قال الدكتور محمود الهواري، من علماء الأزهر الشريف، إن بعض الناس يهتمون بالمكاسب والأرباح، ولا ينشغلون بجوع الفقراء وآلام المرضى، فتراهم يحتكرون في زمن يحرم فيه أشد الحرمة أي احتكار.

وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر، أن سيدنا عثمان رضى الله عنه، لما جاءته قافلته محملة بكافة أنواع الطعام، فطلبوا منه تجار المدينة بيعها بأكثر من حقها بخمسة أضعاف، قال عثمان للتجار "إنما أعطانيها الله من عنده".

وأشار إلى أن المحتكرين الآن يخفون احتياجات الناس الضرورية من السلع، بدافع التجارة والربح، ولكن أنى ذلك والله ورسوله لا يرضيان عن ذلك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الفقراء احتكار الجامع الازهر خطبة الجمعة

إقرأ أيضاً:

أمانة القلم والكلمة

 

 

محمد رامس الرواس

 

يقول الحق جل في عُلاه: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" (إبراهيم: 24).

لقد كانت ولا تزال الكلمة أمانة يصونها القلم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل المجتمع المستقر الآمن المتصالح مع نفسه ومع الآخرين من تكرار الزلات التي قد يكتبها بعض ضعفاء النفوس أو من لديهم أفكار ضالة وشاذة ومن في حكمهم.

عندما تمسك يد الإنسان بالقلم أو تكتب بالحروف على الجهاز الرقمي لا بد وأن يستحضر الكاتب رقابة الله سبحانه وتعالى أولا ثم رقابة مجتمعه والحديث موجه للذين يريدون أن يحدثوا التغيير الإيجابي بمجتمعهم.

وُجِدَت الكلمة لوصف المشاعر التي تنتاب كاتبها أو شرح قضايا المجتمع الذي يعيش فيه فيصف ويدون الكاتب المشاعر والقضايا الاجتماعية وعبرات الناس وقضايا أمته فيقوم بتحرير الصادق من الظواهر من آهات المجتمع والأمة وينقلها بصدق وبكل شفافية مما اطلع عليه بنفسه بدون رتوش أو التأويلات وليس عما يسمع أو يُقال له، ففي النهاية هناك مسؤولية كبرى لا بد وأن يحسب لها ماسك القلم ألف حساب.

والكلمة الموفقة يعلم الجميع سر قوتها ومدى تأثرها وأثرها إذا قيلت في حق أو في دحض باطل، وكما يعلم معظمنا سر فشلها إذا قيلت بغير حق، ولطالما كانت الكلمة الصادقة هي العدو الأول الذي يكشف الأكاذيب ويسطر الحقائق ويسجل الخير، كذلك المغرضون يسجلوا الشر في سجل كتاباتهم أو تدويناتهم ومداد أقلام أهل الحق نور يسطر الكاتب به الكلمات لتنير الطريق للجميع، كما أن أهل الملكات والمواهب الذين يعرفون أمانة القلم يجعلون منها ضياء ونقاء يرث من ورائه مداد قلمه استحقاقا وجدارة لما سجل من جميل العبارات ويصيغ أجمل الرسائل ويترك عظيم الأثر التي تحملها كتاباته عبر الوقت والزمن.

ومن خلال الكلمات التي يخطها القلم يصيغ الإنسان هويته الحقيقية ويعلن عن رسالته التي وضعها لنفسه في الحياة ويتركها من بعده بين طيات مؤلفاته ومقالاته ورسائله.

ويكفي بالقلم شرفًا أن أقسم الله به؛ حيث يقول المولى عز وجل: "ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (القلم: 1)، وصاحب الكلمة، يجب أن يكون إنسانا يرفق بمجتمعه وبمن حوله من خلال ما يخطه قلمه، فالقلم أمانة وحجة علينا إما سلبا او إيجابا، ورب كلمة لا يلقي لها صاحبها بالاً تقسم ظهر روح أو تهتك عرض إنسان أمن في سربه، ولا يمكننا بأي حالة من الأحوال، أن نكون من أولئك الناس الذين عمت قلوبهم فأصبحوا يدونون ويكتبون شرقًا وغربًا بما لا يُرضي الله ولا يرضي أولياء الأمور ولا الناس طمعا منهم في نيل شهرة أو ما شابه.

وختامًا.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة"، فإن الكلمة الطيبة صدقة بجانب أنها أمانة، وقد يجد فيها البعض عدم التكلف عند الخروج عن الحقيقة والواقع عندما توسوس له نفسه الأمارة بالسوء، فيفقد المسار ويحيد عن الطريق الصواب، وأمانة الكتابة والقلم إنما هما جزءان من حياة الإنسان، إن لم يلجمهما بالصدق والحق فإنه قد يطيش وينسحب إلى ساحات الباطل والكذب والزور ويبعد عن الصدق والواقع.

يقول تعالى في محكم التنزيل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" (الرعد: 17).

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جماعة الجولاني تعتقل خطيب مسجد السيدة زينب (ع) أدهم الخطيب وتقتاده إلى جهة مجهولة
  • الهواري تتابع انضباط العملية التعليمية بمدارس بني سويف
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الدجالون يخدعون الناس وينهبون أموالهم
  • عضو «الأزهر العالمي للفتوى»: سيدنا النبي كان حريصا على تجنب ما يثير الشكوك بالقلوب
  • الجامع الأزهر يسلط الضوء على فضل ليلة النصف من شعبان بلغة الإشارة
  • أروقة الجامع الأزهر تفتح باب التقديم لقبول دفعة جديدة للقرآن الكريم والقراءات
  • رمضان عبد المعز: منع دور العبادة من الكبائر
  • رمضان عبد المعز: هذه أخلاق صحابة سيدنا النبي
  • أمانة القلم والكلمة
  • عويضة عثمان: الدعاء بأسماء الله الحسنى مفتاح لتيسير الأمور