بغداد اليوم - كركوك

تشهد محافظة كركوك مفارقة كبيرة، تظهر مدى فاعلية "لعبة الأرقام"، حيث يصبح الباب مسدودًا على حسم الحكومة المحلية في المحافظة التي شهدت اكبر عدد من المشاركة الانتخابية مقارنة بجميع المحافظات الاخرى.

مر حتى الان 25 يومًا على المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، في الوقت الذي يفرض قانون المحافظات غير المنتظمة باقليم، ان يعقد مجلس المحافظة جلسته الاولى بغضون 15 يوما فقط من المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات، فيما مر نحو 10 ايام على انجاز معظم المحافظات لحكوماتها المحلية ومناصب مجلس المحافظة.

ووسط كل ذلك، لاتزال كركوك حائرة بـ"لعبة الأرقام"، وسط الشد والاستقطاب القومي الشديد بين الكرد والعرب والتركمان على منصب المحافظ، حيث جاء هذا الاستقطاب مدفوعا بمشاعر "ثأرية" أو مخاوف او محاولات كسب "رهان النفوذ"، بعد اكثر من 6 سنوات من خسارة الكرد لنفوذهم في هذه المحافظة، في الوقت الذي يتهم العرب التركمان، الكرد بممارسة "أساليب قمعية" عندما كان المحافظ والحكومة المحلية بيد الكرد.

بالمقابل، كان الكرد ينوون العودة الى كركوك "عودة الفاتحين" الى المحافظة التي غادروها عنوة بعملية عسكرية عام 2017 من قبل رئيس الحكومة انذاك حيدر العبادي، غير ان الكرد لم يحققوا الارقام التي تمكنهم من الاستحواذ على مناصب الحكومة المحلية او عقد الجلسة الاولى حتى، بالرغم من اصطفاف "المقعد المسيحي الواحد" معهم.

ووسط هذا الاستقطاب، اصبح ليس من الغريب ان تكون كركوك هي المحافظة الأعلى بنسبة المشاركة بالتصويت في انتخابات مجالس المحافظات بنسبة فاقت جميع المحافظات الاخرى.

المحافظة التي يتكون مجلسها من 16 مقعدًا، يمتلك فيها الكرد بمختلف احزابهم 6 مقاعد، ويصطف معهم مقعد مسيحي واحد، ليكون مجموعهم 7 مقاعد من اصل 16 مقعدًا، وهذا يجعلهم بحاجة الى مقعدين اضافيين ليتمكنوا من تحقيق نصاب الاغلبية وعقد الجلسة الاولى لمجلس المحافظة.

بالمقابل، يمتلك العرب 6 مقاعد، وانضم اليهم التركمان بمقعدين، ليكون المجموع 8 مقاعد، ما يجعل هذه "العصبة" بحاجة لمقعد واحد فقط لتحقيق الاغلبية، وتشكيل الحكومة المحلية، ما يعني ان "عصبة العرب والتركمان"، هم الاقرب من تحقيق الاغلبية لكونهم يحتاجون لمقعد واحد فقط، بينما يحتاج الكرد لمقعدين، بحسب تحليل القسم السياسي لغرفة أخبار "بغداد اليوم".

وهذا الامر سيتوقف أما على ان يتمكن العرب والتركمان من جذب المقعد المسيحي الوحيد معهم فيحققوا الاغلبية، او ان يقوم الكرد بجذب المقعدين التركمانيين لتحقيق الاغلبية، الا انه يبدو امرًا اصعب على الكرد، واستقطاب المقعد المسيحي اسهل على العرب. 

اما بهذه الطريقة، او ان يتم تحقيق التوافق، الذي لا يمكن تحقيقه حتى الآن، فالكرد والعرب كلاهما يطمحان لمنصب المحافظ الذي يعتقد كل واحد منهم أنه سيكون "مفتاحًا لاضطهاده" في حال لم يحصل عليه.

وفي هذا الصدد، يقول عضو مجلس محافظة كركوك عن الجبهة التركمانية أحمد رمزي، اليوم الجمعة (16 شباط 2024)، أن الوضع في كركوك أصبح معقدا بسبب تمسك كل طرف بقراره.

وقال رمزي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الكرد والعرب يتمسكون بقرارهم وكل طرف يريد تشكيل الحكومة وتسمية المحافظ لذلك فأن الوضع أصبح معقدا"، مبينا أن "التفاهم سيكون بين المكونات عن طريق قادة الكتل السياسية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة المحلیة مقعد ا

إقرأ أيضاً:

طوفان بشري يغمر بيروت للمشاركة في تشييع السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين

يشيع حزب الله، اليوم الأحد، قائده التاريخي، السيد الأمة حسن نصر الله، وأمين عامه أيضاً السيد هاشم صفي الدين، في مراسم حاشدة يتوقع أن تشهد حضوراً حاشداً شعبياً ورسمياً، من لبنان والخارج.
ومع ساعات الصباح الأولى، غصت طرقات العاصمة اللبنانية بوفود المشاركين من كل المناطق اللبنانية، فيما امتلأت مدينة “كميل شمعون” الرياضية، منذ السادسة صباحاً، بالمشاركين الذين بات بعضهم ليلته تحت العراء.
ووصف مراسل الميادين مشهد القادمين إلى مكان المراسم وفي الشوارع المحيطة بـ”زحف بشري” من كل المناطق للمشاركة في التشييع، وتم نصب شاشات عملاقة في الشوارع المحيطة، بالإضافة إلى إقامة 70 مضافة عند الشوارع المؤدية لمكان التشييع والمسيرة.
وبينما تتسّع مدرجات ملعب المدينة الرياضية لأكثر من 50 ألف شخص، لكن يُقدّر أن يحتشد عشرات الآلاف في الشوارع المحيطة للمشاركة في المسيرة. إذ لم يمر يكن قد مرّ سوى ساعة على فتح أبواب المدينة عند السادسة صباحاً، إلا أنها شهدت إشغالاً كاملاً لكل الأماكن المخصصة للمشاركين في التشييع.
ووفق المنظمين، ستستوعب المدينة الرياضية أكثر من 23 ألف مقعد داخل الملعب، إضافة إلى 55 ألف مقعد على مدرجاتها. وفي الساحات الخارجية، تم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال و25 ألف مقعد في جناح مخصص للنساء.
من جهتها، أعلنت اللجنة المنظمة مشاركة شخصيات رسمية لبنانية وخارجية، فيما أحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة “نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية”. وأفاد المنظمون عن حضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران والعراق ودول أخرى.
وكانت طهران أكدت مشاركتها على “مستوى رفيع”، إذ حضر رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، وزير الخارجية، عباس عراقتشي، ويُتوقع حضور ممثلين عن الفصائل العراقية وجهات أخرى.

المراسم تبدأ الساعة الـ1 ظهراً

تبدأ مراسم التشييع عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (11 بتوقيت غرينتش) في مدينة كميل شمعون الرياضية، التي تشهد وصول نعشي السيدين الشهيدين على آلية مخصصة، وكلمة لأمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم.
وتنطلق بعدها مسيرة التشييع، نحو موقع دفن الشهيد السيد نصر الله، على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت. فيما من المقرر دفن السيد الشهيد صفي الدين، غداً الإثنين، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوبي لبنان.
وعلقت صور عملاقة للشهيدين نصر الله وصفي الدين على الجدران الخارجية للمدينة الرياضية وفي الطرقات المؤدية لمكان التشييع، وأضيفت آلاف المقاعد في حرم المكان.

إجراءات أمنية

يُذكر أنّ مراسم التشييع تجري ضمن تدابير أمنية مشددة يتخذها الحزب والأجهزة الأمنية اللبنانية. وحثّ منظمو التشييع الكبير على عدم إطلاق النار وعدم التدافع حفاظاً على السلامة.
ومنذ الجمعة الماضي، أعلن وزير الداخلية اللبناني، أحمد الحجّار، عن إجراءات تهدف الى “المحافظة على الأمن والنظام، وتأمين أمن المناسبة”.
ونُشرت فرق صحية ومستشفيات نقالة وفرق إنقاذ وإطفاء على الطرق المؤدية إلى التشييع، مع تخصيص مسارات خاصة للسيارات ومواقف للقادمين من خارج العاصمة، فيما طلب من الوافدين من الضاحية الجنوبية السير على الأقدام بسبب إغلاق بعض الطرق أمام المركبات.
وزير الدفاع اللبناني، ميشيل منسى، أصدر قراراً بتجميد تراخيص حمل الأسلحة في لبنان من 22 إلى 25 فبراير الجاري. وأعلن الجيش اللبناني من جهته وقف العمل بتراخيص التصوير عبر الطائرات المسيّرة من مساء السبت حتى مساء الأحد.
وتمّ تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت الدولي من الساعةالـ12 ظهر الأحد 23 فبراير 2025 حتى الساعة الـ4 من بعد ظهر اليوم نفسه.

مقالات مشابهة

  • مالية بغداد في دائرة الإتهام الكردي مجددًا: تضع العراقيل لتأخير رواتب موظفينا
  • الرفض العربي لمخطط التهجير ليس كافيا
  • وزيرة التنمية المحلية تلتقي الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري
  • سيرة الفلسفة الوضعية (9)
  • طوفان بشري يغمر بيروت للمشاركة في تشييع السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين
  • خالد ميري يكتب: الحلم العربي يعود
  • البركاني في مؤتمر البرلمان العربي: نرفض تهجير الفلسطينيين ومخططات الاحتلال
  • «التنمية المحلية»: 30% تخفيضات على السلع الغذائية في معارض «أهلا رمضان»
  • محمد بن راشد يكرم غداً أوائل صناع الأمل في العالم العربي
  • تنسيق بين «التموين» و«التنمية المحلية» لإقامة سوق اليوم الواحد خلال شهر رمضان