يمانيون:
2025-02-07@11:49:01 GMT

الصماد.. روح الصمود والنصر

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

الصماد.. روح الصمود والنصر

عبدالكريم الوشلي

“مسح الغبار عن نعل مجاهد أشرف من كل مناصب الدنيا”، مقولة تجلت فيها ذروة البهاء القيمي والأخلاقي والإيماني لدى الشهيد الرئيس، شهيد الرؤساء، رئيس الشهداء، وصِفه بما شئتَ، فهو الأكبر من كل الأوصاف.. إنه صالح الصماد.
نعم هو هذا الذي غدا عنوانا لأرقى النماذج القيادية التي يتطابق فيها المبدأ مع سلوك المؤمنين به، والفكرة مع واقع المفكرين بها، والذي كان استشهاده مخسارة مؤلمة للشعب اليمني في فترة حرجة من تاريخه، كما كان أيضا كاشفا قويا لقبح قتلته الظلاميين وبشاعة منزعهم الإجرامي الهيمني وحقدهم الأسود على اليمن شعبا وتاريخا وحضارة وأحلاما وتطلعات.


ولأن أعداءنا أولئك.. لا يريدون في منطقتنا قادة أحراراً يتحركون وفق أوامر ونواهي ربهم الذي خلقهم، ويستمدون سياساتهم من إرادة شعوبهم ووفق مقتضيات مصالحها.. ولأن أولئك الأعداء أيضا لا يقبلون أو يتعايشون مع أنظمة نابتة من تربة أوطانها، بل يفضلون دمى تتحرك بحركة أصابعهم، ومعلباتٍ نفطيةً وبترودولارية يضعونها على الكراسي التي تناسب مصالحهم حصريا.. فقد أقدموا على اغتيال الرئيس الشهيد الصماد في ذلك اليوم المشؤوم قبل ستة أعوام، بغطاء تنفيذي من وكيلهم العدواني وخادمهم السعوإماراتي، ضمن سياق عدوانهم الجهنمي على الشعب اليمني..
هذه الجريمة النكراء، كسواها من جرائمهم، وما أكثرها! كشفت حقد وبربرية ووحشية القتلة المعتدين، وبرهنت -في المقابل-على غبائهم الفاحش، فالدم المظلوم المُحق يرتد وبالا على القاتل ويثأر منه على نحو يصعب على هذا القاتل تصوُّرُه والتحسب له.. وهذا ما حدث بالفعل، ونرى واقعه اليوم.. فقد بقيت روح الصماد كامنة في عزائم اليمنيين الأحرار ومجاهديهم، تشحذ أسلحتهم البسيطة التي يجترحونها وتُلحق -بقوة الله- بالغ الأذى بالمعتدين في عقر دارهم، وترغم أنوفهم، متفوقةً على سلاحهم الأحدث والأكثر تطورا.. فليس عجبا أن يكون “صماد” بأجياله المتعددة المتوالية حتى “صماد”٤، ضمن طيراننا اليمني المسيَّر، في صدارة الذراع الحيدري اليماني الذي ضرب وسيضرب الأعداء في أكثر مفاصلهم حساسية وحصانة، إلى جانب قوتنا الصاروخية الفتية المتنامية أيضا، بالزخم ذاته.. والعنفوان عينه.. وكفى بذلك، إلى جانب ما تمثله الشهادة من فوز عظيم لنائلها، عزاءً لشعبنا ولكل أحرار وشرفاء أمتنا في مصاب فقده الفادح..
هذا إذن، هو الصماد في الوعي والذاكرة اليمنية، حيث خلوده الدنيوي الممتد من خلوده الأبدي عند الله تعالى، بجوار أعظم وأسمى البشر الخالدين من الأنبياء والأولياء والصديقين.
هذا هو القائد المثال، الذي جسد أرقى وأنصع المبادئ الإنسانية والقيادية، سلوكا وواقعا عمليا.. وكساها-إلى ذلك-حللا من بليغ القول الصادق، فكانت لديه “إماطة الغبار عن نعل مجاهد.. أشرف من كل مناصب الدنيا”.
ولأنه الإبن البار للمشروع القرآني العظيم، ونجيبُ الرحم الطاهر لمسيرته التحررية النهضوية المباركة.. لم يكن تسنُّمه أعلى المناصب القيادية، رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، في تلك المرحلة الحرجة من التاريخ اليمني.. مدعاةً للإصابة بخدر المنصب وسكرة الإنتشاء بكرسيه الرفيع الوثير !كحال معظم من تبوأ أو قد يتبوأ أمثال هذا المقام الاستثنائي.. بل أعطى نموذجا قياديا نادرا، قوامُه التواضع ونكرانُ الذات وحميميةُ الالتحام بالناس وصدقُ التفاني في خدمة الشعب والوطن وقضيتِه التحررية العادلة.. وكان بذلك، وبحنكته وحكمته وفوحِ البصيرة القرآنية، العاطر في سيرته الجهادية ومسلكه القيادي الفريد.. واضعا الأسس القوية لمشروع الدولة اليمنية المنشودة العادلة والقوية، وما تشترطه وتستدعيه من أداء مؤسسي خلاق.
إنها الدولة التي للشعب، بمغايرة للوضع المعكوس الذي ساد ردحا من زمن يمني مضى.. حين كان الشعب للدولة!،وإنها الدولة التي من عناوينها الصمادية الذهبية العريضة وبالغةِ الدلالة “يد تحمي، ويد تبني”، هذا العنوان الذي صاغه -بصدق القول وإخلاص العمل -الرئيس الشهيد.. ومن خلاله يعبُر اليمنيون نحو دولتهم المأمولة التي طال انتظارها، في سني التيه والتخبط والارتهان للخارج، وهذه الدولة آتية حتما مهما كانت الصعوبات في طريق الوصول إليها.
والحقيقة الماثلة أمامنا هنا، وبكل جلاء ووضوح، أنه ما كان لسفينة الصمود والحق اليمني المستعاد أن تصل إلى مرافئ الظفر والنصر، لولا السندُ الإلهي وعظمةُ عطاء وتضحيات المؤمنين الصادقين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وحنكةُ الربابنة الأكفاء، ومنهم صالح الصماد الذي لاتبارح وجدانَ شعبه وذاكرتَه مقولتُه الخالدة “دماؤنا نحن اليمنيين غالية، وليس لها ثمن إلا النصر أو الجنة”.

#الرئيس الشهيد صالح الصماد

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

فعالية خطابية في مديرية حفاش بالمحويت إحياءً للذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد

يمانيون/ المحويت نظمت مديرية حفاش في محافظة المحويت فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد.

وفي الفعالية أكد وكيل المحافظة يحيى فرج، أهمية إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الصماد الذي انطلق في مهمته بدافع إيماني ووطني وروحية قرآنية للدفاع عن الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله.

وأشار إلى أهمية تجسيد مشروع الرئيس الصماد النهضوي “يد تحمي ويد تبني” في مختلف المجالات، وكذا التأسي به وتوجهاته وتطلعاته والتمسك بالشعار الذي أطلقه لبناء الدولة الحديثة.

وذكر الوكيل فرج، أن الشهيد الرئيس كان رمزاً من رموز المشروع القرآني قدم روحه وضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ما يستوجب على الجميع المضي على دربه في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.

فيما أفاد مدير المديرية أمين القلعة بأن الشهيد الرئيس كان يتطلع من خلال مشروعه “يد تحمي ويد تبني” إلى يمن حر ومستقل، من خلال إعادة بناء الدولة وفق أسس صحيحة، والتخلص من التبعية والوصاية الخارجية التي أضرت باليمن طيلة العقود الماضية.

واشار إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الصماد، باعتبار أن الأمم والشعوب تمجد عظماءها وتحيي ذكراهم، لاستلهام مناقبهم ومآثرهم والسير على خطاهم.

من جانبه استعرض مسؤول التعبئة العامة بالمديرية منصور زايد، مناقب الشهيد الصماد الحاضرة في قلوب ووجدان الشعب اليمني، مبيناً أهمية مشروعه في تعزيز الجبهة الداخلية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وأدائها المؤسسي.

تخللت الفعالية قصائد شعرية معبرة.

مقالات مشابهة

  • فعاليتان في الجبين والجعفرية بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • «خبير»: مصر أرسلت 80% من المساعدات التي تصل لقطاع غزة «فيديو»
  • بعد موجه الاحتجاجات.. رئيس الوزراء اليمني يعلن عن حلول إسعافية لكهرباء عدن
  • فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الشهيد الرئيس الصماد
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • وقفة قبلية في السدة إب إحياء لسنوية الشهيد الصماد
  • فعالية خطابية في مديرية حفاش بالمحويت إحياءً للذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”