RT Arabic:
2024-11-26@03:06:15 GMT

"حدائق العار البشرية" للترفيه عن "العالم المتحضر"

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

'حدائق العار البشرية' للترفيه عن 'العالم المتحضر'

قد يتعاطف البعض مع كائنات تعرض للفرجة في حديقة للحيوانات، لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن حدائق حيوان بشرية كانت منتشرة في أوروبا والولايات المتحدة حتى منصف القرن الـ20.

إقرأ المزيد هنا توقف الزمن..

 مثل هذا النوع من "حدائق الحيوان البشرية"، كان شائعا في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية حتى القرن العشرين، وكان آخره يعمل بنشاط حتى عام 1958 في بلجيكا.

أعداد كبيرة من السكان الأصليين الذين يوصفون بأنهم بدائيون ومتوحشون وحتى أكلة للحوم البشر، بما في ذلك النساء والأطفال، من آسيا وأفريقيا وأمريكا للاتينية وألاسكا وأجزاء أخرى من العالم، تم نقلهم إلى حدائق الحيوان البشرية تلك للترفيه عن سكان الغرب "المتحضرين".

في القرن التاسع عشر، كتب مؤسس "حديقة الحيوان البشرية" في هامبورغ بألمانيا، كارل هاغنبيك، في مذكراته متفاخرا يقول: "لقد كان شرفا لي أن أكون الأول في العالم المتحضر الذي يقدم هذه العروض من أعراق مختلفة".

المعارض البشرية التي أقامها كارل هاغنبيك زارها ملايين السياح، وتراوح عددهم في المتوسط  بين 20 إلى 34 مليون شخص سنويا. وقد جمع الرجل ثروة كبيرة من عرض السكان الأصليين من مختلف أنحاء العالم في ألمانيا و‘ظاهرهم للسياح في لبوس المتوحشين.

بعد ذلك، انتشرت حدائق حيوان بشرية في بروكسل وبرشلونة ولندن وميلانو ومدريد وكولونيا ونيويورك وبعض المدن الأوروبية والأمريكية الأخرى.

حديقة الحيوان البشرية "ريتيرو" في مدريد افتتحت في عام 1887، وكانت تعرض 43 شخصا من شعب "إيغوروت" في الفلبين، مع الماشية والنباتات الاستوائية. وبنى القائمون على الحديقة مساكن من الخيزران وبركة صغيرة للأسماك، ليشاهد الزوار كيف يعيش هؤلاء "المتوحشين" وكيف يقتاتون.

في حدائق الحيوان البشرية في دول الغرب التي كانت مزدهرة أوائل القرن 20، واجه السكان الأصليون ظروفا قاسية علاوة على مظاهر الاستعباد والاستغلال والاحتقار، فقد فرض على أفراد القبائل الأفريقية على سبيل المثال، ارتداء ملابسهم التقليدية المعدة للطقس الحار بشكل دائم حتى في درجات الحرارة المتجمدة في ديسمبر، كما اضطر أفراد من سكان القرى الفلبينية إلى أداء طقوس موسمية لأكل الكلاب مرارا وتكرارا لصدمة الجمهور، وقد أدى نقص مياه الشرب والظروف الصحية المروعة في "حدائق العار" إلى انتشار الزحار وأمراض أخرى على نطاق واسع.

الفرنسيون أيضا ساروا على خطى البريطانيين والبلجيكيين والأمريكيين والإسبان وأقاموا أيضا حديقة حيوانات بشرية مصممة لإظهار قوة إمبراطورية الاستعمارية. في حديقة "جاردان داغرونومي تروبيكال"، جرت محاكاة 6 مناطق مختلفة تصور كل منها مستعمرة محددة، مدغشقر والهند الصينية والسودان والكونغو وتونس والمغرب.

في حديقة "دريم لاند بارك" في نيويورك، كان الزوار في عام 1905 يشاهدون العروض البشرية لـ"المتوحشين"، وتظهر مجموعة من سكان الفلبين الأصليين وهم يذبحون وينزعون أحشاء كلب ثم يرمون لحمه في قدر للطهي، وكان الجمهور فرحا يستمتع بما يرى.

مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري نظمت في عام 1904 أولمبيادا لـ "العاب المتوحشين"، وشاركت في هذه "المسابقات الرياضية" حدائق الحيوان البشرية.

منظم هذه الألعاب جيمس إدوارد سولين صرّح قائلا عن الغرض من تنظيم هذا الحدث يتمثل في "إثبات أن الشعوب البدائية أضعف بكثير وأقل رياضية من الأمريكيين البيض المستنيرين".

المعرض العالمي في باريس عام 1889 يعد أحد أشهر المعارض، وقد تردد عليه ما يصل إلى 28 مليون زائر. وكانت مشاركة 400 من السكان الأصليين في العروض عامل جذب للزوار.

آخر معرض شهير كان بعنوان" أناس من أعراق مختلفة " وقد نظم في بروكسل. في المعرض العالمي في بروكسل عام 1958، جرى بناء قرية كونغولية بسكانها وبكامل تفاصيلها.

بحلول منتصف القرن العشرين، بلغت موضة "حدائق الحيوان البشرية" نهايتها ولم تعد تلق رواجا. السبب يرجعه بعض الخبراء إلى دخول التلفزيون على الخط بقوة ليصبح وسيلة الترفيه المهيمنة.

بعض المؤرخين الغربيين يعتقد أن مؤسسات الترفيه بعرض سكان المستعمرات الأصليين بدأت في إغلاق أبوابها ليس لأسباب إنسانية أو لاستيقاظ الضمائر فجأة، بل لأن الكساد الكبير في تلك الفترة أفقر المواطنين ولم يعد بمقدورهم زيارة مثل هذه الحدائق، ولهذا السبب اختفت.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

طفل شنق على "الزحليقة".. أزمة في حضانة بحدائق حلوان واستشاري يكشف المتورط

«كاد أن يشنق».. هكذا علق المصريين على فيديو الطفل الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وجسد أزمة إهمال داخل حضائة في حدائق حلوان.

 

واقعة حضانة حدائق حلوان.. طفل كاد أن يشنق على «الزحليقة»

البداية عندما تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر إهمال مسؤولين إحدى حضانات حدائق حلوان، ظهر فيه الطفل وهو كاد أن يموت شنقًا بعد سقوطه من أعلى إحدى الألعاب داخل الحضانة.

ونشرت سلمي حلاوة، ولية أمر الطفل سليم حسن، فيديو لإحدى كاميرات المراقبة بحضانة تدعى «Baby World» في حدائق حلوان، يظهر لحظات عصيبة عاشها ابنها أثناء لعبه في منطقة الألعاب بالحضانة دون أن يلاحظ أحد أيٍ من المعلمات أو المسؤولين بالحضانة إلا بعد مدة.

وحسب ولية الأمر، تعرض الطفل سليم للاختناق أثناء لعبه على «الزحليقة»، بعد أن اشتبك رباط قميصه «السويت شيرت» بها، ما أدى إلى تعلق الطفل من رقبته باللعبة لمدة طويلة، وظل لمدة تصل إلى دقيقة كاملة يحاول فك الرباط الذي يعلقه من رقبته ويشعره بالاختناق، وذلك دون أي التفات من المتواجدات بالحضانة.

الحادث نتج عنه فقد الطفل الوعي لمدة دقيقتين كاملتين دون استجابة من المعلمات المارات بمنطقة الألعاب ذهابا وإيابا، حتى تصل طفلة صغيرة تلاحظ اختناق الطفل وتبلغهن، وحينها بدأت المعلمات في إنقاذ الطفل، واصطحبوه إلى المستشفى للقيام بالإجراءات الطبية اللازمة مع سليم.

وأخفى مسئولي الحضانة الواقعة، فعندما جاء الأب في معاد خروج سليم من الحضانة، أخبرته بأن ابنه تعرض للإرهاق الشديد من اللعب، ما جعلهم يذهبون به إلى المستشفى خوفا عليه من أن يصيبه ضربة شمس، لكن الأم لاحظت بعد رجوع الطفل سليم، علامة حمراء حول رقبته بأكملها، ما أثار شكوكها حول ما قالته المسؤولة بالحضانة، واستفسرت عدة مرات عن حقيقة ما حدث لابنها لتكتشف الأمر.
 

ولكن الواقعة ناتجة عن سوء تصرفات الطفل أم عدم توعية الأسرة لأبنائهم حتى لا يكونوا عرضة لهذه الحوادث، أم إهمال إدارة الحضانة كما أجمع كل من شاهد الفيديو؟.

 

من المتورط في واقعة حضانة حدائق حلوان؟

وفي هذا الشأن، قال الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إنه لا يستطيع إلقاء اللوم في تلك الواقعة على تصرفات الطفل أو قلة توعية الأسرة للأبناء ولكنه يميل إلى أن السبب الرئيسي في الحادث هو إهمال إدارة الحضانة.

وأوضح استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية،  في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن الطفل لا يدرك لحقيقة الأشياء ولا يملك الخبرات الحياتية لتأهله إلى فهم أضرار المواقف فهو طفل يلعب مثل أي طفل، كما أن الأهل لا يمكن أن يعملون على توعية الأطفال إلا في المواقف التي تحدث أمام أعينهم وبالتالي كيف يحذرون الطفل من الموقف الطارئ الذي حدث في الفيديو، لكنهم قد يعملون على توعيتهم في مواقف آخرى مثل الطرق التي قد يتم خطفهم من خلالها.

الدكتور أحمد علام

وأشار الدكتور أحمد علام إلى السبب الرئيسي في مثل هذه الوقائع هو إدارة الحضانة، فيجب أن يكون هناك رقابة على الأطفال في الأماكن التي يلعبون بها والطرقات والفصول وكذلك الحمامات تكون موجوة على الأبواب، متابعًا: «اللي عايز يعمل مشروع مثل هذا يجب أن يضع في اعتباره وجود رقابة شديدة على الأطفال سواء كانت الحضانة حكومية أو خاصة».

 

 

مقالات مشابهة

  • سوق «مجتمعي» في حديقة ربدان
  • طفل شنق على "الزحليقة".. أزمة في حضانة بحدائق حلوان واستشاري يكشف المتورط
  • «اجتماعية الشارقة» تحتفل في حديقة المنتزه الوطني
  • “أيام بنغلاديش” تختتم فعالياتها في حديقة السويدي ضمن موسم الرياض
  • إنقاذ تايلاندي تعرض لهجوم دب ضخم في حديقة الحيوان.. خطأ كاد ينهي حياته
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • محامي سعد أسامة: عمرو دياب جلب العار لموكلي وأهله بالصفعة
  • مفاجأة .. اشتباه في وفاة الملحن محمد رحيم جنائياً في حدائق الأهرام
  • حظر إقامة حدائق الحيوان في الأحياء السكنية
  • حسين فهمي يوجه رسالة على الهواء للفنانين الجدد.. شاهد