زنقة 20 | الرباط

يلجأ العديد من رؤساء الجماعات إلى تمرير صفقات عبر سندات الطلب bon de commande، وهي آلية مرنة استغلها الكثير من رؤساء الجماعات للتلاعب بالمال العام.

و تعتبر سندات الطلب التي تنظمها المادة 91 من مرسوم الصفقات العمومية الجديد ، استثناء و الأصل هو طرح الصفقات للعموم من لدن المؤسسات العمومية ، و ذلك لتنفيذ خدمات أو أشغال أو توريدات.

و يختار عدد من رؤساء الجماعات كسر هذا الإستثناء عبر الولوج إلى سندات الطلب بشكل مفرط ، خاصة ما يتعلق بخدمات مثل المطعمة و الصيانة، ما جعل الكثيرين يستعملونها وسيلة للإغتناء و المحاباة.

و حسب مجموعة من المختصين فإن سندات الطلب تعتبر بمثابة المنفذ الرئيسي للفساد والتلاعب بالمال العام ببعض الجماعات المحلية بالمغرب.

و عاشت عدد من الجماعات في الآونة الأخيرة عجزا ماليا كبيرا و ذلك بسبب الإفراط في سياسة “بوندكوموند” ، إلا أنه مع إصدار وزارة المالية لمذكرة في 31 يوليوز 2023 و المتعلقة برفع قيمة سندات الطلب من 20 مليون إلى 50 مليون سنتيم شريطة تمريها عبر نظام البوابة الإلكترونية ، جعل سندات الطلب التي كانت مبرمجة شهر شتنبر وما فوق، تصطدم بقرار تقييد سندات الطلب من طرف وزارة المالية ، ما ساهم في تراجع العجز المالي لعدد كبير من الجماعات المحلية و بالتالي تحقيق فائض في الميزانية.

في المرسوم السابق وقبل تعديله، كانت الإدارات و المؤسسات العمومية لها الحق في توجيه طلب إلى رئيس الحكومة من أجل تجاوز سقف سندات الطلب (200 ألف درهم) و ذلك بعد أخذ رأي لجنة الطلبيات، إلا أنه مع المرسوم الجديد تم تحديد سقف الطلبيات في 500 ألف درهم.

وحسب وزارة المالية ، فإن جميع المؤسسات العمومية والمنشآت العامة الخاضعة للمراقبة المالية للدولة، باستثناء الوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة والمؤسسات الخاضعة لها، مدعوة لتطبيق المرسوم رقم 2.22.431 المتعلق بالصفقات العمومية، الذي دخل حيز التنفيذ في شتنبر 2023.

وينص المرسوم سالف الذكر على جواز القيام، بناء على سندات الطلب، باقتناء توريدات وإنجاز أشغال أو خدمات في حدود 500 ألف درهم مع احتساب الرسوم، ويتم تقدير هذا الحد في إطار سنة مالية واحدة حسب أعمال من النوع نفسه وحسب كل آمر بالصرف أو آمر بالصرف مساعد.

بالإضافة إلى رفع السقف، فإن سندات الطلب ستخضع لموضوع منافسة مسبقة، ما عدا إذا كان إجراء هذه المنافسة غير ممكن أو كانت غير متلائمة مع طبيعة الأعمال، لكن يتعين على صاحب المشروع أن يُعد شهادة إدارية تبرر هذه الاستحالة أو عدم الملاءمة.

وسيتوجب على المؤسسات والشركات العمومية أن تنشر إعلان شراء بسند الطلب في بوابة الصفقات العمومية خلال مدة لا تقل عن 24 ساعة، يتضمن موضوع ومحتوى العمل ومكان وأجل التنفيذ أو تاريخ تسليم العمل وعنوان مكتب صاحب المشروع لإيداع بيانات أثمان المتنافسين.

وتنص المقتضيات على ترتيب بيانات الأثمان ترتيبا تصاعديا حسب مبلغها، ليتم إسناد السند للمتنافس الذي قدم العرض الأقل ثمنا. وفي حال تساوي عرضين أو أكثر، تمنح الأفضلية لعرض المتنافس الذي يزاول نشاطه في مكان تنفيذ العمل، وفي حال كانوا من النفوذ الترابي نفسه، تجرى القرعة بينهم.

يشار إلى أن المجلس الأعلى للحسابات سبق أن سجل ملاحظات حول عدم إعمال منافسة حقيقية في إطلاق سندات الطلب، إذ تم الوقوف على حالات عدة يتم فيها تكليف المقاول نفسه بعد تقديم بيانات أثمان مجاملة صادرة في الظاهر عن متنافسين آخرين.

وأرجع المجلس الأعلى للحسابات، في مذكرة حول تنفيذ النفقات العمومية بواسطة سندات الطلب، غياب المنافسة الحقيقية في هذا المجال إلى ضعف نظام المراقبة الداخلية بشأن هذه المسطرة، كما رصد أيضاً اللجوء إلى تجزئة النفقات لتنفيذها بواسطة سندات الطلب بالنظر إلى كونها ذات مسطرة تيسيرية مقارنة بالنفقات التي تتطلب فتح طلبات عروض تتطلب مساطر وآجالا محددة.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

رشيد:الحشد الشعبي مرتبط بالقائد العام والقرار العراقي “مستقل”!!

آخر تحديث: 25 يناير 2025 - 10:17 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد القيادي في حزب طالباني رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت، على أن الفصائل المسلحة في العراق، هي فصائل عراقية مرتبطة بالحشد الشعبي الذي يشكل جزءاً من القوات الأمنية، في حين لفت إلى أمله بأن ينجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيقاف الحروب في العالم. وقال رشيد، في مقابلة مع قناة فرانس 24،  إن “وجودنا في منتدى دافوس الاقتصادي لإعطاء انطباع عن الوضع الحالي في العراق والشرق الأوسط الذي يهم الجميع، وكما تعلمون الآن الوضع في سوريا وضع جديد، وفي لبنان تشكلت مؤخرا حكومة ونأمل أن ينجحوا في مساعيه”.وتابع رشيد: “أكدنا في منتدى دافوس على الأوضاع الأمنية الجيدة في العراق، والعلاقات الجيدة مع دول الجوار جيدة، والتركيز على الخدمات المقدمة للشعب العراقي، وفي نفس الوقت تحسين البنية التحتية، ونتعاون مع عدد كبير من دول المنطقة والدول الأوروبية من أجل الاستثمار في العراق وتنفيذ المشاريع الخدمية والضرورية للشعب العراقي”.ولفت إلى أن “الفصائل المسلحة هي فصائل عراقية، والقرارات الأخيرة للحكومة العراقية تؤكد على أن نشاطاتها تكون بتوجيهات من الحكومة، وكما أن الفصائل ترتبط بالحشد الشعبي الذي هو جزء من القوات الأمنية العراقية”.وبين أن “الحشد جزء من القوات الأمنية العراقية، ولا نحتاج لإثارة مثل هذه المواضيع فهي أمور داخلية، والحكومة تسيطر على الوضع الحالي، ولا توجد مشاكل منذ فترة”.وأوضح رشيد، أنه “لا توجد توترات داخلية، لدينا برلمان ومعظم القضايا الرئيسة في البلد تتم مناقشتها في البرلمان، ولدينا حكومة تمثل معظم القوى والأحزاب السياسية ولدينا رئاسة الجمهورية تدافع عن الدستور وتطبيقه، ولذلك هذه المشاكل نسمعها من الخارج أكثر مما نسمعها في الداخل”.وشدد على أن “العراق دولة مستقلة والقرارات بيد الدولة العراقية، ونأمل الحفاظ على استقلالنا وماضون في هذا الطريق، وعلاقاتنا جيدة مع كل الدول، وقرار العراق مستقل مبني على استقلاليتنا، وبالنسبة لنا ولكل العراقيين حكومة وشعباً استقلال العراق أهم من كل شي الآن وفي المستقبل”.وفي الشأن السوري، قال رشيد: “نحن نساعد ونؤيد طموحات الشعب السوري من أجل الوصول إلى الديمقراطية وتشكيل حكومة ديمقراطية، كما نؤكد على مشاركة كل مكونات الشعب السوري في تشكيل الحكومة وقراراتها السياسية، والقرارات الأخرى المرتبطة مع إدارة الدولة، هذه توجهاتنا التي نتبناها في كل المجالات”.وفيما يخص تنصيب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، قال رشيد: “نأمل أن ينجح الرئيس ترامب فيما طرحه بشأن إنهاء الحروب في أنحاء العالم كافة، ونحن مرتاحون جدا من هذا التصريح، ونأمل أن يتم تنفيذها ويدفع باتجاه الحلول السياسية”.وأكمل رشبد: “لدينا انتخابات كل أربع سنوات، ويتم تشكيل البرلمان حسب تصويت الشعب العراقي لاختيار أعضاء البرلمان وهم يقررون تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك هذه التغيرات تكون حسب الدستور والشعب العراقي”.وختم بالقول: “أنا متفائل بالنسبة للعراق، لأننا اتخذنا قرارات سياسية جيدة، والنظام في العراق جيد، ولدينا الآن استقرار أمني الذي يعد من أهم الحاجات، وماضون في برنامج تحسين الخدمات والبنية التحتية وتطوير علاقاتنا مع دول الجوار والعالم”.

مقالات مشابهة

  • “التجارة”: نمو السجلات التجارية في قطاع التعليم
  • جمعية المحامين العرب في بريطانيا: الرأي العام سيلاحق جرائم “إسرائيل”
  • “هدف”: اسهمنا في توظيف 437 ألف مواطن بالقطاع الخاص خلال 2024م
  • أمين عام أوبك: نحافظ على “استراتيجية استباقية” لاستقرار سوق النفط العالمية
  • تحاكي تأثير “أوزمبيك”.. وسيلة طبيعية لكبح الشهية!
  • تريندز يناقش تعزيز قيم التسامح في “دافوس”
  • رشيد:الحشد الشعبي مرتبط بالقائد العام والقرار العراقي “مستقل”!!
  • رجل الأعمال الروسي ديريباسكا يشكك في تأثير طلب ترامب على “أوبك”
  • زيلينسكي: بوتين يحاول “التلاعب” بجهود ترامب الرامية للسلام
  • التماس عقوبات بين 8 و10 سنوات حبساً لإطارات سابقين في “موبيليس” بعد إبرامهم صفقات مشبوهة