بوابة الفجر:
2024-10-01@07:51:26 GMT

د. رشا سمير تكتب: الشغف هو الأمل

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

لعل مصر لا تمتلك ثلث آثار العالم مثلما تعلمنا في كتب التاريخ ونحن صغار، لكنها دون جدال تمتلك السحر وعبق التاريخ في كل زاوية وكل جدار، فمصر هي تلك الخطوات والمسارات والأصوات التي كتبها التاريخ على مدار عقود طويلة..

مصر هي مسار العائلة المقدسة..هي صوت صهيل الخيول في معارك طيبة..ومذاق الزيتون في بساتين سيناء.

.هي ضوء المشاعل في طريق الكباش..وشعاع القمر الذي يخطو بخفة فوق جدران معابد الأقصر وأسوان..

هذه هي مصر التي علمتني أن أرتاد شوارعها وأحبو بين صفحات تاريخها لتسكن جوانحي ووجداني..مصر التي تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن حبها هو العنوان، وعشقها هو الملاذ والمآوى..

قادتني قدماي إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بدعوة كريمة من الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف..المكان الذي يختلف في شكله ومضمونه عن أي مكان آخر في مصر، فهو بحق وجهة حضارية عظيمة..

إصطحبتني فتاة أنيقة ومتحدثة لبقة إلى جولة بين أروقة المتحف، مع إصرار الدكتور غنيم بدخولي مراكز ومعامل الترميم داخل المتحف، إنصعت إليه ولم أكن متحمسة في البداية، إلا أن حالة الإنبهار والفخر التي تسللت إلى مسامي أثناء الجولة كانت كفيلة لمعرفة سبب إصراره..

فقد أيقنت أن هذا المركز هو أهم ما في المتحف، بعد أن إستمعت إلى شرح القائمين على المركز في مختلف القطاعات، من ترميم المخطوطات والجلود والخزف والأحجار والمومياوات، 

في رحلة طويلة مُنظمة تبدأ من إستلام القطعة الأثرية بعد خروجها من باطن الأرض إلى إعادتها ببراعة وفهم إلى هيئتها الأولى بعد جهد جهيد لتُعرض في المتحف..

تحدثت طويلا مع المسئولين عن عملية الترميم وسألتهم عن تفاصيل عملهم والصعوبات التي تواجههم، ولماذا دون غيرها إلتحقوا بقسم الترميم، ففوجئت أن الإجابة ببساطة تتلخص في كلمة واحدة هي: 

"الشغف"

تعجبت من الكلمة.. وعدت أسألهم من جديد: "هل كان مجموع الثانوية العامة هو السبب؟"

كانت إجابة الجميع واحدة برغم إختلاف الوجوه..إجابة مُفادها: "الآثار هي العشق الأول..سكنتنا التفاصيل وأصبح التحدي الحقيقي أمامنا هو جمع القطع المبعثرة المكسورة وترميمها لإعادتها إلى هيئتها الأولى هي مسئوليتنا تجاه وطننا".

خرجت من هناك وكلي فخر وسعادة، ليصبح يقيني أن هناك مصريون يذوبون عشقا في تراب هذا البلد..وأن الحل الحقيقي لكل المشاكل التي تجابهنا في الوقت الحالي هو البحث عمن لديهم شغف تجاه هذا البلد لنوليهم المسئولية، ولسوف يتحملون المسئولية بدافع حب..

وما أكثر هؤلاء..

الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع عقب الثورة لينظفون الأرصفة ويعيدون طلائها يمتلكون الشغف..

المصريون الذين خرجوا إلى الجبانات والشوارع في محاولة جادة لتوثيق المقابر القديمة والأماكن الأثرية التي تعرضت للإزالة يمتلكون الشغف..

الشاب الذي يمد يده في منطقة أثرية لمساعده سائح لا يعرفه بمعلومة أو شربة ماء..يمتلك الشغف..

خريجي الفنون الجميلة الذين يرسمون الجرافيتي على جدران العشوائيات المتهدمة والبيوت القديمة لإعطائها من روحهم أمل وحياة يمتلكون الشغف.. 

جمعيات المجتمع المدني والشباب الذين يجوبون النجوع والكفور لتوصيل المياه إلى بيوت غير القادرين وتسقيف منازلهم يمتلكون الشغف..

هؤلاء هم أبناء مصر القادرين على تحمل المسئولية من واقع حب..أما من يجلسون في موقع المسئولية ولا يمتلكون تجاه الوطن أي مشاعر تدفعهم لتنحية مصالحهم وإعلاء المصلحة العامة، فهؤلاء سيظلون أبدا منتفعين من مناصبهم دون أن يقدموا شئ وستبقى الدولة عالقة مثل الدين في رقابهم إلى يوم الدين..

لازال قلبي يئن وأنا في زياراتي المتكررة للمساجد والأبنية التي تم ترميمها دون وعي أو دراية، لتصبح مثل عروس متعجلة لتشطيب شقة الزوجية!..الحجر الذي فاق عمره عمر الزمان وتم طلائه باللون الأصفر تحت مسمى الترميم يحتاج إلى إعادة نظر لأنه قبيح..والقبح لم يليق أبدا أن يكون عنوان مصر الجميلة!.

نحن نمتلك المقومات التي تجعل مصر أهم دولة سياحية في المنطقة بل وفي العالم كله، ونمتلك السواعد التي تعي جيدا كيف تُدير وتطور وترمم لإعادة رونق الأشياء دون المساس بجوهرها وقيمتها..فلماذا لا يتم الإستعانة بهؤلاء؟

إننا في مرحلة تحدي حقيقي ولم يبقى أمامنا سوى الإتكال على من يعشقون هذه الأرض الطيبة  علهم يزرعون وفاء وحب ليحصدون الأمل..

فهل من مُجيب؟!.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

مشجع: هدف ميترو في الأهلي يشبه هدف الشباب اليوم .. ورد مثير من سمير عثمان وفودة .. فيديو

ماجد محمد

شهدت مباراة الشباب الأخيرة جدلًا واسعًا حول صحة هدف الفريق، حيث اعتُبر على نطاق واسع مشابهًا لهدف ميترو لاعب الأهلي في العام الماضي.

حيث قال الحكم السابق سمير عثمان: “في كلا الحالتين، أنا قلت إنها كانت حالة فاول. من وجهة نظري، توقيت التدخل كان غير مناسب، وكان من المفترض أن يُحتسب خطأ”.

وأكد المحلل الرياضي محمد فودة على صحة هدف ميترو، مشيراً إلى أن الهدف كان قانونيًا ولا يستدعي إلغاءه. وعلق قائلاً: “هدف ميترو كان صحيحًا، ولا يوجد أي سبب يدعو لإلغائه.

يذكر أن فريق الشباب فاز على نظيره الرائد بنتيجة ٢/١ في المباراة التي جمعت الفريقين أمس الأحد في إطار منافسات دوري روشن.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/09/nhIpixOAtJ2yluQZ.mp4

مقالات مشابهة

  • أجساد عارية وإيحاءات جنسية.. هل أفسد التيك توك الذوق العام المصري؟ أستاذ علم نفس: شخصيات استعراضية لا يمتلكون مهارات تؤهلهم للعمل.. مستشار مفتي الجمهورية: انشأنا حسابات على كل المنصات لتوعية الشباب
  • السيسي: الدولة تُعد أجيالا قادرة على حمل المسئولية
  • مشجع: هدف ميترو في الأهلي يشبه هدف الشباب اليوم .. ورد مثير من سمير عثمان وفودة .. فيديو
  • هل الحوثيون يمتلكون فعلاً صاروخًا فرط صوتي؟
  • شيخة الجابري تكتب: خيرات الشارقة حدائق مورِقة
  • إذاعة جيش الاحتلال: مقتل مستشار نصر الله سمير توفيق ديب
  • التُّؤَدَة
  • 5 خطوات لعلاج فقدان الشغف.. «هترجع نشيط»
  • سمير فرج: الاحتلال انتقل لمواجهة حزب الله بعد فشله الذريع في غزة
  • سمير فرج يكشف تفاصيل تدريب الجيش المصري على أعلى مستوى