موقع النيلين:
2025-04-05@06:12:55 GMT

جيش السودان والأدلجة

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT


أول من تفوه بتوصيف الأدلجة هو ياسر عرمان، ظل يرددها منذ أن التحق بقوات الحركة الشعبية وبرفقته شيوعيون آخرون منذ عام 1983 خلال حكم الرئيس نميري.

والأدلجة أو الآيدلوجيا تعني العقيدة الفكرية، ويعد الفرنسي دي تراسي أول من وضع هذا المصطلح في عصر التنوير الفرنسي، في كتابه (عناصر الأيديولوجية). ويعني تراسي بالأيديولوجية علم الأفكار، أو العلم الذي يدرس مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس، والتي تُبنى منها النظريات والفرضيات لتتلاءم معها العمليات العقلية لأعضاء المجتمع.

بصراحة لم أجد في أدبيات كل الاحزاب السودانية أو كتابات وأقوال النخب السودانية أيما اتهام بكون الجيش السوداني مؤدلج إلا من بعد تولى ياسر عرمان كبر هذا التوصيف.

ثم تمحور واستطال توصيف الأدلجة ليصبح حديثا عن (عقيدة الجيش) عند عدد من قيادات قحت (الجناح المركزي)، وترافق ذلك مع مطالبتهم وسعيهم الحثيث لتفكيك الجيش السوداني، وظل التبرير المستصحب دوما كونه في نظرهم مؤدلجا وذو عقيدة مخالفة.

ماكان مني إلا أن بحثت في الأدبيات والممسكات التي تحكم وتضبط حراك الجيش السوداني وبقية الجيوش، فإذا بي أجد قسم الجندية، تبين لي بأنه المقصود بالأدلجة المزعومة والعقيدة التي لايقبلون بها.

وهذا قسم الجندي السوداني:
(اقسم بالله العظيم ان انذر حياتي لله والوطن وخدمة الشعب في صدق وامانة وأن اكرس وقتي وطاقتي طوال مدة خدمتي لتنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقي بموجب الدستور وقانون القوات المسلحة او اي قانون اخر أو أي لوائح سارية المفعول وأن أنفذ أي أمر مشروع يصدر إلى من ضابطي الأعلى برا وبحرا أو جوا وأن أبذل قصارى جهدى لتنفيذه حتى لو أدى ذلك للتضحية بحياتي).

ولكي تتسنى لنا المقارنة مع قسم آخر؛ هذا قسم الجندي المصري (كمثال):
(أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم، أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية، محافظاً على أمنها وسلامتها، حامياً ومدافعاً عنها فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعاً للأوامر العسكرية، ومحافظاً على سلاحى، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد).

عرضت القسمين على صديق عربي دارس للقانون بعد أن حذفت اسم الدولة باعتبار القسمين للسودان وأرغب في تبين أيهما الأفضل، أشار لي صديقي بأن القسم الأول أشمل وأكثر احاطة من الناحية القانونية والتنفيذية.

لم أكتف بذلك، بل وضعت القسمين أمام ناظري وأعدت القراءة، فعلمت يقينا بأن السبب الأساس في رفض ياسر عرمان ومن معه من قيادات قحت هو ابتدار قسم الجندي السوداني بذكر الله!
(أنذر حياتي لله والوطن)
فهل نذر الجندي السوداني نفسه (لله) والوطن جريمة؟!

هل ذكر لفظ الجلالة يعني أن الجندي السوداني ينذر نفسه للمؤتمر الوطني أو الشعبي أو أنصار السنة المحمدية أو أي واجهة اسلامية أخرى؟!

وهل أصلاً هناك سوداني لايؤمن بالله؛ مسلما كان ( وهم الغالبية التي تفوق ال97% من السكان) أو من ال3% الباقية، مسيحيا كان أو حتى وثني؟!

بالطبع فإن ياسر عرمان ويساريو الهوى والذهنية من قيادات قحت يرفضون جعل (دينهم) الاسلام مصدرا للتشريع، إن كان في الوثيقة الدستورية أو الاتفاق الاطاري، ولعل ذلك سبب حسبانهم أن ذكر لفظ الجلالة (علة) في صياغة القسم!.
لماذا (يكره) هؤلاء اسم الله لهذه الدرجة؟!

حتى البسملة رفضوها في ابتدار اتفاقهم الاطاري، وانبرى متحدثهم -بجهالة- في الفضائيات ليقول بأن مشركو قريش رفضوها وقبل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد شبه وقايس نفسه وقومه -من قحت- بمشركي مكة؛ وكان عليه أن يعلم أن الله شهد لمن شبه نفسه ورفاقه بهم كانوا يؤمنون بالله:

قال الله تعالى عنهم:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} العنكبوت 61.
من حق أي جندي سوداني مسلما كان او غير مسلم، طالما يؤمن بوجود الله أن يسبق نذر نفسه للوطن لله، وله أن يرهن نيته هذه للإله الذي يؤمن إن كان مسلما أو مسيحيا أو كجوريا، ومعلوم أن المسلم يؤسس حراكه الحياتي على النية، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).

أحرى بالجندي المسلم (طالما كان المسلمين غالب سكان السودان) أن ينال الشهادة في سبيل الله قارنا نذر نفسه لأجل هذا الوطن بنية قاصدة لله، فلماذا نحرمه عن ذلك وهو يقدم نفسه دفاعا عنا وفداء للوطن ومافيه؟!
الله المستعان.

عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجندی السودانی بالله العظیم یاسر عرمان

إقرأ أيضاً:

النائب حازم الجندي: اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى انتهاك للمقدسات الدينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استنكر النائب المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إقدام وزير الأمن الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى خلال أيام عيد الفطر المبارك، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تحافظ على حرمة المقدسات الإسلامية وتحظر المساس بحقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان .

وقال النائب حازم الجندي، في بيان له، أن هذا الاقتحام لا يمكن تفسيره إلا كمحاولة متعمدة لتأجيج الأوضاع وإثارة المشاعر الدينية لدى المسلمين، بما يفضي إلى مزيد من التوتر في المنطقة التي تعاني أصلاً من تصعيد خطير بسبب السياسات العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة .

وتابع: هذه الخطوة تندرج ضمن مخطط ممنهج يستهدف فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، في إطار المساعي الإسرائيلية المستمرة لتغيير طابعه التاريخي والقانوني، وهي تأتي استكمالاً لسلسلة الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون المتطرفون تحت حماية قوات الاحتلال، في تحدٍّ واضح لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن اختيار يوم عيد الفطر لتنفيذ هذا الاقتحام يفضح نية الاحتلال في انتهاك حقوق الفلسطينيين، والتعدي على رمزية الأقصى في أكثر الأيام قداسة وفرحًا، وهو ما يعكس استهتارًا متعمدًا بحقوق المسلمين وانتهاكًا للمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة وتحرم الاعتداء على المقدسات.

مقالات مشابهة

  • التحالف الراسخ لحماية السودان
  • الكشف عن تفاصيل أسلحة نوعية قدمتها إيران إلى الجيش السوداني 
  • نهب التراث السوداني: خسائر جسيمة ونداءات لاستعادة الآثار المنهوبة
  • تقرير: طهران أرسلت أسلحة إلى الجيش السوداني
  • صلاح الدين عووضة يكتب.. أأضحك أم أبكي؟!
  • النائب حازم الجندي: اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى انتهاك للمقدسات الدينية
  • ‏السودان يقدم خارطة طريق السلام إلى الأمم المتحدة وشروط وقف إطلاق نار وإطلاق عملية سياسية ومستقبل الدعم السريع.. و(السوداني) تورد التفاصيل الكاملة
  • الاسئلة التي جائتني حول نشرة الكاهن (المشبوهة) التي يصدرها شبح يخفي اسمه
  • والي الشمالية عابدين عوض الله للتلفزيون السوداني: ترسيم الحدود من الأوامر السيادية
  • الجندي السعودي الذي إتفق الجميع على حبه