ما يحدث في قطاع غزة فيما يتعلق بنزوح السكان داخليا بسبب العدوان الإسرائيلي غير مسبوق في الصراعات على مستوى العالم، فبينما كان هناك متنفس للنازحين في الصراعات العالمية للتحرك داخل إقليم الحرب أو خارجه عبر الحدود، فإن سكان غزة لا يوجد لهم مكان آخر يستطيعون الذهاب إليه خارج منطقة الحرب، بسبب الحصار المشدد المفروض عليهم من إسرائيل ومصر، ما أسفر عن وضع متفرد ومؤلم من المعاناة.

ما سبق كان خلاصة تقرير كتبته كيلسي نورمان،   مديرة برنامج حقوق المرأة وحقوق الإنسان واللاجئين في معهد بيكر للسياسة العامة، ونشره "المركز العربي واشنطن دي سي".

وتقول كيلسي  إن عدد النازحين داخلياً على مستوى العالم قد تضاعف تقريباً ليصل إلى 63 مليوناً، ومع ذلك، فإن حالة النزوح الداخلي في غزة اليوم غير مسبوقة، بحسب ما ترجمه "الخليج الجديد".

اقرأ أيضاً

تحذير أممي من هجوم إسرائيلي على رفح: سيؤدي إلى مذبحة وكارثة إنسانية

معاناة فريدة من نوعها

وتضيف: لا يرجع ذلك فقط إلى حجم النزوح، حيث يضطر 80% من سكان القطاع (1.9 مليون شخص) إلى مغادرة منازلهم، كما أنها فريدة من نوعها من حيث أن سكان غزة ليس لديهم، بالمعنى الحرفي للكلمة، مكان يذهبون إليه.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي،  وما تلاها من قصف إسرائيلي وغزو بري لغزة، لم يتمكن سوى نحو 400 من مواطني غزة مزدوجي الجنسية وحفنة من الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة من العبور إلى مصر.

أُجبرت الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة لأول مرة على الفرار إلى النصف الجنوبي من القطاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأحيت مشاهد نزوحهم صور نكبة الفلسطينيين التاريخية، تقول الكاتبة.

وبعد أن تركز النازحون في خان يونس، جنوبي القطاع، دهمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأجبرهم على النزوح مجددا إل أقصى الجنوب في رفح في حراك استمر حتى يناير/كانون الثاني الماضي.

اقرأ أيضاً

بيان مشترك.. كندا وأستراليا ونيوزيلندا تدعو لوقف النار بغزة وتحذر من ضرب رفح

وتحت ضغط من الحكومة الأمريكية لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، أصدرت إسرائيل "خريطة منطقة الإخلاء" التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي قسمت القطاع إلى شبكات وأخبرت الفلسطينيين النازحين بالمناطق التي يجب الانتقال إليها ومتى.

وتقول الكاتبة إنه كان من الصعب للغاية قراءة الخريطة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة - خاصة مع الانقطاع الدوري للكهرباء والخدمات الخلوية في غزة - وتبين أن تعليمات الخريطة صعبة الفهم أو متناقضة، حيث كانت المناطق التي يُزعم أنها تعتبر آمنة عرضة للقصف الجوي.

كارثة رفح

وتستضيف رفح الآن، الواقعة على الحدود المصرية، أكثر من 1.3 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان قطاع غزة، في الوقت الذي كانت فيه المنطقة يعيش بها قبل الحرب 280 ألف نسمة فقط، وقد أدى اكتظاظها الحالي إلى نقص حاد في المأوى والغذاء والمياه ومرافق الصرف الصحي.

غزة وحماة وسراييفو

وتقارن الكاتبة ما يحدث في غزة بما حدث في مدينة حماة السورية عام 1982 عندما اجتاحها جيش رئيس النظام السوري حافظ الأسد لقمع الإخوان المسلمين داخلها، وسواها بالأرض خلال ثلاثة أسابيع، لكن الأسد أمهل السكان فترة للفرار خارج المدينة، قبل اجتياحها واعتبر أن من سيبقى داخلها عقب تلك المهلة هو من الإخوان.

