خطبة الجمعة من الجامع الأزهر.. الهواري: بعض الوالدين استقالوا من تربية الأبناء.. والمحتكرون الآن ذنبهم أشد في الحرمة عند الله
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
خطبة الجمعة من الجامع الأزهرالدكتور محمود الهواري يؤكد:علينا باليقظة التامة من الغفلة في هذا الزمانبعض الآباء والأمهات قدموا استقالتهم من تربية الأبناءالمحتكرين الآن ذنبهم أشد في الحرمة عند اللهحب الدنيا وكراهية الموت جرأ علينا عدونا
ألقى الدكتور محمود الهواري، من علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر الشريف، وقال الهواري، إن شهر شعبان، له أهمية ومكانة كبيرة في الإسلام، وكان النبي المصطفى يكثر من الصيام فيه.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر، أن هذا الزمان أحوج ما نكون فيه إلى اليقظة من الغفلة، لما فيه من انتشار للخلط بين موازين الحق والباطل ومعايير الصواب والخطأ.
وتابع: لذا كان نداء النبي إلى أمته باليقظة الواجبة في زمان الغفلة، هذه اليقظة التي تملك على الإنسان حياته كلها، فواجب على كل مسلم فطن أن يكون صاحب يقظة لا أن تملكه الغفلة.
وأشار إلى أنه ليس من اليقظة أبدا أن ينسى الإنسان مسئولياته، وأن يدور حول ذاته وملذاته، وأن يهمل أو ينسى الإنسان آلام أمته.
وقال الدكتور محمود الهواري، من علماء الأزهر الشريف، إن بعض الآباء والأمهات قدموا استقالة عن طواعية واختيار، من تربية الأبناء.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر، أن بعض الرجال أصبحوا لا يرون أنفسهم إلا مدبرين وموفرين للمال، ولا ترى بعض الأمهات أنفسهن إلا مهيئات للبيت وللطعام والكسوة فحسب، لكن الأبناء لا يتم توفير رعاية وجو مناسب لهم ينشئون فيه.
وتابع خطيب الجامع الأزهر: الأبناء يحتاجون إلى أبوة الوالد وعطفه وحنانه عليهم ونصحه لهم ونقل خبرات الوالد إليهم، وصدق النبي الذي قال (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقود).
كما قال النبي (كلكم راع ومسئول عن رعيته) مشددا على أن المسلم يحتاج إلى يقظة واجبة في أسرته ليفهم أنه إنما يعد هؤلاء الأبناء لمستقبل الأمة المشرق.
وقال الدكتور محمود الهواري، من علماء الأزهر الشريف، إن بعض الناس يهتمون بالمكاسب والأرباح، ولا ينشغلون بجوع الفقراء وآلام المرضى، فتراهم يحتكرون في زمن يحرم فيه أشد الحرمة أي احتكار.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر، أن سيدنا عثمان رضى الله عنه، لما جاءته قافلته محملة بكافة أنواع الطعام، فطلبوا منه تجار المدينة بيعها بأكثر من حقها بخمسة أضعاف، فقال عثمان للتجار "إنما أعطانيها الله من عنده".
وأشار إلى أن المحتكرين الآن يخفون احتياجات الناس الضرورية من السلع، بدافع التجارة والربح، ولكن أنى ذلك والله ورسوله لا يرضون ذلك
وقال الدكتور محمود الهواري خطيب الجامع الأزهر والجمعة الأولى من شهر شعبان، إننا نحتاج إلى يقظة في زمان الغفلة، فيعرف الإنسان المنوط به ومراد الله فيه، وما يراد به من عدوه، وأن يعلم واجباته ومسؤولياته ويعي قيمته في الدنيا وقدره عند ربه في الآخرة.
وتابع خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر شعبان اليوم: «مستوى أكبر من اليقظة نحتاجه اليوم وهو أن يشعر الإنسان بآلام الأمة وإخوانه شرقا وغربا، فنرى من يستغيث ويصرخ فيما لا يجد من يسمع أو يرى، قال عنه ربنا : «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ».
وشدد خطيب الجامع الأزهر: قد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هذا الحال فقال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت»، مؤكدًا: «حب الدنيا وكراهية الموت جرأ علينا عدونا، وعلينا أن نملك مواردنا وقرارانا ونلتف حول هدف واحد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمود الهواري علماء الازهر الازهر الشريف خطبة الجمعة الجامع الازهر الأزهر الشریف خطبة الجمعة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الإنسان دائم الاحتياج إلى الله تعالى وهو وحده حسيبه وكافيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن اسم الله تعالى «الحسيب» لا يسمى به إنسان طالما كان بـ«ال»، فلا يقال فلان الحسيب، ولكن يجوز تسمية الإنسان بهذا الاسم بدون «ال»، وذلك لأن «ال» في أسماء الله الحسنى تأتي للكمال المطلق، ولهذا لا يجوز أن يوصف به إنسان.
ولفت شيخ الأزهر -خلال حديثه اليوم بالحلقة الثانية عشرة من برنامج «الإمام الطيب»- أن الإنسان دائم الحاجة إلى الله تعالى، فهو سبحانه الذي يسخر له الرزق ويسخر له ما يعينه على تلبية جميع احتياجاته، فقد سخر له الأرض وما عليها، وسخر له السماء وسخر له البحار.
وبين فضيلته، أنه لا يمكن أن يكون شيء حسيبا، بمعنى كافيا لشيء، فهذه نظرة سطحية، لأن جميع الأشياء تتعلق بعضها ببعض، وكلها في النهاية تتعلق بقدرة الله تعالى، فهو سبحانه الذي يجمع بين السبب والمسبب، وهو القادر على إحداث الأثر في الأشياء، وهو فاعل كل شيء في هذا الكون على اتساعه.
وأشار الإمام الطيب إلى أن أصل الدعاء في وجه الظالم بـ «حسبنا الله ونعم الوكيل»، موجود في قوله تعالى: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ»، وهذا وعد من الله بأن لا يمس من يقول هذا الدعاء سوء، شريطة الإيمان العقلي والقلبي بأن الله فعلا هو الكافي.
واختتم فضيلة أن نصيب العبد من اسم الله «الحسيب»، يكون بالبذل والعطاء لما فاض عنه، فالحسيب بمعنى الكافي، وهو بذلك يساعد في كفاية الآخرين، كما أنه يعني أيضًا «المحاسب»، بمعنى أن يواظب الإنسان على محاسبة نفسه، مصداقا لقوله صلى الله عليه سلم: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»، فالإنسان يحاسب نفسه دائما في كل وقت، ليعي عواقب ما صنع وما قدم، وإن أخطأ يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.