قالت مجلة إيكونوميست إن هناك ضجة اجتاحت الولايات المتحدة قبل يومين بسبب أخبار عن سلاح فضائي روسي غامض، وتحدثت عن 3 احتمالات: أولها أن يكون سلاحا نوويا مصمما لتدمير الأقمار الصناعية، أو سلاحا نوويا سيتمركز في المدار، أو قمرا صناعيا يعمل بالطاقة النووية.

ودعا مايك تورنر (رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب) البيتَ الأبيض لرفع السرية عن المعلومات الاستخبارية المتعلقة "بتهديد خطير للأمن القومي" وقالت محطات إذاعية وصحف إن الأمر يتعلق بنظام نووي روسي فضائي، لم يتم نشره بعد، مشيرة إلى أنه يمكن أن يعرض الأقمار الصناعية لأميركا وحلفائها للخطر.

وأوضحت المجلة أن الكثير من التقارير الأولية متناقضة، ولكن هناك 3 احتمالات، فإما هو سلاح نووي "منبثق" مصمم لتدمير الأقمار الصناعية سيتم وضعه على الأرض ولا يطلق إلا عندما يكون استخدامه وشيكا، وإما سلاح نووي سيتمركز في المدار، أو أنه قمر صناعي يعمل بالطاقة النووية وهو ليس قنبلة في حد ذاته، ولكنه يستخدم الطاقة النووية لتشغيل نوع آخر من الأجهزة.

وأشارت إلى أن تخطيط روسيا لنشر سلاح نووي في مدار كامل، بدلا من نطاق "جزئي" لا يكون الدوران فيه حول الأرض بالكامل، ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، كما أن التفجيرات النووية في الفضاء محظورة بموجب معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية التي وقعت عليها روسيا عام 1963.

سلاح مدمر

وبغض النظر عن الشرعية، فإن هذا السلاح سيكون مدمرا وعشوائيا، لأن الإشعاع الشديد الناتج عن الانفجار النووي لا يؤدي على الأرض إلى إتلاف نفسه فحسب، بل يخلف أيضا موجة انفجارية ضخمة، ويخلف دمارا هائلا. أما في الفضاء، فيمكن أن يؤدي النبض الكهرومغناطيسي الناتج عن انفجار مداري إلى إتلاف الأجهزة الإلكترونية الموجودة على الأقمار الصناعية في جزء كبير من الفضاء.

وعندما أجرت الولايات المتحدة تجربة "ستار فيش" النووية على ارتفاعات عالية عام 1962، لم تلحق الضرر بالأقمار الصناعية الموجودة في خط البصر فحسب، بل أيضا تلك الموجودة على الجانب الآخر من الأرض لأن الإشعاع كان يتم توجيهه بواسطة المجال المغناطيسي للكوكب، مما أدى إلى إتلاف أو تدمير حوالي ثلث جميع الأقمار الصناعية الموجودة في مدار أرضي منخفض (مدار ليو أو الأسد).

وإذا قامت روسيا بتفجير مماثل اليوم، مع حوالي 8300 قمر صناعي نشط في برج الأسد، فلن يؤثر ذلك على الأقمار الصناعية الأميركية فحسب، بل سيؤثر أيضا على أقمار روسية وعلى الصين ودول أخرى، ويمكن أن يؤثر على محطة الفضاء الدولية التي تضم حاليا 3 رواد روس، والمحطة الصينية تيانغونغ التي تضم حاليا طاقما من 3 أفراد.

قمر صناعي نووي

والنظرية الثانية لما قد يكون عليه السلاح -كما تقول إيكونوميست- هي التي ذكرتها قناة "بي بي إس نيوز آور" (PBS NewsHour) وهي أن روسيا تعتزم نشر قمر صناعي يعمل بالطاقة النووية مع قدرة على الحرب الإلكترونية، الغرض من الهجوم الإلكتروني فيها هو التشويش أو محاكاة الإشارات التي يرسلها أو يستقبلها القمر الصناعي المستهدف، علما بأن معظم هذا النوع من الهجمات مؤقت.

ومن المعروف أن روسيا استكشفت مثل هذه الأنظمة، وهناك "أدلة جديدة تشير إلى أن موسكو ربما تقوم بتطوير منصات حرب إلكترونية فضائية عالية الطاقة لتعزيز منصاتها الأرضية الحالية" وقد أشار ديمتري ستيفانوفيتش (من الأكاديمية الروسية للعلوم) إلى مشروع يُعرف باسم زيوس، وهو عبارة عن "قاطرة فضائية" تعمل بالطاقة النووية مخطط لها في حدود عام 2030.

