شارك الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، في عدة فاعليات في إطار أعمال القمة العالمية للحكومات التي عقدت بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 12 – إلى 14 فبراير 2024 تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".

وقد شارك الدكتور صالح الشيخ، خلال اليوم الأول للقمة في مختبر مستقبل الموارد البشرية والذي ضم في جلسة مغلقة العديد من وزراء الخدمة المدنية والتطوير الإداري من دول العالم المختلفة، حيث قام بعدة مداخلات حول التكنولوجيا وإصلاح الادارة العامة، مركزًا على أهمية استمرار النظرة إلى أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هي مجرد أدوات لإسعاد الإنسان، فالإنسان هو الغاية من كل هذا التقدم، لكنها ليست هدفًا في حد ذاتها.

كما شارك أيضا في الاجتماع الوزاري المنعقد على هامش القمة ويضم وزراء العمل والخدمة المدنية العرب أعضاء المنظمة العربية للتنمية الإدارية، حيث تم مناقشة نتائج تقرير حالة الإدارة الحكومية العربية، كما تم مناقشة برنامج إعداد قيادات حكومات المستقبل وشهد حفل تخرج الدفعة الأولى حيث ضمت من مصر كل من الاستاذة حنان مجدي نائب محافظ الوادي الجديد، والاستاذ محمد فيصل معاون رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.

كما عقد العديد من الاجتماعات الثنائية مع وزراء ورؤساء دواوين الخدمة المدنية في كل من سلطنة عمان والاردن وليبيا وفلسطين وجنوب أفريقيا.

وفي اليوم الثاني، شارك رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في منتدى الإدارة الحكومية العربية في دورته الثالثة والذي عقد بالتعاون بين مؤسسة القمة العالمية للحكومات والمنظمة العربية للتنمية الإدارية تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والبيانات: استشراف مستقبل الادارة الحكومية العربية"، والذي شارك في أحد جلساته الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما عقد أيضا عدة لقاءات ثنائية على هامش القمة مع كل من رئيس وزراء سيراليون السيد ديفيد سينجيه، والسيد أمارا كالون، وزير الإدارة العامة والشئون السياسية بدولة سيراليون، ورئيس لجنة مراجعة النظراء ببلده، حيث تم الاتفاق على توقيع بروتوكول تعاون خاص بتطوير الإدارة العامة بالقاهرة خلال الأسابيع القادمة.

كما عقد اجتماعا مع كل من جيليان دورنر نائب مدير إدارة الحوكمة العامة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومريام علام مدير مشروعات بالمنظمة، وتم بحث سير مشروع التعاون القائم مع الجهاز وتقرير المراجعة الذي تعده المنظمة عن الإصلاح الاداري في مصر.

وفي اليوم الثالث والأخير للقمة، عقد الدكتور صالح الشيخ لقاء مشتركا تنسيقيا مع الدكتور ديفيد نكابانجو رئيس المنظمة الأفريقية للإدارة العامة ودكتور جورج سكوت الأمين العام للمنظمة وفريق العمل المرافق له، والدكتور ناصر القحطاني رئيس المنظمة العربية للتنمية الادارية وفريق عمل المنظمة حيث تم مناقشة أوجه التعاون المشترك بين المنظمتين الاقليميتين، وتم الاتفاق على تبادل الزيارات والمشاركة في الفعاليات وإعداد بروتوكول تعاون بينهما يمكن توقيعه بالقاهرة في وقت لاحق.

كما شارك السفير أشرف راشد مستشار الجهاز للعلاقات الدولية، بإلقاء كلمة مصر في الاجتماع الوزاري الذي عقد تحت عنوان "رسم مستقبل الحكومات" والذي ضم وزراء الخدمة المدنية والادارة العامة من العديد من دول العالم في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، حيث تم إلقاء الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في إصلاح الجهاز الاداري

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة التعاون جهات دولية حیث تم

إقرأ أيضاً:

لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!