وتقول الكاتبة إن ذلك الخيار حتى لم يتح لأهالي غزة الذين لم يسمح لهم بالفرار خارج القطاع.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يتوعد بعملية قوية في رفح ويؤكد: لن نخضع لشروط حماس

وتضيف: خارج الشرق الأوسط، أدى الحصار الذي فرضه الجيش الصربي على سراييفو في الفترة 1992-1996 إلى حصار السكان المدنيين، وأغلبهم من عرقية البوشناق، وعرضهم للقصف والقتل المستهدف من قبل القناصة.

ومثلها كمثل غزة اليوم، عانت سراييفو أشهراً من دون غاز أو كهرباء أو ماء خلال مراحل مختلفة من الحرب، وفي نهاية المطاف تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 10 آلاف شخص قُتلوا أثناء الحصار.

ولكن خلافاً لما حدث في غزة، فإن "نفق الأمل" في سراييفو ــ وهو ممر تحت الأرض يمتد من داخل المدينة، تحت مطارها، إلى ما وراء المنطقة المحاصرة ــ سمح للأفراد المصابين وغيرهم بالفرار إلى بر الأمان.

لهذا كان الوضع في غزة "فريدا من نوعه"، على حد وصف الكاتبة.

اقرأ أيضاً

كاتبة تهاجم الأمم المتحدة بسبب تفاعلها مع مجزرة رفح: متواطئة في تهجير الفلسطينيين وقتلهم

خيار صعب

وما بين رغبة إسرائيل في إخلاء غزة من سكانها كهدف سياسي وأمني استراتيجي ورفض مصر لهذا الهدف بإصرار، يجد النازحون في رفح أنفسهم أمام خيار شديد الحساسية والصعوبة، كما تقول الكاتبة.

لذلك، تبدي كيلسي تعجبها من اقتصار التحليلات على بحث مستقبل غزة سياسيا وليس إنسانيا، معتبرة أن مستقبل القطاع على المستوى الإنساني هو الذي يجب أن يشغل الجميع الآن.

وتتساءل الكاتبة: إلى أين سيدفع جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه الأعداد الضخمة من النازحين عندما يغزو رفح بريا؟، في ظل استمرار رفض قيادات بالاحتلال لإرجاعهم إلى مناطق الشمال والوسط في القطاع، هل سيرميهم في البحر المتوسط؟

المصدر | كيلسي نورمان / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة رفح نازحين تهجير حرب غزة معاناة اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل:- إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أمريكية ضخمة بعد رفع التجميد عنها.. طائرات نقل عسكرية تهبط بقاعدة نيفاتيم

في تطور لافت يعكس متانة التحالف العسكري بين واشنطن وتل أبيب، تسلمت إسرائيل شحنة ضخمة من الأسلحة الأمريكية، كانت قد خضعت في وقت سابق لقرار تجميد من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قبل أن ترفع الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب القيود عنها وتسمح بتوريدها.

ووفقًا لما أوردته قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، فإن طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز "C-17" قامت، خلال الأيام القليلة الماضية، بإنزال شحنات من الأسلحة المتنوعة في قاعدة نيفاتيم الجوية، الواقعة في قلب إسرائيل، قادمة من قواعد عسكرية أمريكية منتشرة حول العالم.

ترامب يعود لمشروع ضم غرينلاند: إغراءات اقتصادية بدلًا من الدبابات وسط تصاعد التنافس في القطب الشمالي ترامب يناقش البرنامج النووي الإيراني مع مساعديه قبل الجولة الثانية من المفاوضات شحنات الأسلحة تشمل قنابل ثقيلة وصواريخ متطورة

وأشارت القناة إلى أن هذه الشحنات العسكرية تضمنت قنابل شديدة التدمير من طراز "MK-84"، وهي قنابل تزن نحو 900 كيلوجرام وتُستخدم لتدمير التحصينات والمنشآت الكبيرة، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة وصواريخ اعتراضية موجهة تُستخدم ضمن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة "ثاد" (THAAD) الأمريكية الصنع.

