برودة الجو لم تمنع "هاني"، بأن يستيقظ مبكرا  ويجوب شوارع السيدة زينب، بالتوك توك ملك الأسرة، بحثا عن الرزق الحلال، أشار إليه شخصين بالتوقف، استجاب لهما وانطلاق مسرعا إلى وجهتهما، تهامس الراكبين " بأنه الضحية المناسبة، فكونه قعيدا مبتور القدم سهل عليهم المهمة، لحظات وانقضا عليه بأسلحتهما البيضاء حتى فارق الحياة، ألقيا الجثة في مقابر الخليفة تنهش فيها الكلاب، وفرا هاربين.

 

تقول "داليا" شقيقة المجني عليه لــ " الوفد" شقيق عاني الأمرين طيلة حياته، فمرضه الوراثي " السكري"، الذي أسفر عن بتر قده، وفقد وظيفته، وانفصاله عن زوجته، وحالته النفسية التي لم تصمد أمام كل هذه الصدمات.

داليا شقيقة المجني عليه 

وتابعت من انفطر قلبها على شقيقها، مصاريف صغاره، ونفقات علاجه، حمل أثقل كاهله، وطول وقت مكوثه في الشقة، أصيب بحالة اكتئاب، وقبل 6 أشهر اشترينا توك توك بقرض وجمعية، وجمع ما لدينا من أموال، لكي يرجح كفة ميزاننا التي خفت أمام موجة غلاء طاحنة أعيتنا وأبكت أطفالنا. 

 

قرر شقيقي "هاني"، أن يعمل على مركبة التوك توك، حتى يشتم رائحة الهواء، فجلوسه في المنزل لفترات طويلة، جعل خروجه منه كعيد.

 

ألف سلامة يا أبو حبيبة

 "أبو حبيبة" لقب محبب لـ "هاني"  يناديه به الأهالي في منطقة السيدة زينب، سلامات الناس عليه في الشارع، أعاده للحياة بعدما يأس منها، ابتسامته أعادت للبيت روحه.

 

هاني الضحية  جريمة مع آذان الفجر 

اعتصرت "داليا"، عينيها لتسقط ما سكن بداخلها من دموع،  لتروي الصفحة الأخيرة من حكاية هاني فلذة كبدها: في الرابعة والنصف فجرا استيقظ شقيقي يرتب ملابسه، يستعد للخروج بالتوك توك، ويجوب شوارع السيدة بحثا عن الجنيهات.

 

آخر ما قاله شهيد الغدر

 قبل هاني رأس والدته، وودعني "عايزة حاجة يا داليا"، لتخبره أمي بأن لا يتأخر، فنظر إليها متبسما وقال هجيب فطار لعيالي جايين يزروني النهاردة، وهحضرلهم مصاريفهم واحط بنزين للتوكتوك. 

 

المصيبة الكبرى

طرقات عنيفة على باب شقتنا، الساعة 9.30 صباحا، فتحنا مفزوعين، فإذ بأفراد شرطة يخبروا شقيق الأكبر أين هاني ليجيبه "أخويا نزل يشتغل". قال له طب هي دي بطاقة أخوك، فأجابه اه هي، وبدأ يتسرب القلق لنفوسنا.

 

انتقلنا رفقة مخبر الشرطة، إلى مستشفى أحمد ماهر، وأسالة ماذا حل بشقيقي، هل مكروه أصابه، هل تأذي، أين فلذة كبدي، وهو ينظر إلى عيني الباكيتيت ولا يجيب.

 

والدة المجني عليه قصة غدر بسائق قعيد

ومن جابنها أشارت "أم هاني" سيدة مسنة تجاوزت الـ 65 عاما، ألححت عليهم أن يخبروني ماذا أصاب "أبو حبيبة"، ليلقى على مسامعها "أن متهمين خطفوه بالتوك توك، ووذبحوه من الخلف وألقوا جثته في المقابر بمنطقة الخليفة".

 

سقطت الأم أرضا حينها، وتقطعت أنفاسها، على "هاني" وتذكرت كلماته ووعوده ، بأنه سيعودة ليطعم صغاره، ويعطيهم مصاريفهم، وشريط من الذكريات مر أمام عينها بطله "أبو حبيبة".

أسرة المجني عليه  تروي تفاصيل الجريمة المأساوية القصاص

ارتفعت أصوات الحاضرين في الشقة، من أشقاء المجني عليه، وأطفالهم، وصغار هاني، بالقصاص من المتهمين، الذين خطفوا روحه، ولم يراعوا إعاقته، أو فقر، أو حتى أن أقساط التوك توك لم تسدد بعد. 

 

وأضاف أحد شهود العيان: أن  المتهمين ركبوا مه هاني ومر بهمعن طريق العزبة وبعدما تجاوز الجامع الأبيض، انهالو عليه بالضربوذبحوه من الخلف، وهو عاجز، لم يمكل غير الصراخ حتى فارق الحياة.

وأوضح شاهد عيان، أن المتهمينأخدوا التوك توك وهربوا، ووتصادف مرور سائق سيارة، فرأى كلاب تجمعت على شيء وسط المقابر.

 

وتابعنزل السائق، فإذ بجثة قد تجمعت حولها الكلاب، غطاها وبلغ قسم شرطة الخليفة ونقلوا الجثة على المستشفى وأهله استلموا الجثة ودفنوها.

 

وتلقى قسم شرطة الخليفة بلاغا بالعثور على جثة شخص بأحد الطرق بدائرة القسم.

وبالانتقال والفحص تبين أن المتوفى موظف مقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، به جروح طعنية وآثار حقن بالذراع الأيمن وبتر قديم بالقدم اليمنى، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة عاطلَين "لهما معلومات جنائية"- مقيمان بدائرة قسم شرطة السيدة زينب.

 

عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبحوزة كل منهما سلاح أبيض مطواة.

 

 وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة باستخدام السلاح المضبوط حوزة أحدهما بقصد سرقة مركبة التوك توك قيادة المجنى عليه وأرشد عن مركبة التوك توك لدى عميلهما سيء النية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إنهاء حياة سائق توك توك السیدة زینب المجنی علیه التوک توک قسم شرطة توک توک

إقرأ أيضاً:

لمة سودانية جامعة بحدائق دار العلوم بالسيدة زينب

كلام الناس
نورالدين مدني
بدعوة كريمة من منظمة صالون الإبداع للثقافة والفنون والتنمية بالقاهرة أمضينا يوما سودانيا في احتفال ترفيهي للاسر الأطفال السودانيين بمصر نهار الثاني من أبريل ٢٠٢٥م استمتعنا فيه ببرنامج حافل بالمشاركات الطيبة.
كان مشهد الأطفال وهم يتوهطون أرض صالة الإحتفال بحدائق دار العلوم و يتنافسون في الرسم والتلوين ضربة البداية للإحتفال الذي استمر حتى مساء اليوم وسط حضور جميل من كل ألوان الطيف السوداني بالقاهرة.
استمتعنا ببرنامج حافل تضمن باقة من أبداعات عبدالمنعم صديق وطارق الاسيد والدكتور محمد دفع الله وسط تجاوب حي من الحضور الذين اجتمعوا في ذلك اليوم للترفيه والمعايدة بعيد الفطر المبارك وهم يتطلعون لأن يعود السلام في ربوع السودان ويسترد عافيته الديمقراطية والمجتمعية.
شهدنا في هذا الحفل مسرحية محشودة بالأمل واليقين بهزيمة الحرب وانتصار السلام وتحدي الانكسار بأداء معبر من كوكبة من الصبايا.
إختتم اليوم الترفيهي بتوزيع الجوائز العينية والنقدية للأطفال الذين شاركوا في منافسة الرسم والتلوين وادخلو الفرح في نفوسهم.
تحية مستحقة لاسرة مؤسسة صالون الإبداع للثقافة والفنون والتنمية ولمجموعة مبادرة مناصرة السودانيين بمصر الذين نجحوا في تنظيم هذا الاحتفال الذي جمع السودانيين بمختلف جهاتهم وتوجهاتهم وشكلوا لوحة حية للتعايش السلمي بين مختف ألوان الطيف السوداني.
التحية موصولة لدولة مصر الشقيقة حكومة وشعبا التي احتضنت كل السودانيين الذين اضطرتهم الحرب العبثية للجوء لها ووفرت لهم سبل الحياة الحرة الكريمة والأمن والاستقرار.
تحية خاصة للقامة الصحفية الهرم الأستاذة اسماء الحسيني التي جسدت بحق جسر الأخوة السودانية المصرية بتجرد وصدق ومحبة بحضورها الحي ومشاركاتها الفاعلة في هذا الإحتفال الجامع.  

مقالات مشابهة

  • القبض على المتهمين بإنهاء حياة مسنة بالإسماعيلية لسرقتها
  • ضبط المتهمين باحتجاز سيدة وإجبارها على توقيع إيصالات أمانة
  • أخبار محافظة القليوبية| الإعـ.ـدام للمتهم بإنهاء حياة أبنائه الـ4.. وإنقاذ حياة طفل بمستشفى كفر شكر
  • الحمار قطع عليه الطريق.. إصابة 15 عاملاً في حادث انقلاب ميني باص بالفيوم
  • شاب يعرض حياة المواطنين للخطر بمصر الجديدة.. تحرك فوري من الأمن
  • إحالة شاب وفتاة للجنايات بتهمة الشروع في إنهاء حياة طفل بالغربية
  • طريقة هاني رمزي.. إقامة فرح على سيارة نقل ثقيل السوشيال ميديا
  • تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شقيقه بسلاح أبيض بالقليوبية
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل زوجين فى المنوفية لمناقشة الطب الشرعى
  • لمة سودانية جامعة بحدائق دار العلوم بالسيدة زينب