صراع المصالح: النازحون يدفعون الثمن في معركة السياسة والأمن
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
16 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: بعد عقود طويلة من النزوح والمعاناة، تسعى الحكومة العراقية جاهدة لإنهاء ملف النازحين خلال العام الحالي 2024، إلا أن هناك تحديات كبيرة تعوق عملية عودتهم إلى مناطقهم الأصلية. فالأوضاع الأمنية المتردية وعدم الاستقرار في بعض المناطق تجعل الكثيرين غير قادرين على العودة بأمان.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن هناك جهات سياسية تعترض على إنهاء ملف النازحين، حيث تعتبر الميزانية المخصصة لهم مصدرًا هامًا للإيرادات. وبالتالي، فإن تواصل وجود هذه الفئة يُعتبر مصلحة سياسية ومالية لبعض الجهات.
من ناحية أخرى، تُعتبر عملية إعادة المواطنين العراقيين من مخيم الهول السوري أمرًا ضروريًا من الناحية الإنسانية والوطنية، وتحتاج إلى اهتمام وتخطيط جديدين. ومن هنا، يُشكل إغلاق ملف النازحين في مناطق مثل قضاء خانقين بمحافظة ديالى تحديًا كبيرًا، خاصة مع محاولات إقناع الآلاف من الأسر بالعودة إلى مناطقها الأصلية.
ومع إعلان حكومة السوداني عن الانتهاء من ملف النازحين، يبقى السؤال الأهم حول مصير هؤلاء النازحين بعد مغادرتهم المخيمات. فالعديد منهم يفضل البقاء في المخيمات نظرًا لتحديات العودة المحتملة، بما في ذلك أمور مثل الأمن والعشائرية، إلى جانب أزمة السكن والحياة الجديدة.
ويعني إخراج النازحين من المخيمات دون توفير الضمانات الكافية والاستعداد الكامل لتوفير حياة كريمة لهم، أنها تُعد إجراءًا متسرعًا وغير محكم، وقد يترتب عليه مزيد من المعاناة والتحديات لهؤلاء النازحين.
ويعني إخراج النازحين من المخيمات،من دون استعداد كامل لتوفي حياة كريمة لهم، بلا مأوى ولا رواتب شهرية، ولا يملكون وثائق ثبوتية يعني لهم نزوحا جديدا.
وسبق أن قدمت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ثلاثة خيارات للنازحين، مع التأكيد على إغلاق جميع مخيمات النازحين في إقليم كردستان بحلول نهاية شهر يوليو/ تموز من العام الجاري. وكشف المتحدث باسم الوزارة علي عباس عن “ثلاثة خيارات مطروحة أمام النازحين، وهي العودة إلى مناطقهم، أو الاستقرار في المكان الذي يعيشون فيه حالياً كنازحين، أو الانتقال إلى محافظة أخرى، وعندها سيتم اعتبارهم عائدين”.
ويتوزع معظم النازحين في المخيمات، من مناطق سنجار في نينوى ومناطق ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر والأنبار، على مخيمات غالبيتها في إقليم كردستان، منها 16 مخيماً في دهوك وخمسة مخيمات في إربيل وثلاثة في السليمانية. ويقول مراقبون إن الرقم الحقيقي للنازحين يفوق ذلك المعلن من قبل وزارة الهجرة، ويشمل النازحين في المخيمات فقط من دون الذين لجأوا إلى خارج العراق أو يسكنون في منازل خاصة في إقليم كردستان أو محافظات عراقية أخرى.
و تشير التقارير إلى أن هناك جهات سياسية ومؤسسات تستفيد ماليًا من استمرار وجود النازحين في المخيمات. فعندما يتم إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، فإن هذه الجهات قد تخسر مصادر دخلها التي تأتي من التمويل الحكومي المخصص لمعالجة قضايا النازحين.
كما ان هناك أيضًا دوافع سياسية لبعض الجهات لعدم إنهاء ملف النازحين. فقد ترى بعض الأطراف السياسية في هذه النزاعات فرصة لزيادة نفوذها وتأثيرها من خلال تحكمها في موارد الدولة المخصصة لمعالجة قضايا النازحين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: ملف النازحین النازحین فی فی المخیمات
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والأخيرة تعلّق على التباس جثة شيري بيباس
نتنياهو يتوعد حماس برد حازم بعد تسليمها جثة مجهولة بدلًا من شيري بيباس، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومتوعدًا بأن تدفع حماس الثمن كاملًا. والحركة ترد في أول تعليق على القضية.
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس برد حازم بعد أن أعلنت إسرائيل أنها تسلمت منها جثة امرأة من غزة على أنها تعود للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، معتبرًا ذلك "انتهاكًا صارخًا" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال نتنياهو في مقطع مصور: "سنتحرك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الفحوصات أثبتت أن الجثة لا تعود لبيباس ولا لأي أسير آخر، وادعى أن الطفلين أرييل وكفير قُتلا بأيدي آسريهما في نوفمبر 2023، وليس بغارة إسرائيلية كما قالت حماس. وطالب الجيش بإعادة شيري مع جميع الرهائن الآخرين، واصفًا ما حدث بأنه "انتهاك خطير للغاية".
وشيري بيباس هي إسرائيلية اختُطفت مع طفليها، أرييل وكفير، من كيبوتس نير عوز قرب قطاع غزة خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد أفرجت حماس عن زوجها، ياردين بيباس، في وقت سابق، بينما سُلّمت جثتا الطفلين إلى إسرائيل يوم أمس، إلى جانب إعلان حماس أنهما قتلا بقصف إسرائيلي.
ومع ذلك لم تصدر أي بيانات رسمية عن هيئة الطب الشرعي التي أجرت الفحوصات.
حماس ترد على الاتهامات الإسرائيليةوردت حركة حماس، على الاتهامات الإسرائيلية بشأن جثة شيري بيباس وما صاحبه من تهديدات بانتهاك اتفاق التبادل. فأكد إسماعيل الثوابتة، المسؤول في الحركة، أن "جثمان شيري بيباس تحول إلى أشلاء بعد أن اختلط مع بقايا بشرية أخرى تحت أنقاض موقع قصفته الطائرات الإسرائيلية بشكلٍ متعمد".
وأضاف الثوابتة أن "الالتباس في هوية الجثمان ناتج عن شدة القصف الإسرائيلي الذي تسبب في اختلاط الأشلاء البشرية بين الأنقاض"، مؤكدًا أن حماس "لم تقصد التضليل أو انتهاك الاتفاق".
Relatedلحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادلإسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماسنتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟بدورها، اعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن "عدم إعادة حماس جثة بيباس انتهاك صارخ ومقزز"، داعية إلى "القضاء على حماس".
وفي السياق ذاته، دعا منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين حكومة نتنياهو إلى "إيجاد الطريقة الأسرع لإعادة شيري وكل المختطفين".
من ناحيته، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، حماس واعتبر أنه "لا يمكن السكوت على انتهاكاتها الخطيرة"، مشددًا على ضرورة "تدميرها من دون تأجيل". وزعم أن حماس قتلت بوحشية الطفلين أرييل وكفير أثناء احتجازهما، محذرًا من أن "كل يوم يمر من دون التحرك يُفسَّر على أنه ضعف".
من جانبه، وصف الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، ما حدث بأنه "انتهاك مروع" لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهم حماس بارتكاب "جريمة قاسية تظهر ازدراءً تامًا للإنسانية". وأكد أن إسرائيل "تترقب بقلق" الإفراج المتوقع عن ستة رهائن إضافيين هذا الأسبوع، مشددًا على أن "واجبنا هو إعادة كل واحد من المخطوفين".
موقف أمريكي: "انتهاك مروع للاتفاق"على الصعيد الدولي، وصف آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، تسليم الجثة المجهولة بأنه "مروع وانتهاك واضح للاتفاق"، وطالب حماس بـ"إطلاق جميع الرهائن وإلا ستواجه عواقب قياسية".
Relatedحماس تفرج السبت عن ستة رهائن إسرائيليين أحياء وأربع جثثنتنياهو يتحدث للإسرائيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربع رهائنحماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق الناروكانت حماس قد سلمت أمس أربع جثث، منها جثتا الطفلين أرييل وكفير، وجثة الأسير عوديد ليفشتس، في منطقة خان يونس عبر الصليب الأحمر. وقالت حماس إن التسليم جرى "باحترام لحرمة الموتى" ومن دون مظاهر احتفالية، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتوقع أن يتبع هذا التسليم الإفراج عن ستة أسرى أحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق. ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية قريبًا، والتي قد تشمل الإفراج عن نحو 60 أسيرًا متبقيًا وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، وسط تساؤلات حول استمرار وقف إطلاق النار الهش.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة تقرير "أوكسفام": أزمة مياه غير مسبوقة تهدد شمال غزة ورفح بكارثة صحية لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية قطاع غزةأسرىبنيامين نتنياهو