لبنان ٢٤:
2025-02-23@01:55:45 GMT

هل ستُحدّد رفح مستقبل المعارك بين حزب اللهوإسرائيل؟

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

هل ستُحدّد رفح مستقبل المعارك بين حزب اللهوإسرائيل؟

 
شهد اليومان الأخيران من المعارك بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ، تزايداً في وتيرة القصف، فقامت "المقاومة الإسلاميّة" بتوجيه ضربة قاسيّة لإحدى أبرز القواعد العسكريّة في صفد، في شمال فلسطين المحتلّة، بينما ردّت تل أبيب بارتكاب مجزرتين في الصوانة والنبطيّة، في مشهد أعاد إلى الأذهان الغارات الدمويّة التي كانت تحصل في الحروب الإسرائيليّة على لبنان.


 
قد يقول البعض إنّ "حزب الله" والعدوّ خرجا عن "قواعد الإشتباك"،لكن هذا ليس دقيقاً، لأنّ "المقاومة"ستعمد إلى الردّ على كلّ استهداف إسرائيليّ لمنازل المدنيين في جنوب لبنان، بقصف المستوطنات الحدوديّة، إضافة إلى ضرب مواقع عسكريّة مهمّة. فوفق المراقبين، المعارك تخرج في الكثير من الأحيان عن السيطرة في الجنوب، غير أنّ لا "الحزب" ولا إيران ولا حتّى تل أبيب وأميركا من مصلحتهم توسيع رقعة الصراع في غزة، فوزير خارجيّة طهران حسين أمير عبداللهيان كان واضحاً في حديثه، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، من أنّ إيران لا تُريد تمدّد الحرب إلى دول الجوار، داعيّاً في الوقت عينه إلى وقف إطلاق النار في فلسطين، كيّ يعود الهدوء والإستقرار إلى المنطقة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ المعارك في جنوب لبنان أصبحت الآن مرتبطة بالعمليّة العسكريّة الإسرائيليّة على رفح. فهذه المعركة تُعتبر الأخيرة على "حماس" والشعب الفلسطينيّ، لاعتقاد جيش العدوّ أنّ رهائنه موجودون هناك، وخصوصاً بعدما أعلن عن سيطرته على خان يونس، وفشله في تحرير محتجزيه في هذه المدينة. ويرى المراقبون أنّ الهجمات على رفح ستزداد، وقد يستشهد الكثير من الغزاويين الذي نزحوا إلى قرب الحدود المصريّة.
 
كذلك، فإنّ إسرائيل تنوي تحقيق هدفٍ آخر غير إيجاد مواطنيها، وهو الدخول إلى الأنفاق في رفح، والسيطرة على الحدود هناك،لمنع تهريب الأسلحة مستقبلاً إلى "حماس"، للحدّ من قدراتها العسكريّة. وفي موازاة ذلك، فإنّ العمليّة الإسرائيليّة تلقى دعماً أميركيّاً وغربيّاً، على الرغم من أنّ واشنطن وفرنسا وغيرهما، يعملان في الوقت عينه على التوصّل لهدنة إنسانيّة، ووقف دائم لإطلاق النار.
 
ولأنّ الحرب في غزة مستمرّة، وفتحت حكومة بنيامين نتنياهو معركة جديدة في رفح، فإنّ الحدود الجنوبيّة ستشهد أيضاً حالة من عدم الإستقرار، فموقف "حزب الله" واضح وصريح، وهو الإكمال حتّى النهاية في مساندة "حماس"، على الرغم من كلّ التوغّل الإسرائيليّ داخل غزة، وسيطرته على العديد من المدن والنقاط الأساسيّة في القطاع. ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل أصبحت موجودة في عمق مناطق نفوذ حركة المقاومة الفلسطينيّة، أيّ أنّها احتلّت أجزاءً كبيرة منها، بينما لم تمتدّ الحرب إلى لبنان، علماً أنّ "الحزب" حذّر منذ بداية الصراع  من خطورة إنفجار الأوضاع الأمنيّة إنّ غزا العدوّ غزة بريّاً.
 
وأمام ما يحصل في غزة، وراهناً في رفح، فإنّ جبهة جنوب لبنان لن تشهد أيّ تغيّر، على الرغم من كلّ التهديدات الإسرائيليّة، فتل أبيب بحسب المراقبين، ستكتفي بتوجيه ضربات محدودة ومدروسة لقيادات "حزب الله" ومواقعه، فيما قد يستعمل الأخير أسلحة أكثر دقّة، ويقوم بقصف العمق الإسرائيليّ، لاستعراض قوّته، وكيّ يُوجّه رسائل حازمة لنتنياهو ولأميركا، من أنّ الحرب معه ليست سهلة أبداً.
 
