ما هي مكفرات الذنوب في شهر شعبان؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الله- سبحانه وتعالى- ربما فتح لك باب طاعته، ولم يفتح لك باب القبول، وربما فتح على إنسان آخر، وكتب عليه الذنبَ، فكان سببا في الوصول.
مكفرات الذنوب في شهر شعبانوتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إذن فالظواهر ليست هى كل شيئ، يمكن طاعة أورثت كِبْرًا فتكون مهلكة.
وأكمل: لا يفهم أحد ذلك خطأ، ويقول: إنكم تدعون إلى الذنوب وتُبطِلون الطاعات..لا.. فالذنب ذنب، والطاعة طاعة. إننا نقول إن الطاعة لا تَكْمُلُ إلا بالنية الخالصة وبالخشوع وبالخضوع وبالخبوت إلى الله.
وشدد: لا تَحْقِر عبادَ الله..إياك. فَمَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ.
قال الشيخ أبو الحسن: أوصاني شيخي فقال: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالباً من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.
أول جمعة من شعبان.. الاحتلال يعتدي على المصلين والنساء عند المسجد الأقصى دعاء أول جمعة من شهر شعبان.. احرص على آخر ساعة أفضل الأعمال في شهر شعبانسُئل رسولنا - ﷺ - أي الأعمال أفضل ؟ فقال : " الصلاة لمواقيتها " أفضل العمل الصلاة في أوقاتها. فيجب على الناس ألاَّ تستهين بالصلاة، لأن الصلاة هي الإناء الذي يوضع فيه البركة، وتوضع فيه استجابة الدعاء، وتوضع فيه الهداية، ويوضع فيه التوفيق، فمن غير صلاة لا نستطيع أن نفعل شيئاً مع الله سبحانه وتعالى، لأنه فَرَضَ الصلاة علينا من أجل أن يعطي لنا شيئاً نحمله فيها، فإذا كانت غير موجودة فتصبح المصيبة مصيبة كبرى، فالصلاة هذه شىء مهم جدا. فكان أبو بكر رضى الله عنه يقول إذا حضرت الصلاة : ( قوموا إلى ناركم التي أوقدتموها فأطفئوها ) الذنوب نار، ونحن جالسين طول النهار نوقد في نار من الذنوب التى نفعلها. لو تركناها تحترق حياتُنا. فماذا نفعل؟ نطفئها . بماذا؟
وأكمل: الوضوء من مكفرات الذنوب؛ وأن الذنوب تسقط من المتوضئ كما يسقط الورق من الشجر، والصلاة من مكفرات الذنوب، والذكر والاستغفار من مكفرات الذنوب، وبر الوالدين من مكفرات الذنوب، واجتماع الجمعة -وهو فرضٌ على كل ذكر بالغ من أمة النبي ﷺ إذا خلا من المرض، والعوائق، والسفر ونحو ذلك، هو ليس فرضًا على المرأة، ولكن يجوز للمرأة أن تُصلي الجمعة، وإذا واظبت على صلاة الجمعة كانت الجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهما- «من الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهما»، ورمضان من مكفرات الذنوب، والعمرة من مكفرات الذنوب، والحج من مكفرات الذنوب، والزكاة من مكفرات الذنوب ومطهرات الآثام، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والتبسم في وجه أخيك صدقة، وأن تتقي الله بما أمكن ولو بشق تمرة «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وأنك في كل شيءٍ تنويه لله سبحانه وتعالى فإنه يقع الموقع الحسن في تطهير الذنوب وغفران الآثام، والمرض من مكفرات الذنوب «ما من مسلمٍ يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها» ، والسعي على الرزق من مكفرات الذنوب يقول النبي ﷺ: «إن من الذنوب ذنوبًا، لا يُكَفِّرها إِلَّا السعي على المعاش» .
واختتم علي جمعة بالقول: إذن مُكَفِّرات الذنوب والآثام كثيرة جدًّا، وهي التي لخصها سيدنا ﷺ في قوله: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة مكفرات الذنوب الجمعة إلى الجمعة شهر شعبان علی جمعة
إقرأ أيضاً:
ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لابد علينا أن نُحَرِّرَ مفهوم البدعة، سيدنا النبي ﷺ قال حديثًا عَدَّه الأئمة الأعلام -منهم الإمام الشافعي- من الأصول التي بُنِيَ عليها الدين: « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». قال العلماء: قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث في أمرنا هذا شيئًا فهو رد. الشريعة جاءت لتعليم المناهج وبيان القواعد التي يُبنَى عليها الأمر متسعًا، فمن أراد أن يَحْصرها في الوارِد فقد ضيَّق موسَّعًا، وهذا هو البدعة.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان رسول الله ﷺ وضع أُسُسًا لكيفية التعامل مع الحياة بنَسَقٍ منفتح، فمن أراد أن يجعل النَّسَقَ ضيقًا ويجرُّ الماضي على الحاضر من غير اتساع فهو مبتدع، قال: ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث شيئًا، لو قال شيئًا أغلق الأمر كما أرادوا أن يُغلقوه على أنفسهم، لكن لا، قال: ما ليس منه. أخرج الإمام النسائي أن رسول الله ﷺ بعدما انتهى من الصلاة قال: مَن الذي قال مَا قال حينما رفعت من الركوع؟ فخاف الصحابة ولم يتكلَّم أحد، قال: «مَن قال ما قال فإنه لم يقل إلا خيرًا» قال: أنا يا رسول الله، قال: «ماذا قلت؟»، قال: قلت ربنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه ملءَ السموات والأرض وملء ما شئت من شيء. قال: «رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرها أيهم يصعد بها إلى السماء».
قال العلماء: وذلك التصعيد قبل إقرار النبي ﷺ ليعلمنا ما البدعة، وما الزيادة التي ليست ببدعة، فلما كان الكلام جميلاً فيه توحيد الله سبحانه وتعالى، فيه إخلاص واعتراف بالمنة له سبحانه وتعالى، كان وإن لم يسمعه من النبي، وإن كان قد زاده في الصلاة مقبولاً. وعندما سمع النبي في التلبية أعرابًا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلَّا شريكًا هو لك، ملكته ومَا مَلَكَك، أوقفهم وعلَّمهم، وأنكر عليهم، لأن هذا مخالف لما جاءت به الشريعة من إفراد التوحيد لله، فأنكره.
واستدل العلماء بحديث بلال: أن النبي ﷺ قام من ليلته فقال: «يا بلال، سمعتُ خشخشة نعليك قبلي في الجنة، فبما هذا؟»، قال: والله يا رسول الله لا أعرف، قال: إلا أنني كلما توضأت صليت ركعتين. رأى النبي مقام بلال من أجل الركعتين قبل أن يُقرَّهُما، وهو لم يعلمها بلالًا، بل إن بلالًا قد وفَّق بين الشريعة فرأى الوضوء شيئًا حسنًا والصلاة شيئًا حسنًا، فجمع بين هذا وذاك من غير استئذان النبي ﷺ ومن غير توقُفِ فعله على إقرار النبي، وذلك ليعلمنا كيف نعيش بنسقٍ مفتوح في عالمنا حيث نفتقد رسول الله ﷺ بوحيه وفضله المعروف العليم.
فإذا أحدثت شيئًا فلابد أن يكون من الشريعة، لا ضدًا لها، الأمر على السعة فإن جئت فضيقت وقلت: لا ذكر ودعاء إلا بكلام رسول الله ﷺ فقد ضيقت واسعا .