وفكرة استخدام مفاعل نووي لتشغيل القمر الصناعي قديمة، إذ وضعت واشنطن مفاعلا نوويا في المدار عام 1965، ثم أرسل الاتحاد السوفياتي (السابق) أكثر من 40 قمرا صناعيا من هذا النوع، وقد سمح ذلك للأقمار الصناعية بحمل رادارات أكثر قوة، واليوم سُيسمح للأنظمة الروسية بحمل أجهزة تشويش أكثر قوة.

ومن جانبها ذكرت مجلة "سبيس رفيو" أن وثائق روسية تشرح أن المفاعلات النووية الموجودة على الأقمار الصناعية سمحت بتركيب "أجهزة تشويش تعمل في نطاق واسع من الترددات" وإذا وضعت في مدارات خاصة، تبقي القمر الصناعي فوق نفس النقطة لفترات أطول، فإن ذلك سيسمح بـ"القمع المستمر للأنظمة الإلكترونية في مناطق واسعة".

وخلصت المجلة إلى أن جاذبية هذه الفكرة بالنسبة لروسيا –كما يشير جيمس أكتون الخبير بمؤسسة كارنيغي- تعود إلى الأقمار الصناعية "المنتشرة" مثل أقمار ستارلينك الصناعية التابعة لشركة "سبيس إكس" والتي تستخدمها أوكرانيا وقواتها المسلحة على نطاق واسع، ولا يتسنى تدميرها الواحد تلو الآخر، ولكن الهجوم الإلكتروني الواسع النطاق قد يؤدي المهمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة بالطاقة النوویة قمر صناعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحذير متشائم من “إيكونوميست”: لا إعمار في غزة.. والمؤقت قد يصبح دائماً

#سواليف

وصفت مجلة “إيكونوميست” #اتفاق #وقف_إطلاق_النار في #غزة بأنه “زومبي”، أو #جثة_هامدة، يحتاج إلى السحر من أجل إحيائه. وقدمت في تقريرها #رؤية_متشائمة قائلة إن لا #خطة_إعمار عربية لغزة، ولا خطة أمريكية لديها أي حظ من النجاح.

المجلة: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “زومبي”، جثة هامدة، يحتاج إلى السحر من أجل إحيائه

وقالت إن المؤقت يصبح دائمًا في الشرق الأوسط. فقد استمر احتلال إسرائيل للضفة الغربية لنصف قرن، وكان من المفترض أن تستمر السلطة الوطنية لمدة خمس سنوات انتقالية، ولكنها أصبحت 30 عامًا. وبعد شهر من وقف إطلاق النار في غزة، يحدق سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة ويتساءلون إن كان يأسهم سيظل دائمًا.

مقالات ذات صلة الخارجية الأمريكية تعلق على خبر لقاء كوشنر بـ “ياسر أبو شباب”.. هذا ما حدث 2025/11/13

فلم يتم عمل أي شيء لإعادة إعمار ما سوّته الحرب خلال العامين الماضيين. وتوصلت الدول العربية إلى خطة إعادة إعمار لن تبدأ، على الأرجح، إلا عندما توافق حركة “حماس” على نزع أسلحتها. ولأن الحركة ترفض هذا المطلب، فقد بدأ المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون مناقشة خطط بديلة تشمل إعادة البناء في الجانب الآخر من “الخط الأصفر”، وهو الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها “حماس” وتلك التي يتحكم بها الجيش الإسرائيلي.

ولا يعيش في المنطقة الأخيرة فلسطينيون، وتعارض الدول العربية الخطة.

ويحتاج الغزيون وبشكل عاجل إلى البيوت والخدمات، ولا توجد هناك خطط لتوفيرها. فحجم الدمار غير مسبوق؛ خذ مثلا المساكن، حيث قدّرت الأمم المتحدة، في آب/أغسطس، أن أكثر من 320,000 بيت دُمّر أو تضرر، أي أكثر مما تم تدميره عام 2014 بـ 18 ضعفًا. وهناك 1.2 مليون غزّي، أي نسبة 60% من سكان القطاع، بدون مساكن.

ومن الصعب الحصول على خيام، حيث تقول منظمات الإغاثة إن أقل من 20,000 خيمة سُمح بدخولها إلى القطاع منذ بداية وقف إطلاق النار.

ومع أن الملجأ الآمن ضروري جدًا، فإنه ليس الحاجة الملحة الوحيدة؛ فقد دُمّر حوالي 85% من المؤسسات التجارية، وتضرر ما يقرب من 90% من الأراضي الزراعية والآبار الزراعية. ويقع ثلثا الأراضي الصالحة للزراعة في غزة على الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الخط الأصفر. وقُصفت حوالي 77% من الطرق أو دُمّرت بواسطة الدبابات الإسرائيلية، والقائمة تطول.

وتعلّق المجلة بأن الأفكار كثيرة لإعادة الإعمار لكنها غير واقعية؛ كاقتراح ترامب الشهير لبناء منتجعات سياحية في القطاع بعد تهجير سكانه. وفي الوقت نفسه، قدم رجال أعمال إسرائيليون أفكارًا خيالية لبناء مصانع لإنتاج سيارات تسلا ومراكز لبيانات الذكاء الاصطناعي.

لأن “حماس” ترفض مطلب نزع سلاحها، فقد بدأ الأمريكيون والإسرائيليون مناقشة خطط بديلة تشمل إعادة البناء في الجانب الآخر من “الخط الأصفر”

واقترحت السلطة الفلسطينية برنامج إعادة الإعمار الخاص بها، وكذلك فعل المسؤولون المحليون في غزة.

الاقتراح الذي يحظى بأوسع دعم هو مبادرة مصرية أقرتها الدول العربية في آذار/مارس. وتتخيل إعادة إعمار غزة على عدة مراحل؛ تركز المرحلة الأولى على إزالة ما يقدر بنحو 60 مليون طن من الأنقاض المتراكمة في جميع أنحاء القطاع. ويمكن إعادة استخدام بعضها؛ فبعد حرب عام 2014 بين إسرائيل و”حماس”، استخدم المقاولون حطام المباني التي تعرضت للقصف كركيزة لإعادة رصف الطريق السريع الساحلي. وتأمل مصر في خلط الأنقاض بالرمل واستخدامها لاستصلاح الأراضي قبالة ساحل غزة، والتي يمكن أن تستضيف ميناء وبنية تحتية أخرى. ستستمر المرحلة الثانية أربع سنوات ونصف وتركز على إعادة الإعمار.

ولأن نسبة البطالة مرتفعة في غزة، فيمكن للخطة أن تعتمد على قوة عاملة كافية. وستوفر مصر الخبرة والمواد الخام، وتأمل في الاستعانة بمطورين من دول الخليج. لكن المهندسين يقولون إن الجدول الزمني غير واقعي، إذ إن إزالة الأنقاض ستستغرق ما يقرب من ست سنوات بدلًا من ستة أشهر. ويجب أن تمر المواد عبر معبر رفح بين غزة ومصر، حيث تملك إسرائيل حق النقض (الفيتو). وقد أبلغ أحد كبار المطورين في الخليج مسؤولين غربيين أنه لا يريد التدخل لأنه لا يرى أملاً يُذكر في تحقيق عائد على الاستثمار.

وفي الواقع، فالمال هو العقبة الكبرى أمام إعادة الإعمار. وتقدّر الخطة المصرية تكلفة إعادة الإعمار بـ 53 مليار دولار، بينما تضعها الأمم المتحدة بـ 70 مليار دولار.

ولا يرغب المانحون في تحمّل هذه التكلفة إلا إذا تأكدوا من انتهاء الحرب فعليًا، وهذا يتطلب نزع سلاح “حماس”. ويدعو وقف إطلاق النار إلى قوة حفظ سلام دولية للقيام بهذه المهمة. ويحث دونالد ترامب مجلس الأمن الدولي على منح القوة تفويضًا لمدة عامين.

لكن لا أحد في العالم العربي راغب في دعم هذه القوة الدولية. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات العربية المتحدة، التي قال فيها إن الفكرة لا تزال غائمة، ولو لم تتغير فبلده “لن يشارك على الأرجح”. واستبعدت السعودية المشاركة أيضًا، وكذلك الأردن. ويأمل ترامب بإقناع الدول غير العربية بالمشاركة، لكنها لم تُعبّر بعد عن التزام.

ومن هنا جاء الحديث عن بديل. فبدلًا من إعادة بناء مدن غزة القائمة، القريبة من الساحل، يأمل بعض الأمريكيين والإسرائيليين في بدء إعادة الإعمار على الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ومن المرجح أن يبدأ البناء بالقرب من رفح، جنوب غزة، حيث تسيطر إسرائيل على أكبر مساحة من الأرض. وتتمثل الفكرة في بناء سلسلة من البلدات النموذجية: كل منها يستوعب آلاف الفلسطينيين، وتضم عيادات ومدارس وخدمات أخرى.

وتعيد الفكرة أصداء محاولات فاشلة لمواجهة التمرد في أفغانستان خلال العقدين الأخيرين من القرن الحادي والعشرين، وفي فيتنام في ستينيات القرن الماضي. ولن تنجح في غزة أيضًا. فلا يعيش في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي سوى بضعة آلاف من الفلسطينيين، عدد كبير منهم ينتمي إلى ميليشيات تدعمها إسرائيل.

وحتى لو تم إقناع آخرين بالانتقال، فيجب أن يمروا بفحص أمني، ولا يُعرف إن كان سيسمح لهم بالعودة إلى الجانب الآخر أو التحرك بحرية بين جانبي الخط الأصفر.

وتخشى الدول العربية أن يتحول “الخط الأصفر” إلى دائم. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “لا نريد غزة متشرذمة”.

ويخشى المسؤولون المصريون من أن يؤدي دفع سكان غزة نحو رفح إلى تهجيرهم إلى مصر، كما هدد بعض الإسرائيليين طوال الحرب.

وقد عرض رجال أعمال أمريكيون مقربون من إدارة ترامب الخطة على حكومة خليجية واحدة على الأقل، أملًا في الحصول على التزام مالي، لكنهم قوبلوا بالرفض.

يخشى المسؤولون المصريون من أن يؤدي دفع سكان غزة نحو رفح إلى تهجيرهم إلى مصر، كما هدد بعض الإسرائيليين طوال الحرب

وفي الوقت الحالي، من المرجح أن ينصب التركيز على تقديم الحد الأدنى من المساعدات. يقول دبلوماسي غربي: “ستكون إعادة تأهيل، وليس إعادة إعمار”.

وفي آب/أغسطس، على سبيل المثال، أنهت الإمارات العربية المتحدة برنامجًا لتزويد جنوب غزة بـ 8 ملايين لتر من المياه المحلاة يوميًا. وتقع محطة تحلية المياه نفسها في مصر، وينقل خط أنابيب المياه عبر الحدود.

ويضغط الدبلوماسيون على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من الملاجئ المؤقتة إلى غزة، إذ إن الآلاف منها عالقة في الدول المجاورة بانتظار الموافقة.

كما تروّج “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة غامضة أدارت برنامجًا كارثيًا لتوزيع الغذاء في وقت سابق من هذا العام، لخطة إنشاء 16 مركزًا للإغاثة على طول الخط الأصفر. ولكن ما لم يتم إقناع “حماس” بإلقاء سلاحها، فإن الخطط الطموحة لإعادة الإعمار ستظل في طي النسيان.

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: غزة قد تحتوي على أكبر عدد من القنابل غير المنفجرة بالعالم
  • عودة رواد الفضاء الصينيين إلى الأرض بعد تأخير بسبب أضرار الحطام الفضائي
  • فرنسا تريد تعزيز دفاعاتها في الفضاء: ما قد تشتريه أولا؟
  • تحذير متشائم من “إيكونوميست”: لا إعمار في غزة.. والمؤقت قد يصبح دائماً
  • عاجل| خلال ساعات.. ضبط قاتل مهندس الكيمياء النووية في الإسكندرية والتحفظ على السلاح
  • أمطار شديدة تصل القاهرة مساء .. الأقمار الصناعية ترصد سحب ركامية تغطي السواحل
  • رغم الهدنة.. صور الأقمار الصناعية توثّق تدمير إسرائيل لأحياء كاملة في غزة
  • وزير الخارجية: ما قام به الرئيس ترامب لتحقيق السلام في غزة قابل للتحقق بالسودان
  • روسيا والولايات المتحدة تعيدان التجارب النووية إلى الطاولة. هل ينفد الوقت للحد من التسلح؟
  • اتهامات بالتجارب النووية ترفع مستوى التوتر: روسيا تعلن استعدادها للحوار مع الولايات المتحدة