إمام الحرم المكي: لا تهملوا شيئا من الطاعات فلرب طاعة كانت سبباً في النعيم
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إن تقوى الله تبارك وتعالى نعم الزاد ونعم المتاع، وتأمّل واقع الدنيا فكم من عامر متقن يخرب بعد عماره، وكم من إنسان أعطيها فهو مغبوط وعما قريب ترحل عنه أو يرحل عنها.
وأضاف «الجهني» في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إذا علم العاقل ذلك سارع إلى مرضاة ربه وأحسن وزاد في إحسانه، قال الله عزوجل «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وقال تبارك وتعالى: «سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ».
وأوضح: وإنما تكون المسارعة بسعيكم في صالح الأعمال وإن رأيتموها يسيرة، وإحجامكم عن المعاصي وإن كانت في نفوسكم حقيرة، حتى لا يتكاسل الإنسان عن فعل كل ما به أمر من امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وعرفان ما عرف وإنكار ما أنكر، فلا تهملوا شيئاً من الطاعات فلرب طاعة كانت سبباً إلى النعيم السرمدي، ولا تتهاونوا بشيء من المخالفات فرب مخالفة صارت سبباً إلى الشقاء الأبدي، فاستبقوا الخيرات لتنالوا جنته ورضوانه.
وتابع: نحمد الله المنان الذي فضل ما شاء من الزمان والمكان فكما فضل بعض الساعات وبعض الأيام، واختصها بأنواع من الهبات والبركات فقد اختار من الشهور المفضلة شهر شعبان مقدمة لشهر عظيم تُمحى فيه الذنوب ويتجلى فيه علام الغيوب، نزل فيه من الأحكام آيات بينات، وحصل فيه لنبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً معجزات باهرات، هو شهر تشعبت فيه الخيرات وترتبت فيه أعمال صالحات، وقد حاز بذلك تفضيلاً، في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم شعبان كله، وفي رواية إلا قليلاً، وإنَّما كان يُكثِرُ مِن الصِّيامِ في شَهرِ شَعبانَ خُصوصًا؛ لأنَّه شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ لربِّ العالَمِين، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عملُه وهو صائمٌ، كما أنَّه شَهرٌ يَغفُلُ عنه كَثيرٌ مِن النَّاسِ بيْن رجَبَ ورَمَضانَ، كما جاء ذلك في رِوايةٍ عندَ النَّسائيِّ وأحمَدَ عن الحب بن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
ولفت الشيخ الجهني إلى أن على كل مسلم أن يعمل فيه ما استطاع من طاعة وإحسان ولو أن يصوم فيه ما تيسر راجياً من الله القبول والغفران من الكريم المنان، وقد روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان، جاء في بعض الآثار تسمية شعبان بشهر القرآن، ومعلوم أنّ قراءة القرآن مطلوبة في كلّ زمان، ولكنّها تتأكّد في الأزمنة المباركة والأمكنة المشرفة».
ونبه على أن من أفضل الطاعات التي ترفع الدرجات هو توحيده عز وجل بربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته وإقامة الصلاة والصدقة على الأرحام والأرامل والأيتام وأهل الفقر والحاجات، فاتقوا الله أيها المسلمون، واشكروه عزوجل على أن بلغكم هذا الشهر الفضيل واعلموا أن الأزمنة في الفضائل متفاوتة، فصلوها بالصالحات واعمروها، وأن النفوس للتكامل والراحة مائلة فاعصوا هواها وأقهروها، وإن الدنيا ليست دار إقامة فاعبروها ولا تعمروها، وإن الكيس العاقل لا يستعذب فيها مقامه فاتركوا صحبتها واهجروها، واجتهدوا في الأزمنة الفاضلة فوق المعتاد واكتسبوا من ذخائرها النفيسة ما ينفع يوم المعاد.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الأورمان: توزيع 13 ألف كيلو لحوم بقرى ومدن المنيا
أعلنت جمعية الأورمان بالمنيا، الانتهاء من توزيع 13 ألف كيلو لحوم على 6 ألاف و500 أسرة من الأهالي والأسر الأكثر احتياجاً، وذلك لتخفيف الأعباء المادية على هذه الأسر وإدخال الفرحة في قلوبهم.
وأكد عبدالحميد الطحاوى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالمنيا، على استمرار التعاون مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها المجتمعي لرعاية الأسر الأولى بالرعاية تنفيذاً لمبادرة رئيس الجمهورية (حياة كريمة) لرفع العبء والمعاناة عن كاهلهم وليحيوا حياه كريمة.
وقال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، ان التوزيع شمل جميع الأسر الأولى بالرعاية بقرى ونجوع مراكز المحافظة التاسعة، مؤكدا أن عملية التوزيع تمت من خلال الجمعيات المشهرة بالتنسيق مع مجدى حسن ومن خلال عمل أبحاث اجتماعية ووفقاً لكشوف الاستحقاق لضمان وصول الدعم لمستحقيه حفاظاً على حقوقهم.
وأكد شعبان أن الهدف من توزيع اللحوم إدخال الفرحة واسعاد الأسر الأكثر احتياجًا بتوصيل اللحوم لهم فى منازلهم مهما كان موقع قراهم وتجمعاتهم السكانى، مضيفاً أن الجمعية تقوم بعمل مسح اجتماعي للفئات المستحقة ورصد الاحتياجات الرئيسية الأكثر الحاحًا وتاثيرا على واقع معيشة الأسر الأكثر احتياجًا فى النطاقات الجغرافية الفقيرة لمساعداتها بالتعاون مع الجمعيات الأهلية بهدف التوزيع العادل ووصول التبرعات لمستحقيها من الفقراء والأيتام بالمحافظة .
وأشار شعبان أن توزيع اللحوم يأتى استكمالًا لجهود الأورمان التى تنظمها لصالح الأسر الأكثر احتياجًا فى محافظة المنيا من توزيع مساعدات موسمية .
وأشاد شعبان بالتعاون الوثيق للجمعية مع محافظة المنيا التي تقوم بتذليل كافة العقبات أمام عمل الجمعية، مؤكدًا أن الجمعية سبق لها ونفذت عدد كبير من المشروعات الخيرية بالمحافظة ومنها بجانب تنمية القرى الفقيرة تسليم مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للسيدات الارامل غير القادرات والاسر غير القادرة كذلك مساعدة شرائح غير القادرين بالمحافظة من مرضى القلب والعيون لإجراء الجراحات المطلوبة وصرف الدواء اللازم بعد توقيع الكشف لدى أفضل المؤسسات الطبية فى المحافظة وفى القاهرة، كذلك توزيع المساعدات الموسمية على شرائح غير القادرين فى المحافظة من شنطة رمضان وبطاطين الشتاء ولحوم الاضاحى .