شاب من تشاد يروي قصة مشاركة مواطنيه في حرب السودان
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
لما أسس حميدتي قوات الدعم السريع اعتمد على مقاتلي المعارضة التشادية وبموافقة من الاستخبارات السودانية أُدمجوا في قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣
التغيير: بورتسودان
وجه شاب من دولة تشاد رسالة خاصة إلى الشباب السوداني، أكد فيها محبة أبناء شعبه لجيرانهم في السودان، ونفي خلالها أن يكون لأهل بلاده أي دور في الحرب الدائرة الآن.
وقال الشاب سعيد أبكر أحمد، في مقالة نشرها على منصة “أكس”، إنه يتوجه بهذه الكتابة لشباب السودان، فهي لهم دون غيرهم من الناس، موضحا إنه درس في مدرسة سودانية (مدرسة الصداقة التشادية السودانية)، وتعلم على يد أساتذة أكفاء من السودان.
وأضاف: “هناك تضليلٌ في الرأي العام ومحاولة لتصوير المجتمع التشادي بأنه السبب في أزمتكم، لا أقول الحكومة التشادية إنما المجتمع التشادي، ولأن الشعوب لا ذنب لها. سأنقل لكم بصورة مختصرة ما فعلته حكومة السودان بنا”.
وقدم سعيد أبكر سردا مختصر لوقائع تاريخية توضح تورط حكومات السودان المتعاقبة في تغيير أنظمة الحكم في دولة تشاد، وقال إن حكومات السودان تدخلت لتغيير أربعة أنظمة للحكم في تشاد، “فقد قادت عبر اتفاقية الخرطوم في تعيين حبري رئيساً للوزراء عام ١٩٧٨ ثم ساهمت في إسقاط نظام مالوم عام ١٩٨٠، وقامت بالانقلاب على قوكوني عام ١٩٨٢، وساهمت في وصول حسين حبري إلى السلطة في يونيو ١٩٨٢، ودعمت ديبي للوصول إلى الحكم في ديسمبر ١٩٩٠”.
وقال سعيد أبكر إن آلآف الشباب لقوا حتفهم وتيتم أبناؤهم وتجرعوا الألم ونسيهم المجتمع، مضيفا أن العاصمة (أنجمينا) تحولت عام ١٩٧٩ – ١٩٨١ إلى مدينة أشباح “لأنَّ القتال فيها استمرّ بين الفصائل لمدة ١٨ شهرا على فترتين. الفترة الأولى بين مالوم وحبري، والفترة الثانية بين قوكوني وحبري”.
وواصل سعيد أبكر في سرد الوقائع التاريخية وقال: “أمَّا في العصر الحديث فقد ألقت تشاد بفلذات أكبادها في الفترة بين ٢٠٠٦ – ٢٠١٠ من تسمونه (تشاديو الدعم السريع) اليوم هم جزء من هولاء، وهم ضحية خطاب المخابرات السودانية، مبينا أن الحكومة السودانية ضغطت في فبراير عام ٢٠٠٦ على (محمد نور عبدالكريم – تاما) فأخذ شباب تشاديين لمهاجمة العاصمة التشادية أنجمينا، كان جلهم من مواليد التسعينات، وبعضهم طلبة في الجامعات السودانية زجُّوا إلى الحرب زجَّاً.
وأوضح أن أكثر من ٨٩٠ شاباً قتلوا في تاريخ ١٣ إبريل ٢٠٠٦، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يعرفون العاصمة ولا أحيائها، إنما هاجموا مبنى البرلمان بدل الذهاب إلى القصر الجمهوري.
