وباء حمى الضنك يهدد جزيرة غويانا الفرنسية
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
إعداد: بهار ماكويي إعلان اقرأ المزيد
تصف منظمة الصحة العالمية وباء حمى الضنك على أنه عدوى فيروسية تنتقل من البعوض إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذا العدوى.
وتضيف هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن نصف سكان العالم معرضون لهذا الوباء. وفي مقدمتهم أولئك الذين يسكنون في المناطق التي تتسم بمناخات مدارية وشبه مدارية على غرار جزيرة غويانا الفرنسية التي تسجل منذ بداية 2024، 800 حالة جديدة أسبوعيا وفق السلطات الطبية.
وقال فلاهولت أنطوان، مدير معهد الصحة العامة في كلية الطب بجامعة جنيف لفرانس24 "لم نشهد هذا الكم الهائل من العدوى منذ عشرين عاما. لقد تجاوزنا عتبة الوباء في جزر الأنتيل ومعظم أنحاء الكاريبي. أما في جزيرة غويانا، فهذا الوضع جديد نوعا ما".
اقرأ أيضابعوضة النمر... تهديد للصحة العامة في فرنسا؟
وفي تقريرها الأخير، أوضحت الوكالة الجهوية للصحة بفرنسا أن 253 شخصا على الأقل تم إدخالهم إلى المستشفى في مطلع فبراير/شباط الحالي ووضع 10 منهم تحت "العناية المركزة". مضيفة أن "10 أشخاص يعتقد بأنهم أصيبوا بمرض حمى الضنك توفوا".
وللحد من هذا الوباء، عززت الوكالة أقسام الطوارئ بمستشفى كيان الرئيسي الواقع في العاصمة والمخصص لمعالجة المصابين بحمى الضنك.
ويبقى تأثير هذا الوباء على النظام الصحي في جزيرة غويانا "محدودا". والدليل أن وتيرة العمل في قسم الطوارئ بمستشفى "كورو" و"كيان" لم ترتفع سوى بـ8 إلى 10 بالمائة.
فيروس عنيف يعقد حياة المصابين بفقر الدم المنجليمن ناحيته، كتب معهد باستور الطبي على موقعه "غالبية المصابين بحمى الضنك يعانون من أعراض خفيفة وفي بعض الأحيان لا يملكون أي عرض" مضيفا أن "في الحالات السهلة، المصاب قد يعاني من حمى عالية وصداع في الرأس، إضافة إلى الغثيان والتقيؤ لمدة أسبوع تقريبا".
بالمقابل، في الحالات الخطيرة، هذا الوباء الذي ينمو في المناطق الاستوائية يمكن أن يسبب نزيفا دمويا يؤدي إلى الموت، لاسيما لدى الأشخاص المصابين بفقر الدم المنجلي (تشوه في كريات الدم الحمراء يعقد عملية تجلط الدم لوقف النزيف).
وقالت نرسيس إلنغا، طبيبة ومسؤولة قسم فقر الدم المنجلي في المركز الطبي بكيان "وباء حمى الضنك ليس خطيرا. في بعض الأحيان نطلق عليه اسم الإنفلونزا الاستوائية. لكن يمكن أن يتطور بشكل خطير عند بعض المصابين".
فيما أشار المعهد الجهوي للصحة من جانبه إلى أن "10 بالمائة من سكان غويانا يحملون بداخلهم هذا الجين الوراثي الذي ينقل العدوى".
بعوض "منزلي" في الحدائقجدير بالذكر أن وباء حمى الضنك شائع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. فهو ينتشر كل 3 إلى 5 سنوات ويدوم حوالي سنة إلى 18شهرا.
ويساعد التغير المناخي على ارتفاع حدة الوباء ونموه، وفق منظمة الصحة العالمية. ففي جزيرة غويانا مثلا، فصل الأمطار يساعد على نمو الوباء بسبب المياه الراكدة.
اقرأ أيضاانتشار بعوضة النمر الآسيوي في أكثر من نصف الأراضي الفرنسية بما فيها باريس
وتنتقل عدوى حمى الضنك من شخص إلى آخر عبر "بعوض النمر". وهو "بعوض لا يتنقل كثيرا ومحيطه لا يتعدى مائة متر، حسب أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العامة في كلية الطب بجامعة جنيف الذي يصف هذا البعوض "بالأليف كونه يعيش قرب المنازل".
وقال: "بشكل عام، نربي هذا البعوض في حدائقنا وبالضبط تحت أواني الزهور. لذا يجب دائما تجفيف المياه المتواجدة تحت أواني الزهور لمنع ركودها وتخفيف ري النباتات لمنع جلب هذا النوع من البعوض".
ولمنع تنامي هذا الوباء، تم تأسيس خلية تضم مصالح الدولة الفرنسية ومجالس إقليمية في غويانا في 6 فبراير/شباط حسب ما أعلنه محافظ غويانا أنطوان بوسييه.
