عمران خان.. هل يخرج من السجن ويحكم باكستان؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
إسلام آباد– يرى الكثير من أنصار الزعيم السياسي الباكستاني عمران خان مؤسس حزب حركة إنصاف، المعتقل منذ أغسطس/آب الماضي، أنه في طريقه للحرية وسيُبرأ من التهم الموجهة إليه والأحكام التي صدرت بحقه، مشيرين إلى أنها قضايا حيكت ضده لإبعاده عن المشهد السياسي.
وفي حديث الجزيرة نت لمتخصصين بالقانون، أشار عدد منهم إلى أن الأحكام التي صدرت بحق عمران خان تعد أولية وقابلة للطعن، مرجحين قدرة محاميه على إثبات براءته.
وخلال تطواف الجزيرة نت في شوارع العاصمة إسلام آباد ولقاء طبقات متنوعة من الناس، خرجنا بانطباع أن عمران خان يحظى بشعبية كبيرة بين الناس من مختلف الفئات، حتى أن المراقبين يصفونه بالبطل والملهم، وأنه برئ من التهم الموجهة له.
وكان لافتا أن العديد من الناشطين بأحزاب أخرى يتعاطفون مع عمران خان ويرون أنه وقع بحقه ظلم كبير باعتقاله أولا وحرمانه من الترشح بالانتخابات الأخيرة، وزاد من الأمر سوءا وضع عراقيل أمام حزبه وأنصاره خلال العملية الانتخابية، ورغم كل ذلك استطاع أنصار عمران خان تحقيق نجاح كبير فيها.
ويرى العديد من المراقبين والمهتمين بالشأن الباكستاني -الذين التقتهم الجزيرة نت- أن الانتخابات الأخيرة شهدت تلاعبا وتزويرا كان يهدف إلى تقليل مستوى فوز أنصار عمران خان.
ويعتقد أنصار حركة إنصاف أنهم فازوا بثلثي مقاعد البرلمان بالانتخابات من خلال مراقبة فرز الأصوات، مضيفين أن تزويرا وقع الساعات الأخيرة من عملية الفرز أدت إلى إعلان فوز أنصار عمران خان بأكثر من 93 مقعدا بدلا من نحو 170 مقعدا (يعتقدون فوزهم بها) من أصل 266 مقعدا جرى التنافس عليها لمجلس البرلمان الاتحادي.
ومما عزز فرضية التزوير والتلاعب بالنتائج -كما يقولون- أنه خلال الانتخابات وفرز الأصوات قطعت اتصالات الهواتف الجوالة وخدمة الإنترنت، إلى جانب تأخر إعلان النتائج لساعات كثيرة.
وكان القضاء الباكستاني قد حكم على مؤسس حركة إنصاف بـ3 قضايا بالسجن لمدة 31 عاما قبيل الانتخابات العامة بأيام.
وإثر هذه الأحكام قالت حركة إنصاف إنها ستطعن على الحكم الصادر من المحكمة. كما أكد محامي عمران خان أن الأحكام ضد موكله غير قانونية وأنه سيطعن عليها.
شعيب شاهين خلال قيادته وقفة احتجاجية ضد نتائج الانتخابات في إسلام آباد (الجزيرة) احتجاجاتيشار إلى أن القضاء الباكستاني كان قد رفض ترشح عمران خان للانتخابات الأخيرة، وكذلك العشرات من أنصاره المعتقلين بسبب مشاركتهم في احتجاجات شهدتها البلاد خلال العام الماضي.
ويقول شعيب شاهين -وهو أحد مرشحي حركة إنصاف لشغل مقعد بالبرلمان الاتحادي عن إسلام آباد- إن عمران خان بريء وإن القضاء سيثبت ذلك وبالتالي سيخرج من السجن.
وخلال وقفة احتجاجية ضد نتائج الانتخابات الاثنين الماضي، اعتبر شاهين أن تلاعبا وقع بعمليات الفرز، وأن هناك قناعة لدى الكثير من الباكستانيين إزاء ذلك.
