مستر بلينكن.. هل المنصب أكبر منك؟!
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
عام 1991، حينما كان وزير الخارجية الأمريكى جيمس بيكر يسابق الزمن لعقد مؤتمر مدريد للسلام فى الشرق الأوسط عقب تحرير الكويت، واجه تعنتًا إسرائيليًّا شديدًا، فما كان منه إلا أن قال علنًا للمسؤولين الإسرائيليين: «عندما تكونون جادين، هذا رقم تليفونى»، وذكره بالفعل. لم يكتفِ «بيكر» بذلك، بل منع بنيامين نتنياهو، نائب وزير الخارجية الإسرائيلى آنذاك، من دخول مبنى الخارجية الأمريكية، ورفض مقابلته لأنه عمد إلى تقويض جهوده.
عقب هجمات حماس 7 أكتوبر الماضى واندلاع العدوان الإسرائيلى، قام وزير الخارجية الأمريكية، أنتونى بلينكن، بخمس جولات فى المنطقة باءت كلها بالفشل بسبب إسرائيل، وتحديدًا نتنياهو، الذى رفض تقريبًا كل مطالبه، بدءًا من إدخال المساعدات، وعدم استهداف المدنيين، وليس نهاية بجهود التوصل إلى هدنة.
ليس هذا فحسب، بل إنه عامله بازدراء، وأطلق فى حضوره تصريحات تُظهره ضعيفًا غير ذى أهمية. فى جولة بلينكن الأخيرة، تعهد نتنياهو باستمرار الحرب، وعارض بشكل قاطع خطة وقف إطلاق النار، التى تعمل عليها واشنطن مع مصر وقطر. إنه لا يتجاهل أمريكا فقط، بل يجعلها تبدو منافقة فى نظر دول كثيرة.. إذ تقول ما لا تفعل.
فى مواقف كتلك، ماذا يتعين على وزير الخارجية الأمريكى فعله؟. الدبلوماسى الأمريكى المخضرم، دينيس روس، يرى أن هناك أوقاتًا وأماكن يتعين فيها على الوزير التعبير، سواء سرًّا أو علنًا، عن درجة من الغضب. لكن بلينكن لا يُظهر غضبًا، بل هدوءًا. ثم يخرج على الإعلام ليقول: «علينا أن نستمر فى المحاولة. إنها عملية تفاوضية طويلة». وعلى هذا الأساس يواصل رحلاته ومكالماته وخطبه ليحصد الفشل تلو الفشل.
ليس غريبًا أن يبدو هذه الأيام هزيل الجسد، شاحب الوجه. موقع« بوليتيكو» الأمريكى تساءل: هل بلينكن لطيف أكثر من اللازم ليكون وزيرًا للخارجية؟، الوزير رد: «معظم مَن تولوا المنصب لم يصلوا إليه لأنهم لطفاء. أعرف كيف أكون صارمًا عند الحاجة». الوقائع على الأرض لا تدعم ذلك. لم يعبر عن غضبه تجاه نتنياهو، ولو مرة واحدة.
إنه أشبه بموظف أكثر من كونه مديرًا له مواقف ملموسة. حياته العملية تخلو من الإثارة، لدرجة أن مؤسسة إعلامية أمريكية ألغت برنامجًا وثائقيًّا عنه لأنها لم تعثر على مواد مثيرة للاهتمام بشأنه.
مجلة «تايم» نشرت، فى يناير الماضى، صورته على الغلاف، مع تقرير مطول عنه. أشار التقرير إلى أنه خلافًا لسلفه، مايك بومبيو، الذى تعهد بإعادة التبجح لوزارة الخارجية أو الوزراء المشاهير كهيلارى كلينتون وجون كيرى أو أصحاب الخلفية العسكرية مثل كولين باول، فإن «بلينكن» نتاج بيروقراطية الدبلوماسية الأمريكية.
ظل يعمل بالحكومة 25 عامًا، إلى أن أصبح نائب وزير خارجية زمن أوباما، ثم ترك المنصب 2017، وعمل بمكتب استشارات سياسية، جامعًا ثروة بلغت 10 ملايين دولار ليعود عام 2021 وزيرًا للخارجية مع بايدن.
رمادى ليست له كاريزما أو لمسة شخصية. يقول المقربون منه إنه شديد الهدوء واللطف. هل يؤهله ذلك للمنصب؟، وهل ينفع الهدوء والكياسة مع شخصيات شديدة الغطرسة والتشدد والتنمر والعدوانية مثل نتنياهو؟.
الأمر لا يتعلق بالسمات الشخصية فقط. آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسى السابق، يرى أنه رغم كون «بلينكن» هو الوزير، فإن الأوراق التى بحوزته أقل أهمية. مدير المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، مسؤول عن محادثات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وعاموس هوكشتاين عن تهدئة التوترات اللبنانية الإسرائيلية، وديفيد ساترفيلد عن الوضع الإنسانى بغزة.
من المفترض أنه يشرف على كل هؤلاء، لكن «ميلر» يشير إلى افتقاره إلى هدف ملموس خاص به. بايدن لا يعطيه الصلاحيات للضغط على إسرائيل. صورته تتعرض للكسر.
الإسرائيليون يواصلون إهانته، رغم تلبيته كل مطالبهم، والفلسطينيون يتهمونه بتجاهل أنهم بشر كالإسرائيليين. دبلوماسيون داخل وزارته يهاجمونه، ويطالبونه بانتقاد إسرائيل علنًا. الشرق الأوسط لم يتغير بعد زياراته. على العكس ساءت الأمور.. ومذبحة رفح الوشيكة دليل صارخ.
عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة وزیر ا
إقرأ أيضاً:
مستر بيست يحطم 44 رقماً قياسياً في غينيس
حقق اليوتيوبر الأمريكي مستر بيست إنجازات أثناء تصوير برنامجه الجديد "ألعاب بيست" على أمازون برايم، حيث تمكن من تحطيم 44 رقماً قياسياً عالميا، لكنه رغم ذلك لم يحمل لقب صاحب أكبر عدد من الأرقام القياسية في موسوعة غينيس.
منذ انطلاق البرنامج في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2024، كان مستر بيست حريصاً على إبقاء تفاصيل الأرقام القياسية التي تم تحطيمها أثناء تصوير البرنامج سرية، وذلك لإضافة عنصر من الإثارة والتشويق حول البرنامج.
وبعد انتهاء من عرضه في 13 فبراير (شباط)، استعرض الموقع الإلكتروني لموسوعة غينيس تفاصيل الأرقام القياسية التي حققها فريق مستر بيست خلال تصوير البرنامج الذي تنافس فيه اللاعبون للفوز بجائزة تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار.
وتعد هذه الجائزة الأكبر التي تُمنح في برنامج واقعي غير مكتوب على التلفزيون، متفوقة على الجائزة السابقة التي كانت في برنامج "سكويد غايم" "Squid Game: The Challenge" والبالغة 4.56 مليون دولار.
وطوال 10 حلقات تقلّص عدد المشتركين من خلف الكواليس 2000 إلى بدء البرنامج 1000، وصولاً إلى فائز واحد.
أبرز الأرقام القياسيةفيما يلي بعض من أبرز الجوائز:
أكبر جائزة نقدية 5 ملايين دولار، كما حقق أكبر جائزة مالية تُمنح لبرنامج تلفزيون واقع تنافسي 10 ملايين دولار. أكبر تكلفة إنتاج، حيث بلغ 100 مليون دولار أمريكي، وهو أعلى رقم في التاريخ لبرنامج ألعاب. أكبر جائزة نقدية على الإطلاق في موقع التصوير، والتي بلغت 5 ملايين دولار. أكبر مبلغ من المال تم رفضه في برنامج تلفزيوني تنافسي واقعي، حيث رفض أحد المتسابقي مليون دولار. أكبر صندوق جوائز تم منحه في برنامج تلفزيوني تنافسي واقعي، والذي بلغ 10 ملايين دولار. أكبر مبلغ من المال تم الفوز به في حلقة واحدة من برنامج تلفزيوني تنافسي واقعي، حيث فاز المتسابقون بمبلغ مليونين و20 ألف دولار في الحلقة النهائية المثيرة.بجانب الأرقام القياسية الضخمة المتعلقة بالأموال التي تم تحطيمها خلال تصوير برنامج ألعاب بيست، كان هناك أيضاً بعض الأرقام القياسية الممتعة مثل تحطيم رقم قياسي لأكبر كوب بونغ بارتفاع 10 أقدام (3.04 متر)، بالإضافة إلى رقم قياسي آخر لأسرع شاحنة وحش يتم سحبها بواسطة فريق في وقت قدره 15 دقيقة و14.25 ثانية.
ما هي "بيست غيمز"؟حقق البرنامج أكثر من 50 مليون شخص خلال أول 25 يوماً من البث، ما يجعله ثاني أكبر برنامج لعام 2024 يحقق مشاهدات بعد برنامج الألعاب الصيني "السقوط"
زعم العديد من المتسابقين أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة أثناء الإنتاج، ما أدى إلى رفع دعوى قضائية ضد دونالدسون والشركات الراعية.