إسرائيل تمنع المساعدات الغذائية الأمريكية عن غزة وتشعل معركة مع بايدن
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
منع وزير المالية الإسرائيلي وصول شحنة أمريكية كبيرة من المساعدات الإنسانية المخصصة لإطعام الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقًا لموقع أكسيوس، مما أدى إلى مواجهة مع إدارة جو بايدن، التي تعرضت لضغوط متزايدة من الديمقراطيين في الكونجرس لزيادة تدفق المساعدات إلى الأراضي المحاصرة.
جاء ذلك بعد أيام فقط من إصدار بايدن مذكرة تعهد فيها بإنفاذ بند قليل الاستخدام من القانون الأمريكي يحظر على واشنطن تقديم المساعدة الأمنية للولايات التي تمنع المساعدات الإنسانية الأمريكية.
واعتمدت المذكرة بشكل كبير على اقتراح قدمه السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند) دعا إلى تنفيذ القانون الأمريكي الذي يقيد المساعدات العسكرية لمنتهكي حقوق الإنسان.
والآن يجد بايدن نفسه في مأزق، إذ يمكنه أن يتجاهل المذكرة ويثير غضب حلفائه في مجلس الشيوخ؛ وهو قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل؛ أو إصدار تنازل يسمح باستمرار الشحنات مع الاعتراف بأن الإجراءات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الأمريكي.
وقال جون رامينج تشابيل، من مركز" المدنيين في الصراع" "الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن يقول الرئيس: نعم، كانت هناك قيود، ولكن بسبب أهمية دعم إسرائيل، فسوف نتنازل عنها".
واعتبر أن التنازل "سيتطلب الصدق بشأن حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية تقيد إيصال المساعدات الإنسانية".
وسيكون مثل هذا الاعتراف محرجًا للإدارة نظرًا لتصريحاتها المتكررة بأنها لم تر مزاعم ذات مصداقية عن جرائم حرب إسرائيلية، وهي وجهة نظر تتعارض مع تقييم جميع منظمات حقوق الإنسان الكبرى وحتى حلفاء الولايات المتحدة.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، في أعقاب تعليق بايدن بأن العمليات الإسرائيلية تجاوزت الحد بأنه "إذا كنت تعتقد أن عددًا كبيرًا جدًا من الأشخاص يُقتلون، فربما يتعين عليك توفير أسلحة أقل من أجل منع مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص".
اقرأ أيضاً
أمريكا متواطئة في تدمير غزة.. فهل تمنع اجتياح إسرائيل لرفح؟
وبينما تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، تفيد التقارير أن إدارة بايدن تجري مراجعات داخلية لامتثال إسرائيل لقوانين الحرب، وهو سؤال مهم بالنظر إلى حجم المساعدات العسكرية الأمريكية للبلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر الخميس إن "الحكومة الإسرائيلية تعهدت بالسماح بدخول الدقيق، ونتوقع منهم تنفيذ هذا الالتزام".
وقال ميلر إن الدقيق الموجود في الشحنة، والموجود حاليًا في ميناء أشدود الإسرائيلي، سيكون كافيًا لإطعام 1.5 مليون فلسطيني في غزة لمدة خمسة أشهر.
ويقدر خبراء الأمم المتحدة أن واحدًا من كل أربعة من سكان غزة يعاني الآن من جوع شديد، مما يشير إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع.
وبحسب ما ورد، قام وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بمنع المساعدات الإنسانية الأمريكية لأنها كانت مخصصة للتوزيع من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أو الأونروا.
واتهم مسؤولون إسرائيليون مؤخرا عشرات من موظفي الأونروا في غزة البالغ عددهم 10 آلاف موظف بالمشاركة في أو تسهيل هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول
عواقب كارثية
وفي حين أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة على هذه الاتهامات، فإن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، أوقفت تمويل الوكالة التابعة للأمم المتحدة مؤقتًا في انتظار التحقيق.
ومن جانبها، قامت الأونروا بقطع علاقاتها مع الموظفين المتهمين وحثت الدول على تغيير مسارها بشأن قطع التمويل.
وتقول الوكالة إن استمرار تعليق التمويل قد يكون له عواقب كارثية في غزة، التي تواجه بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال مكتب سموتريتش لموقع أكسيوس إنه يبحث الآن عن آلية لتوصيل المساعدات دون المرور عبر الأونروا، التي يزعم أنها جزء من "آلة الحرب التابعة لحماس".
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. محكمة هولندية تأمر بوقف تصدير قطع "إف-35" لإسرائيل خلال أسبوع
ويلقي قرار وقف المساعدات بعرقلة أخرى في جهود إدارة بايدن لتمرير حزمة تمويل تتضمن مليارات الدولارات من المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل.
ومرت الحزمة عبر مجلس الشيوخ الثلاثاء، لكن احتمالات إقرارها في مجلس النواب لا تزال تتضاءل بسبب معارضة التقدميين للمساعدات الإسرائيلية والمحافظين للمساعدات الأوكرانية.
وفي جلسة استماع بمجلس النواب الأربعاء، سأل النائب خواكين كاسترو (ديمقراطي من تكساس) بوني جينكينز، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية المعنية بالحد من الأسلحة، عما إذا كانت المذكرة الجديدة ستطبق على إسرائيل.
وقالت جينكينز: "سوف يتم تطبيقه على جميع البلدان. لقد تحدثنا مع إسرائيل بشأن آلية الأمن القومي، وهم على علم بها ووافقوا عليها".
وعندما سئلت عما إذا كانت الولايات المتحدة قد حصلت على تأكيدات من إسرائيل بأنها ستسمح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، قالت "إن المذكرة سمحت للدولة بما يصل إلى 45 يوماً لتقديم مثل هذه الضمانات إذا كانت في حالة حرب".
المصدر | Responsible Statecraft + الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا غزة بايدن المساعدات الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: نعمل لإيجاد حلول آمنة لإدخال المساعدات إلى غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن واشنطن تعمل مع الأمم المتحدة وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة إلى قطاع غزة.
وشدد ميلر، في تصريح أوردته قناة (الحرة) الإخبارية اليوم الأربعاء، على أن الولايات المتحدة تواصل العمل على إنشاء سلطة حاكمة جيدة في غزة بقيادة أمنية فلسطينية للتأكد من حماية مواكب المساعدات الإنسانية من عمليات النهب.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت أن نهب العصابات المسلحة للمساعدات الإنسانية يعود إلى "الانهيار الشامل" للأمن في قطاع غزة، محملة في الوقت نفسه إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في غزة.
ويأتي هذا بعد أن تعرضت قافلة تابعة للأمم المتحدة تضم 109 شاحنات من المساعدات الغذائية، السبت الماضي، لهجوم من قبل مجهولين بعد دخولها قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، ولم تتمكن سوى 11 شاحنة من الوصول إلى وجهتها، في "أسوأ" وأكبر عملية نهب في غزة، وفقا للأمم المتحدة.
وشكلت عمليات النهب أزمة كبيرة مع استمرار تفاقم الوضع الكارثي الناجم عن العمليات الإسرائيلية المستمرة والقيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.