أطفال أهل مصر في زيارة لحديقة النباتات بأسوان
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
زار أطفال المناطق الحدودية المشاركون في "مشروع أهل مصر"، صباح اليوم الجمعة، حديقة النباتات بأسوان، وذلك، ضمن الجولات التثقيفية التي يتضمنها الأسبوع بمحافظة أسوان.
وخلال الزيارة استمع الأطفال لشرح مفصل حول الحديقة وما تضمه من أشجار من مختلف بلدان العالم، كما تحدث مدير عام الحديقة للأطفال عن فكرة إنشائها وأنها تعد من أهم الحدائق على مستوى العالم، ليس لإحتوائها على مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ولكن لموقعها الساحر أيضا تطل على الجبل من ناحية وعلى محافظة أسوان من الأخرى وتحيطها مياه النيل من كل الجوانب.
صحب الأطفال خلال الجولة الدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، ولاميس الشرنوبي رئيس قطاع القاهرة الكبري الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر.
وفي نهاية الجولة ألتقط الأطفال بعض الصور التذكارية من داخل الحديقة، وعبروا عن سعادتهم بهذه الزيارة التي فتحت الآفاق أمامهم للتعرف على أنواع نادرة من الأشجار والنباتات لم يكونوا شاهدوها من قبل.
ويعد هذا الأسبوع هو التاسع والعشرون من عمر مشروع دمج أطفال المناطق الحدودية "أهل مصر" والذي يهدف لدمج أطفال المناطق الحدودية من خلال اجتماعهم في محافظة من محافظات مصر الحدودية تختلف في كل مرة عن سابقتها، ويختلف معها بطبيعة الحال برنامج الزيارات وتتنوع الورش التي تُقدم للأطفال.
ويشهد هذا الأسبوع تنظيم مجموعة من الورش الثقافية والفنية وهي، أولا: الورش الأدبية، ومنها ورشة تعليمية لكتابة السيناريو تقديم الكاتب وليد كمال، وورشة تعليمية لكتابة وإلقاء الشعر تقديم الشاعر محمود الحلواني.
ثانيًا: ورش الفنون التشكيلية، ومنها ورشة الرسم بالموسيق تقديم الفنان الدكتور وائل عوض وورشة الكاريكاتير تقديم الفنان عمرو فهمي، وورشة الرسم على السيراميك بعنوان"تأثير الفن على معالجة عادات العقل والسلوك"، تقديم الفنانة الدكتورة مريم الأمين.
ثالثًا: ورش الحرف اليدوية والتراثية، ومنها ورشة تعليم المصنوعات الجلدية، تنفيذ الفنان محمد مراد، وورشة إعادة تدوير خامات البيئة، تنفيذ السيدة نجوى عبد العزيز، وورشة تعليم الأركت الخشبي، تنفيذ الفنان حسنى إبراهيم، وورشة تعليم الشنط بالشبك، تنفيذ الفنانة أمانى ربيع، وورشة تعليم الشنط بالخرز، تنفيذ السيدة منى عبد الوهاب، وورشة الخيامية تنفيذ الفنان خالد عبد المجيد، وورشة ورشة أصنع كتابك، تنفيذ الفنانة الدكتورة أميرة سعد.
رابعًا: ورش فنون الأداء، وتتضمن ورشة صناعة الفيلم، تقديم المخرج حامد سعيد، وورشة مسرح بشرى تقديم المخرج ياسين الضو، ورشة موسيقى، تقديم الفنان ماهر كمال، ورشة مسرح العرائس والأراجوز تقديم الفنان ناصر عبد التواب.
٢٠٢٤٠٢١٦_١٣٢٧٢٦ ٢٠٢٤٠٢١٦_١١١٤١٥ ٢٠٢٤٠٢١٦_١١١٠٠٢ ٢٠٢٤٠٢١٦_١١٠٩٤٣ ٢٠٢٤٠٢١٦_١١٠٠١٩ ٢٠٢٤٠٢١٦_١٠٥٩٤٣المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اسوان حديقة النباتات أطفال أهل مصر زيارة تثقيفية أطفال المناطق الحدودية تقدیم الفنان تنفیذ الفنان وورشة تعلیم ورشة تعلیم أهل مصر
إقرأ أيضاً:
صابون الصحراء في الجزائر.. أعجوبة الخلق الذي ينظف الأرض من الملوحة
استخدم سكان الصحراء في الجزائر منذ قرون نبات "أناباسيس أرتيكولاتا" في التطبيقات الطبية، والتي من أبرزها وأشهرها استخدام أوراقه في التنظيف، وهو الاستخدام الذي منحه اسم "صابون الصحراء"، لكن يبدو أن هذا النبات على موعد مع تطبيقات أخرى قد تجعله أكثر أهمية بعد أن أثبتت دراسة حديثة قدرته الفريدة على تنظيف الأرض من الملوحة والتكيف مع الظروف القاسية، مما يفتح آفاقا جديدة لمستقبل أكثر استدامة في الجزائر.
