لن ننسى مرسي ولكن!.. كيف تناولت الصحافة التركية زيارة أردوغان للقاهرة؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
حظيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة المصرية القاهرة لأول مرة منذ 12 عاما، باهتمام من قبل الصحافة التركية، حيث أشار صحفيون أتراك إلى أن الزيارة التي جاءت بعد قطيعة استمرت لعقد من الزمان، فتحت "صفحة جديدة" بين البلدين الإقليميين.
والأربعاء، استقبل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة القاهرة، بعد ثلاث لقاءات سريعة جمعت بينهما على هامش فعاليات وقمم دولية خلال العامين الأخيرين، أبرزها المصافحة في قطر على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وجاءت زيارة أردوغان إلى القاهرة عقب جهود حثيثة بذلها الجانبان على مدى الأعوام الثلاثة الماضية من أجل تجاوز الخلافات، التي تصاعدت في العديد من الملفات، أبرزها: جماعة الإخوان المسلمين، وشرق المتوسط، وجنوب قبرص، وليبيا.
ورافق الرئيس التركي وفد رفيع المستوى في زيارته الخارجية، ضم وزراء الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والتجارة عمر بولات، حسب وكالة الأناضول.
وتزامنت الزيارة مع تصاعد التوترات في المنطقة على ضوء استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.
وخلال الزيارة، وقع الرئيسان اتفاقا على رفع مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وأكدا السعي لرفع التبادل التجاري معها إلى 15 مليار دولار في السنوات المقبلة. كما أعرب السيسي عن تطلعه إلى زيارة تركيا في نسيان /أبريل المقبل تلبية لدعوة الرئيس التركي.
"لن ننسى مرسي.. ولكن!"
قال الكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي، إن الصورة التي التقطها أردوغان واسيسي كانت مؤشرا على على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "هورييت" التركية، إن جدول أعمال زيارة أردوغان إلى مصر، كان يتعلق بالعلاقات بين البلدين بالطبع، لكن غزة احتلت المساحة ذاتها على الأقل.
ولفت الصحفي التركي إلى أن الزيارة فتحت أبوابا كبيرة من الفرص في المجال الاقتصادي.
وتطرق سيلفي إلى الرئيس المصري الراحل محمد مرسي الذي تصاعدت حدة الخلافات بين تركيا ومصر عقب الانقلاب العسكري عليه، قائلا "هناك حقيقة اسمها مرسي في التاريخ المصري".
وشدد على أنه "شخصيا لن ينسى مرسي شهيد الديمقراطية، كما لن ينساه الشعب المصري أيضا"، مستدركا بالقول: "لكن حساسيتنا هذه لا ينبغي أن تمنع فتح حقبة جديدة في العلاقات التركية المصرية".
وتابع أن تركيا ومصر دولتان قديمتان في العالم الإسلامي، معتبرا أنه "من المفيد أن يتم التركيز على فوائد التعاون بين البلدين بدلا من التضحية بهذه الزيارة لأجل سجالات السياسة الداخلية"
"الكرة في ملعب القاهرة"
قال الأكاديمي التركي في جامعة أنقرة، برهان الدين بوران، إن زيارة أردوغان المهمة أكملت تطبيع العلاقات بين البلدين وفتحت الأبواب أمام حقبة جديدة.
وأضاف بوران، وهو كاتب في صحيفة "صباح"، رافق الرئيس التركي في زيارته للإمارات والقاهرة، أن موقف الجانب المصري من الزيارة يشير إلى "رغبته في ترك المشاكل الثنائية التي حدثت على مدى الاثني عشر عاما الماضية وراءه والانتقال إلى حقبة جديدة من التعاون من خلال الاتفاقيات الموقعة".
وشدد على أهمية تزامن زيارة أردوغان إلى القاهرة مع الأحداث في قطاع غزة، معتبرا أن "الزيارة التركية بمثابة دعم كبير للقاهرة التي من المتوقع أن يتسبب الصراع على حدودها في إرهاقها في ظل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها"
ورأى الكاتب التركي أن مصر ستلعب أكثر دورا في العالم العربي عبر التعاون الوثيق مع تركيا، لافتا إلى أن "الكرة الآن في ملعب القاهرة فيما يتعلق بمدى سرعة توحيد الجهود بين البلدين".
وشدد على ضرورة توجه البلدين إلى تطوير العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات الطاقة والسياحة والدفاع، مؤكدا أنه من الممكن "لأنقرة والقاهرة توجيه اتجاهات الصراع والفوضى في المنطقة نحو الاستقرار والسلام".
واستدرك بوراك قائلا، إن هذا يتطلب عزيمة دبلوماسية وسرعة، موضحا أن "التطبيع السريع بين تركيا والإمارات العربية المتحدة نحو شراكة استراتيجية يمكن اعتباره مثالا على ذلك".
"ثلاث دول تابعت الزيارة عن كثب"
قال الكاتب التركي فاروق أونلان، إن "تعريف قديم يستخدمه بعض علماء الجغرافية في الشرق الأوسط، يفيد بأن تركيا هي البوابة السياسية للعالم الإسلامي، ومصر هي بوابة العلم. وبسبب هذه الخصائص، فإن التطورات في هذين البلدين تتم متابعتها عن كثب على الرادار الغربي".
وأضاف في مقال بصحيفة "ستار" التركية، ، أن "هناك ثلاث دول تابعت القمة التركية المصرية عن كثب وهي اليونان وفرنسا وإسرائيل"، على حد قوله.
كما لفت الكاتب التركي إلى أن "الهجمات الإسرائيلي اللاإنسانية في غزة قد جمعت البلدين مرة أخرى على أرضية مشتركة، خصوصا في ظل التصعيد الأخير في رفح القريبة من الحدود المصرية، الذي يثير قلق الجانب المصري"، مؤكدا أن القاهرة تدرك حلقة النار حولها، خاصة في ليبيا والسودان وغزة، تتخذ خطوات لتعزيز دفاعها".
وفي هذا السياق، رأى أونلان أن "العلاقات مع تركيا تحمل أهمية عالية بالنسبة لمصر، التي أبدت اهتماما بالصناعات الدفاعية التركية مؤخرا"
وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن موافقة بلاده على تسليم مسيرات قتالية لمصر، موضحا أن "عملية التطبيع اكتملت بشكل كبير، وأن العلاقات (بين البلدين) مهمة للأمن والتجارة في المنطقة".
وشدد فيدان خلال حديثه إلى قناة محلية، على أهمية العلاقات بين بلاده ومصر، قائلا: "يجب أن تربطنا علاقات جدية بمصر من أجل الأمن في البحر الأبيض المتوسط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية أردوغان المصرية السيسي غزة تركيا مصر السيسي تركيا أردوغان غزة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الترکی زیارة أردوغان العلاقات بین بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
زيارة تاريخية.. كيف تناولت الصحف العالمية جولة الرئيس السيسي وماكرون في خان الخليلي؟
في مشهد نابض بالحياة، يعبّر عن روح القاهرة القديمة ودفء استقبال شعبها، جاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون شوارع حي الحسين العريق وخان الخليلي، في جولة حظيت باهتمام محلي وعالمي كبير. جولة لم تكن بروتوكولية بقدر ما كانت إنسانية، حيث امتزج فيها الحاضر بالماضي، والدبلوماسية بنبض الشارع.
ماكرون بين تصفيق المصريين ودفء اللقاءات الشعبية
بين أزقة خان الخليلي العتيقة، وأمام محلات النحاس والتحف اليدوية، ظهر الرئيسان يسيران جنبًا إلى جنب، وسط ترحيب كبير من المواطنين والباعة، الذين لم يُخفوا سعادتهم بهذه الزيارة غير التقليدية. التقط الرئيسان الصور التذكارية مع المارة والعاملين، وتبادلا الأحاديث القصيرة والابتسامات، في مشهد نادر يدمج السياسي بالإنساني.
تداول المصريون على منصات التواصل الاجتماعي عبارة "هنا القاهرة" بإعجاب وفخر، تعبيرًا عن مشاهد الجولة التي بدت أشبه بفيلم وثائقي حي يوثق القاهرة بجمالها وأصالتها.
عشاء بطابع مصري في مقهى نجيب محفوظ
واختتم الرئيسان جولتهما بعشاء داخل مقهى نجيب محفوظ الشهير، الواقع في قلب خان الخليلي، والذي يحمل اسم الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل. وقدّم المطعم وجبة مصرية تقليدية، كانت بمثابة احتفاء بالثقافة المصرية وأصالتها. هذا العشاء لم يكن مبرمجًا في أجندة الزيارة، ما أضفى عليه طابعًا عفويًا وإنسانيًا لاقى تفاعلًا كبيرًا على وسائل الإعلام ومنصات الأخبار.
قناة "فرانس 24" نشرت صورًا من الجولة، مشيرة إلى أن ماكرون وصل إلى القاهرة مساء الأحد 6 أبريل، في زيارة هدفها الأساسي بحث تطورات الحرب في غزة، إلا أن بداية الزيارة كانت بتلك الجولة الحميمة في خان الخليلي.
زيارة ثقافية تبدأ من المتحف الكبير
قبل جولة الحسين، قام ماكرون بزيارة خاصة إلى المتحف المصري الكبير، الذي ينتظر افتتاحه الرسمي في 3 يوليو 2025. الزيارة عكست اهتمام الرئيس الفرنسي بالحضارة المصرية وعمق العلاقات الثقافية بين البلدين.
العالم يراقب.. والإعلام يتفاعل
موقع "برس بيي" وصف الاستقبال المصري لماكرون بأنه "حافل ودافئ"، مشيرًا إلى أن الزعيمين توقفا أمام مسجد الحسين التاريخي وسط إجراءات أمنية مكثفة، بينما نشرت "فرانس برس" تقريرًا بعنوان "إيمانويل ماكرون في السوق المصري"، وصفت فيه لحظة دخول الزعيمين إلى خان الخليلي وسط تصفيق شعبي بأنها لحظة رمزية توثق دفء العلاقة بين البلدين.
من جهتها، أكدت قناة "التلجرام" على الاهتمام الجماهيري الكبير بالجولة، مشيرة إلى أن العشاء الرئاسي في أحد أقدم مقاهي القاهرة كان علامة فارقة في زيارة دبلوماسية خرجت عن المألوف.
الدبلوماسية بلغة القلوب
ليست كل اللقاءات الرسمية تحتاج إلى طاولات مستديرة وجلسات مغلقة. أحيانًا، تكون جولة في سوق شعبي وعشاء بسيط داخل مقهى تاريخي، أبلغ من ألف تصريح. جولة السيسي وماكرون في خان الخليلي أعادت تسليط الضوء على القاهرة القديمة، وأكدت أن السياسة يمكن أن تُمارس أيضًا من قلب الشارع، بين الناس، وبلغة يفهمها الجميع وهي لغة القلوب.