اخبار متقاطعة حول سفينة واحدة
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وصلت حملات تضليل الرأي العام والتشويش عليه إلى محطات مظلمة يتعذر فيها التفريق بين الخيط الأبيض والخيط الأسود. فالخبر الذي نشرته القيادة الأمريكية الوسطى قبل بضعة أيام. يقول: (ان السفينة Star Iris التابعة لجزر مارشال تعرضت لقصف مباشر بصاروخين من قبل الحوثيين في الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف ليلة 12 من هذا الشهر (فبراير 2024) أثناء مرورها في مضيق باب المندب، وكانت قادمة من البرازيل في طريقها إلى ميناء (بندر امام) الإيراني، وعلى متنها شحنة من الذرة الصفراء).
أي بما يوحي: ان الحوثيين استخدموا صواريخ إيرانية الصنع في قصف سفينة متوجهة إلى ايران وليست إلى إسرائيل. وهذا الخبر تناقلته وكالات الأنباء العربية والأوروبية. . وإنهم يقطعون الطريق على السفن كلها حتى لو كانت متوجهة إلى إيران. . وحتى لو كان خط سيرها خارج نطاق الموانئ الإسرائيلية. .
ثم جاء التوضيح الاول بهذه الصيغة التي نشرتها وكالة رويتر عن مسؤول أمني إقليمي. قال فيه: (إن القصف يراد منه إظهار أن إيران لا تسيطر على الحوثيين وأنهم يتصرفون بشكل مستقل). وأشار هذا المسؤول الأمني أيضاً إلى أن الحوثيين أبلغوا طهران سلفا بهذا الهجوم. .
وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية: بماذا ابلغوهم ؟. ولماذا قرر الحوثيون قصف السفينة بعد الابلاغ عن وجهتها ؟. .
وبالتالي لدينا اكثر من علامة استفهام ظلت تحوم حول هذا الخبر الذي يكتنفه الغموض، ثم تبين لنا ان السفينة لم تكن متوجهة إلى إيران، وأنها تلاعبت بإعدادات نظام التعريف الآلي AIS لكي تفلت من القصف. لكن الحوثيين كانوا أذكى من ربانها وطاقمها، وهذا يفسر اسباب اتصالهم بالموانئ الإيرانية للتأكد من صحة البيانات المعروضة على شاشات اجهزة السفينة. .
يبدو ان هذه اللعبة لم تنته عند هذه النقطة، ففي جعبة القيادة الامريكية الكثير من السيناريوهات الماكرة التي ستغرق المنطقة كلها بكوارث يصعب التكهن بنتائجها وتداعياتها. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هكذا علّقت إيران على العدوان الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن
علّق مسؤولون إيرانيون، الأحد، على العدوان الأمريكي والضربات الجوية التي استهدفت جماعة الحوثي في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، عقب تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى طهران، بسبب دعمها للجماعة اليمنية.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إنّ "طهران لن تشن حربا، لكن إذا هددها أحد سترد بشكل مناسب وحاسم وقاطع".
ووصف سلامي جماعة الحوثي بأنها "حركة ممثلة للشعب اليمني"، مشيرا إلى أنها "تتخذ قراراتها الاستراتيجية بنفسها".
إملاءات سياسية
بدوره، ذكر وزير خارجية إيران عباس عراقجي، أن "الولايات المتحدة ليس لها الحق في إملاء سياسة بلاده الخارجية"، وذلك ردا على دعوة ترامب لطهران بوقف دعمها للحوثيين في اليمن.
وكتب عراقجي عبر منصة "إكس": "الحكومة الأمريكية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
في غضون ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عن إدانة بلاده الشديدة للضربات التي شنتها الولايات المتحدة على اليمن، وأسفرت عن استشهاد 31 شخصا على الأقل.
وقال بقائي إنّ "الضربات الهمجية انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد صرّح بأن ضربات بلاده على اليمن ستتواصل، "حتى يفقد الحوثيون القدرة على مهاجمة البحرية الأمريكية والملاحقة العالمية"، على حد وصفه.
مواجهة التصعيد بالتصعيد
وأشار إلى أنه لا يوجد أي حديث عن شن عمليات برية أمريكية في اليمن، مضيفا أنه "لا أعتقد أن هناك ضرورة لذلك في الوقت الحالي".
في المقابل، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استعدادها "لمواجهة التصعيد بالتصعيد"، بعد الغارات الأمريكية العنيفة على أهداف في صنعاء وصعدة، والتي راح ضحيتها العشرات مساء السبت.
وقال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، إن السفن والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفا للجماعة، وقرار حظر الملاحة سيشمل واشنطن طالما استمرت في عدوانها.
وقال الناطق باسم القوات العسكرية في الجماعة، يحيى سريع، إن الحوثيين استهدفوا حاملة طائرات أمريكية بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، ردا على العدوان الأمريكي على اليمن.
وتابع: "ردا على العدوان، نفذت القوات المسلحة عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" والقطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر بـ18 صاروخا بالستيا ومجنحا وطائرة مسيرة".
وأثارت الغارات الأمريكية على اليمن ردود فعل دبلوماسية غاضبة من موسكو وطهران.