نعم لدينا أزمة حقيقية في الأداء الرسمي والحكومي لملفاتٍ كُبرى، اقتصاديةٍ مثل "الدولار"، وسياسيةٍ مثل "الحُرّيات والقوانين"، أو ملفاتٍ جامعة، مثل "الهجرة غير الشرعية" لمصر و "اللاجئين" غير الملتزمين بضوابط الدولة القانونية، وغيرها، وهي أعباء تتكامل في الكارثية، وأثقال تتضرر من وطئتها أقوى البلدان اقتصاديًا وأمنيًا، ولهذا نتبناها في برامجنا ومقالاتنا "قدر استطاعتنا"، ولكن للأسف، لدينا أيضًا "داخليًا" بعض "المحسوبين" على عمل الصحفيين أو الإعلاميين من أصحاب المصالح، الذين يحاولون إفساد أي سعي إيجابي، فيزايدون بإصرارٍ وبلا خجل، على عموم المصريين في احتياجاتهم واستحقاقاتهم المشروعة، بسطحية مُستهلَكة، مُستهدفين أيضًا أي منبر يقدم لهم نزرًا يسيرًا من تطلعاتهم، وكأنهم يحاولون نحت الناس كأصنامٍ، لا يتأثرون بأي ظروفٍ ضاغطة، خاصةً بعد دخولنا معترك تحدّياتٍ خطيرة، يواجهها الأمنُ القومي بسيناء،

ناسين أن جانبًا من سياسات النُظُم، هو السماح لصحافتها المتنوعة، بتقويم السياسات والحكومات، لسرعة الإصلاح، أو حتى استخدامها في "التنفيس" عن الجمهور منعًا لغضبته، وأن هذا من صميم الأمن القومي، ولُبّ الإعلام السياسي،

ليشبه حال هؤلاء "المحسوبين"، رجلًا سألوه عن آخر أمنيةٍ له، فقال: أتمنى أن أرى أُمّي، لكنّهم حين سألوا زميله الآخر "السمج" عن أمنيته الشخصية الأخيرة قال: أتمنى ألّا يرى هذا الرجل اُمّه!!

ومازاد الأمرَ سوءًا، أن هؤلاء المحسوبين على الصحافة أو الإعلام، أعماهم جهل الغرور، وحب الظهورِ، عن اتباعِ ما تيسّر من النور، حدّ أنهم أقاموا من أنفسهم أوصياءً حتى على "كراهيةِ" المصريين لعدوّهم الأوّل الصهيوني، وعلى مخاوف المصريين من تصفيةِ القضية الكبرى "فلسطين" عبر "التهجير القسري" لشعبٍ صامد، تحاربه الإبادة والبلادة، محاولين هؤلاء المحسوبين، الحجرَ على وعي المصريين بأولويات وطنهم، بل وحزنهم على دماءٍ شقيقةٍ تنزف بلا توقّف، وأشلاءٍ تبحث عن قبرٍ فلا تجد، ولقمة عيشٍ لا يذوقها الأيتامُ من غزة إلى رفح،

وكأنّ الإعلام ليس ذراعًا للأوطان، ومتنفّسًا للشعوب، أو كأن أصوات عموم المصريين ساذجة، أو قاصرة، لا تعرف الرشد، أو لا تثق في قدرات وطنها العتيدة،

أو كأن الذي "منح" هؤلاء برامجهم، عيّنهم وسطاءً بين المصريين ومؤسساتهم الوطنية وصحافتهم وقيادتهم السياسية، ليصبحوا أولي أمر شعب وصحافة مصر وإعلامها، ممارسين "كِبرَ الوصاية" على شعبٍ صبورٍ مُعلّم، و "كيدَ النساءِ" الممجوج لمن يجد منفذًا للتعبير عن المصريين، أو لتنوّع الآراء،

خاصةً أنّ هؤلاء المحسوبين، يتقاضون "الملايين" من الرواتب سنويًّا، ويستفيدون أضعافها من "المقايضات" و"التخليصات" و "التلميعات" المدفوعة، لخدمة أنفسهم وأصدقائهم وموكّليهم ومصالحهم الموازية، والحمد لله الذي عافانا، حتى أن أحدهم يخرج في برنامجه "كلّ يوم" أو "أسبوع"، حاملًا صوت منفعتِه الصاخب، شاهرًا سيف "حقده" وضيوفه، ساخرًا من المصريين، ومهاجمًا منافذهم المُتجرّدة، وقد ظنّ أنّ له قوامة عليهم، وعلى إعلامهم وصحافتهم، معتقدًا أنّ هذا سيجعل من المحسوبين، ومن أقزام المهنة، عمالقتها، فلا هو نال فهمَ "العاملين عليها"، ولا طال قدرَ "المؤلفة قلوبهم"، ولا شقّ طريقَه إلّا "في الرقاب"،

هذا وقد ألزمنا أنفسنا صمت المُترفّعين، ومهنيّة المُتزاملين، واحترام "مُوجّه" المحسوبين وأنصاف الموهوبين، حتى ظنّوا الهدوءَ، قبولًا، وليس صبرًا كريمًا، وحاولنا تقدير المؤسسية، لكن محاسيبكم "المطلوقين" جهلوا علينا، وظنوا الأمر بالحناجر والنفوذ،

فكان لزامًا التوضيح للمهتمين، والذين يتعجبون من سفاهة ما يحدث ويُحاك بليل برامجكم، وحيث أنّ من أصرَّ ودقّ الباب، أتاه الجواب، إمّا تجاهلاً أو احتسابًا عند الله، وإمّا ردًا على مُحرّكه، فقد أغراكم التجاهل، وما أدركتم الاحتساب،

فيا هذا وذاك، إنّ كلمات القلم، ستكون تعليقًا وحيدًا على "هراء" برامجك الذي طال، وإنّها لكبيرة، لأنني لا أُسخّر هواء برنامجي سوى لمسئولياتي المهنية، وليس انتفاعًا واشتباكًا، مع أُنموذجٍ ظنّ "سعة العلاقات"، أو "تبادل المصالح"، أو "طقّ الحنك" سيصنع منه نِدًّا مهنيًا، ففضحه جهلُه بضوابط الإعلام والصحافة التلفزيونية وآدابها، ناسيًا أنّ "أصحاب بئر المهنة"، ليسوا كمن وردها متّكئًا على "العلاقات" أو "الفهلوة" أو تبادل "البيزنس"،

ورأس مشجوج أو مكسور، ليس كسليمٍ فخور،

وأن الإعلام وإن بدا في أغلبه مُتّحِدًا، فليس كلّه (( خالدًا ))، والذي يحضرني في أمره، أن أحدهم قضى حاجته في بئر القرية، فسألوه عن السبب، فقال: أردت أن أصبح مشهورًا ويعرفني الناس، حتى لو بأنني "الرجل الذي تبوّل في البئر".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: توك شو قصواء الخلالي

إقرأ أيضاً:

⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين

⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين. الفئة الأولى كما وصفهم هم الجلابة والشماليين الذين تنعموا بالثروة والسلطة، وما حدث لهم لا يهمه، فهو غير معني بهم. بمعنى آخر أنهم قاموا بإفقارهم ونهبهم وشرّعوا ذلك لجنودهم ..
حديث دقلو واعترافه يؤكد أن عمليات النهب والسرقة والقتل كانت تتم بأوامر عليا، في استهداف ممنهج لإفقار وتشريد مجموعات بعينها .
#السودان

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شرطة المرور وإدارة أمن الحديدة تدشنان عمل فرع الضبط المروري
  • النيابة تفتح تحقيقا بشأن دخول شحنة دقيق فاسدة لميناء عدن
  • ما يوجد في البئر.. يخرج مع الدلو
  • سقط في البئر.. مصرع طفل غرقًا أثناء لهوه بأرض زراعية في الفيوم
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • بعد توقف دام 10 سنوات.. إعادة العمل بحقل الصباح النفطي من خلال البئر الأولى G18
  • كفر الشيخ.. تحرير 9 محاضر تموينية لمخابز مخالفة بدسوق
  • ⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين
  • 7 معلومات عن الأمير علي بن الحسين بعد أداء اليمين نائبا لملك الأردن
  • بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين