استقبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة، فى قصر الإليزيه العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، والذى يزور باريس حاليا ضمن جولته الخارجية التى استهلها بالولايات المتحدة الأمريكية ثم كندا وبريطانيا وتهدف الجولة الملكية إلى حشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار بغزة وحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكافٍ، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووفقا للإليزيه، تناولت المباحثات بين الرئيس ماكرون والملك عبدالله الثاني الضرورة الملحة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دون مزيد من التأخير، وهو ما يضمن حماية جميع المدنيين ودخول المساعدات العاجلة على نطاق واسع في قطاع غزة.

وخلال اللقاء، جدد ماكرون والملك عبد الله الثاني رغبتهما في العمل معا لتقديم مساعدات إنسانية هائلة لسكان غزة، استمرارا لعمليات التعاون بينهما، مثل العملية المشتركة لإنزال المساعدات الإنسانية بالقرب من المستشفى الميداني في خان يونس في 4 يناير الماضي كما ناقش الزعيمان أيضا الجهود لمنع تمدد الصراع في المنطقة والعمل على تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

 وأكد الرئيس الفرنسي مجددا معارضة بلاده الشديدة لهجوم إسرائيلي محتمل على رفح والذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية . وحذر الرئيس الفرنسي مجددا من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي كبير في رفح، حيث يقيم نحو 1.3 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق القتال، سيؤدي إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة وسيكون نقطة تحول" في الحرب التي تنفذها إسرائيل. ضد حماس في قطاع غزة ردا على الهجمات القاتلة التي نفذتها الجماعة الإرهابية في الدولة اليهودية في 7 أكتوبر.

وأعلن الرئيس الفرنسي قائلاً بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا وهي المرة الأولى التي يدلي بها بهذا التصريح.

 وقال ماكرون: "نحن مدينون للفلسطينيين، الذين تم دهس تطلعاتهم لفترة طويلة للغاية. نحن مدينون للإسرائيليين الذين عاشوا أكبر مذبحة معادية للسامية في قرننا.، نحن مدينون لمنطقة تتوق إلى الهروب من المروجين لليهود".. 

وأكد أن "الأولوية المطلقة" هي "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" في غزة وقال "أشارك الأردن ومصر مخاوفهما بشأن التهجير القسري والجماعي للسكان. سيكون هذا انتهاكا خطيرا للقانون الدولي مرة أخرى وخطر كبير للتصعيد الإقليمي"، مذكرا بتحذير بنيامين نتنياهو عبر الهاتف من هذا الأمر هذا الأسبوع.

من جهته، شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثانى خلال مباحثاته على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولى لإيقاف الحرب المدمرة على غزة، التى تسببت بكارثة إنسانية، مؤكدا أهمية ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كاف واستدامتها ومحذرا من خطورة تداعيات الهجوم الإسرائيلى على رفح المكتظة بالنازحين.

 وقال الملك عبد الله الثاني: "لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر. نحتاج لوقف دائم لإطلاق النار الآن، وهذه الحرب يجب أن تنتهي".وتابع ملك الأردن: "علينا أن نعمل بشكل طارئ وعاجل على ضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة". 

وأوضح أنه لا يمكن لأية وكالة أممية أن تقوم بالعمل الذي تقوم به وكالة الأونروا لإغاثة سكان غزة خلال هذه الكارثة الإنسانية.

وقال في هذا الصدد، إن عمل "الأونروا" حيوي أيضا في مواقع أخرى، وخاصة الأردن، حيث 2.3 مليون مسجلون في الوكالة. 

وأكد أنه يجب أن تستمر الأونروا بتلقي الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي.

 ولفت النظر إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي.

يأتي هذا اللقاء بعد المباحثات التي جمعت الرئيس ماكرون والعاهل الأردني في ديسمبر الماضي في العقبة بالأردن، ومنذ بداية الأزمة، عمل الأردن وفرنسا معا لتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، لا سيما خلال المؤتمر الإنساني الذي عقد في باريس في 9 نوفمبر الماضي، ثم خلال مؤتمر عمان في 30 نوفمبر.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد بدأ جولة تشمل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا لحشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكاف، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. 

وأمس الخميس، وصل العاهل الأردني إلى العاصمة البريطانية لندن، أولى محطات جولته الأوروبية وأجرى مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.  ويختتم العاهل الأردني الجولة غدا السبت فى ألمانيا، إذ سيشارك بالدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن وسيلتقي على هامش القمة بالمستشار الألماني أولاف شولتز وعدد من القيادات السياسية الإقليمية والدولية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ماكرون عبد الله الثاني المساعدات الإنسانیة الرئیس الفرنسی العاهل الأردنی الملک عبد الله إطلاق النار الله الثانی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن

ويتخوف اليمنيون ومنظمات الإغاثة من حدوث نقص حاد في مخزون السلع والمواد الغذائية في وقت يعاني فيه الملايين من السكان من سوء التغذية وارتفاع أسعار الغذاء وتدني الخدمات جراء الصراع المستمر منذ 10 سنوات والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم بحسب تقدير الأمم المتحدة.

ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن لمنع وقوع مجاعة اعتمادا على المساعدات التي يتلقاها البرنامج التابع للأمم المتحدة من المؤسسات والدول التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليار دولار.

لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء للمانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.

وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما إلى حين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.

ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل فيه قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيدا في بلد يعاني بالفعل من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرب أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.

وصرح مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لرويترز بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعا إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.

وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال البلاد ووسطها وغربها ذات الكثافة السكانية العالية.

وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بالمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهمان في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلا.

ويشعر عبدالله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلا من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله الكثير من زملائه الذين فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.

وقال سامي (32 عاما) ويسكن مدينة عدن لرويترز إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلا جيدا كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.

وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان إلى نحو 60 في المئة مقارنة مع 14 في المئة قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45 في المئة والفقر إلى نحو 78 في المئة.

وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.

الأمم المتحدة:

أكثر من 80 في المئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف الملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بالمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.

وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.

لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية “لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد“.

وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، إن “حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدما على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية“.

ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضا في صنعاء ويقول “القرار الأميركي الجديد لم يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أيّ إغاثة من الوكالة الأميركية أو أيّ منظمات إغاثية أخرى“.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 في المئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف الملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 في المئة من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.

مقالات مشابهة

  • حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في السودان
  • استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح (صور)
  • وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن
  • ماكرون يتعهد باستئصال الإرهاب بعد هجوم في باريس
  • باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث
  • ما تداعيات توقف المساعدات الأميركية على الأزمة الإنسانية في اليمن؟
  • وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • العاهل الأردني يتوجه إلى السعودية للمشاركة في اللقاء الأخوي غير الرسمي بالرياض
  • الملكة رانيا تخطف الأنظار بأناقتها في أحدث ظهور مع العاهل الأردني
  • العاهل الأردني يحذر من خطورة التصعيد في الضفة الغربية والقدس