هل تسيطر روسيا قريباً على البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
توقعت مجلة مودرن دبلوماسي الأمريكية أن تمتلك روسيا قاعدة عسكرية قريبا في البحر الأحمر، وتساءلت هل ستسيطر روسيا قريبا على البحر الأحمر الذي يشهد اضطرابات في الفترة الأخيرة.
وفي مقال بالمجلة، تحدث كويرت ديبوف، الأستاذ المساعد المتميز في شؤون الشرق الأوسط في جامعة فريي ببروكسل عن أهمية قناة السويس للاقتصاد العالمي، حيث يسلك ما يتراوح بين 12 و15% من إجمالي التجارة العالمية هذا الطريق.
وأشار الكاتب إلى أنه زار في وقت سابق جيبوتي، وهي دولة صغيرة تتمتع بموقع استراتيجي للغاية، على باب المندب، وهو مضيق لا يتجاوز عرضه 27 كيلومتراً بين البحر الأحمر وخليج عدن.
ولفت إلى تمركز أحدث الفرقاطات العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية لمطاردة القراصنة الصوماليين. ومنذ عام 2010، يحاول هؤلاء القراصنة اختطاف سفن الحاويات، واحتجاز طاقمها كرهائن والمطالبة بفدية.
وتولى الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، دور ما بعد الحرب المتمثل في حماية الطرق البحرية الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن هجمات الحوثيين من اليمن في نفس مضيق باب المندب لها ترتيب مختلف تمامًا.
فهم ليسوا قراصنة يبحثون عن إيرادات إضافية. الحوثيون هم مجموعة سكانية ذات دوافع أيديولوجية وسياسية تريد عمدا سحق التجارة العالمية.
وبدعم مالي وسياسي وعسكري من إيران، يحاولون زيادة الضغط على الغرب لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة.
وتعتبر عواقب هجمات الحوثيين، وبالتالي تعطيل التجارة العالمية، كبيرة للغاية، وتضاعفت التكلفة الإضافية لتغيير المسار عبر رأس الرجاء الصالح وفي بعض الحالات تضاعفت تكلفة السفينة الواحدة ثلاث مرات.
ووفقا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، المعروف باسم الأونكتاد، فإن التجارة العالمية سوف تنكمش بنسبة 5% بحلول عام 2024، وسوف ترتفع أسعار المواد الغذائية والطاقة بشكل كبير. ومن غير الواضح حجم هذا التأثير، لكن التوقعات لا تبدو جيدة.
ويمكن للجيش الصيني أن يساعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وقف الهجمات.
وفي الواقع، لديها قاعدة عسكرية في جيبوتي وتدير جزءًا من ميناء الدولة الصغيرة. وهي القاعدة العسكرية الأجنبية الوحيدة للصين.
وتتراوح تقديرات عدد الجنود في تلك القاعدة من ألف إلى عشرة آلاف.
ووفقا للصين، فهي ليست قاعدة عسكرية بل قاعدة لوجيستية، أنشئت لتنسيق عمليات إجلاء مواطنيها في أفريقيا.
وقف الحروب
واعتبرت المجلة أن كل شيء يشير إلى أن روسيا أيضاً ستمتلك قريباً قاعدة عسكرية هناك، وفي السودان.
لكن روسيا لديها أيضًا خطط أخرى. وتريد بناء قاعدة عسكرية على الساحل السوداني على البحر الأحمر.
وقال الكاتب "بعبارة أخرى، نحن نتحرك نحو سيناريو تستطيع فيه روسيا وإيران والصين قطع أحد شرايين الاقتصاد العالمي، أو على الأقل تعطيله بشدة، مع كل العواقب الاقتصادية والسياسية".
وتابع "فماذا تستطيع أوروبا، والغرب ككل، أن تفعل لوقف هذا السيناريو؟ ومن الواضح أن كل صراع يحمل في طياته صراعا جديدا.
واعتبر أن وقف الحروب هو السبيل الوحيد للخروج، وقال "يجب أن تتوقف الحرب في غزة على وجه السرعة. يجب أن تتوقف الحرب في السودان بشكل عاجل. وإذا أرادت أوروبا والولايات المتحدة ذلك، فبإمكانهما ممارسة ما يكفي من الضغط على جميع المعسكرات المتحاربة حتى تعلن على الأقل وقف إطلاق النار والجلوس إلى الطاولة .في الواقع، لم يعد الأمر يتعلق بالرغبة، بل أصبح مسألة الاضطرار إلى ذلك"، كما يؤكد كويرت ديبوف.
المصدر | moderndiplomacy + الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا البحر الأحمر التجارة العالمیة قاعدة عسکریة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: هل تنقل روسيا قاعدتها من طرطوس إلى ليبيا؟
نشر موقع ديفينسا أونلاين الإيطالي تقريرا بقلم فيليبو ديل مونتي حول التساؤلات المتعلقة باتجاه روسيا نحو ميناء ليبي، وذلك على خلفية تطورات الأوضاع في سوريا.
وأشار الموقع إلى أنّه في عام 2015، تدخلت روسيا بشكل مباشر في الحرب السورية، لدعم نظام بشار الأسد، وفي العام التالي، منحت دمشق الروس حق استخدام ميناء طرطوس مجانا لمدة 49 عاما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف مات هتلر؟.. لوفيغارو: تحقيق مضاد مثير من قبل طبيب شرعيlist 2 of 2صنداي تايمز تكشف معلومات مثيرة عن أقارب الأسد وثرواتهمend of listووفقا للموقع، يعد ميناء طرطوس ثاني أكبر موانئ سوريا بعد اللاذقية، وبالنسبة لموسكو، كان امتلاك قاعدة بحرية هناك بمثابة حجر الزاوية في "الاندفاع نحو الجنوب"، أي الوصول إلى "المياه الدافئة"، والذي كان دائما هدفا إستراتيجيا عصيا على روسيا.
مغادرة طرطوسولفت الموقع إلى أنه في بداية الهجوم الذي شنته المعارضة السورية، والذي أدى مؤخرا إلى سقوط نظام الأسد، كانت روسيا قد أرسلت إلى طرطوس فرقاطتين من طراز غورشكوف، وفرقاطة من طراز غريغوروفيتش، وسفينتي دعم وغواصة.
ونقل الموقع أن تلك السفن غادرت طرطوس، على الأرجح، لتجنب أن تصبح هدفا لقوات المعارضة السورية. وأنه في الوقت الحالي، ترسو السفن الروسية على بعد 13 كيلومترا من الساحل السوري، ومن المستبعد عبورها مضيق الدردنيل، الذي أغلقته تركيا أمام مرور السفن الحربية بموجب اتفاقية مونترو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكذلك من المستبعد عبور مضيق جبل طارق للوصول إلى بحر البلطيق، نظرا للصعوبات اللوجستية الهائلة المرتبطة بذلك.
إعلانونقل الكاتب عن الجنرال كاروسو قوله إن روسيا "المشلولة بسبب انشغالها في أوكرانيا وغير القادرة على دعم الأسد عسكريا، تسعى الآن إلى حماية مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، خاصة القواعد البحرية الحيوية في البحر الأبيض المتوسط"، وذلك بالاعتماد على قدرتها على التكيف مع الأوضاع الجديدة.
ويضيف الموقع أن "مسار أستانا" يبقى هو الطريق المفضل لموسكو لحماية وجودها البحري في طرطوس.
ووفق الموقع، فإن المشهد في سوريا متقلب للغاية، فقد ترغب السلطة الجديدة في قطع العلاقات مع النظام السابق، وإلغاء اتفاقية استخدام قاعدة طرطوس مع روسيا.
وهذا احتمال يدرسه الروس، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الوحدات البحرية الروسية ستغادر البحر الأبيض المتوسط بسبب الصعوبات اللوجستية التي تنطوي عليها الملاحة بعيدًا عن قواعدها.
ونسب الموقع إلى خبراء قولهم إن نقل المنظومة الجوية والبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط من سوريا إلى ليبيا برغم أنه احتمال ضعيف، لكنه يمثل السيناريو الأسوأ بالنسبة لإيطاليا.
فقد تكون مدينة طبرق ذات أهمية بالنسبة للروس، لأنها تتمتع ببعض الخصائص التي تجعلها مناسبة لاستضافة قاعدة بحرية بحجم قاعدة طرطوس، وهو ما تم التلميح إليه بالفعل في حزيران/يونيو الماضي، عندما زار الطراد "فارياغ" والمدمرة "مارشال شابوشنيكوف" المدينة، واستقبلهما ضباط البحرية الليبية بحفاوة بالغة.
وأفاد الموقع أن طبرق ميناء ذو مياه عميقة، محمي بشكل طبيعي بخليج مرسى العجيوس، وعسكريا بقاعدة القرضابية الجوية الروسية الليبية القريبة، على طول ساحل سرت.