أمر مريب داخل النوادي الرياضية.. عصابات تسلّم أُبرًا قد تؤدي إلى الهلاك
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أزمة لا بل آفة جديدة تطلّ برأسها لتغزو مجتمع "الشباب اللبناني"، وتحديدًا روّاد النّوادي الرياضيّة، الذين يحلمون ببناء أجسامٍ تشبه جسم لاري سكوت، روني كولكمان، سمير بنوت، سيرجيو أوليفيا، وغيرهم الكثير من لاعبي كمال الأجسام، إذ تعمد عصابات منظّمة، انتشرت مراكزها داخل الاحياء الفقيرة، والضواحي المنسية، إلى إغراء الشباب بأبرٍ مشبوهة، تحمل موادًا سامة، تُشبه بالظاهر الأبر اللازمة التي يتم أخذها عادة خلال رحلة تغيير شكل الجسم، بناء على وصفة طبيب مختص، إلا أن مضمونها من شأنه أن يؤدي إلى رحلة من المضاعفات، من غير المستبعد أن تؤدي إلى الموت.
. هذا وللأسف ما يحصل داخل النوادي الرياضية، التي لا تخضع لأي رقابة حاليًا، إذ تسود داخلها حالة من الفوضى، سمحت لهكذا أشخاص باستغلال ظروف اللاعبين، واللعب على الوتر المادي، لناحية إغرائهم بأسعار رخيصة، وهذا ما يدفع باللاعب إلى القبول بهذه العروض بدل التوقف الكلي عن الذهاب إلى النادي.
مصدر أمني متابع أكّد لـ"لبنان 24" على أنّ هذه الآفة ليست وليدة اليوم، إنّما ازدادت بشكل غير مسبوق منذ تراجع الأوضاع الإقتصادية في لبنان، وهذا ما سمح لبعض الأشخاص بابتكار تجارة جديدة، استهدفوا من خلالها النوادي الرياضة، وذلك عبر التسويق لأبر تُضخّم العضلات، تحمل بمكوناتها بعضًا من الفيلر، والتي يتم خلطها مع نوع معين من زيت الشعر، متخطين وجود مادة أساسية مثل "السانتول" التي تتضمن مضادا بكتيريا يسمح بأخذ هذه الأبر بطريقة آمنة. ويؤكّد المصدر الأمني "أن تجارة هذه العصابات قد توسّعت بشكل غير مسبوق، لم تعد تقتصر على نوادي الأحياء المنتشرة بشكل عشوائي أينما كان، وهذا ما سمح بتوسّع نقاط العمل، وإنشاء معامل صغيرة منتشرة داخل غرف بين البيوت و أحياء الضواحي؛ علمًا أن عملية التصنيع حسب المصدر، ليست بالمعقّدة، إذ إن المواد متوفرة، وعملية التعبئة لا تحتاج إلى أي خبرة، طالما أن لا معايير صحية معتمدة من قبلهم". "لبنان 24" تواصل مع عضو ومسؤول اللجنة الإعلامية في الاتحاد اللبناني لكمال الأجسام المدرب غسان المولى الذي أكّد "أنه بات ضروريا أن ندقّ ناقوس الخطر لما يحصل في لبنان بهذا الخصوص، إذ إن الأوضاع الإقتصادية أجبرت الشباب الذين يحلمون ببناء أجسام رياضية، ولا قدرة لهم على تحمل التكلفة، على مجابهة المخاطر التي قد تنتج عن اللجوء إلى استخدام هذه الأبر غير الصحية، علمًا أن أسعارها قد لا تصل إلى نصف سعر الأبر الأصلية التي يتم التوصية بأخذها نظرًا إلى أنّها تُصنّع بطريقة صحية وآمنة، وتحتوي على مضادات بكتيرية لا تسمح بحصول أي أمر مريب تحت الجلد أو على العضلات المستهدفة". المولى شرح عبر "لبنان 24" العملية المريبة التي تتم من خلالها عملية التصنيع، إذ أكّد "أن العصابات المنظمة التي وضعت الشباب نصب أعينها استطاعت التوصل إلى أبر معينة، بعد عدد كبير من التجارب على الزيوت المتوافرة في السوق، إلى أن وصولوا إلى زيت "البارافين" الذي لا قدرة له على قتل البكتيريا، وهذا قد يؤدي إلى تكوين ألياف عضلية تشبه الزجاج وكأن العضلة مجمّدة بشكل كامل، ليصل الشخص إلى مرحلة سيجبر من خلالها على استئصال عضلاته، لأن ذلك سيؤدي إلى تسكير الأنسجة والعروق، وقد يتمدد الأمر إلى كامل الجسم تماما كمرض السرطان، وهذا ما يستدعي عملية استئصال العضل قبل انتشار المواد في الجسم".
ويشير المولى "إلى أن عملية الغش قد تقع من ناحية خلط منشطات تستهدف التستوستيرون، وهذا ما قد يوهم الشخص بأنّه بات نشطًا جرّاء مفعول الأبرة، ما من شأنه أن يؤثر على الجهاز العصبي، أو ضرب التستوستيرون بالجسم، والوصول بالتالي إلى مرحلة العجر الجنسي". الأمر مع هذه العصابات تطور حسب المدرب غسان المولى، إذ بات هؤلاء يعمدون إلى السفر للصين وتركيا، حيث يؤمّنون مواد خاصة لهذه الأبر، ويشترون الزيوت المغشوشة التي يتم استعمالها بعملية التصنيع، وهذا ما يفتح النقاش بشكل واسع على غياب القوانين التي تردع هكذا أشخاص من ممارسة أعمالهم، خاصة على صعيد النوادي الرياضية الشعبية، التي انتشرت بشكل غير مسبوق أيضا من دون أي حسيب أو رقيب. ويؤكّد بالتوازي المصدر الأمني لـ"لبنان 24"، تعقيبًا على عملية استيراد البضائع من الخارج، أو السفر لتأمينها؛ أن هذا يعتبر مؤشرا خطيرا على توسع عمل هذه العصابات، إذ إن الاستغناء عن الزيوت التي تباع داخل المحال التجارية، وتَكبّد عناء السفر إلى الخارج، يعطي إشارة واضحة وصريحة عن الراحة والأمان الذي تتمتع به هذه العصابات، وقدرتها على انتشارها وتغلغلها داخل مجتمع الشباب، وبالأخص إغراء الرياضيين بأسعار هذه الأبر. كما يؤشر على أن تجارتهم "مربحة" ومستمرة طالما أن السوق يسمح بذلك، وسط غياب أي عملية ردع للجرائم التي يقومون بارتكابها بحق شباب قد لا يتجاوز عمر البعض منهم 18 عامًا.
على مقلب آخر، لم يتوانَ المولى عن التحذير من النوادي العشوائية، التي باتت تنبت كالفطر في كل مكان، إذ أضحت هذه "البزنس الأرخص" الأكثر انتشارًا حاليًا داخل الأحياء، حيث بات بمستطاع أي كان أن يأتي بالمستلزمات التي أضحت اختصاص العديد من الحدادين وبأرخص الأسعار، من دون اعتماد أي معيار بعملية التصنيع. بالتوازي، يستغرب المولى غياب عملية التشريع القانوني، إذ إن القطاع قد تم تهميشه بهذا المجال، وهذا ما يطرح علامات استفهام خطرة حول الأدوات التي يتم استخدامها داخل هذه النوادي، وسط غياب المختصين والمدربين، بالإضافة إلى انعدام الرقابة الدورية على صيانة الآلات من قبل الجهات المعنية، علمًا أن الاتحاد حاول ملاحقة هذه النوادي، إلا أنّه لا يستطيع أن يستكمل هذه المهمة وحيدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نقيب البيطريين بالفيوم ينتقد وسائل التأمين البدائية التي تمارسها حدائق الحيوانات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتقد الدكتور علي سعد، نقيب الأطباء البيطريين بمحافظة الفيوم، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، الواقعة التي شهدتها حديقة الحيوان بمحافظة الفيوم، بعدما التهم أسد غاضب، الحارس الخاص ببيت الأسود أثناء عمله.
وقال نقيب الأطباء البيطريين في رسالة للإدارة المركزية قائلاً، الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، تستخدم طرق بدائية مّر عليها قرن من الزمان في التعامل مع الحيوانات المفترسة وهي في أقفاصها علما بأننا نستخدم وسائل حديثة غلق وفتح أبواب الشقق والأبراج بالكهرباء من خلال شاشة الإنتركوم “علي حد وصفه”.
ولفت نقيب الأطباء البيطريين إلى أن واقعة مصرع عم سعيد لابد أن نستفيد منها، والدروس المستفادة من هذه الواقعة حتى لا نكرر عم سعيد تاني وتالت بالفيوم وخارجها موجها عدة نصائح هامة تضمنت:
أولاً: لابد من إعادة النظر فى كامل المنظومة إدارياً وفنياً.
ثانياً: لابد من الإستعانة بكوادر الحياة البرية بدلا من تهميشهم وتنصيب أشخاص لاتعرف معنى الحياة البرية ولا الإتفاقية الخاصة بها إتفاقية (السايتس) ولا قائمة الحيوانات التي تتضمنها الإتفاقية ولا بنودها، حتى اللجان العلمية يحضرها غير متخصصين. وليس عيبا نتعلم من أخطائنا، من كوارثنا حتى لاتتكرر، وعلى رأى المثل أعطي العيش لخبازه.
وتسائل “هل نبدأ من الآن لنواكب الدول المتحضرة، مافيش حد يقول مافيش إمكانيات.. لأ فيه، بدليل البدلات والمكافأت والجهود الغير عادية التي تصل إلى الملايين” .
واضاف “مش عيب نعترف أن هناك قصور وإهمال في المتابعة والصيانة مش في حدائق الحيوان بل في الكثير من مجالات الطب البيطري”.
معللا ان أبسط مثال “مافيش زناقات لحماية الطبيب أثناء عمله وقيامه بالتحصينات والموجود منها متهالك، ويارب نتعلم من أخطأنا ونبدأ نراجع ملفاتنا ولعل حادثة عم سعيد تكون الأخيرة قبل فوات الأوان وتكون الكارثة خارج عرين الأسد، واحنا شفنا الكارثة والأسد داخل عرينه داخل قفصه داخل محبسه فما بالكم لو كان حرا طليقا لاقدر الله هاتكون الكوارث بالجمله”.
وأردف قائلا “ياريت من ضمن التطوير يكون هناك مع كل حارس حب أن مفترس سلاح ناري ويتم تدريب الحارس على إستخدامه ومتى يستخدمه بعد اختيار حارس معافى بدنيا وصحيا ونفسيا وسلوكيا مع توفير سلاح بداخل الحديقه للطوارئ، توفير مسدس التخدير مع وضع تعليمات صارمه لعدم القيام لأي من العمال داخل الحديقة بالعمل الفردي وبدون تصريح من رئيسه المباشر”.
وشدد ان أى تعامل مع الحيوانات المفترسه لابد أن يكون من خلال لجنة مكونة من فردين أو ثلاثة على الأقل حتى يكون هناك تأمين كامل للحيوانات المفترسه والعمال وأيضا لرواد الحديقه، وأن تكون هناك صيانة دورية على كل المعدات والأبواب والأجهزة داخل الحديقة ومراقبتها بصفة مستمرة.