أحداث الجنينة بين الحقيقة والدعاية والاستغلال
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
الرأى اليوم
نتيجة لاهتمامي الشخصي بدارفور عامة وغرب دارفور بصفة خاصة، التي زرتها عدة مرات منذ العام ١٩٨٦م وأحببتها وتعلقت بسماحة أهلها أصحاب المكرمات ولي عرق وساس بها، فأنا حفيد الفكي صالح راجل الجبل صاحب الضريح فى مدينة كتم الواحة الخضراء عروس الجبال في تلك الأنحاء التى وصلها الأجداد لتعليم القرآن ونشر الطريقة التجانية.
بعد جهد متواصل وبحث مضنٍ وصلت لملامح مهمة لحقيقة ما حدث في الجنينة يمكن البناء عليه لرسم صورة حقيقية للمشهد حول ما جرى في غرب دارفور من شهود عيان على الوقائع ثقات أحياء ما بين الداخل والخارج. روايات موثقة حول أحداث مفتاحية بعيد عن الدعاية الحربية والانحيازات المسبقة مثل مقتل الحاكم خميس عبدالله أبكر، ومن قتله وكيف؟ وأين تم التمثيل بجثته ولماذا؟
كذلك مقتل الفرشة محمد أرباب المُقعد من المرض داخل منزله بعد عمر ناهز الـ ٩٠ عاماً وشقيقه وإصابة أحد أبنائه – الحمدلله تماثل للشفاء، وكذلك مقتل الأمير طارق بحر الدين النائب البرلماني للجنينة في انتخابات ١٩٨٦م الديمقراطية، والقيادي بحزب الأمة الذي استشهد (بحي الجبل) قرب منزله وهو يدافع عن المدينة. وكذلك أحداث القتل الجماعي المروع في حي أردمتا والكبري وبالقرب من السوق.
هناك معطيات رئيسية لسياق الأحداث فى الجنينة للإلمام وفهم ووعي ما حدث في الجنينة على حقيقته لا كما نتخيل أو نرغب فلابد من معرفة أدوار هؤلاء الفاعلين في تلك الأحداث على وجه التفصيل وهم:
١- قوات الدعم السريع قطاع غرب دارفور.
٢- القوات المسلحة فى الجنينة وخاصة شعبة الاستخبارات.
٣- المليشيات العربية (الجنجويد) من السودان وعبر الحدود.
٤- مليشيات قبيلة المساليت المسلحة الثلاثة (الكمرادو والنيتس) ومليشيا ثالثة تتبع للوالي المغدور.
ما حدث فى الجنينة كارثة إنسانية كبيرة لا يجب أخذها بسطحية تغلب عليها الدعاية السياسية والبروبقندا.
نطالب بلجنة تحقيق دولية متخصصة ذات طبيعة قانونية تدخل إلى الجنينة وتستنطق الشهود الأحياء وتسمع روايات كل الفاعلين في الأحداث والضحايا بميزان العدالة وإقرار الحقوق وتحت راية أن لا يفلت مجرم من العقاب بصحيح القانون مهما كان موقعه ومكانته، وأن يعرف أهل غرب دارفور وأهل السودان والأسرة الدولية حقيقة ما حدث فى الجنينة بلا تلوين وانحيازات وتلفيق للصور المجموعة من دول الجوار الأفريقى، لقد قامت مجموعة متطوعة من أبناء المنطقة بالخارج بزيارة تشاد للوقوف على أحوال اللاجئين ونقلت لهم بعض المعينات ووجدت حالهم يفوق التصور فى السوء وتدهور أسباب المعيشة بلا اهتمام كاف من المنظمات الإنسانية الوطنية أو الدولية، قام الوفد بالتحري الحقيقي والموضوعي عن الأحداث واستمع لروايات العشرات شملت اللاجئين في المعسكرات في غرب تشاد والداخل في الجنينة، وجمعت ووثقت فيه معلومات مهولة يمكن أن تكون أساس للعدالة القادمة تساعد لجنة تقصي الحقائق الدولية التي نطالب مجلس حقوق الإنسان بالمشاركة مع الأمم المتحدة وقضاة من محكمة الجنايات الدولية تشكيلها على وجه السرعة لمعرفة وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة في محكمة للقانون لوضع حد للمحاكمات الجزافية فى الميديا ووضع حد حاسم للإفلات من العقاب إن شاءالله.
خاتمة
كما نناشد فى الخِتام المحكمة الجنائية الدولية الـ ICC مواصلة العمل والجهود لتسليم مرتكبي الجرائم السابقة في دارفور المطلوبين للعدالة الدولية، منهم الرئيس المخلوع عمر البشير واللواء عبدالرحيم محمد حسين والوالي السابق أحمد هارون، وبقية القائمة لإنهاء مشهد عدالة “أم تكو وحكم قرقوش”.
جلو صارماً – وقضوا باطلاً- قالوا عدلنا- قولوا نعم.
الوسوم#لالتجييش_المواطنين #لاللإفلات_من_العِقاب #نعم_للتفاوض
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تتعاون مع وفد أكاديمي من تشاد
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةبحثت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ووفد من جمهورية تشاد يضم الشيخ عبد الدائم عبدالله عثمان النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والأمين العام، وفضيلة الشيخ أحمد النور محمد الحلو المفتي العام، وعدد من كبار المسؤولين آفاق التعاون في مجالات التعليم الديني، وتعزيز قيم المواطنة في المناهج التعليمية.
وكان في استقبال الوفد في مقر الجامعة بأبوظبي، الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير الجامعة، وعدد من مسؤولي الجامعة.
وتم خلال الاجتماع مناقشة سبُل تبادل المعرفة والخبرات بين الجامعة والمؤسسات الأكاديمية في تشاد، وتعزيز الفهم الثقافي المشترك، إضافة إلى استكشاف أطر الشراكات الأكاديمية الدولية، والبحث في سبل التعاون في مجالات العلوم الإنسانية، لا سيما دراسات السلام والتنمية والاستقرار والتسامح والتعايش، بما يعزّز الروابط الحضارية والإنسانية بين الشعوب.
واطلع الوفد على مبادرات الجامعة وجهودها في هذا الصدد، ومنها برامج أكاديمية متخصّصة، مثل أول بكالوريوس معتمد في التسامح، إلى جانب برامج الدراسات العليا في التسامح ودراسات الأديان.
وتعرف أيضاً إلى دور الجامعة في استضافة المؤتمرات العلمية والورش وحلقات النقاش التي تجمع الباحثين من جميع أنحاء العالم، لتعزيز الحوار الأكاديمي حول التسامح والسلام والتنمية.
وأكد الدكتور خليفة الظاهري، أن زيارة الوفد التشادي تأتي ضمن انفتاح جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية على المجتمعات الإنسانية إقليمياً ودولياً، لتعزيز الروابط المشتركة، وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التبادل الأكاديمي والتعاون المعرفي بين الجامعة والمؤسسات التعليمية في تشاد.
وأشاد وفد جمهورية تشاد، بجهود الجامعة في مجال الدراسات والعلوم الإنسانية، وبتجربتها في نشر رسالة التسامح والسلام، والتي تُعد نموذجاً يُحتذى به، وتعكس التزام دولة الإمارات ومؤسساتها الأكاديمية بدعم قضايا السلام والاستقرار العالمي من خلال نهجها في القوة الناعمة التي تسهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب.