خرج ومرجعش.. صرخة أطلقتها سيدة ثلاثينية، تعزى نفسها، وتندب شقيقها، الذى عانى طيلة حياته، من مرض السكرى وبتر إحدى قدميه، قصته مأساوية، وآخر سطر فيها، كان جثة مذبوحة وملقاة فى المقابر.

أسرة كبيرة تجمعت فى شقة صغيرة متهالكة بمنطقة السيدة زينب، الجدران المتعبة، تستر أناسا عانوا مثلها، بين تجاعيد وجوههم ترى دهورا من الشقاء، وفى أعينهم حزن عميق، تقف الكلمات عاجزة  عن وصفه.

بين أفراد الأسرة سيدة تدعى «داليا»، 35 سنة، لا تكف عن البكاء، ضمتها والدتها لصدرها فى محاولة للتخفيف عنها، فى مصيبتهما الكبيرة، وما هى إلا لحظات حتى اختلطت دموعهما، وتداخل نحيبهما. 

تحاملت على نفسها، واعتدلت من حضن والدتها، لتروى لـ«الوفد» تفاصيل الغدر بشقيقها، تقول «داليا»: أخويا هانى 41 عاما، الفرحة لم يكن مقدرا لها أن تزوره، فحياته فصول من المعاناة، ويقف هو كجبل، متقلدا بسلاح الرضا، ورث مرض السكري، من والديه، عاش به وتأقلم معه، تزوج ورزقه الله ببنتين وولد، وانفصل بعدها عن زوجته، وترك عمله بعدما بتر الأطباء قدمه، ليكمل حياته على عكازين، متابعة مصاريف صغاره، ونفقات علاجه، حمل أثقل كاهله، وطول وقت مكوثه فى الشقة، أصابه بحالة اكتئاب، وقبل 6 أشهر اشترينا توك توك بقرض وجمعية، قرر شقيقى «هاني»، أن يعمل على التوك توك، حتى يشتم رائحة الهواء، فجلوسه فى المنزل لفترات طويلة، جعل خروجه منه كعيد.

وأكدت شقيقة المجنى عليه، «أبو حبيبة» لقب محبب لـ«هاني» يناديه به الأهالى فى منطقة السيدة زينب، سلامات الناس عليه فى الشارع، أعادته للحياة بعدما يأس منها، ابتسامته أعادت للبيت روحه، اعتصرت «داليا» عينيها لتسقط ما سكن بداخلهما من دموع،  لتروى الصفحة الأخيرة من حكاية هاني: فى الرابعة والنصف فجرا استيقظ شقيقى يرتب ملابسه، يستعد للخروج بالتوك توك، ويجوب شوارع السيدة بحثا عن رزقه، مشيرة إلى أن «هاني» قبل رأس والدته، وودعنى «عايزة حاجة يا داليا»، لتخبره أمى بأن لا يتأخر، فنظر إليها متبسما وقال هجيب فطار لعيالى جايين النهاردة، وهحضرلهم مصاريفهم واحط بنزين للتوكتوك. 

واضافت «داليا»، وفى تمام الساعة 9 والنصف صباحا، فوجئنا بطرقات عنيفة على باب شقتنا، فتحنا مفزوعين، فإذا بأفراد شرطة يخبرون شقيقى الأكبر أين «هاني» ليجيبه «أخويا نزل يشتغل»، قال له هى دى بطاقة أخوك، فأجابه اه هي، وبدأ يتسرب القلق لنفوسنا، وانتقلنا رفقة مخبر الشرطة، إلى مستشفى أحمد ماهر، وأساله ماذا حل بشقيقي، هل مكروه أصابه، هل تأذي، أين فلذة كبدي، وهو ينظر إلى عينى الباكيتيت ولا يجيب.

ومن جانبها أشارت «والدة هانى المجنى عليه» سيدة مسنة تجاوزت الـ 65 عاما، ألححت عليهم أن يخبرونى ماذا أصاب «أبو حبيبة»، ليلقى على مسامعها «أن متهمين خطفوه بالتوك توك، ووذبحوه من الخلف وألقوا جثته فى المقابر بمنطقة الخليفة».

سقطت الأم أرضا حينها، وتقطعت أنفاسها، على «هاني» وتذكرت كلماته ووعوده، بأنه سيعودة ليطعم صغاره، ويعطيهم مصاريفهم، وشريط من الذكريات مر أمام عينيها بطله «أبو حبيبة».

القصاص

ارتفعت أصوات الحاضرين فى الشقة، من أشقاء المجنى عليه، وأطفالهم، وصغار هاني، بالقصاص من المتهمين، الذين خطفوا روحه، ولم يراعوا إعاقته، أو فقره، أو حتى أن أقساط التوك توك لم تسدد بعد. 

وأضاف أحد شهود العيان: أن  المتهمين ركبوا مع هانى ومر بهم من طريق العزبة وبعدما تجاوز الجامع الأبيض، انهالوا عليه بالضرب وذبحوه من الخلف، وهو عاجز، لم يملك غير الصراخ حتى فارق الحياة.

وأوضح شاهد عيان، أن المتهمين أخدوا التوك توك وهربوا، وتصادف مرور سائق سيارة، فرأى كلابا تجمعت على شيء وسط المقابر، فإذا بجثة قد تجمعت حولها الكلاب، غطاها وبلغ قسم شرطة الخليفة ونقلوا الجثة إلى المستشفى وأهله استلموا الجثة ودفنوها.

وبالانتقال والفحص تبين أن المتوفى موظف مقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، به جروح طعنية وآثار حقن بالذراع اليمنى وبتر قديم بالقدم اليمنى، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة عاطلَين «لهما معلومات جنائية»- مقيمان بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبحوزة كل منهما سلاح أبيض مطواة، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة باستخدام السلاح المضبوط حوزة أحدهما بقصد سرقة مركبة التوك توك قيادة المجنى عليه وأرشد عن مركبة التوك توك لدى عميلهما سيئ النية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجثة مقابر الخليفة عاطلان السیدة زینب المجنى علیه التوک توک توک توک

إقرأ أيضاً:

السجن المشدد 15 سنة لسائق تعدى على شقيقته فى الإسكندرية

قضت محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية، برئاسة المستشار أشرف ابو زينة رئيس المحكمة،وبعضوية كل من المستشار علاء الدين الشنديدى، والمستشار سامح فؤاد، وسكرتير المحكمة عادل عزت بمعاقبة المتهم "ا.ر.ا" بالسجن المشدد 15 سنة، وألزمته بالمصاريف الجنائية، لاتهامه بالتعدى على المجنى عليها " ت.را".

تعود أحداث القضية المقيدة، برقم 8813 لسنة 2024 عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، إخطارا من ضباط قسم شرطة الرمل ثان، يفيد بقيام المتهم بالتعدى على المجنى عليهم بمحل سكنها،بدائرة القسم.

تبين من التحقيقات، أن المجنى عليها " ت.ر.ا" 19 سنة ربة منزل تقيم بالعقار الكائن بمنطقة أبيس، ويقطن فى الوحدة السكنية المواجهة لشقتها المتهم "ا.ر.ا" سائق وأنه القائم على رعايتها، لكونه شقيقها الأكبر، وأنه حال جلوسها بشقتها تفاجأت بقيامه بتقبيلها إلا أنها استطاعت مقاومته، فأخبرت اشقائها بما حدث، وقامت بتغيير محل إقامتها، إلى أنه أصر على عودتها لسكنها، وعقب مرور وقت تبين أن المتهم، قد وضع لها المهدئات والمنومات، للتعدى عليها وعقب اكتشاف الواقعة، تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق التى قررت إحالته إلى محكمة الإسكندرية، التى أصدرت حكمها.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟
  • من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟ (فيديو)
  • العثور على مقبرة جماعية قرب دمشق
  • مشاهد جديدة لكلاب ضالة تنهش جثث القتلى في غزة
  • السجن المشدد 15 سنة لسائق تعدى على شقيقته فى الإسكندرية
  • “واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق
  • عاجل - إجراءات مهمة من محافظة القاهرة لتطوير حي الخليفة
  • 10 إجراءات من محافظة القاهرة لتطوير حي الخليفة
  • رئيس مدينة بورفؤاد يتفقد مقابر المدينة ويوجه بتنفيذ حملة مكثفة لرفع كفاءتها
  • قمة «فوربس» الشرق الأوسط تكرّم «داليا خورشيد» ضمن أبرز القيادات النسائية بالرياض