العفو الدولية تدعو فرنسا لوضع حد للعنصرية المنهجية في إنفاذ القانون
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
دعت منظمة العفو الدولية المعنية بقضايا حقوق الإنسان الحكومة الفرنسية إلى إصلاح قواعد الشرطة المتعلقة بالأسلحة النارية والقوة المميتة. وتحدثت عن "مناخ من الإفلات من العقاب" على بعض الجرائم الخطيرة في فرنسا.
جاء ذلك في أعقاب حظر عدد من المظاهرات احتجاجا على عنف الشرطة بعد قتل "غير قانوني" للشاب ذي الأصول الجزائرية نائل، البالغ من العمر 17 عامًا، على أيدي ضابط شرطة يوم 27 يونيو/حزيران الماضي.
كما حثت المنظمة السلطات الفرنسية على وضع حد "للعنصرية المنهجية في إنفاذ القانون" واحترام الحق في التجمع السلمي.
وأطلقت المنظمة هذه الدعوة -في بيان نُشر أمس الأربعاء- مذكرة فيها بأن منظمة العفو الدولية "طالما دعت إلى إنشاء هيئة مستقلة مسؤولة عن التحقيق في الشكاوى المقدمة ضد الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون".
وقال نيلز موزنيكس المدير الإقليمي لبرنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية: "إن إطلاق النار المميت على نائل على أيدي الشرطة -وهو الأحدث في سلسلة طويلة من عمليات القتل غير المشروع في أثناء عمليات التوقيف والتفتيش المروري على أيدي الشرطة- يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إصلاح شامل لقواعد فرنسا غير الدقيقة والمتساهلة بشكل خطير بشأن استخدام الشرطة للأسلحة النارية".
وأضاف أن "القواعد الحالية، التي لا تفي بالقانون والمعايير الدولية، إلى جانب الفشل المزمن في إنهاء التنميط العنصري والعنصرية المنهجية وضمان مساءلة الضباط الذين يستخدمون القوة غير الضرورية أو المفرطة، قد خلقت مناخًا من الإفلات من العقاب والخوف".
وفي السابع من الشهر الجاري، ذكرت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري -في بيان- أنها "تشعر بقلق عميق إزاء استمرار ممارسة التنميط العنصري إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، لا سيما الشرطة، ضد أفراد الأقليات، لا سيما المنحدرين من أصل أفريقي وعربي، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عمليات قتل متكررة بشكل غير متناسب مع إفلات شبه تام من العقاب".
وردا على ذلك، كررت السلطات الفرنسية تأكيدها أن "أي اتهام بالعنصرية أو التمييز المنهجي من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون في فرنسا لا أساس له".
وأدت هذه الحادثة -التي هزّت الشارع الفرنسي- إلى تسليط الضوء على الأحياء الشعبية في الضواحي والظروف الصعبة التي تواجه ساكنيها، خاصة من الشباب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العفو الدولیة
إقرأ أيضاً:
خبراء قانونيون: انتهى زمن التبرير.. حان الوقت لوضع حد لجرائم إسرائيل
عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بعنوان "انتهى زمن التبرير: حان الوقت لوضع حد لجرائم إسرائيل!" لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي مثل الحصار المستمر واعتماد سياسة التجويع والحرمان من المواد الإنسانية الأساسية.
كما تناولت الندوة، التي جرت الثلاثاء الماضي تطبيع الأنظمة العربية مع إسرائيل وتأثيره على القضية الفلسطينية، ودور القوى العالمية المتواطئة في تمكين هذه الفظائع. وأكد المتحدثون على الحاجة الملحة للمساءلة والتضامن والعمل لإنهاء جرائم إسرائيل وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وقد ضمت الندوة الإلكترونية مجموعة متميزة من المتحدثين، بما في ذلك الحاخام يسرائيل دوفيد وايس، وهو حاخام يهودي مناهض للصهيونية ومتحدث باسم جمعية ناطوري كارتا؛ ود. نوا شاينديلنجر ـ أستاذة تاربخ الشرق الأوسط بجامعة ولاية ورشيستر، وجيف هالبر ـ رئيس للجنة مناهضة هدم المنازل في إسرائيل، والبرفيسور حاييم بريشيث ـ أستاذ دراسات الأفلام في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، ود. إيبو ماندازا ـ أكاديمي زيمبابوي ومؤلف وعضو المجلس الاستشاري في معهدFPRI في فيلاديلفيا، وسونيا فان دن إندي ـ صحفية هولندية وناشطة سياسية.
في كلمته أكد الحاخام يسرائيل دوفيد وايس على معارضته الثابتة للصهيونية ودعوته إلى العدالة في فلسطين، حيث أدان الهجمات الوحشية الإسرائيلية المستمرة على غزة. وشدد على أن استيلاء الحركة الصهيونية على اليهودية وإساءة استخدام نجمة داود والروايات التوراتية قد ضلل العالم وجعله يعتقد أن اضطهاد الفلسطينيين هو صراع ديني، وبالتالي خنق العمل العالمي والتضييق عليه بسبب المخاوف من وصمه بمعاداة السامية.
وأكد الحاخام وايس على التمييز بين اليهودية كديانة، وبين الصهيونية، التي وصفها بأنها حركة سياسية وقومية اغتصبت هوية الشعب اليهودي. واستشهد بأمثلة تاريخية تدلل على صحة كلامه، مثل الحاخام الأكبر لفلسطين في عام 1947 الذي عارض علنًا إنشاء دولة يهودية. وأشار الحاخام إلى أن المجتمعات اليهودية عاشت في وئام تحت الحكم الإسلامي لقرون.
استيلاء الحركة الصهيونية على اليهودية وإساءة استخدام نجمة داود والروايات التوراتية قد ضلل العالم وجعله يعتقد أن اضطهاد الفلسطينيين هو صراع ديني، وبالتالي خنق العمل العالمي والتضييق عليه بسبب المخاوف من وصمه بمعاداة السامية.وشرح الحاخام بالتفصيل كيف يستخدم الصهاينة اتهامات معاداة السامية كسلاح لإسكات المنتقدين وتبرير أفعالهم. وأدان خلط الصهيونية باليهودية، مشيرًا إلى أنه أدى إلى تشويه سمعة اليهود في العالم كله، وكان سببًا ومبررًا لاستمرار الفظائع ضد الفلسطينيين. وحث الحاخام وايس المجتمع الدولي على الانتباه لهذا الفخ الذي نصبه زعماء الصهيونية، لافتًا إلى ضرورة الاعتراف بجرائم الصهيونية باعتبارها غير قانونية ومعادية للسامية وتشويهًا صارخًا للقيم اليهودية.
ودعا وايس إلى تحرك شعبي عالمي شبيه بالنضال ضد الحركة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وأكد الحاخام وايس على دور الناس العاديين في الضغط على الحكومات لوقف دعم سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية والدعوة إلى تحرير فلسطين. كما تحدث عن أوجه التشابه بين حركات المقاومة التاريخية والنضال الحالي ضد الصهيونية، مؤكدًا أن الجهود الجماعية، التي تسترشد بالإيمان والحقيقة، قادرة على تفكيك القمع الصهيوني.
وفي ختام كلمته، ناشد الحاخام وايس اليهود وغير اليهود على حد سواء الاتحاد سويًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين والتضامن معهم، مشجعًا على التحدث بكل صراحة وجرأة في فضح الأجندة الصهيونية والجرائم الوحشية التي يتم ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني. وأكد الحاخام على التزامه التام بهذه القضية.
في مداخلتها، سلطت الدكتورة نوا شيندلينجر الضوء على قطاع إنتاج الأسلحة في إسرائيل وأهميته البارزة في تعزيز العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية وصراعات إقليمية أخرى، وسلطت الضوء على كيفية تطوير الأسلحة الإسرائيلية واختبارها أثناء العمليات في غزة وتسويقها عالميًا باعتبارها "جُربت في المعركة على أرض الواقع"، مما يفيد مصنعي الأسلحة في حين يعمق معاناة الفلسطينيين. وفي إشارة إلى عقد صواريخ آرو الأخير الذي عقدته ألمانيا مع قوات الاحتلال، وصفت كيف تستفيد الشركات الإسرائيلية من الصراعات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في اليمن وسوريا، بينما تقدم الدول الغربية الدعم الدبلوماسي والمالي للاحتلال تحت ستار الاحتياجات الأمنية.
كما تحدثت د. شيندلينجر على تواطؤ الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في دعم الصناعة العسكرية الإسرائيلية من خلال شراء الأسلحة والتضييق على أي التحركات المناهضة لهذه التجارة. ودعت الدكتورة شيندلينجر النشطاء إلى تكثيف حملاتهم ضد مصنعي الأسلحة والزعماء السياسيين الذين يروجون لهذه الصناعة، وذلك بهدف وضع حد للعنف العالمي المدفوع بالربح.
واختتمت الدكتورة شيندلينجر حديثها بحث الجماهير الدولية على التركيز على تجارة الأسلحة العالمية كعامل رئيسي في إدامة الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلية التي يتم ارتكابها ضد الفلسطينيين في غزة، كما أكدت على أهمية معالجة الطبيعة المترابطة للصراعات الإقليمية ودور إسرائيل في استغلالها لتعزيز هيمنتها العسكرية والاقتصادية.
الكاتب والناشط الإسرائيلي جيف هالبر أكد على ذات الجانب لافتا إلى العلاقة بين الإنتاج الصناعي العسكري الإسرائيلي ونفوذه العالمي، وأوضح كيف تستخدم إسرائيل غزة والأراضي الفلسطينية كأرض اختبار لتطوير وتسويق التقنيات العسكرية، وتعزيز مكانتها كقائد عالمي في تصدير الأسلحة. وأشار هالبر إلى أن هذه الممارسة تكسب إسرائيل دعمًا كبيرًا من الحكومات الغربية، التي تنظر إلى إسرائيل كمورد لا غنى عنه للتكنولوجيات القمعية لأمنها وتدابير السيطرة الخاصة بها.
وأكد هالبر أن الفلسطينيين يُعاملون باعتبارهم قابلين للاستبدال في الإطار الاستعماري الصهيوني، حيث يعدّون أهداف لاختبار الأسلحة وأدوات دعائية لتبرير السياسات الإسرائيلية بحجة مكافحة الإرهاب. وأكد أن الإبادة الجماعية في غزة ليست حادثة معزولة، بل جزء من مشروع استعماري استيطاني أكبر يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتحويل فلسطين إلى دولة يهودية. وربط هذه الإجراءات بأنماط أوسع من الإبادة الجماعية الثقافية والجسدية التي شوهدت في تاريخ استعماري آخر، مثل تلك التي حدثت في أستراليا والولايات المتحدة وكندا.
الأنظمة العربية، مثل مصر، تخلت عن فلسطين، بينما الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها تمول وتسلح وتبرر الجرائم تحت ستار القانون الدولي.وأدان جيف هالبر بشدة الأنظمة العربية لتواطؤها في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، وخاصة من خلال اتفاقيات التطبيع التي قادتها مبادرات مثل اتفاقيات إبراهام، والتي تشكل أكبر تهديد لحقوق الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948. وانتقد دولًا مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ومصر لإضفاء الشرعية على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي من خلال الشراكات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك صفقات الأسلحة وتبادل التكنولوجيا. وأكد هالبر أن التطبيع يمثل خيانة شديدة للقضية الفلسطينية، ويعزز فعليًا تهجير الفلسطينيين وقمعهم بينما يمنح إسرائيل الشرعية الدولية. وحث المجتمعات العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم على محاسبة حكوماتها وتكثيف الضغوط لرفض التطبيع، واصفا تلك الأنظمة بأنها تمكين أساسي للفظائع الإسرائيلية.
وفي كلمته سلط البروفيسور حاييم بريشيث الضوء على الخيانة الصارخة للفلسطينيين من قبل القوى الإقليمية والغرب. وأكد بريشيث أن الأنظمة العربية، مثل مصر، تخلت عن فلسطين، بينما الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها تمول وتسلح وتبرر الجرائم تحت ستار القانون الدولي.
وندد بريشيث بتواطؤ النخب ووسائل الإعلام الغربية، واتهمها بتقويض القانون الدولي وإدامة الفوضى. وانتقد النفاق الأخلاقي لليهود الإسرائيليين، الذين يدعم العديد منهم الإبادة الجماعية في غزة أو يلتزمون الصمت بشأنها على الرغم من معاناتهم التاريخية أثناء الهولوكوست، لافتًا أن هذا التنافر المعرفي يعكس ذهاناً اجتماعياً سياسياً عميقاً ويميز إسرائيل والغرب كجهات فاعلة خارج حدود الإنسانية.
وفي ختام كلمته، دعا بريشيث إلى بذل جهد عالمي موحد لتوثيق وإدانة الفظائع الإسرائيلية، وشدد على الحاجة إلى مستقبل سلمي وعادل للفلسطينيين والإسرائيليين الذين يعارضون الصهيونية، مؤكداً أن مثل هذا التضامن ضروري لتفكيك نظام الفصل العنصري وضمان المساءلة.
الدكتور إيبو ماندازا أعرب في بداية كلمته عن قلقه البالغ إزاء اللامبالاة العالمية تجاه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. وانتقد الاهتمام المتضائل من جانب وسائل الإعلام الدولية، كما أعرب عن أسفه لعدم متابعة جهود جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، حيث ظلت معظم الدول الأفريقية، باستثناء ناميبيا، صامتة، واصفًا هذه اللامبالاة بأنها إحراج عميق يعكس فشلاً أوسع للتضامن العالمي.
وفي معرض إبرازه لتواطؤ القوى الغربية في تسليح إسرائيل وتمكينها، أدان ماندازا الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل ويشجعها على مواصلة ارتكاب مجازرها. وأشاد باعتراف أيرلندا بالدولة الفلسطينية ودعا إلى اتخاذ إجراءات جريئة مماثلة لتحدي الفظائع الإسرائيلية. وأكد ماندازا على ضرورة تنسيق الجهود العالمية لإبقاء قصة غزة حية والدفع نحو اتخاذ تدابير ملموسة ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض قرارات الأمم المتحدة ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها.
وفي ختام كلمته، حث الدكتور ماندازا المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء إفلات إسرائيل من العقاب ودعم الحقوق الفلسطينية، داعيًا إلى صحوة عالمية لترجمة الغضب إلى عمل مستدام ضد الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
الصحفية والناشطة الهولندية سونيا فان دن إندي تحدثت عن الإبادة الجماعية في غزة، والتي قالت عنها إنها إبادة شاملة للمجتمع المدني الفلسطيني، حيث الاستهداف المتعمد للمدنيين والمدارس والبنية الأساسية من قبل الجيش الإسرائيلي، مسلطة الضوء على هدف الحكومة الصهيونية المتمثل في طرد الفلسطينيين وإنشاء "إسرائيل الكبرى". وأشارت فان دن إندي إلى تواطؤ الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا، التي تواصل توريد الأسلحة إلى إسرائيل على الرغم من جرائم الحرب المتزايدة.
وانتقدت المنظمات الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة لعجزها حتى الآن عن لجم إسرائيل، وألقت باللوم على توجهاتها الغربية ونقضها المتكرر من قبل الولايات المتحدة. وحثت فان دن إندي الجنوب العالمي، بما في ذلك دول البريكس، على تولي زمام المبادرة في الضغط على إسرائيل والدعوة إلى حل عادل. كما دعت الدول العربية وتركيا إلى تكثيف دعمها لفلسطين، نظرًا لفقدان الغرب لمصداقيته في التوسط من أجل السلام.
وفي ختام كلمتها، أكدت فان دن إندي على أهمية جمع الأدلة على جرائم الحرب الإسرائيلية وإبقاء محنة الفلسطينيين في طليعة الخطاب العالمي. وعلى الرغم من نظرتها القاتمة للتدخل الغربي، فقد أعربت عن أملها في أن تظهر العدالة يومًا ما من خلال الجهود الجماعية للصحفيين والناشطين حول العالم.