فبراير 16, 2024آخر تحديث: فبراير 16, 2024

المستقلة/- وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألمانيا يوم الجمعة في إطار جولة لحشد المساعدة العسكرية الحيوية و التوقيع على التزامات أمنية ثنائية مع اقتراب الحرب مع روسيا من عامها الثالث.

و تأتي الزيارة في الوقت الذي تحاول فيه القوات الأوكرانية صد القوات الروسية التي تقترب من بلدة أفدييفكا الشرقية.

و تواجه أوكرانيا نقص في القوى العاملة و مخزونات الذخيرة، في حين تأخرت المساعدات العسكرية الأمريكية لعدة أشهر.

و ستكون هذه أول رحلة خارجية يقوم بها زيلينسكي منذ أن استبدل قائد جيشه الذي يتمتع بشعبية كبيرة و أعاد تشكيل قيادته العسكرية، و هي مقامرة كبيرة في منعطف صعب في الحرب التي قال إنها ضرورية لمواجهة التحديات المتغيرة في ساحة المعركة.

و كانت ألمانيا و فرنسا على وشك أن تصبحا الحليفتين الثانية و الثالثة لأوكرانيا التي توقع اتفاقيات أمنية ثنائية من شأنها أن تحدد شروط استمرار الدعم حتى تصل أوكرانيا إلى هدفها المتمثل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العسكري.

و قال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي لدى وصوله إلى ألمانيا: “أبدأ يومين مهمين. اجتماعات مع الشركاء في ألمانيا و فرنسا، و اتفاقيات جديدة، و مؤتمر ميونيخ الأمني”.

“بنية أمنية جديدة لأوكرانيا، فضلا عن فرص جديدة. نحن نبذل كل جهد لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن بشروط أوكرانية عادلة و ضمان سلام دائم.”

و لم تُعرف بعد تفاصيل الاتفاقيات المقرر توقيعها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و المستشار الألماني أولاف شولتز، لكن كييف قالت إنها تريد استخدام الاتفاق الأول الموقع مع بريطانيا في يناير كإطار عمل.

و قالت لندن إن هذا الاتفاق أضفى طابعا رسميا على نطاق من الدعم الذي قدمته و ستواصل تقديمه لأمن أوكرانيا.
كما أوجد التزامًا بإجراء مشاورات مع كييف في غضون 24 ساعة في حالة مواجهة أوكرانيا لهجوم مسلح روسي في المستقبل، و تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستدامة.

و تقول كييف إن الترتيبات الأمنية مع الحلفاء لن تحل بأي حال من الأحوال محل هدفها الاستراتيجي المتمثل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الذي يعتبر أي هجوم على أحد أعضائه الـ 31 بمثابة هجوم على الجميع بموجب المادة الخامسة.

و قالت مستشارية شولتس إنه سيتم التوقيع على اتفاق ثنائي بشأن الضمانات الأمنية و الدعم طويل الأمد، دون تقديم مزيد من التفاصيل قبل الاجتماع.

و لم يقدم المسؤولون الفرنسيون سوى القليل من التفاصيل حول الاتفاق الثنائي بين باريس و كييف قبل حفل التوقيع المتوقع في قصر الإليزيه في باريس مساء الجمعة.

و أضافوا أن الاتفاق تضمن عناصر اقتصادية و مالية و لم يقتصر على العناصر العسكرية.

و قال مسؤول فرنسي: “المنطق الكامن وراء ذلك هو دعم أوكرانيا على المدى الطويل، من أجل إفشال العدوان الروسي”.

و قالوا إنه سيتم ذكر بعض الأرقام في الصفقة، لكنهم أضافوا أن فرنسا رفضت المشاركة في أي “مسابقة جمال” و أن جودة المواد المقدمة إلى أوكرانيا لا تقل أهمية عن الكمية.

و تضغط ألمانيا على الشركاء الأوروبيين و الأمريكيين من أجل التزامات أكثر صرامة بشأن الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، حيث يسافر المستشار شولتز إلى واشنطن لدعم المساعدات لتلبية احتياجات كييف.

قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن بلاده تتوقع 3.5 مليار يورو لإمدادات الذخيرة هذا العام و ستسلم ثلاثة إلى أربعة أضعاف في عام 2024 مقارنة بعام 2023.

و من المتوقع أيضًا أن يلقي زيلينسكي كلمة في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت. و من المقرر عقد عدة اجتماعات ثنائية على الهامش، بما في ذلك مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

المركز الأطلسي: الأوكرانيون يخشون من تحوّل الشراكة إلى ثمن سياسي للمساعدات العسكرية

قال دير ديكنسون، محرر الشؤون الأوكرانية في المركز الأطلسي، إن الأوكرانيين يتابعون بحذر متزايد المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق المرتقب مع الولايات المتحدة حول المعادن النادرة، والتي باتت تقترب من مراحلها النهائية.

الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 170 مسيرة خلال الليلالجيش الأوكراني يتهم روسيا بإطلاق 5 صواريخ باليستية و170 مسيرة خلال الليلكييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية

 وأوضح أن الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأوكرانية يتصاعد حول ما إذا كانت هذه الاتفاقية تمثل شراكة استراتيجية أم أنها ثمن باهظ تدفعه كييف مقابل المساعدات العسكرية التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية.

بنود الاتفاق ما زالت غامضة

وخلال مداخلة له عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار ديكنسون إلى أن تفاصيل الاتفاق لم تُعلن بعد بشكل رسمي، إلا أن بعض المؤشرات تؤكد وجود بنود إيجابية لأوكرانيا، خصوصًا ما يتعلق بتمكينها من الوصول إلى الأسواق الأمريكية، والحصول على التقنيات المتقدمة في مجال تكرير المعادن الأرضية النادرة.

جدل سياسي: موارد استراتيجية أم صفقة غير متكافئة؟

أوضح ديكنسون أن الأسبوع الماضي شهد مفاوضات مكثفة ومعقدة بين الجانبين، تركزت بشكل رئيسي على سؤال حساس:

"هل تُقدم أوكرانيا مواردها الاستراتيجية مقابل استمرار الدعم العسكري الأمريكي؟"
وهو تساؤل يعكس قلقًا حقيقيًا داخل كييف من أن تتحوّل الاتفاقية إلى عملية بيع غير مباشرة للثروات الوطنية تحت غطاء الشراكة.

ورقة أمريكية على طاولة الانتخابات

وأضاف المحرر بالمركز الأطلسي أن الجانب الأمريكي ينظر إلى الاتفاق من زاوية استراتيجية وسياسية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاضر في الخلفية السياسية للاتفاق، وقد يتحوّل الملف إلى ورقة انتخابية بيد الأطراف المختلفة، سواء للدفاع عن دعم أوكرانيا أو لانتقاد كلفة هذا الدعم.

فرصة لتعزيز الشراكة أم بداية لتراجع الدعم؟

وفي ختام تصريحاته، قال ديكنسون إن هناك انقسامًا داخل أوكرانيا:

فبينما يخشى البعض من أن الاتفاق يعكس تراجعاً تدريجياً في الدعم الأمريكي المباشر، يرى آخرون أنه فرصة لربط المصالح الاقتصادية الاستراتيجية بين كييف وواشنطن، وضمان استمرار انخراط الولايات المتحدة في الملف الأوكراني ولو من بوابة المصالح الاقتصادية.

طباعة شارك محرر الشؤون الأوكرانية المركز الأطلسي الأوكرانيين

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي عن صفقة المعادن مع أمريكا: اتفاق منصف لأوكرانيا
  • المركز الأطلسي: الأوكرانيون يخشون من تحوّل الشراكة إلى ثمن سياسي للمساعدات العسكرية
  • نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم بين كييف وواشنطن
  • كييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية
  • حرب تجسسية بين ألمانيا والصين.. بكين تنفي بعد اتهامات صريحة من برلين
  • اتفاق وشيك بين كييف وواشنطن بشأن المعادن
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف رغم مشاكل شرعية زيلينسكي
  • ترامب: «أوكرانيا ستُسحق قريباً» وبوتين أسهل في التعامل من زيلينسكي
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي
  • زيلينسكي يدعو إلى عدم تقديم أراضي أوكرانيا كهدايا لبوتين