كما أعرب مواطنون عاديون (بينهم أفراد ينتمون لأحزاب أخرى) خلال لقاء الجزيرة بهم عن قناعتهم ببراءة عمران خان، وأنه سيخرج لا محالة من السجن.
تشودري: عمران خان يُنظر إليه في باكستان وعلى نطاق واسع بأنه بطل وقائد ملهم (الجزيرة) مناكفة سياسية وتهم كيديةالخبير القانوني والمحامي عارف تشودري قال: عمران خان سينال حريته قريبا، والقضايا المرفوعة ضده كلها كيدية ومن باب المناكفة السياسية ومنعه من المشاركة في الانتخابات.
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر المحامي أن من خلال خبرته القانونية التي تمتد لنحو 42 عاما إضافة لمتابعته السياسية، فإن موكله سيخرج من السجن وكل القضايا سيُبرأ منها، مشيرا إلى أن مشكلة عمران خان الأساسية مع المؤسسة العسكرية صاحبة النفوذ الكبير، وفي النهاية فإنه عند اللجوء للمحكمة العليا ستظهر الحقيقة ببراءة موكله.
وعند سؤاله: هل يحظى موكله بشعبية عند الباكستانيين، أكد تشودري أن عمران خان يُنظر إليه في باكستان وعلى نطاق واسع بأنه بطل وقائد ملهم، مشيرا إلى أن الانتخابات الأخيرة أثبتت شعبيته "حيث فاز أنصاره بنحو 170 مقعدا في البرلمان قبل التلاعب بالنتائج" لافتا إلى أن التلاعب الذي حدث في هذه الانتخابات لم تشهده أي انتخابات سابقة. وأضاف أن التصويت الذي حظي به أنصار عمران خان يشير إلى الناس ترفض التهم الموجهة لموكله ولا تعترف بها وإلا ما صوتت له.
وعن سبب الشعبية التي يحظى بها عمران خان، بين شودري أنه كان يعيش نبض الشارع ويشاركهم في حل مشاكلهم، مضيفا أن الناس تشعر بإخلاصه وصدقه تجاههم.
وخلال السنوات التي كان فيها بالسلطة، ركز عمران خان على بناء المستشفيات والمدارس والجامعات، وكان يسعى لتحسين أوضاع المواطنين الذين يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة، حسب شودري.
إقبال: السلطات عمدت لوضع العراقيل لمنع أنصار عمران خان من الفوز بالانتخابات (الجزيرة) شابها التزويرمن جهته اعتبر الدكتور ساجد إقبال -أستاذ القانون الإسلامي والمدني جامعة إدارة الأعمال والتكنولوجيا في لاهور -خلال لقائنا به في إسلام آباد- أن العملية الانتخابية قد شابها العديد من التلاعب وهو ما أدى لنتائج غير صحيحة بالعديد من الدوائر، مشيرا إلى الاعتراض على عشرات النتائج في مناطق مختلفة من البلاد.
ورغم أنه ينتمي للجماعة الإسلامية (وهي منافسة لحركة إنصاف سياسيا) وصوت لصالح مرشحها في لاهور، فإن إقبال يرى أن العملية الانتخابية التي جرت مؤخرا قامت السلطات فيها بوضع العراقيل في وجه مناصري عمران خان حتى لا يحصلوا على نتائج جيدة بالانتخابات، ورغم ذلك فقد فازو بأكبر عدد من الأصوات مقارنة بأي حزب، مضيفا أنه لو كانت الانتخابات نزيهة لكان لهم أصوات أكثر بكثير مما أعلن.
وعن التهم الموجهة لعمران خان، اعتبرها إقبال كيدية وسياسية وليست ذات بعد قانوني، مرجحا الإطاحة بجميع التهم عندما ينظر فيها من المحكمة العليا وأنه سيخرج لا محالة من السجن.
ودود: الجيش كان دائما يتدخل بالسياسة مما حد من مستوى الديمقراطية (الجزيرة) الجيش وراء اتهام عمرانأما الكاتبة والمحللة السياسية عاصمة ودود فترى أن الجيش كان دائما يتدخل بالسياسة، وهو ما حد من مستوى الديمقراطية بشكل ملحوظ، وأضعف المؤسسات الحكومية.
ورأت -في حديث للجزيرة نت- أنه ورغم المحاولات الحثيثة من الجيش وخصوم عمران من أجل خسارة الأخير بالانتخابات، فإن أنصاره فازوا بشكل ملحوظ، وحققوا أعلى تصويت بين الأحزاب المتنافسة، رغم عمليات التزوير التي جرت.
وأعربت عن أسفها بأنه بدلا من الإقرار باختيار الشعب، دفع الجيش الأحزاب التي تعدّ تاريخيا في حالة نزاع فيما بينها لتشكيل حكومة ائتلافية للحيلولة دون تمكن أنصار عمران خان من تشكيل الحكومة.
وأكدت عدم صدقية التهم الموجهة لعمران خان، وأنه خلال الإجراءات القضائية ستتم تبرئته وخروجه من المعتقل.
وكان من اللافت -خلال لقاءات الجزيرة نت- تصريح وزير الدفاع الأسبق الجنرال نعيم خالد لودهي وهو ابن المؤسسة العسكرية، عندما اعتبرت أن الجيش وراء الإطاحة به من الحكم عام 2022 وأنه حال دون عودته بالانتخابات الأخيرة.
وأعرب الجنرال المتقاعد عن قناعته بأن التهم التي وجهت لعمران خان كلها كيدية الغرض منها تشويه سمعته وتنفير الناس منه، ولكن ذلك كان له تأثير عكسي فزادت شعبيته، متوقعا أن تتم تبرئته وخروجه من السجن.
وقال لودهي إنه -ورغم معرفته بأن المؤسسة العسكرية غير راغب بعودة عمران للسلطة- فإنه صوّت لأحد أنصاره في الانتخابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الانتخابات الأخیرة المؤسسة العسکریة أنصار عمران خان التهم الموجهة إسلام آباد حرکة إنصاف الجزیرة نت من السجن إلى أن
إقرأ أيضاً:
غزة - الجيش الإسرائيلي يخرج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 ، أن الجيش الإسرائيلي أقدم على حرق وتدمير مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.
وأوضح المكتب في بيان صحفي، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه بحق النظام الصحي بغزة، حيث أحرق ودمر مستشفى كمال عدوان وأخرجه عن الخدمة، واقتاد مئات من الطواقم الطبية والجرحى ومرافقيهم إلى جهة مجهولة، ما يهدد حياتهم".
وأضاف: "بعد حصار طويل استخدم الجيش روبوتات محملة بالمتفجرات لتفجير محيط المشفى، أعقبها اقتحام همجي وتفجير أجزاء كبيرة من المبنى ما أسفر عن مقتل 5 من أفراد الطواقم الطبية خلال 24 ساعة".
وقال أن "الجيش احتجز أكثر من 350 شخصا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 من الجرحى والمرضى ومرافقيهم".
وبحسب المكتب "أجبر الجيش المحتجزين على خلع ملابسهم تحت تهديد السلاح، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، مع انقطاع كامل للاتصال مع إدارة المستشفى وكوادره".
ووصف المكتب، الهجوم بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان وخرق صارخ للقوانين والأعراف الدولية".
وشدد على أن استهداف المستشفيات يهدف إلى القضاء على النظام الصحي في قطاع غزة، ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي المسؤولية الكاملة عن "الجريمة" لكل من إسرائيل، والإدارة الأمريكية، والدول الداعمة لها، مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والصحية بـ"الخروج عن صمتها واتخاذ إجراءات عملية لوقف هذه الجرائم".
وحذر المكتب الإعلامي من "العواقب الكارثية التي ستنتج عن تدمير المنظومة الصحية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن تداعياتها "لن تقتصر على قطاع غزة وحده".
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وقال الجيش في بيان: "قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا".
وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي مستشفى كمال عدوان والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه "محاور إخلاء محددة".
ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها الجيش الإسرائيلي، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.
ومنذ هجوم الجيش الإسرائيلي على محافظة الشمال في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله "كهدف عسكري".
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
المصدر : وكالة سوا