هذا الأخير أصدر مرسوما يقضي بنزع كل السيارات المعطلة المتواجدة على أرصفة الشوارع كونها تشكل "بيئة حاضنة لحمى الضنك وتساعدها على النمو بسرعة".
كما قررت هذه الخلية رفع "حجم الإمكانيات البشرية والمعدات الطبية" بالجزيرة لمحاربة الوباء. وغالبا ما تتم هذه العملية ليلا لأن السائل الكيماوي الذي يتم استخدامه يمكن أن يسبب مشاكل صحية للسكان.
من جهة أخرى، أوصى معهد باستور باستخدام المبيدات الحشرية بكميات صغيرة لقتل البعوض، موضحا أن "التكثيف في استخدام هذه المادة سيساعد البعوض على التأقلم معها وبالتالي تفقد من فعاليتها".
لقاح برازيلي "واعد"وعلى الرغم من عدم توفر علاجات خاصة ضد وباء حمى الضنك، إلا أنه تم تطوير بعض اللقاحات، لكن لم تعترف بها السلطات الفرنسية بعد.
فعلى سبيل المثال، طور مختبر صانوفي "لقاحا لم توصِ السلطات الطبية الفرنسية باستخدامه لأنه تبين بأنه غير ناجع وصعب الاستخدام ويخلف أعراض جانبية" حسب أنطوان فلاهولت.
في البرازيل حيث يأوي 395103 مصابين بحمى الضنك توفي منهم 53، تم إطلاق حملة تطعيم واسعة ومجانية منذ 9 فبراير/شباط.
ويعد الأطفال ما بين 10 إلى 11 عاما من المستفيدين الأوائل. ويتوقع تعميم الحملة إلى ذوي 14 عاما لأن من مزايا هذا اللقاح أنه يمكن استعماله لكل أنواع أمراض الضنك.
وتقام حاليا تجارب على لقاح آخر، وهو اللقاح البرازيلي "بوتانتان" لمعرفة درجة فعاليته العلاجية. وحسب الطبيب أنطوان فلاهولت، أظهرت التجارب الأولى التي شملت 16,235 شخصا في البرازيل خلال عام 2016 تعافي حوالي 90 بالمائة من المصابين بشكل كبير.
وتخص هذه النسبة الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 18 عاما، مقابل 77,8 بالمائة لدى الأطفال الذين يتجاوز سنهم 7 سنوات. لكن على الرغم من النجاح الذي حققه هذا اللقاح، إلا أنه لن يكون متوفرا في الأسواق قبل 2025.
بهار ماكويي
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غويانا الفرنسية الكاريبي غويانا وباء وباء منظمة الصحة العالمية غويانا بيئة وباء أمراض لقاح غويانا وباء صحة فرنسا طب مرض للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل كرة القدم إسرائيل كأس الأمم الأفريقية 2024 الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا هذا الوباء
إقرأ أيضاً:
ضبط أسنان ديناصورات مهربة على الحدود الفرنسية
أعلن عناصر في الجمارك الفرنسية، الجمعة، أنّهم صادروا خلال الشهر الفائت تسعة أسنان لديناصورات في شاحنة كانت تمر عبر البلاد آتية من إسبانيا وفي طريقها إلى إيطاليا.
وأفادت المسؤولة في الجمارك سامانتا فيردورون، بالعثور على الأسنان، التي ربما تكون من المغرب، خلال عملية تفتيش روتينية على طريق سريع يمتد على طول ساحل فرنسا بالقرب من الحدود الإيطالية.
وأضافت: من المعروف أنّ المفتشين يعثرون على كميات من القنب أو حتى الكوكايين داخل شاحنات محملة بمئات الطرود المتجهة من إسبانيا إلى إيطاليا، باستخدام الكلاب البوليسية وفتح بعض الطرود بشكل عشوائي.
لكن في 27 يناير، عثر مسؤولون من مدينة مانتون الحدودية الفرنسية على تسعة أسنان في طردين كانا متجهين إلى عناوين بالقرب من مدينتي جنوه وميلانو الإيطاليتين، بحسب الجمارك الفرنسية.
وساعد خبير في متحف مانتون لما قبل التاريخ في التعرف إلى هذه الأسنان التي ربما يعود تاريخها إلى عشرات ملايين من السنين.
ومن بينها سن لزاحف بحري طويل العنق يسمى "زارافاسورا اوسيانس" zarafasaura Oceanis، وهو نوع من البلصورات يعود تاريخه إلى 66 مليون سنة على الأقل.
يعتقد البعض أن البليزوصورات التي عاشت في مناطق مختلفة من العالم، ألهمت أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس في اسكتلندا.
ويُحتمل أن ثلاثة أسنان أخرى كانت تابعة لموساسوروس، وهو سحلية مائية منقرضة ذات خطم طويل.
ويعتقد أن الأسنان الخمسة المتبقية تنتمي إلى الديناصور، وهو أحد أسلاف التمساح.
أخبار ذات صلة