الجزيرة:
2025-02-24@16:06:24 GMT

طبيب فلسطيني برفح: نعيش في خيام مهلهلة وننتظر الأسوأ

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

طبيب فلسطيني برفح: نعيش في خيام مهلهلة وننتظر الأسوأ

يقول بهزاد الأخرس، وهو طبيب نفسي فلسطيني، إن أيامه قبل الحرب في غزة كانت تسير بروتين معتاد، حيث كان يذهب للعمل في عيادته ويزور الأصدقاء ويقضي بعض الوقت مع عائلته، وكان يعيش حياة طبيعية.

لكنه أصبح الآن مع عائلته لاجئين في رفح، بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة منزلهم في خان يونس. وهم يعيشون الآن في أسوأ حال لا يمكن تصوره، حيث يقضون أيامهم في الانتظار.

"ننتظر في طوابير للحصول على غالونين أو ثلاثة من مياه الشرب، أو الطعام أو الدقيق العادي لنخبزه على النار بعد أشهر من انقطاع الكهرباء" يقول الطبيب الفلسطيني.

ويروي الأخرس، في مقال بصحيفة غارديان، أنه عندما سمع 1.4 مليون شخص قبل أيام أن إسرائيل تستعد لغزو بري في رفح، عرفوا أنه ليس هناك مكان آخر يلجؤون إليه، وأن كل ما يمكنهم فعله هو انتظار الأسوأ. وبدت الحياة وكأنها يوم أبدي لا ينتهي، مليء بالمعاناة ومشاهد الرعب المتداخلة مع بعضها.

ويعلق بأن الأمر أصبح روتينا جديدا أن تسمع وتشاهد وتجلس، وتمشي بجانب الموت الذي بدا أقرب من أي وقت مضى عندما شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية واسعة النطاق خلال ليلة 12 فبراير/شباط الجاري.

ويقول "لقد أمضيت حياتي المهنية في مجال الصحة النفسية والصدمات المجتمعية في غزة، ولكن حتى ذلك لم يهيئني للشعور العميق باليأس الذي انتشر في مجتمعنا الآن، وأصبح يتخلل كل شيء. لقد فقد جميع من حولي تقريبا أفرادا من عائلاتهم، سواء استشهدوا في الغارات الإسرائيلية أو بالقنص أو أخذهم الجيش الإسرائيلي أو نزحوا إلى مناطق أخرى. عدم اليقين هو الذي يقتلنا ببطء، فلا نعرف من التالي الذي سيخطفه الموت أو يفقد عائلته".

الفلسطينيون قبل إخراج جثث الشهداء من مشرحة مستشفى النجار لدفنها في رفح (الأناضول)

ويشير الأخرس إلى أنه عندما يواجه أي إنسان خطرا أو تهديدا لحياته فإنه يستجيب بإحدى طرق ثلاث: المقاومة أو الهرب أو التجمد. ولا يمكن مقاومة ما لا تستطيع الهرب منه، ولذا يتجمد في مكانه، والعديد بقي على هذا الحال 4 أشهر الآن.

ويضيف أنه عندما يكون الشخص في حالة التجمد، لا يمكن أن يتصرف أو يشعر بأنه طبيعي. ويصبح الأشخاص كالأحياء الأموات.

"وعندما أكون في العيادة في رفح، منتظرا في طوابير المياه أو أتحدث مع الجيران، ما ألاحظه هو أن وجوه الناس أصبحت لا روح فيها. إنها أقنعة الخوف واليأس والخدر العاطفي".

ويتابع الأخرس بأن ما يجري ليس حربا للفلسطينيين، بل هو حمام دم لا ينتهي. ولكن بينما يراقب العالم الإبادة الجماعية التي تتكشف، لم يتخذ أي إجراء يمكن أن يمنعها. ولا شيء مما يحدث له ما يبرره ولا ينبغي لأي إنسان أن يعاني مثل هذه المعاناة.

