فضل صيام شهر شعبان.. الأحاديث النبوية الصحيحة
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
فضل صيام شهر شعبان، يعتبر شهر شعبان هو شهر الاجتهاد من حيث القرب من الله وفعل الطاعات، لأن شهر شعبان هو أحد المواسم الفاضلة التي ينال فيها المسلم البركة في الوقت حيث أن شهر شعبان هو بمثابة التمرين على الأعمال الصالحة استعدادًا للشهر الكريم شهر رمضان، وقد ذكر الإمام ابن رجب في كتابه (لطائف المعارف) والذي يذكر فيه وظائف شهر شعبان، حيث ورد في كتابه فضل صيام شهر شعبان على باقي الأشهر غير شهر رمضان، واستند في كلامه واستدل بالحديثين المذكورين عن هذا الموضوع، الحديث الأول وهو: حديث عائشة رضي الله عنها وإنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.
ومن فضل صيام شهر شعبان أيضا أنه يتماز بقربه من شهر الطاعات ويمهد له وهو موسم إيماني له فضل جليل ومن هذه الفضائل أن الله يرفع فيه أعمال العباد فقد جاء في السنة النبوية عن فضل صيام شهر شعبان في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذلك شهر يغفل فيه الناس عنه رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأن صائم. رواه النسائي
-وفضل شهر شعبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر صيام شهر شعبان فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله. رزاه البخاري.
وأن الله يغفر في ليلة النصف من شعبان ذنوب العباد حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أن مشاحن. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. وعنى كلمة مشاحن: مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
فضل صيام شعبان
فضل صيام شعبان، أحد الأمور التي هي محل اهتمام الكثير خاصة أن هناك بعض من الناس ممن يستهين بفضل صيام شعبان، والكثير من المسلمين ليس على علم بفضل صيام شعبان، رغم كون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من صيامه في شهر شعبان، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صيام شعبان حيث اكد أنه عظيم بدرجة لا يستهان به.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام شعبان ومنزلة ومكانة هذا الشهر العظيم، فقد اختص الله تعالى شهر شعبان دون غيره من الشهور بأنه ترفع فيه الأعمال وهذ من أسباب حث الرسول صلى الله عليه لنا على كثرة الصيام في شهر شعبان وهذا ما نراه في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عن كثرة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان.
يوجد العديد من الأسباب التي وردت في السنة النبوية عن فضل صيام شعبان ومن هذه الأسباب أن شهر شعبان هو شهر غفلة حيث أن الناس يغفلون فيه بين شهر رجب وشهر رمضان، ويوضح لنا هذا ما يكتنفه شهر رجب الحرام وشهر رمضان الكريم وانشغال بهما الناس فصاروا غافلون عن شعبان، ولأن كثير من الناس يظن أن صيام شهر رجب أفض من صيام شهر شعبان لأن شهر رجب من الأشهر الحرم وشعبان ليس كذلك.
-إشارة إلى أن اشتهار بعض الأشهر من حيث الزمان والمكان والأشخاص بالأفضلية عن الأشهر الأخرى ليس سبب صريحًا، لأنه من الممكن أن كون غيره أفضل منه أما مطلقًا أو لسبب بعينه لا يراه الناس، فيقودهم ذلك للانشغال بالمشهور وتفويت تحصل فضل ما ليس بمشهور.
والدليل على أنه من المستحب للناس اعمار أوقات الغفلة بالطاعة وأن ذلك هو المحبوب عند الله سبحانه وتعالى ونرى ذلك في فضل القيام في منتصف الليل وذلك لغفلة الكثير من الناس عن ثوابه وكذلك عن ذكر الله في هذا الوقت المتأخر من الليل وإحياء أوقات الغفلة بالطاعات والتي لها فوائد جليلة منها: أن هذه الأعمال خفية وإخفاء النوافل وكتمانها أفضل خصوصًا الصيام لأنه سر بين العبد وبين الله، ومنها أيضا: أن شاق على النفس وأفضل الأعمال أشقها على النفس.
-واحياء السنن المهجورة خصاصة في هذا الوقت من الزمن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء). وجاء في صحيح الأمام مسلم في حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العبادة في الهرج كالهجرة إلي» وخرجه الإمام أحمد ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي). وكثرة الفتن في هذا الزمان لأن الناس أصبحوا يتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى الدين فيكون حالهم إلى حد ما شبيهًا بأيام الجاهلية، فمن انفرد من بين الناس يتمسك بدينه ويعبد الله حق العبادة ويتبع ما يرضيه ويتجنب ما يسخطه، كان هذا العبد بمنزلة من هاجر بدينه من بين أهل الجاهلية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به ومتبعًا لأوامره ومتجنبًا لنواهيه. المنفرد بالطاعة من أهل الذنوب والمعاصي قد تدفع عنه هذه الطاعة البلاء فهي تحميه وتدافع عنه كأنها بمثابة درع له.