واختبر الفريق البحثي من مختبر الموارد الحيوية الصحراوية بقسم العلوم البيولوجية بجامعة قاصدي مرباح الجزائرية، خلال الدراسة التي نشرت بدورية " جورنال أوف أبلايد ريسيرش أون ميديسينال آند أروماتيك بلانتس" قدرة "صابون الصحراء"، والذي يعرف أيضا باسم "العجرم"، على التكيف مع البيئات القاسية، والتي شملت فحص تأثيرات الملوحة العالية ودرجات الحرارة المرتفعة على نمو النبات وأدائه، وأثبتت النتائج احتفاظه بقدرته الحيوية في ظل ظروف صعبة لا تتحملها معظم النباتات الأخرى، مما يجعله مرشحا جيدا للغاية لمشاريع إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة واستصلاح المناطق الصحراوية.
وجمع الباحثون بذور النبات من منطقتين في الجزائر، هما سد رحال (في منطقة الجلفة وسط الدولة)، ووادي نسا (في ولاية ورقلة جنوب شرق الدولة) وتمت زراعتها تحت ظروف ملوحة مختلفة (0 إلى 600 ملي مول) ودرجات حرارة متنوعة (5 إلى 45 درجة مئوية)، ودرس الباحثون عدة عوامل متعلقة بإنبات البذور مثل سرعة الإنبات، نسبة الإنبات، وأطوال الجذور والشتلات، وكانت النتائج مفاجئة، حيث أظهر النبات قدرة جيدة على تحمل الملوحة العالية ودرجات الحرارة القصوى، وهي خصائص قد تجعله مرشحا واعدا لاستصلاح الأراضي المتدهورة والمناطق الهامشية المتأثرة بالملوحة.
ومن أبرز النتائج المشجعة التي أظهرها هذا النبات هو استمرار الإنبات في مستويات عالية من الملوحة، فرغم أن الملوحة العالية (حتى 600 مليمول) أثرت على معدل وسرعة الإنبات، فإن 46% من البذور في منطقة "سد رحال" و21% من البذور في منطقة "وادي نسا" استطاعت الإنبات تحت هذه الظروف، وهذا يشير إلى أن النبات قادر على التكيف مع الأراضي المتأثرة بالملوحة، مما يجعله مفيدا لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
وفي حين أن درجات الحرارة العالية جدا (35 إلى 45 درجة)، كانت لها تأثيرات سلبية على الإنبات، إلا أن النبات استطاع الإنبات في درجات الحرارة العالية، وحتى في وجود الملوحة العالية، وهذا يظهر مرونته في التكيف مع اختلافات درجات الحرارة.
ووجدت الدراسة أيضا تفاوتا في قدرات البذور بحسب مكان جمعها، حيث أظهرت بذور "سد رحال" قدرة أكبر على تحمل ظروف أكثر قسوة، تمثلت في معدلات إنبات أعلى ونمو أفضل مقارنة ببذور "وادي نسا"، وهذا يشير إلى أن النبات في "سد رحال" قد تطور ليكون أكثر مقاومة للظروف البيئية القاسية.
إعلانوكانت الخلاصة التي ذهب إليها الباحثون هي أن "نبات أناباسيس أرتيكولاتا (صابون الصحراء)، ليس مجرد نبات صحراوي عادي، بل هو كنز بيئي يمكن أن يلعب دورا كبيرا في مشاريع استصلاح الأراضي المالحة، ومبادرات الحفاظ على التنوع البيئي في المناطق الجافة، حيث يمكن لهذا النبات أن يسهم في تنظيف الأرض من الملوحة ومكافحة التصحر وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية".
ولم تتناول الدراسة العمليات البيولوجية التي تساعد نبات أناباسيس أرتيكولاتا (صابون الصحراء)، على مقاومة الملوحة والحرارة العالية، لكن أحمد شلبي، باحث الدكتوراه بكلية الزراعة جامعة المنيا (جنوب مصر)، يشير في تصريحات للجزيرة نت إلى مجموعة من العمليات البيولوجية التي تمنح النباتات الصحراوية هذه القدرة، وأبرزها "التكيف الأسموزي"، والذي يعني أن النباتات مثل أناباسيس أرتيكولاتا تستطيع تنظيم تركيز الأملاح داخل خلاياها عن طريق تخزين الأملاح في الفجوات الخلوية، مما يساعدها على منع الأملاح من التأثير على العمليات الحيوية في الخلية، وهذا التكيف من شأنه أن يساعد في الحفاظ على التوازن المائي داخل النبات، مما يمنع الجفاف ويمنح النبات القدرة على تحمل تركيزات عالية من الملح في التربة.
ويدعم هذه العملية عند بعض النباتات إنتاج مركبات مثل البرولين والجلايكول والأحماض الأمينية التي تساعد الخلايا على الحفاظ على التوازن الأسموزي دون التسبب في أضرار للخلايا، وهذا من شأنه المساهمة في حماية الخلايا النباتية من الإجهاد الملحي، كما يوضح شلبي.
ويضيف أن "العديد من النباتات الصحراوية تتمتع إلى جانب ذلك بآليات لتقليل فقدان الماء، مثل تكوين طبقات شمعية سميكة على الأوراق أو تقليل حجم الأوراق أو تحويلها إلى أشواك، وهذه الخصائص تقلل من تبخر الماء وتحافظ على الرطوبة الداخلية".
إعلانويقول إن "بعض النباتات الصحراوية لديها وسائل إضافية تتميز بنظام جذور عميق يسمح لها بالوصول إلى المياه الجوفية الموجودة في طبقات التربة العميقة، مما يساعدها على تحمل الجفاف، كما أن بعضها ينتج مستويات عالية من مضادات الأكسدة مثل (الفلافونويد) و(الكاروتينويد) والأنزيمات مثل (السوبرأوكسيد ديسموتاز) و(الكاتاليز)، وهذه المركبات تحمي الخلايا من الأضرار الناجمة عن الإجهاد التأكسدي الناتج عن الحرارة العالية والإجهاد الملحي، وأخيرا، تقوم بعض النباتات عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، بإنتاج بروتينات حرارية خاصة تساعد في حماية البروتينات والأنزيمات الحيوية من التلف بسبب الحرارة العالية، مما يمنح النبات قدرة أفضل على التكيف مع الإجهاد الحراري".
وينصح المهندس علي أبو سبع، المدير العام للمركز الدولي للزراعة في المناطق الجافة والقاحلة (إيكاردا) بأهمية تحديد العملية البيولوجية المسؤولة عن إعطاء النبات القدرة على مواجهة الملوحة والحرارة العالية، لأن ذلك قد يكون له أهمية كبيرة في تخطيط تركيبة المحاصيل في المناطق الجافة وشبه القاحلة.
ويقول أبو سبع إن "معرفة العمليات البيولوجية يساعد على اختيار محاصيل تتكيف مع الظروف البيئية المحددة في المناطق الجافة وشبه القاحلة، فقد تختار نباتات عميقة الجذور بجانب نباتات ضحلة، لأن الأولى تستغل المياه الجوفية، وهذا من شأنه أن يقلل التنافس على الماء السطحي، وبالتالي تحسين استخدام الموارد المائية المتاحة".
وإلى جانب هذه المعرفة المهمة، يشدد أبو سبع على ضرورة معرفة مدى قدرة النبات على تحمل ملوحة المياه، لأنه إذا كان النبات قادرا على امتصاص ملوحة الأرض، فإن ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الري، قد يزيد مع الوقت من ملوحة الأرض، لدرجة تضعف من قدرة النبات على القيام بعملية الامتصاص.
ويشدد المدير العام لـ(إيكاردا) على أهمية تنويع التركيبة المحصولية بشكل اقتصادي وعدم التركيز على نبات واحد، مشيرا إلى أن الاهتمام بزراعة الشعير، على سبيل المثال، إلى جانب نبات "أناباسيس أرتيكولاتا" بعد تأكيد قيمته باكتشاف المزيد من أسراره البيولوجية، قد يكون مفيدا، لأن الشعير محصول غذائي قد تكون له قيمة اقتصادية أعلى من نبات "أناباسيس أرتيكولاتا"، ويؤدي في الوقت نفسه وظيفة تنظيف الأرض من الملوحة.