بعدما ابتلعتها الطبيعة.. كيف بدت هذه القرى المهجورة في هونغ كونغ؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنبثق جذور سميكة من داخل منزل مهدم، وتحيط جذوع شجرة بانيان الشبيهة بالثعبان بالمكان الذي كان يقف فيه الباب الأمامي للمنزل ذات يوم.
وتجوّفت الجدران بسبب عقود من الأعاصير والرياح الموسمية والرطوبة الصيفية، واستحال الآن مجرّد حجارة مغطاة بالطحالب والغبار.
وتتدفق أشجار الكروم عبر الشقوق الموجودة في الأساسات، وتتناثر الأوراق المتساقطة على ألواح الأرضية المغطاة بالعفن.
ولن يبدو هذا المشهد غريبًا في أعماق الغابات المطيرة الماليزية أو سفوح الجبال الخضراء في الهند، لكن المصور ستيفان إيرفين التقط هذه الصور على مرمى حجر من واحدة من أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في العالم، وهي مدينة عالمية مليئة بناطحات السحاب الفولاذية وحركة المرور المزدحمة.
إيرفين، الذي يعيش في هونغ كونغ منذ عام 2002، اكتشف لأول مرة القرى المهجورة في المدينة في عام 2012، أثناء زيارته لصديق في الأقاليم الجديدة، وهي منطقة شاسعة تقع شمال المدينة.
وتمثل المنطقة أكثر من 85% من أراضي هونغ كونغ، وتتميز بالجبال شديدة الانحدار، ومساحات طويلة من السواحل الوعرة، والمنتزهات الريفية المغطاة بالأشجار.
ويتذكر إيرفين: "لقد جعلني هذا أتساءل لماذا (كانت) الكثير من هذه الأماكن شاغرة في مكان مثل هونغ كونغ، حيث أسعار العقارات تعتبر الأعلى في العالم؟".
وعلى مدار الأعوام الـ12 التالية، استكشف المصوّر المولود في لندن المزيد من هذه القرى المهجورة، وقام بتوثيق ما سيصبح موضوع كتابه الجديد، بعنوان "قرى هونغ كونغ المهجورة".
وقال إيرفين: "لقد فتح ذلك عيناي على جانب مختلف من هونغ كونغ. وهذا ما آمل أن يفعله المشروع بالآخرين أيضًا".
تبديل الزراعة بالمصانعورغم أن إيرفين التقط الصورة الأولى للمشروع في عام 2012، التي كانت لمنزل مهجور تتناثر فيه النباتات عبر إطار باب أصفر اللون، إلا أنه لم يبدأ في البحث بنشاط عن المواقع لتصويرها حتى عام 2019.
وأوضح إيرفين أن "هذه القرى كانت موجودة في هونغ كونغ منذ مئات السنين، قبل فترة الاستعمار بكثير".
وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مع نمو هونغ كونغ كمركز صناعي، هاجر العديد من السكان إلى المراكز الحضرية سريعة التوسع للحصول على فرص عمل أفضل.
وأضاف: "من الصعب الزراعة وصيد الأسماك في هذه المناطق النائية، لذلك انتقل الكثير من الناس إلى المدينة للعمل في المصانع".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: هونغ كونغ فی هونغ کونغ
إقرأ أيضاً:
أسوشيتيد برس: التصعيد الاقتصادي بين الصين وأمريكا يعكس الطبيعة الاستفزازية الجديدة لسياسات واشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن تهديد الولايات المتحدة بتصعيد الرسوم الجمركية على الصين ورد الأخيرة على ذلك بنبرة أكثر استفزازًا يمثل خطأً مكررًا ويكشف مجددًا عن الطبيعة الاستفزازية الجديدة لسياسات واشنطن الاقتصادية.
وأوضحت الوكالة - في سياق تقرير - أن الصين أعلنت صباح اليوم أنها "ستُقاتل حتى النهاية" وستتخذ إجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة لحماية مصالحها، وذلك بعد أن هدد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية.
وأكدت وزارة التجارة في بكين أن فرض الولايات المتحدة ما يُسمى بـ "الرسوم الجمركية المتبادلة" على الصين "لا أساس له من الصحة، وهو ممارسة تنمر أحادية الجانب".
وفرضت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، رسومًا جمركية انتقامية، وألمحت الوزارة - في أحدث بيان لها - إلى احتمال فرض المزيد من الرسوم، وأضافت الوزارة:" أن الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين تهدف إلى حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية والحفاظ على النظام التجاري الدولي الطبيعي. إنها إجراءات مشروعة تمامًا".
وأكدت "أسوشيتيد برس":" أن تهديد ترامب أمس الاثنين بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين أثار مخاوف جديدة من أن مساعيه لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي قد تُفاقم حربًا تجارية مدمرة ماليًا وقد ازدادت أسواق الأسهم، من طوكيو إلى نيويورك، اضطرابًا مع تفاقم حرب الرسوم الجمركية".
وجاء تهديد ترامب بعد أن أعلنت الصين أنها سترد على الرسوم الجمركية الأمريكية التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي.. وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" الإخباري:" إذا لم تتراجع الصين عن زيادتها البالغة 34% على انتهاكاتها التجارية طويلة الأمد بحلول يوم غد 8 أبريل 2025، فستفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية على الصين بنسبة 50%، اعتبارًا من 9 أبريل.. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنهاء جميع المحادثات مع الصين بشأن اجتماعاتها المطلوبة معنا!".
وتابعت "أسوشيتيد برس" إذا طبّق ترامب تعريفاته الجمركية الجديدة على المنتجات الصينية، فستصل التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الصينية مجتمعةً إلى 104%. وستُضاف الضرائب الجديدة إلى تعريفات الـ 20% التي أُعلن عنها كعقاب على الاتجار بمخدر الفنتانيل وتعريفاته المنفصلة بنسبة 34% التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي.. ولا يقتصر الأمر على أن يؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين فحسب، بل قد يُحفّز الصين أيضًا على إغراق الدول الأخرى بسلع أرخص والسعي إلى علاقات أعمق مع شركائها التجاريين الآخرين، خاصة الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الوكالة الأمريكية - في تقريرها - إلى أنه كثيرًا ما تفاخر ترامب بمكاسب سوق الأسهم خلال ولايته الأولى واعتُبر خطر الخسائر في وول ستريت بمثابة حاجز حماية محتمل للسياسات الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر في ولايته الثانية.. لكن هذا لم يكن الحال، فقد وصف ترامب أيام المعاناة المالية بأنها ضرورية.. وقال:" لا أمانع في خوض غمارها لأنني أرى صورة جميلة في النهاية".
وظهر مسئولو ترامب مرارًا على شاشات التلفزيون لتبرير سياساته، غير أن أيًا من تفسيراتهم ساهم في تهدئة الأسواق، حسبما قالت الوكالة، وجاء التحسن الوحيد من تقرير كاذب أفاد بأن كبير المستشارين الاقتصاديين كيفن هاسيت صرّح بأن ترامب يدرس تعليق جميع الرسوم الجمركية باستثناء الصين.. وارتفعت أسعار الأسهم قبل أن ينفي البيت الأبيض صحة هذا التقرير، واصفًا إياه بـ"الأخبار الكاذبة".
وتُعدّ الصين من أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، خاصةً في مجال السلع الاستهلاكية وستُحمّل الرسوم الجمركية - وهي في الأساس ضريبة على الواردات تدفعها الشركات الأمريكية - على المستهلك في نهاية المطاف.
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي سيركز على التجارة مع دول أخرى إلى جانب الولايات المتحدة، مشيرةً إلى وجود "فرص هائلة" في أماكن أخرى.
وبلغ إجمالي تجارة السلع الأمريكية مع الصين ما يُقدّر بنحو 582 مليار دولار في عام 2024، مما يجعلها أكبر متعامل في السلع مع الولايات المتحدة.. وتراوح العجز في تجارة السلع والخدمات مع الصين في عام 2024 بين 263 مليار دولار و295 مليار دولار.