آخر تعاطف عربيّ رسميّ واضح مع الفلسطينيين كان في بدايات انتفاضة الأقصى (أواخر العام 2000)، نقلت القنوات العربية الرسمية المشهد الحيّ لاستشهاد الطفل محمد الدرّة وهو في أحضان أبيه الذي يصرخ "مات الولد"، ورصاص الجنديّ الإسرائيلي يقصد قطعا قتل الولد! كان المشهد كاشفا للطبيعة الإسرائيلية؛ التي تنعكس في ملاحقة جنودها للفلسطينيين وكأنّهم طرائد صيد. لم تكن المقالات بعدُ تُدبّج في مديح الإسرائيليين وذمّ الفلسطينيين "المغامرين المضيّعين لفرص السلام مع حمامته الأليفة إسرائيل"، في هذه الأجواء اشتهرت الأغنية العربية الجماعية "الحلم العربي" التي أخذت تبثها القنوات العربية بكثافة بالرغم من إصدار الأغنية في وقت سابق، وذهبت بعض الحكومات العربية إلى ما هو أكثر من ذلك بجمع التبرعات للفلسطينيين في غمرة الحرب من على قنواتها التلفزيونية الرسمية.

لم تكن الحكومات العربية في وارد دعم الفلسطينيين حتى النهاية في مقاومتهم لتحقيق إنجاز سياسيّ يستثمر في الانكشاف الإسرائيلي الإجرامي في مطالع انتفاضة الأقصى، بعدما أخذت "إسرائيل" تحصد المتظاهرين الفلسطينيين العزل على حواجزها التي تُقطّع بها جغرافيا الضفة الغربية، ولا في الملحمية الفدائية الفلسطينية التي تكثفت في تلك الانتفاضة. مياه كثيرة جرت أسفل الجسر العربي منذ غزو صدام حسين للكويت (1990/ 1991)، والاندفاعة العربية الجارفة للتصالح مع "إسرائيل" من بعد مؤتمر مدريد (1991) وتوقيع اتفاقية أوسلو (1993)، ثمّ ما تلا من زحف تطبيعي مثير أخذ أشكالا متعددة بين معاهدات السلام إلى المكاتب التمثيلية والتجارية إلى فتح المجال للقاءات الرسمية أو السياحة المقننة طوال عقد التسعينيات.

لكن على أيّة حال بقي قدر ما من التعاطف الظاهر، يمليه الموقع العميق للقضية الفلسطينية في الضمير العربي، والذي ولا بدّ وأن تعبّر عن الحكومات العربية بشيء من البلاغة الشكلية. إلا أنّ هذا الجانب التعاطفي في أبعاده الإنسانية والعروبية والدينية، بدأ بالسقوط، مع عمليات 11 أيلول/ سبتمبر 2001؛ بعدما تبيّن أنّ منفذيها الـ19 ينحدرون من البلاد العربية (15 من السعودية، واثنان من الإمارات، وواحد من مصر، وآخر من لبنان)، وهكذا كان لا بدّ للحكومات العربية أن تنحني للعاصفة الأمريكية التي أعلنت عزمها تغيير الشرق الأوسط، وتحوّلت هذه الانحناءة إلى عقيدة ثابتة، والثمن المدفوع، كما العادة، لكسب ودّ واشنطن، هو من القضية الفلسطينية.

حالة المقاطعة العربية لـ"إسرائيل" انتهت، وبعض الصور للانتقال عنها، كانت في الاتفاقيات الإبراهيمية، المبرمة في ولايتي ترامب ونتنياهو السابقتين والمتزامنتين. وإذا كانت هذه الاتفاقيات قد أظهرت موقفا تحالفيّا بين حكومات عربية و"إسرائيل" تتخلّص به تلك الحكومات نهائيّا من أيّ التزام، ولو في الحدود الخطابية، تجاه القضية الفلسطينية، فقد صار لكلّ حكومة ممّا تبقى من الحكومات العربية تواصلها الخاص بـ"إسرائيل"، وبعبارة أخرى: صار التواصل مع "إسرائيل" الأمر العاديّ الطبيعي، ودعم الفلسطينيين الأمر الاستثنائي الغريب.

"طوفان الأقصى" كما هو الحال مع أيّ حالة نضالية وكفاحية للفلسطينيين، كان على الضدّ من ذلك تماما، ربما حتّى الوجود الفلسطيني في ذاته محلّ تضادّ مع هذا المسار العربي العميق في التخلّص من فلسطين وأهلها، ومن ثمّ، وفي حين أنّ "طوفان الأقصى" وفّر فرصة جادّة لموقف عربي أفضل إقليميّا ودوليّا، فإنّه من غير المتوقع أن تُرحبّ الحكومات العربية بفرصة لمسار غير مألوف لها نفسيّا وعقليّا.

مسار فيه لغة جديدة، غير تلك اللغة التي ظلت الحكومات العربية تحترفها منذ مطالع التسعينيات، حتى اتحدت بها تماما، ولم تعد قادرة على رؤية العالم إلا من خلالها، لغة ليس فيها أيّ مفردة للمواجهة والصمود، ولو في مستويات التحدّي السياسي والدبلوماسي لا غير، ولو بالثبات خلف المبادرة العربية للسلام، المجحفة لا شكّ بالفلسطينيين. حتى هذه المبادرة لم تعد حاضرة في التداول السياسي العربي.

من هذا المسؤول العربي الذي يرغب في أن يصدق أنّ "إسرائيل" يمكن هزيمتها؟! ومن هذا المسؤول العربي، على الأقل في النخبة العليا في الحكومات وصناع القرار الأساسيين فيها، الذي يرغب في أن تعود الدول العربية إلى الالتزام بالقضية الفلسطينية ولو حتى التزاما خطابيّا من شأنه أن يعبئ مجتمعاتها من جديد بتبنيها، بعدما أنفقت بعض هذه الحكومات الكثير في تمويل الدعايات المشيطنة للشعب الفلسطيني كلّه، كما ظهر في الحملات الإلكترونية والصحفية منذ العام 2017؟!

هذه الحملات اضطرت أخيرا لأن تُراعي لحظة الإبادة، فتحصر هجومها على الفلسطينيين في حماس والمقاومة الفلسطينية، في تباك كاذب على الشعب الفلسطيني، فمن اتهم الفلسطينيين من قبل بلا استثناء "ببيع أرضهم لليهود" و"نكران الجميل" و"تخريب البلاد العربية"، ومن زاد على ذلك بتبني السردية الصهيونية للصراع، أو الحطّ من المكانة الدينية للمسجد الأقصى، هل هو متعاطف بالفعل مع الشعب الفلسطيني غير أنّ مشكلته فقط مع حماس "التي جلبت الإبادة لشعبها بمغامرتها غير المحسوبة"؟! وإن كان هذا هو الموقف الحقيقي لهذه الحكومات لماذا لم تفعل أيّ شيء جادّ لوقف الإبادة؟! أم أنّ ما كشفه بوب ودورد في كتابه "الحرب" صحيح، من حيث إنّ عددا من الحكومات العربية دعمت القضاء على حماس؟! وقد تبين أن طريق القضاء عليها هو إبادة شعبها.

لكن ما الفرصة التي أتاحتها السابع من أكتوبر؟!

ما كشفته عملية حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عن محدودية القوّة الإسرائيلية، كان من شأنه أن يقوّي موقف الدول العربية حتى في علاقتها بـ"إسرائيل" علاوة على موقعها (أي الدول العربية) في السياسات الأمريكية الإقليمية والدولية، بحيث يكون لهذه الدول شرطها وكلمتها، وبما يوفّر لها مساحة للاستفادة من القضية الفلسطينية، من خلال مستويات من الدعم تحيي القضية الفلسطينية، وتعيد العرب للحديث باسمها، مما يسمح بأن يكون هذا الموقف المستأنف أداة ضغط وتحسين للشروط والمواقع في العلاقات الدولية والإقليمية.

وإذا كانت دعاية الحكومات العربية خلال العقدين الأخيرين، تُقدم فلسطين بوصفها موضوعا للاستثمار الإيراني، فقد كان يمكن لهذه الحكومات قطع الطريق على إيران، بالتقدم لمزاحمتها في العودة لتبني القضية الفلسطينية، وإذا لم يكن ذلك بغرض مبدئيّ، فليكن بغرض مصلحي متبادل بين الفلسطينيين والحكومات العربية!

أخيرا، وبعدما تأكّدت صحة الرؤية التي ترى في "إسرائيل" الخطر الحقيقي المركزي القابع في قلب المنطقة العربية، وأن الغفلة عنه والتحالف معه، حوّله إلى وحش متعاظم، لا يُفكّر إلا بمنطق الهيمنة، والتي تأخذ في بعض صورها شكل الاحتلال المباشر، ولا تخفي أطماعها في الأراضي العربية القريبة منها، فقد تأكد في نتيجة لذلك، أنّ مقاومة الفلسطينيين وحدها المتراس الأوّلي لصدّ الخطر الإسرائيلي، ومن ثمّ تصبح هذه المقاومة جزءا من خطة الأمن القومي العربي، وفي الوقت نفسه موضوعا لتحسين المواقع والشروط السياسية العربية.

الذي يحصل الآن غير ذلك تماما، فمن جهة، وبعد الهجوم الدعائي لعدد من الحكومات العربية على بنيامين نتنياهو، الذي دعا ساخرا لإقامة دولة للفلسطينيين في المملكة العربية السعودية، والرفض الظاهر لخطة ترامب لتهجير سكان قطاع غزّة، تعود الحكومات العربية للهجوم على حركة حماس، والتخطيط لإقصائها عن المشهد الفلسطيني، وهذا راجع لسببين اثنين:

السبب الأوّل استنتاجها الخاطئ، على الأقل بعضها ولا سيما في الخليج، من التحوّلات الإقليمية، باعتقادها أنّ إيران الخاسر الوحيد من هذه التحولات بعد الحرب في لبنان وسقوط نظام الأسد في سوريا، وهو ما يكشف عن فهم مشوّه لديها عن القضية الفلسطينية، التي هي موجودة بشعبها ومقاوماتها المتصلة والعابرة للزمان والتوازنات الإقليمية وحتى للتيارات السياسية والأيديولوجية الفلسطينية، وهذا يعني أنّ هذه الحكومات لا تنظر للقضية الفلسطينية قضية قائمة بنفسها معبّرة عن مظلومية شعبها، وإنما تنظر إليها بوصفها مادة للاستثمار الإيراني لا غير، وفي حين أنّ ضمور النفوذ الإيراني ينبغي أن يُخلّص هذه الحكومات من وهم إمكان التحالف مع "إسرائيل" لمواجهة إيران، فإن استنتاجها معاكس تماما.

السبب الثاني؛ هو ما سبق ذكره، فهذه الحكومات بنخبها العليا نشأت خلال الثلاثين سنة الأخيرة، على التطبع الكامل مع الوجود "الإسرائيلي" والسعي الحثيث للتخلص من القضية الفلسطينية، وقد ترسخت على أساس ذلك سياسات وعلاقات وتحالفات ومصالح سرّية وعلنية. والمؤكد أن طول أمد هذا المسار، يحوّل السياسة إلى ما يشبه العقيدة، بحيث يصعب التخلص من حضورها العميق المهمين على العقل والقلب، وبما يجعل التحوّل نحو مواجهة "إسرائيل" مسألة تحتاج فائض عقل وشجاعة وأخلاق ورؤية طموحة، وذلك كلّه ذوّبته العقود الثلاثة الأخيرة حتى لا يكاد يُرى منه شيء.

x.com/sariorabi

مقالات مشابهة

  • وزارة “تخطيط حكومة الوحدة” تبحث التعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية
  • وزارة التربية ومنظمة مكتبات بلا حدود الفرنسية ‏تبحثان تعزيز التعاون 
  • السوداني يؤكد على تعزيز التعاون بين العراق والمنظمة البحرية الدولية
  • الهيئة العامة للاعتماد وجامعة الدول العربية تبحثان سبل تعزيز جودة الخدمات الصحية
  • لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!
  • «التضامن» و«العمل الدولية» تبحثان تعزيز التعاون لمكافحة عمل الأطفال
  • "منتدى ICEF الشرق الأوسط" يبحث تعزيز التعاون مع الجهات المانحة للابتعاث
  • حمدان بن محمد يستقبل وزير الدفاع الماليزي ويبحث معه سبل تعزيز التعاون الثنائي
  • الأهلي يبدأ الاستعداد لمواجهة الزمالك بقمة الدوري الممتاز
  • وزيرة التضامن تلتقي رئيس مكتب منظمة الهجرة الدولية في مصر لبحث تعزيز سبل التعاون