فضل صيام شعبان حديث صحيح
فضل صيام شعبان حديث صحيح،-شهر شعبان هو شهر رفع الأعمال، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع الله تعالى أعمالنا ونحن على أفضل وأحسن وأطيب حال لما في الصوم من فضائل جليلة، وحتى يكون ذلك سببًا في أن يتجاوز الله عن سيئاتنا ويغفر لنا ذنوبنا، وأن نتوسل إليه بذلك.
ورد في فضل صيام شهر شعبان أحاديث كثيرة كلها صحيحة وتبين لنا مدى أهمية صيام هذا الشهر إن لم يكن كله فأكثره أو بعض قليل من أيامه حتى لا نضيع فرصة ثواب مثل هذا من أيدينا، حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذلك شهر يغفل فيه الناس عنه رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأن صائم. رواه النسائي .
ورد في فضل صيام شعبان حديث صحيح، حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان) حديث صحيح رواه النسائي وأبو داود وأحمد. وحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان) حديث صحيح رواه النسائي وأحمد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل صيام شهر شعبان فضل صيام شعبان رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم فضل صیام شهر شعبان فضل صیام شعبان رضی الله عنها فی شهر شعبان رضی الله عنه حدیث صحیح شهر رمضان من شعبان شهر رجب فی حدیث هو شهر أن شهر
إقرأ أيضاً:
مدى صحة حديث سلمان في خطبة النبي في آخر يوم من شعبان
حديث سلمان.. أوضحت دار الإفتاء المصرية، مدى صحة حديث سلمان في خطبة النبي في آخر يوم من شعبان، وهو أن سيدنا سلمان رضي الله عنه قَالَ:
"خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ». قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ: «يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ".
وقالت الإفتاء إن هذا الحديث أخرجه الأئمة: ابن خُزَيْمة في "صحيحه" وبوَّب له بقوله: "باب فضائل شهر رمضان إنْ صح الخبر"، وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات" و"الدعوات الكبير"، وابن شاهين في "فضائل رمضان"، والأصبهاني في "الترغيب"، وابن حِبَّان في "الثواب"، والدَّيْلَمي في "مسنده"، وابن بشكوال في "الذيل على جزء بقي بن مخلد من أحاديث الحوض"، والحافظ ابن عساكر في جزء "أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه".
وأضافت أن الحديث جاء في الترغيب في فضائل الأعمال، وقد ورد في روايات وطرق أخرى غيره، وضعَّفه عدد من أئمة الجرح والتعديل؛ قيل: لاختلاطه في آخر عمره، وأنه لا يحفظ؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "إتحاف المهرة" (5/ 560، ط. الملك فهد): [مداره على علي بن زيد، وهو ضعيف] اهـ.
وقال الإمام أبو جعفر العُقَيلي المكي [ت: 322هـ] في "الضعفاء الكبير" (3/ 229، ط. دار المكتبة العلمية): [حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: علي بن زيد بن جُدعان بصري ضعيف] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أنه مع كون هذا الحديث ضعيفًا إلا أن جميع المعاني والأقوال الواردة فيه صحيحة ثابتة بنصوص روايات وشواهد أخرى، منها:
- ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه.
وما جاء عن زيد بن خالد الجُهَني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه الترمذي، وابن ماجه في "سننيهما"، وأحمد في "المسند".
- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أنه قال: دَخَلَ رَمَضَانُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَوَّلُ شَهْرِ رَمَضَانَ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ» رواه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان".
حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وشروط ذلك
وعلى الرغم من أن المعاني الواردة في الحديث صحيحة وثابتة بنصوص السنة المطهرة، إلا أن هذا الحديث لا يجوز العمل به؛ لما قرره العلماء من المحدِّثين والفقهاء من أن الحديث الضعيف يُعمل به في فضائل الأعمال.
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدِّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبُّ العمل في الفضائل وفضائل الأعمال بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.
وقال أيضًا في "التقريب والتيسير" (ص: 48، ط. دار الكتاب العربي): [ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى والأحكام؛ كالحلال والحرام وغيرهما، وذلك كالقصص، وفضائل الأعمال، والمواعظ، وغيرها مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام، والله أعلم] اهـ.