وتُعد هذه المعدات العسكرية من الأسلحة الاستراتيجية التي تساهم في تعزيز القدرات الهجومية والدفاعية للجيش الإسرائيلي، لا سيما في ظل التصعيدات الأمنية الجارية في المنطقة، والتهديدات المتزايدة على الجبهات المختلفة.

عشرات الرحلات الجوية السرية تهبط في نيفاتيم

وتحدثت مصادر القناة العبرية عن أن عشرات الرحلات الجوية لطائرات الشحن الأمريكية، قد حطت بشكل متتالٍ في قاعدة نيفاتيم الجوية، ضمن جسر جوي منظم لتوريد الأسلحة، ما يعكس تنسيقًا عسكريًا مكثفًا بين الجانبين في هذه المرحلة الحساسة من التوترات الإقليمية.

وتُعد قاعدة نيفاتيم من أهم القواعد الجوية في إسرائيل، وتحتضن طائرات الشبح الأمريكية من طراز "F-35"، إلى جانب عدد من أنظمة القيادة والتحكم الحديثة.

العلاقات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية تعود للواجهة

ويأتي تسليم هذه الأسلحة بعد فترة من الفتور في العلاقات العسكرية بين تل أبيب وواشنطن، على خلفية الخلافات السياسية التي سادت خلال فترة حكم الرئيس جو بايدن، حيث تم تجميد عدد من صفقات التسليح لأسباب سياسية وإنسانية، تتعلق باستخدام إسرائيل لهذه الأسلحة في النزاعات داخل قطاع غزة ومناطق أخرى.

لكن الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب أبدت انفتاحًا واضحًا على دعم إسرائيل عسكريًا، مؤكدة في تصريحات متفرقة أن أمن إسرائيل يمثل أولوية استراتيجية للولايات المتحدة، في إطار التحالف التاريخي بين البلدين.

دلالات وتوقيت لافت

وتُطرح تساؤلات عديدة حول توقيت تسليم هذه الشحنات العسكرية، خاصة مع تصاعد التوترات على حدود لبنان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، بالإضافة إلى التحذيرات المتكررة من إمكانية اندلاع مواجهات إقليمية أوسع نطاقًا.

في المقابل، لم تُصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أي تعليق رسمي على هذه الرحلات أو نوعية الأسلحة المُرسلة، بينما تحفظت وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضًا عن تقديم أي تصريحات، واكتفت وسائل إعلامها بالتلميح إلى "تعزيز قدرات الردع".

مقالات مشابهة

  • إجلاء قسري وملاجئ مكتظة: نازحو الضفة الغربية يواجهون مصيرًا مجهولًا
  • سكان غزة يعانون من أجل الحصول على وجبة طعام واحدة
  • إسرائيل تعلن إجلاء مئات الآلاف من سكان غزة ومنع المساعدات تماما.. فيديو
  • قنابل خارقة أمريكية تصل إسرائيل.. و"حماس" تدعو إلى شد الرحال للمسجد الأقصى
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
  • عاجل:- إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أمريكية ضخمة بعد رفع التجميد عنها.. طائرات نقل عسكرية تهبط بقاعدة نيفاتيم
  • قنابل ثقيلة وذخائر وصواريخ.. ترامب يُسلم إسرائيل أسلحة أمريكية جمدتها إدارة بايدن
  • عاجل| غارات أمريكية جديدة على مواقع للحوثيين في جزيرة كمران على البحر الأحمر
  • الهجرة الدولية: ثلثا سكان السودان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة