أزهري: الصيام في شعبان بمنزلة السُنة المؤكدة لتهيئة النفس لصوم رمضان
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ صيام التطوع في شهر شعبان بمنزلة السُنة المؤكدة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، وصيام التطوع في شهر شوال بمنزلة السُنة المؤكدة البعدية، وفي ذلك قال ابن رجب: "أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعُد عنه".
وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ اللَّه تعالى جعل لكل فريضةٍ نافلةً من جنسها؛ لتكون جابرةً لما وقع فيها من خلل، ومتممة لما يكون فيها من نقصان، ونافلة الصيام صيام التطوع بمنزلة السُّنن الرواتب للصلاة المفروضة، والنافلة تجبر نقص الفريضة؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: «إنَّ أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيءٌ قال الرب عزَّ وجلَّ: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك». [أخرجه الترمذي وصححه الألباني]؛ فصلاة النافلة تجبر نقص الفريضة، وصيام التطوع يعوض النقص ويجبر الخلل الذي حصل في صيام رمضان.
وأضاف «صفوت عمارة» أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره؛ فعن السيدة عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: «.. ما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان» [البخاري ومسلم]، ومن المعلوم أنَّ الأعمال تُرفع سنويًّا إلى اللَّه تعالى في شهر شعبان، وقد بيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الحكمة من كثرة صيامه في شعبان؛ فعن أسامة بن زيد رضي اللَّه عنهما، قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملى وأنا صائمٌ» [أخرجه النسائي وأحمد]، أي: أرغب وأود أن يُرفع عملي وأنا صائم طلبًا لزيادة رفعة الدرجة.
وذكر «عمارة»، أنَّ شعبان يُعرف بأنَّه شهر الغفلة لأن الناس ينشغلون عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين، وهما شهر «رجب» أحد الأشهر الحرم، وشهر الصيام «رمضان»، فإن الناس يهتمون بشهر رمضان لما فيه من الفضائل، ويعظمون شهر رجب لمكانته وحرمته، لظن بعض الناس أن الصيام في شهر رجب أفضل من شهر شعبان، لأن شهر رجب من الأشهر الحرم؛ فانشغل الناس بهما عن شعبان، فصار مغفولًا عنه، ومن المستحب إحياء أوقات غفلة الناس وعمارتها بالطاعات والعبادات لأن ذلك أمر محبوب عند اللَّه عزَّ وجلَّ.. اللهم ارزقنا الإخلاص والقبول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وعاظ الأزهر الازهر الشريف صفوت عمارة شهر شعبان صيام التطوع صیام التطوع شهر شعبان فی شهر صیام ا
إقرأ أيضاً:
أيام صيام التطوع خلال العام .. سيدنا رسول الله يحددها بوضوح
رغب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صيام أيام التطوع والوارد بشأنها تخصيص من سيدنا النبي الكريم على مدار الشهور الهجرية.
أيام صيام التطوعونص سيدنا رسول الله على أيام التطوع والتي يستحب صيامها خلال العام وهي على النحو الآتي:
1- صيام ستة أيام من شوال؛ لحديث عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي.
2 - صوم عشر ذي الحجة وصوم يوم عرفة لغير الحاج.
3- صيام أكثر شعبان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم أكثر شعبان، قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: «وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» رواه البخاري ومسلم.
4- صوم الأشهر الحُرم وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب، وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم.
5- صوم يومي الإثنين والخميس؛ لحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الإثْنَيْن وَالْخَمِيس.. .إلخ". رواه أحمد بسند صحيح.
6- صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي: الثالث عشر، الرابع عشر، الخامس عشر؛ للحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ، أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ» رواه البخاري.
7- صيام يومٍ وفطر يوم؛ لحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» رواه البخاري.
الصيام يطلق على الإمساك، قال الله تعالى: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: 26]، والمقصود به الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.
فصيام الفرض: يشمل صوم رمضان وصوم الكفارات وصوم النذر، أما صيام التطوع: أي السُّنَّة، وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه.