش، عين الوزير راغب باشا صدرًا أعظم للدولة، وهو رجل ذو معرفة واسعة بشؤون الحكم. شارك الاثنان رؤية مشتركة حول تصاعد الخطر الروسي، مما دفع السلطان مصطفى الثالث إلى التركيز على إصلاح الجيش العثماني وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات. أبرم اتفاقية عسكرية مع بروسيا لضمان الدعم في حال اندلاع حروب مع النمسا أو روسيا.
إصلاحات داخلية وإنجازاتعمل مصطفى الثالث بالتعاون مع راغب باشا على تعزيز التجارة البحرية والبرية، وطرح مشروع طموح لحفر خليج يربط نهر دجلة بإسطنبول لتعزيز التجارة ومنع الغلاء والمجاعات. كما أسس مكتبات عامة ومستشفيات للحد من انتشار الأوبئة في المناطق الحدودية، إلا أن وفاة راغب باشا حالت دون استكمال بعض هذه المشاريع.
استعان السلطان بالبارون دي توت المجري، الذي ساهم في بناء قلاع مسلحة على ضفتي الدرنديل لحماية إسطنبول من الهجمات البحرية. كما أنشأ ورشًا لصب المدافع، وأسس مدارس حديثة لتخريج ضباط متخصصين في المدفعية والبحرية. أظهرت هذه الإصلاحات نتائج ملموسة، حيث حقق الجيش العثماني انتصارات بحرية، أبرزها هزيمة الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس.
التعليم والهندسةأولى السلطان اهتمامًا كبيرًا بالتعليم العسكري، فأسس مركزًا لتدريب ضباط البحرية، والذي تطور لاحقًا ليصبح جامعة إسطنبول التقنية، إحدى أبرز الجامعات الهندسية في الشرق الأوسط اليوم.
شهدت فترة حكم مصطفى الثالث اشتعال الحروب مع روسيا، حيث كانت المعارك سجالًا بين الطرفين. تمكن العثمانيون بقيادة القائد عثمان باشا من تحقيق انتصارات بارزة، واستعادوا بعض المدن المحتلة، مما دفع السلطان إلى منحه لقب غازي.
لم تقتصر إنجازات السلطان على الجانب العسكري، بل شملت إنشاء المدارس والتكايا، بالإضافة إلى تشييد جامع كبير على قبر والدته على الضفة الشرقية لإسطنبول، وترميم جامع محمد الفاتح بعد تعرضه لأضرار جسيمة بسبب زلزال.
وفاته وإرثهتوفي السلطان مصطفى الثالث عام 1187 هـ / 1774م، تاركًا خلفه إرثًا من الإصلاحات والإنجازات التي ساعدت الدولة العثمانية في مواجهة تحديات عصره. خلفه في الحكم أخوه عبد الحميد الأول.