وختم مقاله بأن الفلسطينيين يخشون أن تكون التحذيرات التي أطلقتها إسرائيل تمهد لما سيأتي، بحيث يجعلون الناس في جميع أنحاء العالم يعتادون على فكرة أن رفح أصبحت هدفا، ولذلك لن يأتي الأمر كصدمة عندما يقتل الفلسطينيون. ولن يوقف ذلك إلا التدخل الدولي. ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل ممارسة الضغط العاجل من أجل وقف إطلاق النار "وقد تكون هذه هي فرصتنا الوحيدة للنجاة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی رفح

إقرأ أيضاً:

بين الثلوج والنسيان.. عربي21 ترصد معاناة متضرري زلزال المغرب داخل خيام بلاستيكية

فيما يستمتعون بتساقط الثلوج، ويصنعون منه مجسّمات لبثّ جوّ من المرح، يقف عدد من المغاربة، لوهلة، مذهولين من استمرار معاناة المتضرّرين من زلزال الحوز، ممّن لا يزالون يعيشون بقلب الخيام البلاستيكية، في مناطق بقلب الجبل، وفي خضمّ سقوط الثلج والأمطار الغزيرة.

الباحثة في القانون الدولي، فاطمة الناجي، ذهبت في رحلة مع أسرتها للاستمتاع بالثلوج، فمرّت على المناطق الأكثر تضررا من الزلزال: من قبيل: "مولاي ابراهيم"، و"أسْني"، لتستقر قليلا في قرية "أمزميز"، حيث المعاناة لا تزال مُستمرة بالنسبة لعدد من العائلات. 

تقول فاطمة، في حديثها لـ"عربي21": "صُدمتُ بمشهد الدمار الذي لا يزال ماثلا، رغم مرور أكثر من عام على الزلزال. إذ بقيت أنقاض المباني على قارعة الطريق الرئيسية، وتكدّست بقايا الركام بالقرب من المحلاّت التجارية"، مؤكّدة: "بدا واضحا أن عمليات الإعمار لم تبدأ بعد، وكأن الزمن توقف عند لحظة الكارثة".

وعلى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" نشرت فاطمة، آنذاك، جُملة من الصور، التي توثّق حجم "الكارثة الإنسانية" التي لا تزال قائمة، مستفسرة: "ألم يحصل هؤلاء المنكوبون على تعويضات؟ أليس من المفترض أن تُوفَّر لهم على الأقل مساكن تحميهم من البرد القارس، بدلا من بقائهم في خيام بلاستيكية هشة؟".




وتابعت: "كيف لهم أن يواجهوا شتاء قاسيا، حيث تُكسى القمم الجبلية المحيطة بالثلوج؟ ماذا لو هطلت الأمطار ليلا؟ ألن تتحوّل أرضهم إلى مستنقع موحل يعمّق معاناتهم؟".

وفي الوقت الذي اشتدّت فيه الحاجة لدى المغاربة المتضررين من أعنف هزّة أرضية مسّت البلاد، وتواصلت جُهود المساعدات الإنسانية، والدعم الحكومي، وكذا الحديث عن ضرورة إعادة الإعمار؛ كانت "عربي21" قد توصّلت بشكاوى وشهادات تكشف بالملموس "مُستغلّي الأزمات" من تجار ومُقاولين، بغية الربح المادي، متجاهلين مأساة الأهالي القابعين بقلب الجبال.

ضحايا زلزال الحوز في #المغرب ...الم و دموع و اهمال وحكرة وفقر وتجهيل …..هي صفات ورثها المغاربة جيل بعد جيل بسبب النظام المغربي #الصحراء_الغربية #المغرب_اضحوكة_العالم #الرياض #الجزائر #الهلال_الاتحاد #البوليساريو #أخنوش #محمد_السادس pic.twitter.com/xziM6CfmzW — ★彡كــفاح彡★™ (@_Wsahara) February 22, 2025

أي واقع يعيشون؟
يقول عدد من القاطنين في قلب الخيام البلاستيكية، في مناطق بالقرب من "آسني"، لـ"عربي21" إنّه: "قبل فاجعة الزلزال، كنّا نفرح كلّما تساقط الثلج، حيث كان بالنسبة إلينا منبع الرزق، إذ نعيش على ما ننتجه من الفلاحة وتربية الماشية، لكنّنا الآن بتنا نخاف منه".

وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لا تزال عدد من العائلات، بقلب المناطق التي تضرّرت من الزلزال، قبل ما يُقارب العام والنصف، تعيش في قلب الخيام، بعضها هشّ، والبعض الآخر، وإن كان يقي من البلل، فإنّه لا يقي من البرد، ومن الوجع النفسي من الإهمال الذي يواجهوه، جرّاء ما يصفونه بـ"النسيان".   












وقالت فاطمة، التي وصفت رحلتها إلى قرية أمزميز، بـ"الذكريات الجميلة والواقع المؤلم" إنني: "شعرتُ بخيبة أمل عميقة، إذ امتزجت مشاعري بين الحزن والغضب والاستغراب. فكيف لدولة تستعدّ لاستضافة كأس العالم أن تُهمل مأساةً كهذه؟".

وأردفت: "لماذا يُولَى الاهتمام لبناء الأبراج الشاهقة والمنتجعات الفاخرة، بينما منطقةٌ سياحيةٌ مثل أمزميز، التي يقصدها الزوّار لممارسة الرياضات الجبلية، لا تزال غارقةً في الركام؟"؛ وهي الأسئلة ذاتها التي تردّدت على منشورات عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، من شباب سافروا بغية الاستمتاع بالثلوج، وجدوا أنفسهم في قلب معاناة إنسانية عالقة.

سؤال كبير يجب الإجابة عنه بشكل مستعجل‼️#زلزال_المغرب #الحوز#المغرب pic.twitter.com/rLzHb23i0N — ????????????????????????????????.10.????????????????????????.365 (@AA__fletox) February 18, 2025
وكانت وزارة الداخلية المغربية، قبل أسابيع، قد أبرزت: "تفاصيل عمليات النصب، وتعامل وزارته مع كل حالة تم رصدها"، وذلك جوابا على سؤال كتابي للنائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عائشة الكوط.

وأوضحت الداخلية، أن: "أحد المقاولين القاطن بدوار بوزوك أيت ملو، قام بالنصب على 14 مستفيدا من دوار تغزوت بجماعة أمكدال، و4 مستفيدين من دوار تنمل بجماعة ثلاث نيعقوب، بسبب إخلاله بالعقود التي أبرمها معهم بشكل فردي"، حيث لم يقم بإتمام الأشغال في الدوارين المذكورين لبعض المستفيدين، وبدون احترام الضوابط التقنية المعمول بها.


"فور علم السلطات المحلية بهذه الوقائع اتصلت بالمقاول المعني وحثته على مباشرة أشغال إعادة البناء وفقاً للضوابط التقنية واحترام العقود المبرمة مع المستفيدين، أو إرجاع المبالغ المالية التي تسلمها منهم" بحسب جواب الداخلية الذي وصل "عربي21" نسخة منه.

إلى ذلك، أكدت الداخلية، على الضحايا، ضرورة إيداع شكاوى فردية لدى النيابة العامة، من أجل تفعيل المتابعة القضائية بخصوص خيانة الأمانة وإنجاز أشغال بناء دون احترام الضوابط التقنية؛ فيما تم إلقاء القبض عليه من طرف مصالح الدرك الملكي بأيت ملول.

احتجاج واستنكار.. ما الذي يجري؟ 
"إننا نطالبكم بتفعيل الدور الرقابي والتشريعي ومساءلة الحكومة عن الإجراءات المتخذة للتخفيف من معاناة المتضررين، وعن مدى فعالية ونجاعة خطط إعادة الإعمار ومدى احترامها للتوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص" بهذه الإجراءات الملحّة، نادى كل من "الائتلاف المدني من أجل الجبل" و"التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز".

وطالبت الهيئات المدنية، عبر رسالة إلى رئيس مجلس النواب، وصلت "عربي21" نسخة منها، أمس الجمعة، بـ"تشكيل هذه اللجنة للوقوف على سبب هذا التأخر، وعن مصير الأموال والميزانيات المرصودة لها ومحاسبة أي جهة متورطة في سوء التدبير أو استغلال معاناة المتضررين".

أيضا، طالبت الرسالة، بـ"عقد جلسة استماع عاجلة بحضور أعضاء الحكومة المعنيين للاستماع إلى تقرير مفصل حول الوضع في المناطق المتضررة، والإجراءات المتخذة لإعادة التأهيل ومعالجة أوجه القصور والاختلالات".


وفي السياق نفسه، أكّدت الهيئات على ضرورة: "مساءلة أعضاء الحكومة المعنيين المباشرين بتدبير ملف المناطق المتضررة، ومناقشة مختلف جوانبه، بدءا من توفير الحد الأدنى من الكرامة في السكن المؤقت في انتظار السكن اللائق لكافة المتضررين ومراجعة إحصاء الأضرار، وصولا إلى ضمان وصول الدعم الكافي إلى مستحقيه، وإشراك المواطنين في عملية إعادة الإعمار والحرص على مراعاة خصوصياتهم المحلية".

وأكدوا: "لا يزال إخواننا وأخواتنا في المناطق المتضررة يعانون من تبعاتها القاسية، وعلى رأسها العيش في الخيام البلاستيكية مع توالي فصول الشتاء والصيف".

وبتاريخ الاثنين 16 كانون الأول/ ديسمبر 2024، ومن أمام مبنى البرلمان، بالتزامن مع جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة المغربي، عزيز أخنوش، بمجلس النواب، رفع المحتجّون استنكارهم مما وصفوه بـ"الإقصاء والحرمان من الدعم الملكي الموجه لهم"؛ ومنذ ذلك الحين توالى المحتجّين على القدوم إلى العاصمة المغربية الرباط، قاطعين آلاف الكيلومترات، من أجل التأكيد على رفض تهميشهم وعلى ضرورة العناية بهم، وعدم تركهم يواجهون الظروف المعيشية القاسية لوحدهم.



تجدر الإشارة إلى أن السلطات المغربية، كانت قد أعلنت، قبل أكثر من عام، عن منح مساعدة مالية بقيمة 30 ألف درهم مغربي (3000 دولار) للفئات الأكثر تضررا، و140 ألف درهم (13.500 دولار) تعويضا عن المساكن التي انهارت بالكامل، و80 ألف درهم (7700 دولار) بغية تغطية أشغال إعادة تأهيل مساكن انهارت جزئيا، وفق إحصائيات رسمية؛ وهو ما رصدت "عربي21" من عين المكان، عدم تحقّقه، لحدود اللحظة.

وبحسب اللجنة الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، فإن السلطات المحلية قد وافقت، حتى الآن، على 57.072 ترخيصا لإعادة البناء، مبرزة أن ورش بناء وتأهيل المنازل المتضررة متواصلة أو انتهت في ما يخص 35.214 مسكنا، بزيادة تقدر بـ 5000 مسكن خلال الشهرين الأخيرين. وهو ما ينفيه كذلك عدد من المتضررين.

مقالات مشابهة

  • أيقونة للصمود.. مستشفى كمال عدوان يعالج فلسطينيي غزة في خيام
  • الرئيس المشاط: السيد حسن نصر الله هزم كيان العدو ودمّر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر
  • نصرالله .. القائد الذي نصر اليمن عندما خذله العالم
  • طبيب يوضح كيف يمكن معرفة إذا كان الطعام يرفع السكري أم لا؟ ..فيديو
  • طبيب بيراميدز يكشف سبب غياب الشناوي عن مباراة طلائع الجيش
  • «الأرصاد»: نعيش ذروة الموجة شديدة البرودة لمدة 48 ساعة.. والحرارة الآن 13
  • بين الثلوج والنسيان.. عربي21 ترصد معاناة متضرري زلزال المغرب داخل خيام بلاستيكية
  • تحدٍّ وإصرار.. مقاتل فلسطيني مبتور اليد والقدم يشارك في مراسم تسليم الأسرى برفح
  • غزة.. تسليم 6 أسرى إسرائيليين مقابل 602 فلسطيني برفح والنصيرات
  • بالأسماء.. من هم الرهائن المزمع إطلاق سراحهم في غزة اليوم؟