بعد انتهاء صلاحية بطاقة هيا 2022 .. كيف يمكنك الدخول مجددا إلى قطر عبر المنصة؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
مع اقتراب انتهاء صلاحية بطاقة “هيا” الممدة 2022 لدخول دولة قطر، تثار العديد من من المعلومات المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول سمات القدوم إلى الدوحة مجددا، ويتسائل كثيرون هذه الأيام حول الفرق بين بطاقة هيا الممددة وبين سمة الدخول بـبطاقة “هيا” السياحية، وماهي صلاحيتها وهل يمكن إحضار الأقارب والأصدقاء عبر هذه البطاقة.
موقع الشرق يوضح في هذا التقرير أهم النقاط الرئيسية حول تأشيرات منصة هيا ، ولكن في البداية دعونا نجيب عن السؤال الأبرز : متى تنتهي صلاحية بطاقة هيا الممدة 2022 ودعوات “هيا معي”؟
ينتهي العمل ببطاقة هيا 2022 بتاريخ 24 فبراير 2024 ولا تعد صالحة بعد هذا التاريخ ، كما أن آخر موعد للدخول إلى قطر بتلك البطاقة كان بتاريخ 10 فبراير 2024.
كيف يمكن التقديم مجددا لزيارة قطر ؟
تتيح ” منصة “هيّا” بحلتها الجديدة 5 أنواع من التأشيرات لفئات مختلفة.
1. التأشيرة السياحية: والتي يمكن لأي جنسية التقدم بطلب الحصول عليها، بشرط صلاحية جواز السفر لمدة 3 أشهر على الأقل من تاريخ الوصول، وتقديم إثبات السكن، ودفع الرسوم المقررة.
2. تأشيرة الفعاليات.
3. التأشيرة الخاصة بمقيمي مجلس التعاون لجميع المهن: بشرط أن يكون جواز السفر صالحا أيضا لمدة 3 أشهر، وإثبات السكن، ودفع الرسوم المقررة.
4. التأشيرة الخاصة بمرافقي مواطني دول مجلس التعاون: ويشترط لها أن يكون جواز السفر صالحا لمدة 3 أشهر من تاريخ الوصول ودفع الرسوم المقررة ولا يشترط إثبات السكن.
5. تأشيرة إخطار السفر الإلكتروني (ETA): وهي من غير قيود وخاصة بجميع حاملي تأشيرات وإقامات دول أميركا وكندا ودول الشنغن وبريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا ويشترط لاستخراجها أن يكون جواز السفر أو الإقامة والتأشيرة صالحين لمدة 3 أشهر ودفع الرسوم المقررة.
48 ساعة لإصدار التأشيرة
المدير التنفيذي لمنصة “هيّا” ، السيد سعيد الكواري، كشف في حوار مع الجزيرة نت، أنه لا يوجد اشتراطات للتقديم على التأشيرات السياحية بمنصة “هيا”.
بالنسبة للتأشيرة السياحية، فإن شرط إثبات السكن على حسب مدة الإقامة في دولة قطر، وهناك خياران في هذا الأمر؛ الأول إما من خلال استضافة الأصدقاء والأقرباء، والثاني من خلال حجز فندقي.
المنصة تستقبل جميع الطلبات من جميع الدول دون استثناء.
مدة التأشيرات يتم حسابها على حسب المدة والدول القادم منها الزائر وتبدأ من 30 يوما
نسبة الموافقة على منح التأشيرة من منصة “هيا” يصل لـ 100% في حال كانت المستندات صحيحة وواضحة.
تصل الموافقة خلال 48 ساعة فقط
التأشيرات تتضمن جميع الفعاليات بالدولة ولا تقتصر على فعالية أو بطولة واحدة.
هذه التأشيرات غير صالحة للعمل ولا يمكن تحويلها للعمل إلا من خلال إجراءات خاصة موضحة أيضا في المنصة.
الفرق بين تأشيرة منصة “هيا” والتأشيرات العادية
أخيرا نوضح في هذا التقرير لماذا يفضل الزوار الدخول إلى قطر بتأشيرات “هيا” المختلفة.
توفر دولة قطر تأشيرات فورية لعدد من الدول حول العالم، حيث يمكن للمسافر الدخول إلى الدوحة ويحصل على تأشيرته من “قسم” الجوازات، لكن هذا الأمر محصور بمواطني دول محددة فقط، إضافة إلى تأشيرات المقيمين في دول مجلس التعاون، وهذه التأشيرة تتوقف على المسمى الوظيفي للزائر.
أما تأشيرة “هيا” فتسمح بدخول أي راغب بالزيارة من كل أنحاء العالم وبدون شروط، إضافة إلى أن حامل تأشيرة “هيا” يحصل على مزايا عدة مثل الدخول عبر البوابات الإلكترونية الخاصة بمطار حمد الدولي، والاستمتاع بجميع الخدمات في تطبيق “هيا”، والفعاليات في دولة قطر، والمعلومات عنها، وكيفية الوصول لمناطق الفعاليات رياضية كانت أو في مناح أخرى.
الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جواز السفر لمدة 3 أشهر دولة قطر
إقرأ أيضاً:
الصراع على سوريا… مجدداً
إن أشهر الكتب التي وصفت الحالة السورية في مطلع ستينيات القرن المنصرم، وأحد أفضلها بالتأكيد، كتاب الصحافي البريطاني باتريك سيل (1930-2014) الذي ترعرع في سوريا وتخصّص في الكتابة عنها وعن سائر أمور الشرق الأوسط. صدر الكتاب في عام 1965 تحت عنوان «الصراع على سوريا»، وقد وصف الأحداث السورية والأحداث الإقليمية المرتبطة بها بين نهاية الحرب العالمية في عام 1945، وعام 1958 الذي شهد الوحدة مع مصر في إطار ما سمي آنذاك «الجمهورية العربية المتحدة». أما الصراع المذكور، فقد رآه الكاتب صراعاً بين المحور الغربي، مستنداً إلى المملكة العراقية الهاشمية (1921-1958) و«حلف بغداد» (1955) بقيادة بريطانيا ودعم الولايات المتحدة، وبين صعود الحركة القومية العربية، الذي جسّده «حزب البعث العربي الاشتراكي» وبعده مصر الناصرية، وقد صعد نجم هذه الأخيرة بقوة إثر تأميمها لقناة السويس في عام 1956 وصمودها في وجه العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي الذي تلا ذلك التأميم.
والحال أننا اليوم أمام أقصى حالة من الصراع الإقليمي والدولي على سوريا منذ أن استقرّت البلاد لمدة ثلاثين سنة تحت نظام آل الأسد الاستبدادي. حتى أن الصراع بات مفتوحاً اليوم أكثر مما في أي وقت مضى منذ أن اندلعت الحرب الأهلية في سوريا إثر قمع الانتفاضة الشعبية في عام 2011. ذلك أن التدخلين الإيراني والروسي المتتاليين أنقذا نظام آل الأسد إلى حد أن هيمنته على معظم الأراضي السورية بدت مؤكدة بعد عام 2015، بينما انحصرت المناطق الفالتة من سيطرته على أطراف البلاد. وقد عرفت ركيزتا حكم آل الأسد ضموراً حاداً في خريف العام الماضي مع تقلّص الدعم الروسي بسبب غرق موسكو في أوحال غزوها لأوكرانيا، وانهيار الدعم الإيراني، الذي تكبّد ضربة قاضية إثر الهزيمة التي مني بها «حزب الله» في لبنان من جرّاء الهجوم الصاعق الذي نفّذته الدولة الصهيونية عليه بعد سنة من تبادل القصف المحدود نسبياً.
فإن انهيار حكم آل الأسد إثر سقوط الركيزتين اللتين استند إليهما منذ عام 2015، وعجز «هيئة تحرير الشام» (هتش) عن التعويض عن الثلاثي المكوّن من قوات النظام البائد، التي كانت بذاتها أعظم بكثير مما لدى هتش سابقاً وحتى اليوم، ومن القوات التابعة لإيران وروسيا على الأراضي السورية، ذاك الانهيار وهذا العجز يعنيان أن سوريا باتت مجدداً ساحة صراع إقليمي مكشوف، بل وبشروط أكثر انفتاحاً على شتى الاحتمالات مما في أي وقت مضى في السنوات الثمانين الأخيرة، منذ نيل سوريا الحديثة استقلالها في عام 1946. والحال أن لدى «قوات سوريا الديمقراطية» وحدها، في الشمال الشرقي، من القوة العسكرية الذاتية ما يفوق ما لدى هتش (بلا مزيد من توغل الجيش التركي داخل الأراضي السورية).
