تلعب الحيوانات دورًا حيويًا في التوازن البيئي، فهي تُشكل جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي وتُساهم في استقراره.

لكن على مر السنين، تعرضت العديد من الحيوانات للصيد الجائر لأسباب مختلفة، بدءًا من رغبة الإنسان في التقاط الصور التذكارية معها أو الحصول على أجزاء من أجسادها للتفاخر، وصولًا إلى استهلاكها كغذاء.

وغالبًا ما يُهمل الإنسان أهمية الاعتدال في صيد الحيوانات، مما يُهدد بعض الأنواع بالانقراض، الأمر الذي يُشكل خطرًا جسيمًا على التوازن البيئي.

وهناك عدد كبير من الكائنات قد انقرضت بسبب كثرة اصطياد البشر لها، وهو ما رصده موقع «Britannica»، لـ5 حيوانات أكلها البشر حتى انقرضت.

الحمام الزاجل

قصة انقراضه تعتبر من أكثر القصص مأساوية، لقد كان من أكثر الطيور شيوعًا في أمريكا الشمالية منذ 200 عام، وبلغت أعداده مليارات، فقد كانت الطيور من فصيلة تتجمع وتهاجر في جماعات، وهذا الجمع جعلها فريسة سهلة الاصطياد من الصيادين، الذين يبحثون عن طعام رخيص يمكن بيعه تجاريا، وفي عام 1914، توفيت آخر حمامة من هذا النوع، في حديقة حيوان تسمى سينسيناني، عن عمر 29 عامًا.

 دودو

كان من أكثر الطيور انتشارًا في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي، ويعد طائر الدودو من الطيور الضخمة، فهو أكبر من الديوك الرومية، فبلغ وزنه 23 كيلوجرامًا، لذلك فإن الطياران بالنسبة له كان مستحيلا، وبعد اكتشاف البحارة البرتغاليون الجزيرة في عام 1507، توحش الصيادون في اصطيادها بكثرة، حتى يكون مصدرًا للحوم الطازجة في رحلاتهم، حتى قتل آخر طائر دودو في عام 1681.

الأوك العظيم

كان الأوك من الطيور التي لا تستطيع الطيران، وقد بلغ عددها بالملايين، وكانت منتشرة بشكل كبير في شمال المحيط الأطلسي.

تعرضت هذه الطيور للصيد الجائر لأسباب مختلفة، فبعض الصيادين قتلوها للحصول على ريشها لصنع الوسائد، بينما كان هدف البعض الآخر هو أكلها، واستمر الصيد الجائر حتى انقرض الأوك تمامًا في يونيو 1844.

الماموث الصوفي

يعد الماموث الصوفي هو الأكثر شيوعًا بين أنواع الماموث، وانقرض هذا الكائن منذ 7500 عام، وعلى الرغم أن عامل المناخ كان من الأسباب الرئيسية في انقراضه، إلا أن البشر كان لهم دورًا بارزًا في زواله للأبد، بسبب كثرة الاصطياد سواء لأخذ جلده أو قرونه أو حتى لأكله.

بقرة البحر ستيلر

كان يعيش في القطب الشمالي في شمال المحيط الهادئ، عندما جرى اكتشافه في أول مرة، وكانت السباحة البطيئة هي سبب جعله فريسة سهلة للصيادين للاستفادة من لحومها، وجرى إعلان انقراضها في عام 1768، بعد ثلاثة عقود فقط من اكتشافها على يد البحارة الأوروبيين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انقرض حيوان انقراض موت فی عام

إقرأ أيضاً:

رمضان عند الأدباء.. الرافعي يرصد حكمة الصيام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مقاله الشهير بمجلة "الرسالة"، قدّم الأديب مصطفى صادق الرافعي رؤية فلسفية مدهشة للصيام، حيث اعتبره نوعا من الدواء يؤخذ سنويا لتجديد طاقة الجسد وتنقيته، وكأن أيام رمضان الثلاثون ليست سوى حبات علاجية تعمل على تقوية المعدة، تصفية الدم، وإعادة ترميم أنسجة الجسم المنهكة طوال العام.

