كريات اربع (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب": ربما لم يُبلغ المستوطن الإسرائيلي إيلي فيدرمان الذي يقاتل مع الجيش في غزة بعد، بأنه يخضع لعقوبات فرضتها لندن التي طلبت تجميد أمواله كجزء من حملة جديدة تستهدف "مستوطنين متطرفين" في الضفة الغربية المحتلة.

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الإثنين الماضي فرض عقوبات على أربعة مستوطنين هاجموا فلسطينيين وخربوا ممتلكاتهم ومن بينهم إيلي فيدرمان المتهم بالضلوع في هجمات عدة بالقرب من الخليل في جنوب الضفة الغربية.

وفيدرمان معروف جيدا بين مجموعة "شباب التلال"، وهو تيار يميني متطرف متهم بارتكاب هجمات ضد الفلسطينيين. وأبوه نوعام فيدرمان من الشخصيات البارزة في اليمين المتطرف الإسرائيلي، وقد سُجن مرات عدة.

ويقول نوعام لوكالة فرانس برس في مستوطنة كريات أربع إن إيلي "لا يعرف شيئا عن كل ذلك. ليس لديه هاتف ... وهو في غزة. يقود مركبات تمهد المنطقة قبل مرور الدبابات".

يتهم الفلسطينيون الحكومات الغربية بعدم ممارسة ضغوط كافية على إسرائيل لتجنب مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في الحملة المدمرة التي تنفذها في غزة.

ويقول نوعام فيدرمان إن الغربيين يفرضون عقوبات على المستوطنين لمحاولة إظهار أنهم يتخذون موقفًا "متوازنًا" حيال إسرائيل.

إفراغ قرية من سكانها

والمملكة المتحدة ليست الوحيدة التي تبدو وكأنها تسعى إلى إيجاد توازن بين دعم الحملة العسكرية في غزة التي شنتها إسرائيل بعد هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، وإدانة أعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل أو مستوطنوها.

أعلنت واشنطن مطلع فبراير فرض عقوبات على أربعة مستوطنين، وفعلت فرنسا الشيء نفسه الثلاثاء، مستهدفة "28 مستوطنا إسرائيليا متطرفا"، من بينهم صهر نوعام فيدرمان، ينون ليفي الذي فرضت عليه لندن وواشنطن عقوبات بعد اتهامه بمهاجمة بدو فلسطينيين وحرق حقولهم وتدمير ممتلكاتهم.

في العام 2021 أسس ينون ليفي مزرعة ميتريم وهي بؤرة استيطان عشوائية في الطرف الجنوبي من الضفة الغربية يعيش فيها مع زوجته سابير. والمزرعة مجهزة بكاميرات مراقبة وفيها ثلاثة خيول وحوالى 200 خروف.

وترجح صحف محلية أن ينون ليفي كان وراء تفكيك خربة زنوتا، وهي قرية بدوية صغيرة تبعد عن المزرعة بضع مئات من الأمتار. وكانت خربة زنوتا، الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، قد تلقت في الماضي العديد من أوامر الهدم.

في العام الماضي، ظهرت 26 مستوطنة عشوائية في الضفة الغربية، وهي بؤر استيطانية لم يصدر قرار رسمي ببنائها. وهو ما يعد رقماً قياسيًا، وفق منظمة "السلام الآن" غير الحكومية التي تعتبر المستوطنين الخاضعين للعقوبات "مجرد نقطة في بحر" الاستيطان الإسرائيلي المستشري في الضفة الغربية.

أقيمت حوالى عشر من تلك البؤر الاستيطانية بعد بدء الحرب في 7 أكتوبر وهي الفترة التي صعَّد فيها المستوطنون أعمال العنف والهجمات ضد الفلسطينيين.

في خربة زنوتا، قال السكان إنهم حزموا أمتعتهم في نهاية أكتوبر بعدما قامت مجموعة من الأشخاص بتخريب قريتهم.

يقول فايز التِل رئيس المجلس البلدي "لقد نغص علينا المستوطنون حياتنا"، مرحِّباً بالعقوبات الغربية ضد المستوطنين.

تجميد حسابات

النتيجة المباشرة الأولى للعقوبات هي تجميد حسابات ينون ليفي وزوجته في الأيام الأخيرة. وعقدت اللجنة البرلمانية الإسرائيلية للشؤون الاقتصادية، برئاسة ديفيد بيتان، المسؤول المنتخب عن حزب الليكود الذي ينتمي إليه بنيامين نتانياهو، "اجتماعا طارئا" الأربعاء للبحث في قضية ليفي. وقال بيتان إنه يتعين على الحكومة أن تتحرك "وإلا فإن هذا لن يتوقف".

وكلفت منظمة "هونينو" اليمينية المتطرفة، التي تدافع عن هؤلاء المستوطنين وتعتبرهم "أبطالًا"، مجلس الوزراء لدفع البنوك الإسرائيلية إلى عدم تنفيذ العقوبات.

لم يعد بإمكان الزوجين ليفي استخدام بطاقاتهما المصرفية، لكنهما يتلقيان التبرعات المرسلة "ليس فقط من المستوطنات، ولكن أيضًا من جميع أنحاء إسرائيل"، كما يؤكد نوعام فيدرمان مستنكرا ما يسميه "سرقة".

وهو يرى أن المشكلة نفسها تنتظر ابنه إيلي الذي يخدم في غزة ويقول "ماذا سيحدث عندما يريد إيداع راتبه في البنك؟ إنه جندي. أعتقد أن الأمر سيكون محرجاً جداً بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الضفة الغربیة فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع وتيرة جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة لمستويات عالية خلال 2024

قالت إذاعة جيش الاحتلال، إنه بحسب معطيات الأجهزة الأمنية فقد تم تسجيل 340 حادثة جريمة قومية "إرهابية" لمستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية العام 2024.

وجاءت إحصائيات الإذاعة تعقيبا على حديث قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فوكس حول تزايد حالات العنف في الضفة.

وشملت الأحداث اعتداءات متعمدة ضد الفلسطينيين من بينها إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في المنازل والمركبات والمزارع، بالإضافة إلى أحداث اعتداء متعمد ضد قوات الأمن "الاسرائيلية".

و‏خلال الاسبوع الماضي فقط تم تسجيل 23 حدثا في محيط إخلاء موقع بنيامين الاستيطاني، وفقا للإذاعة.



وبينت الإذاعة أن هذا أعلى عدد من للجرائم التي بركتبها المستوطنون خلال أسبوع واحد منذ أيار/ مايو الماضي الذي شهد تسجيل 85 جريمة من بينها 42 حادثة خلال أسبوع وكان أبرزها الهجوم على سائقي شاحنات المساعدات الإنسانية.

كما سجلت‏ خلال شهر حزيران/ يونيو 65 جريمة قومية.

وتحدث قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فوكس، خلال مراسم إنهاء مهامه والتقاعد من منصبه، مساء الاثنين، عن ازدياد الجريمة القومية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، بحق الفلسطينيين.

وأوضح، "أن الجريمة القومية رفعت رأسها تحت رعاية الحرب كما أن القيادة لم ترَ التهديد القائم وهي لا تفعل شيئا".

وأضاف، "أن قدرة قيادة المنطقة الوسطى على القيام بمهامها، لحماية دولة إسرائيل والسكان، تعتمد أيضاً على وجود سلطة فلسطينية فاعلة وقوية، تتمتع بأجهزة أمنية فعّالة تحافظ على القانون والنظام".

وفي نيسان/أبريل الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"؛ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالمشاركة في هجمات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية، والتي تسببت في تهجير سكان نحو 20 تجمعا سكانيا، وأزالت سبعة تجمعات سكانية على الأقل بالكامل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وفي تقرير مطول عن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة؛ قالت المنظمة، إن المستوطنين الإسرائيليين اعتدوا على الفلسطينيين وعذبوهم وارتكبوا العنف الجنسي ضدهم، وسرقوا ممتلكاتهم ومواشيهم، وهددوا بقتلهم إذا لم يغادروا بشكل دائم، ودمروا منازلهم ومدارسهم تحت غطاء الحرب المستمرة في غزة.



وقال بيل فان إسفلد، المدير المشارك لحقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "هجّر المستوطنون والجنود تجمّعاتٍ فلسطينية بأكملها ودمروا كل منزل فيها بدعم مفترض من السلطات الإسرائيلية. بينما يتركز اهتمام العالم على غزة، تتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، التي تغذيها عقود الإفلات من العقاب ولامبالاة حلفاء إسرائيل".

وحققت "هيومن رايتس ووتش" في الهجمات التي أدت إلى التهجير القسري لجميع سكان خربة زنوتا وخربة الرظيم جنوب الخليل، والقانوب شرق الخليل، وعين الرشاش ووادي السيق شرق رام الله، في تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر، وتُظهر الأدلة أن المستوطنين المسلحين، بمشاركة نشطة من وحدات الجيش، قطعوا الطرق بشكل متكرر وداهموا التجمعات الفلسطينية، واحتجزوا السكان واعتدوا عليهم وعذبوهم، وطردوهم من منازلهم وأراضيهم تحت تهديد السلاح أو أجبروهم على المغادرة تحت تهديدهم بالقتل، ومنعوهم من أخذ ممتلكاتهم.

وكشفت "هيومن رايتس ووتش" أنها تحدثت إلى 27 شاهدا على الهجمات، واطلعت على فيديوهات صورها السكان، تُظهر مضايقات من قبل رجال يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي ويحملون بنادق حربية "إم 16".

وتصاعدت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين عام 2023 إلى أعلى مستوى منذ أن بدأت "الأمم المتحدة" بتسجيلها عام 2006. كان هذا هو الحال حتى قبل الهجمات التي قادتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.



وقالت المنظمة، إنه على إثر الحرب في غزة، استدعى "الجيش الإسرائيلي" 5500 مستوطن من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، بينهم ذوو سجلات جنائية في العنف ضد الفلسطينيين، وعيّنهم في "ألوية الدفاع الإقليمي" في الضفة الغربية.

ووزعت سلطات الاحتلال سبعة آلاف قطعة سلاح على عناصر هذه الفرقة وقوات أخرى، بما فيها "فرق الأمن المدنية" التي أُنشئت في المستوطنات، وفقا لصحيفة "هآرتس" ومنظمات حقوقية إسرائيلية. أفادت وسائل إعلام أن المستوطنين تركوا منشورات وأرسلوا تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي للفلسطينيين، مثل تحذيرات تقول "اهربوا إلى الأردن" وإلا "تعرضتم للإبادة"، وأن "يوم الانتقام قادم".

وسجلت الأمم المتحدة أكثر من 700 هجوم من قبل مستوطنين بين تشرين الأول/ أكتوبر، ونيسان/  أبريل، وكان جنود يرتدون الزي العسكري موجودين في نصف الهجمات تقريبا.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض عقوبات على منظمة إسرائيلية بسبب العنف بالضفة
  • مجموعة السبع تدين تشريع إسرائيل بؤرا استيطانية وعقوبات أميركية على مستوطنين
  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مستوطنين وكيانات إسرائيلية بالضفة الغربية
  • مجموعة السبع تدين تشريع إسرائيل خمس بؤر استيطانية في الضفة
  • بوصلة من الرصاص على القدس والضفة.. القسام تعلق على تصاعد الأحداث في الأراضي المحتلة
  • ارتفاع وتيرة جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة لمستويات عالية خلال 2024
  • وزارة: مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة
  • قوات الاحتلال تنكل بالصحفيين الفلسطينيين
  • يتعرّضون للقتل والاعتداء والاحتجاز قوات الاحتلال تنكل بالصحفيين الفلسطينيين
  • إسرائيل تفرج عن أسيرين من الضفة الغربية