*بيان صحفي حول اجتماع المكتب القيادي*

- المجاعة تطرق ابواب الوطن بسبب الحرب نحو حملة وطنية شاملة حول الوضع الانساني ولوقف الحرب.

- اجتماع المنامة خطوة في اتجاه وقف الحرب غابت عنها الشفافية وقوي الثورة والتغيير.

- العملية السياسية مهددة بسيطرة العسكريين ودخول الاسلاميين الداعمين للحرب والشمولية.

- التحالفات الحالية لا غني عنها ولكنها تعاني من مصاعب وخلل يتطلب الاصلاح.



- تكوين لجنة قيادية مصغرة لمتابعة مؤتمر تنسيقية القوي الديمقراطية والمدنية.

عقد المكتب القيادي للحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثوري الديمقراطي اجتماعه الدوري مساء 14 فبراير الجاري وتناول الاجتماع الوضع الانساني والسياسي وقضية المجاعة ووقف الحرب ومفاوضات المنامة السرية والتحالفات ومؤتمر تنسيقية القوي المدنية والمتغيرات في الحرب ومحاولات الفلول للدفع نحو حرب اثنية وتواصل الانفلاتات من جانب الدعم السريع وضرورة حماية المدنيين والوضع الاقليمي والدولي . وتوصل الاجتماع الي الآتي:

المجاعة :
شبح المجاعة يخيم علي البلاد ويهدد حياة الملايين بسبب وقف الزراعة وتهديد سلامة المزارعين والرعاة وتقدر المنظمات الانسانية الدولية ان تكلفة توفير مدخلات الانتاج الي داخل السودان تقدر ب(100 مليون دولار) واستلام الطعام من الخارج يكلف (800 مليون دولار) وفي الحالتين لابد من وقف الحرب لتفادي المجاعة، ودعا المكتب القيادي السودانيين واصدقائهم في الداخل والخارج لابتدار حملة شاملة للتنبيه لخطر المجاعة وخطورة الاوضاع الانسانية وانهيار النظام الصحي وضرورة حماية المدنيين.

اجتماع المنامة:
قيم المكتب القيادي اجتماع المنامة السري بين طرفي الحرب وبمشاركة خمسة دول هي البحرين ومصر والامارات والسعودية والولايات المتحدة والذي عقد جولتين وفشل في عقد الجولة الثالثة وتوصل الي ان الاجتماع خطوة صحيحة جمعت طرفي الحرب ودول ذات اهمية ولكنه لم يتميز بالشفافية ولم يطلع الشعب صاحب المصلحة علي نتائجه ومجرياته وتم توقيع اعلان مبادئ لم يعرض علي قوي الثورة والتغيير، و جماعة بورتسودان بعد ان وقعت علي اعلان المبادئ تنصلت عنه ومن حق الشعب الذي دفع فاتورة الحرب ان يعلم بما يجري ومن حق قوي الثورة والتغيير ان تشارك في رسم طريق المستقبل وطالب الاجتماع طرفي التفاوض باعلان الحقائق علي الملأ ومخاطبة الشعب بشفافية وان اي حلول تجري بعيدا عن اعين الشعب غير قابلة للحياة والديمومة مثلها مثل هذه الحرب.

العملية السياسية بين سيطرة العسكريين و مشاركة الاسلاميين:
وقف الحرب يتطلب اتفاق طرفي الحرب علي اسكات البنادق والعملية الحالية منذ جدة تتم بعيدا عن الشعب وقوي الثورة والتغيير وتجاوزت في المنامة وقف الحرب الي تصميم عملية سياسية شاملة وهذا خلل لابد من تداركه، وقوي الثورة والتغيير يجب ان تكون شريكة منذ البداية سيما ان هناك من يحاول اشراك الاسلاميين الداعمين للانقلاب والحرب وهي مكافأة للفلول علي حربهم، وللوصول لحلول مستدامة لا يمكن استبعاد قوي الثورة والتغيير ولابد من اخراج الفلول من قيادة الجيش وسيطرتهم علي القطاع الامني وانهاء التمكين واعادة تأسيس الدولة و اكمال مهام الثورة.

التحالفات الحالية ضرورة و تعاني من مصاعب وخلل:
الحرب الحالية ذات تأثير شامل علي المجتمع والدولة وعلي الحياة السياسية ولابد من اخذ كافة المتغيرات في الاعتبار وبناء تحالفات علي اهداف استراتيجية لتأسيس الدولة واكمال مهام الثورة واصحاح الحياة السياسية ومن اجل ذلك:
1/ نؤكد ان التحالفات الحالية لا غني عنها وتواجهة مهام صعبة ومعقدة ونؤكد ايضا دعمنا لتنسيقية القوي المدنية وتطويرها وعلي اهمية الحفاظ علي تحالف قوي الحرية والتغيير ومواكبته المتغيرات وتوحيده علي هدف استراتيجي وتقويته كمدخل لازم لتقوية التنسيقية وانما تسرب الي بعض الاطراف من توجهات معادية للقوي السياسية وقوي الحرية والتغيير ترجع جذوره لمخططات الفلول ومحاولات اضعاف الحركة الوطنية والنسيج الوطني لخدمة مصالح معادية للثورة.
2/ نري ضرورة الحوار مع كافة قوي الثورة وتقديم كل التنازلات الممكنة للوصول الي التنسيق في الحد الادني للجم غول الحرب وادعاءات الفلول.
3/ ان بعض الظواهر السلبية مثل محاولات السيطرة علي التحالفات تجافي تقاليد التحالفات الرصينة التي بنتها الحركة الوطنية كما ان ظاهرة تجاوز المؤسسات المعلنة والمناهج السليمة قضية وواجب جماعي لاصلاح واصحاح الحياة السياسية ولابد من الالتزام بالمبادئ دون مجاملة لاصلاح التحالفات الحالية والابتعاد عن الهيمنة والتكويش و الشللية وخدمة المصالح الضيقة والشخصية والوقوف ضد تهميش اي من مكونات التحالفات الحالية وبناء التحالفات علي اهداف ومهام استراتيجية علي رأسها تأسيس الدولة واكمال مهام الثورة.

مؤتمر تنسيقية القوي المدنية:
اكد الاجتماع علي التحضير الجيد للمؤتمر بمشاركة اوسع قطاع من القوي الديمقراطية الراغبة والتمثيل المنصف لجميع الفئات سيما النساء والشباب ولجان المقاومة في كل انحاء السودان والريف والحضر والقوي السياسية والمجتمع المدني والتنوع السوداني والدفع بوحدة السودانيات والسودانيين في مواجهة الحرب والخروج بقيادة فاعلة تعكس تنوع وحيوية قوي التغيير والثورة وتوثق الصلة علي نحو عضوي بين القوي الحية في الداخل والخارج.

لجنة مصغرة لمتابعة قضايا التحالفات اليومية:
قرر الاجتماع تكوين لجنة من الرئيس ونائبة الرئيس والسكرتير السياسي المسئول عن لجنة مؤتمر التنسيقية الرفيق الرضي ضوالبيت لمتابعة مهام وقضايا التحالفات اليومية وقضايا المؤتمر، وتقديم تقرير شامل للمكتب القيادي.

المكتب القيادي للحركة الشعبية-التيار الثوري الديمقراطي
15 فبراير2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المکتب القیادی وقف الحرب فی الحرب

إقرأ أيضاً:

هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (2-2)

عبد الله علي إبراهيم

هذه مذكرات عن الثورة الفرنسية أخذتها من "أوربا الثورية 1780-1850" (2000) كتاب زميلي السابق في شعبة التاريخ بجامعة ميسوري جونثان سبيبربر. جلست إلى الكتاب في أعقاب ثورة ديسمبر حين سقمت نفسي أحاديث مطلوقة عن الثورة اشترطت أن تنهض الثورة، متى قامت، بالتغيير الجذري بعد اسقاط النظام مباشرة وإلا صارت "انتفاضة" في أحسن الأحوال أو هرجاً وضلالاً. وعرفت أن أياً من مشيعي تلك الخزعبلة لم "يشق" بطن كتاب عن ثورة ليعرف أن الثورة هي تعريفاً ثورة متى أسقطت حكومة النظام القديم. وبس. أما التغيير فلا يأتي لحزته لأنه مما تختلف الآراء فيه وسبله بين من ائتلفوا لإسقاط النظام القديم. ولا أعرف إن كان من يذيع هذا الضلال وقف عند الثورة الفرنسية (1789) وتضاريسها ليرى أنها اختلفت حول التغيير اختلافاً محلياً وأوربياً اختلافاً مضرجاً كبيراً. فلا الجمهورية ولا العلمانية اللتين هما المعنى الذي كان من وراء الثورة تحققا في اليوم العاقب لسقوط النظام القديم كما يتشهى بعضنا. ويكفي أن جرى استرداد الملكية لفرنسا ثلاث مرات ولم تتوطد الجمهورية إلا في ثمانينات القرن التاسع عشر. كما لم يقع فصل الدين عن الدولة إلا في دستور 1905 ولينص دستور 1958 صريحاً على العلمانية لأول مرة.
نحن، وذكرى ثورة ديسمبر على الأبواب، قبايل "تجديد البكا" على الثورة في تاريخنا. وهو بكاء كاليتم لانقطاعه عن تاريخ الثورات ويريد لثورة السودان أن تغير ما بنا في لمح البصر: short and sweet
أردت عرض هذه المذكرات عن الثورة الفرنسية حتى لا نخدع عن حقائقنا وثوراتنا بثمن جهالة بخس. وعينت الصفحة من الكتاب أمام تلخيصي لما فيها. وربما صادفت القارئ متاعب هنا وهناك لأن هذه المذكرات مما أردت منه أن أعرف عن الثورة لا أن أنشرها كما أفعل الآن.
(سيلقى القارئ غموضاً هنا وهناك كما وجدت أنا نفسي لدي عودتي لقراءة هذه المذكرات بعد سنوات من كتابتها. أردت فقط بها أن يرى شبابنا أن الثورة كينونة غريبة لا كما يبسطها صغار الأحلام: أنت ثرت وريني عمرت شنو؟ ولا أتوقع أن يطالع القارئ هذه المادة على صفحتي. هي للاحتفاظ بها كمذكرة المحاضرات"

72 اكتنفت الثورة أزمة مالية لم تخرجها منها حتى السندات المالية بضمان أرض الكنيسة المصادرة. فلم يقبل الفرنسيون في المناطق المناصرة للقسس المنشقين على شراء الأرض، بل قابلوا من حاول ذلك بالاحتجاج والشنق سحلاً. وفرضت الحكومة تداول السندات التي اشتراها أهل المال من الناس بثمن بخس أدى إلى تدهور سعر العملة. فامتنع المزارعون من بيع محصولاتهم بالثمن البخس. فنقص المعروض من الطعام في الأسواق. وأدى هذا إلى نشأة فئة اجتماعية سياسية في المدينة عرفت ب"سانس-كولتس". وهي من العاملين بأيديهم من الحرفيين وصغار التجار وسيطة بين البرجوازية والعمال: برجوازية صغيرة. فهم يعملون بأيديهم ويؤجرون من يعملون بأيديهم. وظهرت سطوتهم في سقوط الباستيل 1789 وحصار فرسايل في أكتوبر 1791. ولما كانت الحكومة قد عادت إلى باريس أعطى ذلك السانس قوة للضغط زائدة.
ص 17-72. ومن تلك العوامل تورط فرنسا في حرب أوربية. فإلغاء النظام الإقطاعي في فرنسا أخاف أوربا. وقوى من هذه الحرب عامل للسياسة الداخلية هو المهاجرون الفرنسيون ممن كونوا فرقهم المسلحة على حدود فرنسا الشرقية. طالبت العناصر الأكثر جذرية في الجمعية التأسيسية (1791) بشن الحرب على المانيا لإيوائها المهاجرين لكسر ظهر عناصر الثورة المضادة. ومتى انتصروا في الحرب، حسب تقديرهم، كان سبباً لترويع المعارضة الداخلية وإخراسها علاوة على نشر مبادئ الثورة الفرنسية في الخارج. وافق الملك على الحرب على المانيا برغم أن بعض أسرته من بين "الثورة المضادة". وعارض روبيسبير، زعيم اليعاقبة، الحرب لأنها مشقة غير مأمونة العواقب. بدأت الحرب في 1792 وما لبث أن بدأ عوار الحرب للحكومة. فتناصرت قوى أوربا مع قوى الثورة المضادة. وكان متى احتلت الجيوش الأوربية موضعاً فرنسياً استعادت فيه النظم التي ألغتها الثورة. وصارت الحرب، التي اختلفت دوافع القوى الأوربية لدخولها، تعرف بحرب بين الثورة والثورة المضادة، الثورة والاستعادة (restoration). حرب لم تقع للإنسانية من قبل.
74 بدا للجذريين في باريس أن دروس الحرب تلك أن يعنفوا. فالوسطيون حاربوا بغير نفس بل انضم بعض قادتهم للعدو. وكان القائد العام لجيش الحكومة يراسل الأعداء. وكان جورج دانتون، من الجهة الأخرى، من نادي كوديلر متحمساً للحرب" قال: الجراءة والجراءة أكثر والجراءة ما يزال هي التي ستنقذ فرنسا". وبدأ الجذريون في الإعداد لانتفاضة جمعوا لها الحرس الوطني من سائر فرنسا (20 ألف) في مظاهرة في 10 أغسطس 1792. سارت للقصر الملكي وهزمت حرسه وقتلت أكثرهم. وأعلنت أن فرنسا جمهورية.
75 وفرضوا إرادتهم على الجمعية التأسيسية بحل نفسها وإجراء انتخابات جدية لجمعية تضع دستوراً للبلاد الجمهورية. وحدث ذلك واجتمع البرلمان في سبتمبر 1792.
75 تواصلت الحرب واقترب البروسيون (بروسيا) من باريس. واستقل السناس (البرجوازية الصغيرة) بأنفسهم عن الأندية. وأخذوا يستأصلون السجناء السياسيين من النبلاء والقسس المنشقة في ما عرف ب"السبتمبريين". وهي لعنة دم لاحقت الجذريين. وأمض ارتفاع الأسعار السناس أيضاً. وكان مقترحهم لاحتوائها هو تحديد الأسعار وإن لم يسلم الفلاحون نتاجهم صادرته الدولة.
وبذلك التصعيد صارت الجمعية التأسيسية ساحة مرة أخرى لمن أراد اطراد الثورة ومن رغبوا عن ذلك. منشأ اليمين واليسار كان خلال هذه الخصومة. صار جذريو الجمعية السابقة، قُرُيندنز، في صدام مع اليعاقبة الذين رغبوا في التحالف مع السانس ممن طلبوا تحديد الأسعار. وهو تعد على الملكية لم يقبله القريندز. وأشد خلافهم كان حول مصير الملك المخلوع. لم يمانع كثير من النواب من تقديم الملك للمحاكمة بتهمة الخيانة. ودفع الملك عن نفسه بأن دستور 1791 جعله مبرأ من مثل هذه المحاكمة. أما دفاع أنصاره المهجرون فكان أن الثورة هي الخيانة. ونشب الخلاف حول العقوبة. فأراد القريندز، متاثرين بعقيدة الملك المعصوم، تفادي قتله بأي صورة وبالدعوة لسجنه أو لنفيه وغيرها.
ص 77 وأراد القريندز بذلك ألا يقطعوا شعرة معاوية مع أوربا الملكية. وهي الشعرة التي أراد اليعاقبة قطعها. صوتت الجمعية لقتله بأغلبية قليلة بعد جلسة متصلة دامت 36 ساعة. وقتل في 21 يناير 1793 على المقصلة شهيداً مسيحياً باركه البابا في نزال قوى الشر. وكان السانس يغنون المارسليز. واحتدم الصراع بين الجماعتين. أراد القريندز إغلاق أندية اليعاقبة وغيرهم ووقف صحفهم. فجنح اليعاقبة إلى السانس فآزروهم باقتحام الجمعية في يونيو 1793 والمطالبة بنزع القريندز من عضويتها. فاستجاب اليعاقبة مسرورين.
وصار بوسع من تبقى من الأعضاء المضي قدماً في مواصلة الثورة. فقرروا التجنيد الاجباري وتنفير قوة الأمة كلها رجالاً ونساء شيباً وشباباً للنصر في الحرب من أجل الجمهورية.
87 واتبعوا إجراءات عنيفة ضد الثورة المضادة كبؤرة عملاء لقوة أجنبية. تكونت لجان الرصد لأعداء الثورة لفرز من معها ومن ضدها. انتزاع شهادات الولاء للثورة. وصار أهل الحظوة القديمة موضع ريبة. محاكم خاصة لمحاكمة الخونة. وتمت مصادرة ممتلكات المهاجرين المعادين. ونشأت لجنة السلامة العامة تتوج إجراءات العنف ضد الخصوم. وكافأوا السانس بتحديد الأسعار ومصادرة منتوج الفلاحين الممتنعين عن البيع. وكان ذلك خلافاً لعقيدتهم في السوق الحر. كان روبسبير من وراء لجنة السلامة. وجعلت أندية اليعاقبة نفسها حكومة من وراء الحكومة الرسمية في التربص بالأعداء. وكلما أوغلت اللجنة في العنف كلما خلقت طائفة من الأعداء لها. ففي مدن الجنوب انتصر المعتدلون على المتطرفين. وساءهم طرد القريندز المعتدلين من الجمعية في باريس فقاموا بعصيان سموا أنفسهم فيه الفدراليين. وكانوا مع الثورة رغم عدائهم للجمعية ويريدون لفرنسا أن تحتفظ بنظمها الباكرة للثورة من المصالح والدوائر الذاتية لا المركزة التي جرت لاحقاً على يد اليعاقبة. كانت وراء ثورتهم عوامل: 1-الدين لأن سكان غرب فرنسا أكثرهم تديناً، وهم ضد القانون المدني للقساوسة. وصارت تحرشات وصدامات طوال عامي 1791 و1792. وكان أهل غرب فرنسا ضد التجنيد الاجباري أيضاً لأن العمل بالجيش ليس في طبعهم أو ممارستهم. وجاء قساوسة متمردون ونبلاء لقيادة سخط غرب فرنسا على الجمعية.
81 وكونوا في مكان ما "الجيش الملكي والكاثوليكي" وساروا لباريس لإسقاط الجمعية. جماعة أخرى نهضت بحرب عصابات. وكلاهما متصل بالمهاجرين الآملين بتدخل بريطانيا. وجسد ذلك الصراع صدام الدين وثقافة عهد الأنوار المناوئة له. وكان صراعاً اتسم بالوحشية. ذبح الثوار أنصار النظام الحاكم في باريس ذبح الشياه وشيعوهم بالترانيم الدينية. ولما تلقى أنصار الحكومة عوناً قتلوا كل سجنائهم.
ص 80
عهد الرعب 1893 إلى 1794
أدى رعب الحكومة إلى ضحايا بلغوا 35 ألف موتاً بالسجن أو بواسطة المقصلة. أكثرهم كان من جنوب فرنسا الذين حملوا السلاح ضد الحكومة. ولا يشمل هذا من قتلوا في غرب فرنسا الذين ربما كانوا خمسة اضعاف ذلك العدد. ولكنهم ماتوا في قتال مباشر بين أطراف الحرب بين الحكومة والمنشقين عليها.
81 وما يجعل ارقام أولئك الضحايا قابضاً للنفس ليس أننا لم نشهد ضحايا أكثر منه في عصرنا ولكن لأنه وقع في محاولة لبناء فرنسا جديدة على بينة "جمهورية الفضيلة" في عبارة لروبيسبير. خلال الحرب الأهلية والخارجية عكف اليعاقبة على تدبيج نظام جديد لفرنسا استمر في صوره المتطرفة لسنة واحدة:
1-ثقافة جديدة لفرنسا تحل مكان الثقافة القديمة شملت تغيير التقويم. جعلوا الثاني والعشرين من سبتمبر 1792 بدء للتقويم الجديد الذي حل التقويم المسيحي. جعلوا الأسبوع 10 أيام تنتهي بيوم عطلة ليس هو الأحد. وسموا الشهور تسميات جديدة. مثلاً شهر الحرارة Thermidor وهو ذروة الصيف. وgerminal وهو من بعض مايو ويونيو وهو شهر نمو المحاصيل. ولم يقبل بالتقويم أحد للخبطته الأعياد الدينية واختزاله أيام العطلة. اقتصر التقويم على الاستعمال الرسمي حتى جرى إلغاؤه في 1806.
2-إصلاح الموازيين والمكاييل وضبط معاييرها. كانت المقاييس قبل الثورة مقاسة على جسد الملك. فالقدم في الواقع هو طول قدم الملك. جاؤوا بمقياس المتر مستفاداً من تراكيب الطبيعة. وجرى قبول هذه "البدعة".

3-إعادة تسمية الشوارع التي أطلقت على ملوك. استبدالها بأسماء لأبطال الأغاريق والرومان. وسمى اليعاقبة أولادهم بروتس وحتى فرانكلن (ألأمريكي) احتساباً للجمهورية. ويخاطب الواحد الآخر يا"مواطن" كسراً لنظام الألقاب.
وكان القصد هدم الكاثوليكية. زادوا بالاعتداء على الكنائس وتدنيس رموزها. ولم يسلم حتى القساوسة المطاوعين من التضييق فأضطر 18 ألف منهم لنزع الرداء الكنسي وقبلوا بمدنيتهم وأول مظاهرها الزواج مما كان محرماً عليهم.
واحتار الجذريون في ما يحلونه محل المسيحية. فأقترح البعض الإلحاد أو حكم العقل. فسموا كاتدرائية نوتردام بمعبد العقل. ثم انتهوا إلى نسخة هادئة من الدين الجديد هي ال"deist". وهي عقيدة تؤمن بوجود الرب. ولكنه تلاشي حين حرك الكون وأطلق عنانه. وانقطعت صلته بالكون والخلائق. وصار مصير الدين الجديد مصير التقويم: النفور منه. ولكن ثبت اليعاقبة مبدأ المواطنة أما السوية القانون فشملوا بها كل الذكور دون النساء. ونواصل.
تقويم الثورة الفرنسية "المدني" الذي ألغى التقويم المسيحي
Naming the Months
This is where the commissioners really got creative. They made up a whole set of new words, generally with French or Latin roots.
Fall
• Vendémiaire (from French vendange ‘grape harvest’)
• Brumaire (from French brume ‘mist’)
• Frimaire (from French frimas ‘frost’)
Winter
• Nivôse (from Latin nivosus ‘snowy’)
• Pluviôse (from French pluvieux ‘rainy’)
• Ventôse (from French venteux ‘windy’)
Spring
• Germinal (from French germination)
• Floréal (from French fleur ‘flower’)
• Prairial (from French prairie ‘meadow’)
Summer
• Messidor (from Latin messis ‘harvest’)
• Thermidor (from Greek thermē ‘summer heat’)
• Fructidor (from Latin fructus ‘fruit’)

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • يابوس تحت القصف: محاولات جر الحركة الشعبية إلى الحرب
  • المكتب التنفيذي بحجة يقر تقرير وحدة تمويل المشاريع الزراعية والسمكية
  • رشا عوض : لن نسمح لرصاص الحرب ان يصيب عقل الثورة ووجدانها
  • رؤية النخب السودانية حول الحراك الثوري والتحولات السياسية
  • اجتماع بمديرية بني الحارث يناقش أداء المكتب التنفيذي والأوضاع الخدمية
  • ولي لابيد: نتنياهو يقوم بتغليب الاعتبارات السياسية على إعادة المختطفين
  • أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا
  • حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (2-2)