التحالف الأوروبي يسعى لتسليم مليون طائرة دون طيار إلى أوكرانيا
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
انضمت مجموعة من الدول الأوروبية، وعلى رأسها «لاتفيا والمملكة المتحدة»، إلى تحالف تعهد بإنتاج وإمداد «أوكرانيا» بمليون طائرة دون طيار، مع اقتراب الأزمة الطاحنة مع روسيا من عامها الثالث، وسط المُعاناة من نقص في الذخيرة وتعقيدات التمويل من أمريكا حسبما أفادت صحيفة «بلومبيرج» الأمريكية، اليوم الجمعة.
عدم إصدار أي جدول زمني لتسليم الطائرات دون طياروأعلنت «لاتفيا» لأول مرة أنها ستقود التحالف الشهر الماضي، لكن الخطط تقدمت يوم الأربعاء عندما وقعت دولة البلطيق خطاب نوايا لبناء المشروع مع أوكرانيا وهولندا وليتوانيا وإستونيا والسويد والدنمارك وألمانيا، ولم يتم إصدار أي جدول زمني لتسليم الطائرات دون طيار، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم مُطابقة هذا العدد أو متى.
واضطر الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف الشهر الماضي بأنه لن يُحقق هدفه المُتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بحلول مارس 2024.
وقالت وزارة الدفاع في لاتفيا في بيان: «نعتزم تسليم مليون طائرة بدون طيار إلى أوكرانيا.»، ومن خلال التوقيع على خطاب النوايا، وافقت الدول على تخصيص الموارد لتصنيع الطائرات بدون طيار وتسليم هذه الطائرات المُسيّرة وقطع الغيار إلى أوكرانيا، إذ سيجرى اختبارها وسيقوم التحالف أيضًا بتدريب قوات كييف على كيفية استخدامها والتكامل مع التقنيات الأخرى.
وذكرت «المملكة المتحدة» اليوم الجمعة، أنها ستُشارك في قيادة تحالف الطائرات بدون طيار مع لاتفيا، وتعهدت لندن وحدها بتزويد الآلاف من الطائرات المُسيّرة، لكنها لم تشر إلى الرقم المليون على وجه التحديد، مُضيفة «أنها ستعمل على توسيع وتبسيط توفير الغرب لطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) إلى كييف».
لندن تمول إنتاج الطائرة ضمن حزمة طائرات دون طياروستقوم لندن بتمويل إنتاج الطائرة ضمن حزمة طائرات دون طيار بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني «250 مليون دولار»، وتُخطط لإقامة منافسة لإنتاجها «على نطاق واسع وبأسعار معقولة».
أما استثمار «لاتفيا» فهو أكثر تواضعًا، إذ تُقدر قيمته بنحو 10 ملايين يورو «10.8 مليون دولار» على مدى العام المُقبل، لكنها شددت على أن أوكرانيا قدمت بالفعل معلومات، تتعلق بمُتطلبات الطائرات دون طيار.
وقال «ميخايلو فيدوروف»، نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون الابتكارات وتطوير التعليم والعلوم والتكنولوجيا، في خطاب عن بُعد أمام مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم الجمعة، إن أوكرانيا أنتجت 300 ألف طائرة دون طيار العام الماضي، كما قامت قواتها المسلحة ببناء جيش من الطائرات دون طيار، تتكون من 60 وحدة هجومية دون طيار، زاعمًا أن قوات كييف دمرت 14270 قطعة من معدات الحرب البرية الروسية بما في ذلك الدبابات والشاحنات والمدفعية ذاتية الدفع وأنظمة إطلاق الصواريخ المُتعددة ومخازن الذخيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا طائرات بدون طيار طائرات مسيرة الطائرات دون طیار بدون طیار
إقرأ أيضاً:
ألف قناص في السماء.. هذه هي الحرب الجديدة في أوكرانيا
عندما انفجرت قذيفة هاون فوق مركبتهم القتالية المدرعة "برادلي" الأمريكية الصنع، شعر الجنود الأوكرانيون داخلها بالاهتزاز، لكنهم لم يكونوا قلقين كثيراً، إذ اعتادوا على قصف المدفعية على مدار 3 سنوات من الحرب. لكن سرعان ما بدأت الطائرات المسيّرة الصغيرة بالهجوم.
استهدفت هذه الطائرات أضعف نقاط المدرعة "برادلي" بدقة قاتلة تتجاوز ما تمتلكه قذائف الهاون. أصابت إحدى الطائرات الانتحارية المتفجرة الفتحة العلوية فوق مكان جلوس القائد. "مزقت ذراعي"، قال الرقيب تاراس، القائد البالغ من العمر 31 عاماً، الذي فضل استخدام اسمه الأول وفقاً لبروتوكولات الجيش الأوكراني.
أثناء محاولته العثور على عاصبة لإيقاف النزيف، لاحظ أن سائق المركبة أصيب أيضاً، إذ فقئت عينه من الانفجار.
Astonishing and grim statistic: Drones now cause about 70 percent of deaths and injuries in the Ukraine war.
https://t.co/eS0xD2MaX8
نجا كلا الجنديين، لكن الهجوم كشف كيف أصبحت الطائرات المسيّرة، وهي في الغالب تقنيات متاحة تجارياً تُحول إلى آلات قتل، عاملاً يجعل السنة الثالثة من الحرب أكثر دموية من السنتين السابقتين وفقاً للتقديرات الغربية، بحسب تقرير تحليلي في صحيفة "نيويورك تايمز".