إننا اليوم أمام أقصى حالة من الصراع الإقليمي والدولي على سوريا منذ أن استقرّت البلاد لمدة ثلاثين سنة تحت نظام آل الأسد الاستبدادي.
أما الفارق بين صراع خمسينيات القرن المنصرم والصراع الراهن، فذو دلالة بالغة على الاختلاف الجذري بين الحالة الإقليمية آنذاك واليوم. فقد انتهى منذ وقت طويل زمن الصعود القومي العربي، وحلّ محلّه تعفّن القوى التي حملت رايته سابقاً، وعلى الأخص حزب البعث بحلّتيه التكريتية والأسدية. أما أفول الحركة القومية العربية وانحطاطها في السبعينيات، فقد فسحا المجال أمام صعود القوى الدينية بالارتباط بصعود نجم المملكة السعودية إثر تعاظم عائداتها النفطية بفعل الارتفاع الحاد الذي عرفته أسعار النفط في منتصف السبعينيات في سياق المقاطعة العربية، لمّا كانت الدول النفطية العربية تتضامن مع الجانب العربي في وجه الدولة الصهيونية خلافاً لموقفها الراهن الذي يكاد يكون غير مبالٍ لحرب الإبادة الجارية في غزة.
بيد أن العدوان الأمريكي على العراق إثر اجتياحه للكويت في صيف 1990 والقطيعة التي تلت بين المملكة وجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم احتضان دولة قطر للجماعة، وبعدها تركيا الأردوغانية على خلفية الانتفاضات العربية التي هبّت منذ عام 2011، هذه التحوّلات جعلت الصراع الإقليمي الرئيسي الراهن صراعاً بين محور تقوده المملكة السعودية بالتحالف مع الإمارات العربية المتحدة ومصر عبد الفتّاح السيسي، من ميزاته العداء للجماعة، وقد التحقت به المملكة الأردنية الهاشمية علناً بعد قرارها الأخير حلّ الجماعة على أراضيها، صراعاً بين هذه الدول من جهة، والمحور التركي من الجهة الأخرى، علاوة على الصراع السعودي-الإيراني الذي خيّم على المنطقة وبلغ ذروته مع الاحتلال الأمريكي للعراق (2003-2011) حتى الهزيمة التي مُنيت بها طهران مؤخراً في الساحة السورية.
وإزاء هذا الصراع الإقليمي، الذي يجد امتداداً دولياً له في تفضيل الدول الغربية للمحور السعودي ومحاولة موسكو تقديم خدماتها للمحور المضاد مقابل ضمان بقاء قاعدتيها البحرية والجوية على الساحل السوري، فإن أحمد الشرع وحكومة هتش الجديدة التي شكّلها يمارسان أقصى الانتهازية في محاولة لكسب الوقت والاستفادة من الخصومات الإقليمية ومن التنافس بين شتى المحاور والدول.
وقد بلغت هذه الانتهازية درجة جعلت أحمد الشرع يوحي للولايات المتحدة استعداده للانضمام إلى «اتفاقيات أبراهام»، أي إلى قافلة التطبيع مع الدولة الصهيونية، مع تأكيده لحسن نواياه إزاء إسرائيل، في وقت اغتنمت هذه الأخيرة فرصة سقوط حكم الأسد كي تحتل مساحات جديدة من الأراضي السورية علاوة على ما احتلته في عامي 1967 و1973، وكي تدمّر الطاقة العسكرية النظامية السورية تدميراً شاملاً بعد أن كانت مطمئنة لعدم استخدام تلك الطاقة ضدها ما دام حكم آل الأسد قائماً (خلافاً لأساطير «محور المقاومة») ناهيك من منح إسرائيل نفسها حق الضرب عسكرياً داخل الأراضي السورية متى وكيفما شاءت على غرار ما تمارسه على الأراضي اللبنانية. وإنه لموقف مشين للغاية من قِبَل الشرع، يدلّ على تعلّق أكبر بالسلطة وبالأيديولوجيا الدينية وبالطائفية المكوّنة لحركته ممّا بالمبادئ الوطنية، وإن كان الموقف من باب التكتكة الرخيصة.
صحيفة القدس العربي