ويتوقّع المراقبون أنّ تتّجه الحكومة الإسرائيليّة إلى طاولة المفاوضات، إنّ لم تنجح في تحرير رهائنها في رفح، وإنّ لم تستطع من تحديد موقع رئيس المكتب السياسيّ في "حماس" يحيى السنوار، وبقيّة قادة الحركة، عندها، قد لا تجد أمامها سوى وقف إطلاق النار، ما سيرتدّ حكماً على جنوب لبنان، وعلى أعمال "حزب الله" العسكريّة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

متى تعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك؟

من رفعوا أصواتهم منذ بداية الفتنة، رافضين للحرب العبثية ولإعطاء مشروعية لأي من أطرافها، كانوا يتخوفون من سفك الدماء وضياع الأرواح والممتلكات وتجذر الفتن بين أبناء الوطن. بما يهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي الذي تأثر كثيرا بسبب مغامرات النظام الانقاذي وحروبه.
في بدايات العهد الانقاذي فتحوا أبواب البلاد على مصراعيها لكل مغامر وكل متطرف، ومنحوهم أوراق الجنسية وجوازات السفر، لم يكن لهم من هم سوى هدم فكرة الوطن وجعله مشاعا ومفتوحا للجميع وأن يصبح قبلة لإخوانهم في كل مكان. حتى أقدم بعض من استقدموهم على قتل المواطنين الآمنين في المساجد.
وفي حين انشغل بعض هؤلاء القادمين من الإرهابيين بإنشاء الخلايا وتجنيد الاعضاء، انشغلوا هم بجمع المعلومات عن تلك المجموعات، وباعوها لاحقا للأمريكان طمعا في شراء رضاهم!
فتحوا أبواب الوطن في البداية واقترحوا قانونا للجنسية لا يعرف الحدود، وانتهى بهم الأمر بعد سنوات للتمييز داخل الحدود ضد أبناء الوطن نفسه، فسنوا قانون الوجوه الغريبة، ليصبح أبناء الوطن غرباء في وطنهم، ويتعرضون للتنكيل والموت لمجرد الاشتباه بأنهم دعموا المليشيا، التي أنشأوها هم وكانوا أكبر داعم لها حتى نازعتهم في السلطان.
هل كانت امارات التشظي البادية الان للعيان ستحدث لو ان قيادة الجيش أرسلت وفدا لمفاوضات جنيف؟ او أعلنت جنوحها للسلم ووقف الحرب، كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها؟ أطفال ونساء ورجال ماتوا دون ذنب، جراء سقوط الدانات في المناطق السكنية والأسواق، والقصف العشوائي، ومات وتعذّب الكثيرون وتعرّضوا للانتهاكات في رحلة النزوح، وحتى في المنافي عانوا من الاستغلال وصعوبة الإجراءات وغلاء الرسوم والسلع وانعدام الأمن في بعض المناطق.
هل كانت المواسم الزراعية ستتعرض للفشل بسبب استهداف محطات الكهرباء؟ وتتهدد المجاعة أبناء بلادنا؟ هل كان سيتم تدمير المؤسسات العامة وممتلكات المواطنين؟
من أشعل نيران الحرب لا تهمه آثارها ولا تحّرك معاناة الضحايا ضميره الميت، ثلاثة عقود شنوا فيها الحرب في كل أطراف هذه البلاد ودفعوا الجنوب دفعا للاستقلال عن الوطن الام، وهم في سبيل فعل الشيء نفسه الان مع أجزاء أخرى في بلادنا.
يجب ان يطغى صوت العقل على صوت الرصاص، وتعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك وفوق أصوات دعاة التقسيم، ليتسنى انقاذ وحدة هذه البلاد وضمان سلامة أبنائها.
ستبقى جذوة ثورة ديسمبر مشتعلة في النفوس، لأن الحفاظ على قيم تلك الثورة العظيمة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب ومعالجة آثارها الكارثية واستعادة شعبنا لحريته وكرامته وأمان ابنائه.
لابد من عودة لجنة التفكيك لأنه ما لم يتم تفكيك وتصفية النظام الكيزاني الفاسد الذي يمسك بخناق الدولة، فإن الفتن والحروب لن تتوقف في هذه البلاد.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • باحث في العلاقات الدولية: إسرائيل فشلت في استعادة الأسرى عبر الحسم العسكري|فيديو
  • عون: لا استقرار بجنوب لبنان من دون الانسحاب الإسرائيلي
  • تهديد مرعب من كوريا الشمالية لأمريكا وتفاصيل جنازة حسن نصره في ملاعب لبنان والطب الشرعي الإسرائيلي يعلن نتائج تحليل رفات شيري بيباس | عاجل
  • سلامة: الفائدة العسكريّة لبقاء إسرائيل في النقاط الـ5 غير موجودة
  • فيديو لسيدة لبنانيّة: الجيش الإسرائيلي حرقلي بيتي!
  • خبير شؤون إسرائيلية: «الاحتلال» يرغب في إنهاء الوجود العسكري لحماس داخل غزة
  • لماذا تعرضت بي بي سي لهجوم من جماعة يهودية مناصرة للاحتلال الإسرائيلي؟
  • مستقبل غزة والدور العربي لما بعد الحرب
  • هذا هو مستقبل حزب الله.. 3 ركائز تكشف المصير
  • متى تعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك؟