هل ستُحدّد رفح مستقبل المعارك بين حزب اللهوإسرائيل؟
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
شهد اليومان الأخيران من المعارك بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ، تزايداً في وتيرة القصف، فقامت "المقاومة الإسلاميّة" بتوجيه ضربة قاسيّة لإحدى أبرز القواعد العسكريّة في صفد، في شمال فلسطين المحتلّة، بينما ردّت تل أبيب بارتكاب مجزرتين في الصوانة والنبطيّة، في مشهد أعاد إلى الأذهان الغارات الدمويّة التي كانت تحصل في الحروب الإسرائيليّة على لبنان.
قد يقول البعض إنّ "حزب الله" والعدوّ خرجا عن "قواعد الإشتباك"،لكن هذا ليس دقيقاً، لأنّ "المقاومة"ستعمد إلى الردّ على كلّ استهداف إسرائيليّ لمنازل المدنيين في جنوب لبنان، بقصف المستوطنات الحدوديّة، إضافة إلى ضرب مواقع عسكريّة مهمّة. فوفق المراقبين، المعارك تخرج في الكثير من الأحيان عن السيطرة في الجنوب، غير أنّ لا "الحزب" ولا إيران ولا حتّى تل أبيب وأميركا من مصلحتهم توسيع رقعة الصراع في غزة، فوزير خارجيّة طهران حسين أمير عبداللهيان كان واضحاً في حديثه، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، من أنّ إيران لا تُريد تمدّد الحرب إلى دول الجوار، داعيّاً في الوقت عينه إلى وقف إطلاق النار في فلسطين، كيّ يعود الهدوء والإستقرار إلى المنطقة.
ويُضيف المراقبون أنّ المعارك في جنوب لبنان أصبحت الآن مرتبطة بالعمليّة العسكريّة الإسرائيليّة على رفح. فهذه المعركة تُعتبر الأخيرة على "حماس" والشعب الفلسطينيّ، لاعتقاد جيش العدوّ أنّ رهائنه موجودون هناك، وخصوصاً بعدما أعلن عن سيطرته على خان يونس، وفشله في تحرير محتجزيه في هذه المدينة. ويرى المراقبون أنّ الهجمات على رفح ستزداد، وقد يستشهد الكثير من الغزاويين الذي نزحوا إلى قرب الحدود المصريّة.
كذلك، فإنّ إسرائيل تنوي تحقيق هدفٍ آخر غير إيجاد مواطنيها، وهو الدخول إلى الأنفاق في رفح، والسيطرة على الحدود هناك،لمنع تهريب الأسلحة مستقبلاً إلى "حماس"، للحدّ من قدراتها العسكريّة. وفي موازاة ذلك، فإنّ العمليّة الإسرائيليّة تلقى دعماً أميركيّاً وغربيّاً، على الرغم من أنّ واشنطن وفرنسا وغيرهما، يعملان في الوقت عينه على التوصّل لهدنة إنسانيّة، ووقف دائم لإطلاق النار.
ولأنّ الحرب في غزة مستمرّة، وفتحت حكومة بنيامين نتنياهو معركة جديدة في رفح، فإنّ الحدود الجنوبيّة ستشهد أيضاً حالة من عدم الإستقرار، فموقف "حزب الله" واضح وصريح، وهو الإكمال حتّى النهاية في مساندة "حماس"، على الرغم من كلّ التوغّل الإسرائيليّ داخل غزة، وسيطرته على العديد من المدن والنقاط الأساسيّة في القطاع. ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل أصبحت موجودة في عمق مناطق نفوذ حركة المقاومة الفلسطينيّة، أيّ أنّها احتلّت أجزاءً كبيرة منها، بينما لم تمتدّ الحرب إلى لبنان، علماً أنّ "الحزب" حذّر منذ بداية الصراع من خطورة إنفجار الأوضاع الأمنيّة إنّ غزا العدوّ غزة بريّاً.
وأمام ما يحصل في غزة، وراهناً في رفح، فإنّ جبهة جنوب لبنان لن تشهد أيّ تغيّر، على الرغم من كلّ التهديدات الإسرائيليّة، فتل أبيب بحسب المراقبين، ستكتفي بتوجيه ضربات محدودة ومدروسة لقيادات "حزب الله" ومواقعه، فيما قد يستعمل الأخير أسلحة أكثر دقّة، ويقوم بقصف العمق الإسرائيليّ، لاستعراض قوّته، وكيّ يُوجّه رسائل حازمة لنتنياهو ولأميركا، من أنّ الحرب معه ليست سهلة أبداً.
ويتوقّع المراقبون أنّ تتّجه الحكومة الإسرائيليّة إلى طاولة المفاوضات، إنّ لم تنجح في تحرير رهائنها في رفح، وإنّ لم تستطع من تحديد موقع رئيس المكتب السياسيّ في "حماس" يحيى السنوار، وبقيّة قادة الحركة، عندها، قد لا تجد أمامها سوى وقف إطلاق النار، ما سيرتدّ حكماً على جنوب لبنان، وعلى أعمال "حزب الله" العسكريّة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«إنهم يتألمون».. رسالة من «حزب الله» للجيش الإسرائيلي جنوب لبنان
نشر “حزب الله” اللبناني فيديو بعنوان “إنهم يتألمون فاصل رقم 1″، في إطار سلسلة ستنشر تباعا حول مصير قوات الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة بجنوب لبنان.
وأظهر مقطع الفيديو “صورة للجندي الإسرائيلي غاي شبتاي ومراسم الدفن”، وبعض تصريحات شقيق الجندي.
وأوضح “حزب الله” أن “النقيب غاي شبتاي من الكتيبة 8207 التابعة للواء الاحتياط 228، هكذا دخل لبلدة كفركلا، وهكذا خرج في نعش”.
وأضاف “حزب الله”: “هذا ما قاله أخ النقيب في مراسم الدفن: غاي كان يتبع إلى الحاخامية العسكرية ولكنه أدخل إلى المعركة في جنوب لبنان في إطار الكتيبة 8207 كمقاتل بسبب نقص في القوى البشرية.. لقد تعرضنا لهزة كبيرة”، مشيرا إلى “أنهم يتألمون”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 08 نوفمبر مقتل ضابط متأثرا بجروح أصيب بها خلال المعارك مع عناصر “حزب الله” في جنوب لبنان.
وقال الجيش في بيانه إن ” غاي شبتاي (39 عاما) من الكتيبة 8207، توفي بعد جروح بليغة أصيب بها في المعارك بجنوب لبنان بتاريخ 26 أكتوبر”.
ونشر “حزب الله” في وقت سابق، فاصلا بعنوان “لبنان في موقع قوي.. بجيشه وشعبه ومقاومته”، فيما أظهر في مقطع فيديو مشاهد من عملية استهداف قاعدة “طيرة الكرمل” التابعة للجيش الإسرائيلي جنوب مدينة حيفا.