هامش على بيان الحركة المدنية
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
لشاعر النيل «حافظ إبراهيم» قول حكيم جرى على لسان مصر، تتحدث عن نفسها، وإلى شعبها بحكمة السنين، يحذرنا الحافظ لتراب وطنه: «نَحنُ نَجتازُ مَوقِفًا تَعثُرُ الآراءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأىِ تُرْدِىِ». مَن كتب بيان
«الحركة المدنية»، تحت عنوان: (أنقذوا رفح)، جانبه الصواب الوطنى، وهذا وصف يدخل فى باب الأدب السياسى، بحسب أن رمزيات الحركة الوطنية مشهود لهم بالوطنية، والصواب الوطنى أشد منه الحرام الوطنى، فلا تقربوه.
المراهقة السياسية مرض تعالجه الرشادة الوطنية، وفى الحركة وطنيون راشدون متعقلون، يزنون الكلمات والمواقف بميزان وطنى، ويضعون المصالح الوطنية فوق رؤوسهم، ويفقهون فقه المقاصد الوطنية. رموز الحركة الوطنية من جلدتنا، يصطفون فى المعسكر الوطنى، يرتدون تحت بدلهم الأنيقة الأفرولات المموهة تحسبًا ليوم، أخذت البعض الحماسة، فاشتط القلم وانجرف فى توقيت تحكيم العقل ضرورة وطنية مستوجبة، ودعم القيادة الوطنية فرض عين، والوقوف فى ظهر قواتنا المسلحة من فروض الولاء.
لن أتعرض للبيان الصاخب بحرف، ولن أصفه بما يشق الصف، واعتذار المقدرين فى الحركة، (إذا صدر عنهم)، عما صدر من البعض منهم، من قبيل الرشادة السياسية، والاعتذار من شيم الكبار. ومستوجب عاجل على المؤتمنين المعنيين بالأمر لقاء رموز الحركة لشرح ما خفى من الجهود المصرية المخلصة للجم العدوان، والحفاظ على القضية الفلسطينية، ومنع كارثة التهجير، وحجم المساعدات، ومشقة الوساطات، وتواصل الاتصالات ليل نهار، مصر قادرة.. والحدود دونها الرقاب. الأمن القومى فى أيادٍ أمينة، وعلى الحدود أسود، ولكن مصر لا تَنْجَرّ إلى حرب لم تذهب إليها وفق مقتضيات الأمن القومى، ولكن إذا كُتب علينا القتال، فهذا ما لا يُناقَش فى بيانات أو تصريحات، مصر إذا قررت سبق فعلها قولها. ضغط القيادة فى وقت أزمة ليس من المروءة الوطنية فى شىء، والنزول إلى الشارع فى تظاهرات فى ظل طابور خامس من إخوان الشيطان والمؤلفة قلوبهم، جد خطير على اللحمة الوطنية. نصرة شعب غزة لا يتأخر عنها مصرى، ولن تجد قيادة وشعبًا وجيشًا تجشم المشاق لنصرة القضية الفلسطينية قديمًا وحديثًا وحتى ساعته أكثر من الشعب المصرى. ليس من قبيل المزايدة السياسية، ولكنها الحقيقة التى يقول بها الأشقاء فى فلسطين، وفى مقدمتهم رموز المقاومة، التى لا تجد سوى حضن القاهرة ملاذ ثقة فى نزاهة الموقف المصرى، مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف. يا كاتب البيان، كن لنا ولا تكن علينا، وثُبْ إلى رشدك الوطنى، والتزم الصف فى ظهر قيادتك وشعبك وقواتك المسلحة.
حمدي رزق – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 58 (عمر أبو خضرة)
غزة - صفا
تستعرض وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بشكل يومي وعبر سلسلة من الحلقات المتتالية سيرة أحد شهداء الحركة الرياضية في الوطن، حيث استشهد المئات منهم منذ السابع من شهر أكتوبر 2023م "طوفان الأقصى"، وفي الحلقة 58 من هذه السلسلة نتناول سيرة الشهيد عمر مازن خميس أبو خضرة.
ولد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم 12 سبتمبر 1995م. درس المرحلة الثانوية في مدارس مخيم النصيرات. بدأ حياته الرياضية في الساحات الشعبية، والمساجد، والمدارس، وتحديدًا مع فريق مسجد حسن البنا بطل مخيم النصيرات في لعبة كرة الطائرة. انضم لفريق نادي الرباط الفلسطيني لكرة الطائرة منذ تأسيسه. لعب في مركز المعد، وتميز وأبدع من خلال انتماءه، ومحبته للعبة. حقق انجازات عديدة في اللعبة مع نادي الرباط، وتأهل إلى الدرجة الأولى ومن ثم الممتازة. صعد مع الفريق من دوري الدرجة الممتازة إلى دوري الاحتراف الجزئي موسم 2023/2022م، بعد حلوله ثانياً خلف نادي غزة الرياضي. لعب مع شقيقه الشهيد مصطفى في الفريق. ارتقى شهيداً يوم الخميس 31 أكتوبر 2024م باستهداف مربع سكني في منطقة المخيم الجديد شمالي النصيرات برفقة أشقائه، وزوجاتهم، وأولادهم، وأبناء عمه، وجيرانه، ليلتحق بوالده الشهيد الرياضي إثر استهدافه بقذيفة دبابة يوم الإثنين 29 يوليو 2024م.