 الصيام في نظر الرافعي، ليس مجرد عبادة جسدية، بل يحمل في طياته حكمة إنسانية عميقة، إذ إنه يضمن استمرار الفكرة الإنسانية وسط تقلبات الحياة، فلا تنحرف النفس بتغير الظروف، ولا يطغى القوي على الضعيف في دوامة المصالح.

ويشير الرافعي إلى واحدة من أعظم معجزات القرآن، وهي قدرته على حمل حقائق خالدة في ألفاظ بسيطة، فيكشف معانيها في الوقت المناسب، حتى إذا ضجّ العلم الحديث في متاهاته، وجد في القرآن إجابات غفل عنها العقل البشري.

يطرح الرافعي رؤية اجتماعية غير تقليدية، إذ يرى أن الصيام هو أقوى نظام اشتراكي عرفه البشر، فهو فقر اجباري تفرضه الشريعة على الجميع، بحيث يتساوى الغني والفقير في إحساس الجوع والعطش، فلا فرق بين من يملك الملايين ومن لا يملك شيئا، تماما كما تحقق الصلاة المساواة الروحية، ويفرض الحج التواضع والتجرد من الفوارق الاجتماعية.

يفسر هذا الفقر الإجباري بأنه درس عملي للنفس، يذكرها بأن الحياة الحقيقية ليست في امتلاك الأموال، بل في الشعور المشترك بين البشر، فالتكافل لا يتحقق حين يتباين الناس في رغباتهم، بل حين يتوحدون في الإحساس بالألم والمعاناة، فيصبح التراحم فطرة، لا مجاملة.

يؤكد الرافعي أن البشر لا يختلفون في عقولهم، ولا في أنسابهم، ولا في أموالهم، لكنهم يختلفون في بطونهم! فالبطن هو الذي يحكم العقل والعاطفة، وهو الذي يقود الإنسان إما للسمو الروحي أو الانحدار في الجشع والطمع.

وإذا دخلت شهوة الطعام في صراع مع العقل، فإنها تُفسده وتحوله إلى خادم لرغبات الجسد، وهنا تكمن نكبة الإنسانية، حيث يصبح "العقل العلمي" عبدًا للشهوة، وتتحكم الغرائز في مصير البشر.

وفي ختام مقاله، يؤكد الرافعي أن الصيام ليس حرمانا، بل تدريب للنفس، فهو يروض الجسد، ويهذب الروح، ويوحد الشعور بين البشر، إذ يُحكم السيطرة على الجسد، فيمنع البطن من التغذية، ويُمسك أعصاب الجسد عن لذاتها، ليخرج الإنسان من رمضان بروح أكثر نقاءً، ونفس أكثر اتزانًا.

ويرى  أن  الصيام ليس مجرد عبادة، بل فلسفة حياة، تجعل الإنسان أقرب إلى ذاته، وإلى غيره، وإلى الله.

مقالات مشابهة

  • رمضان عند الأدباء.. الرافعي يرصد حكمة الصيام
  • هندسة الفئران وراثيا لتصبح بشعر كثيف مثل الماموث المنقرض
  • بيوت تنهار وحقوق تُهدر... سكان حي المحيط يطالبون بالإنصاف (فيديو)
  • الرجال الذين لديهم حيوانات منوية ذات جودة عالية قد يعيشون أكثر من غيرهم
  • هل تشعر الحيوانات بالناس قبل وفاتهم؟.. علي جمعة يجيب
  • شركة أميركية تنجح في إنماء فأر بخصائص الماموث الصوفي
  • في غزة رجالٌ يختلفون عن بقية البشر
  • الجن زمن الإنسانية المتحولة
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئ