أدلة دامغة على أن الأرض كانت كرة ثلجية قبل ملايين السنين
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قدّم مجموعة من الباحثين الأستراليين أدلة دامغة تدعم نظرية الأرض المتجمّدة، إذ كان يغطي الكوكب بكامله جليد يمتد من القطبين حتى خط الاستواء قبل نحو 700 مليون سنة، مع انخفاض شديد في درجات الحرارة.
واعتمدت الدراسة على البيانات التي جُمعت من رحلة ميدانية إلى سلسلة جبال فلندرز في جنوب أستراليا، حيث اكتشف الباحثون أدلة مهمة تقودهم إلى بقايا آثار لهذا الجليد تعود إلى الفترة الكريوجينية، وتحديدا إلى عصر الستورتيان، إذ كانت الأرض أشبه بكرة ثلجية هائلة تسير في الفضاء.
واستخدم الفريق نموذج الصفائح التكتونية لتصوير مشهد الانجراف القاري للأرض بعد تفكك قارة رودينيا العظمى، إلى جانب نموذج حاسوبي لتقدير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من البراكين تحت الماء. واكتشفوا أن بداية العصر الجليدي الستورتياني تزامنت مع انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البركانية التي ظلت منخفضة طوال العصر الجليدي.
ويقول معد الدراسة المشارك الدكتور ديتمار مولر من جامعة سيدني: إن العصر الجليدي الستورتياني حدث بسبب حركة الصفائح التكتونية التي أدت إلى تقليل تفريغ الغازات البركانية إلى الحد الأدنى، في الوقت الذي كان فيه بركان عظيم في شمال الأرض بدأ بالاضمحلال، مما أدى إلى استهلاك ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.
ووصل هذا الانخفاض في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستوى أقل من النصف مما هو عليه اليوم، وحينها كان العصر الجليدي قد بدأ بالتشكّل.
وخلال هذه الفترة، كانت الأرض تفتقر إلى الحيوانات متعددة الخلايا والنباتات البرية، إذ كانت انبعاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي في المقام الأول هي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قادمة من البراكين وعمليات تجوية الصخور السيليكية.
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع العلماء أن عصور جليد مماثلة قد تحدث مجددا، خاصة إذا أدت التغيرات المناخية الحالية إلى الذوبان الكبير للغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاند، فالأدلة المستقاة من فترة "درياس الأصغر" الباردة والمفاجئة والتي وقعت منذ نحو 12800 عام واستمرت نحو 1300 عام؛ تشير إلى إمكانية حدوث مثل هذه التحولات المناخية المفاجئة مستقبلا.
وتمثل فترة درياس الأصغر عصرا جليديا مفاجئا حدث مباشرة بعد أن كان متوسط درجة الحرارة في الأرض مرتفعا. وتشير السجلات الجيولوجية إلى أنّ هذا "التجمّد الكبير المفاجئ" هو نتاج تدفق كميات كبيرة من المياه العذبة إلى المحيطين الأطلسي والمتجمد الشمالي، مما أدى إلى تعطيل حركة الدورة الحرارية الملحية في المحيطات.
وشدد المتخصص في علوم النظام الأرضي هنري مولينز على أهمية الإقرار السريع بمثل هذه التحولات المناخية المفاجئة، مشيرا إلى أنه ثمّة فرصة محدودة لتكيف الإنسان إذا ما باغتته نقطة التحوّل المناخي تلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون العصر الجلیدی
إقرأ أيضاً:
لغز بلا أدلة.. الموسيقار عمر خورشيد مات فى مطاردة غامضة
بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.
سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات.. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟
في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!
الحلقة الثالثة –
مايو 1981 – مطاردة غامضة على طريق الهرم
في ليلة 29 مايو 1981، استيقظ الوسط الفني على صدمة مدوية، مقتل الموسيقار وعازف الجيتار الشهير عمر خورشيد في حادث سيارة غامض أمام منزله في الهرم، بعد ليلة من العزف في أحد الملاهي الليلية.
لم يكن الحادث عاديًا، ولم يكن مجرد فقدان سيطرة على عجلة القيادة. فوفقًا لشهادة زوجته دينا، بدأ كل شيء عندما لاحقتهم سيارة خضراء مجهولة، حاول ركابها استفزاز خورشيد، وجهوا له الشتائم، ثم بدأوا في التضييق عليه بسيارتهم، وكأنهم يدفعونه عمدًا نحو الكارثة.
رغم محاولاته السيطرة على السيارة، خرج عن الطريق، اصطدم بجزيرةٍ وسط الطريق، وطار جسده ليصطدم بعمود إنارة، ليسقط قتيلًا قبل أن يكمل عامه الـ36.
هل كان اغتيالًا متعمدًا؟
الأمر لم يتوقف عند الحادث ذاته، بل أصبح أكثر رعبًا عندما روت زوجته أن السيارة المجهولة توقفت بعد الاصطدام، نزل منها أشخاص اقتربوا من جثة خورشيد، تأكدوا من وفاته، ثم عادوا إلى سيارتهم واختفوا بلا أثر!
44 عامًا.. ولا إجابة
منذ ذلك اليوم، بقيت القضية واحدة من أغرب الجرائم المسجلة ضد مجهول. ورغم التكهنات التي ربطت مقتله بصراعات في الوسط الفني والسياسي، إلا أن الحقيقة ظلت مدفونة مع خورشيد، وملف القضية لا يزال بلا أدلة.. ولا إجابات.
مشاركة