هيمنة الطائرات المسيّرةوتقول الصحيفة إن المدفعية الثقيلة لم تعد هي السلاح الأكثر فتكاً في هذه الحرب، إذ إن الطائرات المسيّرة تسبب الآن حوالي 70% من الإصابات بين القوات الروسية والأوكرانية، وفقاً لرومان كوستنكو، رئيس لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني. في بعض المعارك، تصل النسبة إلى 80%، كما يقول القادة العسكريون.
عندما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قواته إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات، سارعت الدول الغربية إلى تزويد كييف بأسلحة تقليدية بمليارات الدولارات، مثل المدافع والدبابات، على أمل صد الغزو الروسي. لكن الحاجة الميدانية الهائلة استنفدت مخزون حلف الناتو تقريباً.
في عام 2022، كانت المعارك تعتمد على المدفعية والخنادق والدبابات، لكن بحلول 2025، باتت الطائرات المسيّرة العنصر الحاسم في ساحة المعركة.
وتشمل الأدوات الحربية الحديثة الطائرات الانتحارية، والأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، والطائرات المسيرة المجهزة برؤية الشخص الأول (FPV)، والطائرات البرية المسلحة.
وبحسب التقرير، فقد أصبحت المعارك عبارة عن سباق بين روسيا والغرب لتوريد الأسلحة التقليدية، مما حول شرق أوكرانيا إلى ميدان نيران مدفعية. لكن الآن، الطائرات المسيّرة تسيطر على الميدان، متجاوزة الأسلحة التقليدية في فعاليتها القاتلة.
We are grateful to our partners for strengthening Ukraine's defense capabilities. ???????? warriors and western-made weapons are the best combination to drive the enemy out of our land.
????: UA Land Forces pic.twitter.com/uX1Q7HBqLZ
تسببت الحرب في مقتل وإصابة أكثر من مليون جندي، وفقاً للتقديرات الأوكرانية والغربية. لكن الطائرات المسيّرة أصبحت الآن مسؤولة عن قتل عدد أكبر من الجنود وتدمير عدد أكبر من المركبات المدرعة مقارنة بجميع الأسلحة التقليدية الأخرى مجتمعة، بما في ذلك القناصة والدبابات ومدافع الهاوتزر وقذائف الهاون.
كان دوي المدفعية المتواصلة في السابق السمة المميزة للقتال، لكن اليوم أصبح الخطر شخصياً للغاية، حيث تطارد الطائرات المسيّرة الجنود وتستهدف المركبات بسرعة فائقة، مما أجبر القوات على المشي لمسافات طويلة والاختباء من هذه الأجهزة القاتلة. "يمكنك الاختباء من المدفعية"، يقول القائد الميداني الأوكراني بوهدان، "لكن الطائرات المسيّرة كابوس مختلف تماماً".
⚡️ Zelenskyy: F-16s arrived too late, but they are extremely effective.
???? "We have a very little number of F-16s. What they do now? Destroyed 7 ballistic [cruise missiles] missiles two nights ago." pic.twitter.com/gXXfQRhqRZ
ووفقاً للصحيفة، أنتجت أوكرانيا أكثر من مليون طائرة مسيّرة من طراز FPV في عام 2024، بينما تدعي روسيا أنها تصنع 4.000 طائرة يومياً، وتسعى كلتا الدولتين إلى إنتاج ما بين 3 إلى 4 ملايين طائرة في 2025.
ومع زيادة الهجمات بالطائرات المسيرة، تصاعدت أيضاً المواجهات الإلكترونية، حيث تنتشر أنظمة التشويش التي تعطل إشارات التحكم بالطائرات المسيرة، مما يجعل عمليات الاستهداف أكثر صعوبة.
للتعامل مع هذه التطورات، طورت أوكرانيا وروسيا تقنيات مضادة للطائرات المسيّرة، مثل الطائرات المسيّرة المزودة ببنادق لإسقاط الطائرات الأخرى، والليزر المضاد للطائرات منخفضة الارتفاع، والدروع الواقية المصنوعة من الشباك المعدنية لحماية المركبات من الهجمات الجوية.
⚡️BREAKING: Ukraine has stated that it wants 40-50 F-16 fighter jets.
If new F-16’s are provided, it would cost ~$11 Billion USD. If used F-16’s are provided instead, then it would cost ~$2 Billion USD. https://t.co/7rceufZUZF pic.twitter.com/F3AasWNxMJ
وتقول الصحيفة إن ظهور الطائرات المسيّرة كالسلاح الرئيسي في الحرب الأوكرانية يعيد تشكيل الاستراتيجيات العسكرية حول العالم. وتسعى دول مثل إيران وكوريا الشمالية والصين إلى استيعاب الدروس المستفادة من هذه الحرب.
يقول الأدميرال بيير فاندير، قائد التحول العسكري في الناتو: "الحرب في أوكرانيا تمزج بين تكتيكات الحرب العالمية الأولى والثالثة، ما يحدث قد يكون نموذجاً لحروب المستقبل".