وقال سعيد أبكر: “ثم جاءت معركة أنجمينا (فبراير ٢٠٠٨) عندما اجتمع رؤوس المعارضة التشادية في السودان لتغيير نظام الحكم في تشاد، وبدعم سوداني، انطلقوا نحو العاصمة، مات مئات الشباب في تلك الحرب الباهظة، كنتُ يومها في أنجمينا وعرفتُ معنى الحرب العشوائية، هنا في تشاد لا توجد استراتيجيات عسكرية حربية، إنما يفضلون المواجهة العسكرية المباشرة لذلك يتعاظم الخطر ويموتُ الناس بأعداد كبيرة، كذب صلاح قوش على المعارضة التشادية ومنحهم نظام دفاع جوي (نزع عنها بطارياتها) ولم تكن مفعلة، ظنَّ المعارضون أنَّ الحكومة التشادية لا تستطيع حسم المعركة جوياً، لأنهم يملكون منظومة الباترويت، لكنَّ خيبة الأمل كانت عظيمة عندما عجزت المنظومة صدَّ الهجمات الجوية وهزموا ولم يستطيعوا بسبب زيادة القصف الجوي الاستمرار في الحرب، ومات خلق كبير من التشاديين”.
وأضاف سعيد أبكر، أن أولئك المقاتلين عادوا إلى السودان، وتقارب البشير مع ديبي عام ٢٠١٠ ووقعا اتفاقية سلام بين البلدين، ثم أمروا المعارضة التشادية برمي أسلحتهم والعودة إلى تشاد، رفض بعضهم وقالوا إن الحياة في السودان أفضل من العودة إلى النظام الذي سيحملهم مسؤولية الحرب فقرروا البقاء في دارفور. ولما أسس حميدتي قوات الدعم السريع اعتمد عليهم لأنهم مقاتلون شرسون، صالوا وجالوا ضد الحكومة التشادية، وبموافقة من الاستخبارات السودانية أُدمجوا في قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣.
وختتم سعيد أبكر مقالته بالقول: “إذن هذه هي القصة الكاملة فيما حدث، ولا يوجد هجرة من التشاديين إلى السودان كما يصور البعض، وأنا متيقن جداً أنَّ موقف الحكومة التشادية لا يمثل موقف المجتمع التشادي، ولكن ما فهمته أن كافة دول جوار السودان تتآمر على السودان لتصفية حساباتها السابقة، فالكل يريد أخذ حصته من حزازات الماضي، وكما قالوا قديما (إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه)”.
الوسومالدعم السريع المخابرات السودانية المرتزقة التشاديين تشاد حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع المخابرات السودانية تشاد حرب السودان
إقرأ أيضاً:
وزير التربية والتعليم يكشف تفاصيل وترتيبات الشهادة السودانية و 30 بالمائة فقدوا فرصة الجلوس للإمتحان
أوضح وزير التربية والتعليم أن نحو 67 في المائة من الطلاب الذين كانوا سيجلسون لـ”إمتحانات الشهادة السودانية”وسجلوا قبل الحرب سيجلسون الآن وتوقع ارتفاع النسبة إلى 70 في المائة وأكد أن نحو 30 في المائة فقدوا فرصة الجلوس للامتحانات بسبب الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع حيث كان العدد المسجل قبل الحرب نحو 500 ألف طالب.الدامر – تاق برس
كشف وزير التربية والتعليم المفوض احمد خليفة عمر عن اتخاذ الوزارة إجراءات تمكن أي طالب من طلاب الدفعة المؤجلة من الحصول على رقم للجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية المزمع انطلاقها غدا السبت 28 ديسمبر لأول مرة بعد اندلاع الحرب في السودان في ابريل 2023.
وأكد تزويد الولايات التي بها مراكز امتحانات بأرقام جلوس إضافية كافية لمعالجة إشكالات الطلاب الذين سقطت أسمائهم من الكشوفات التي أرسلتها الولايات.
ونوه الى انهم يستخرجون ارقام الجلوس وفقا للكشوفات المرسلة من الولاية.
ولفت الى ان ولاية الخرطوم كانت آخر ولاية أرسلت كشوفاتها في 21 من ديسمبر الجاري وتم في اليوم الثاني مباشرة استخراج ارقام الجلوس وفقا للكشوفات المرسلة بجانب تزويدها بستة آلاف إضافية للمعالجة ، وطمأن الطلاب واسرهم بتمكين اي طالب من طلاب الدفعة المؤجلة من الجلوس للامتحان وان المعالجات مستمرة حتى يوم الامتحان قبل الساعة الثانية ظهرا
وأعلن خليفة في منبر إعلامي ابولاية ولاية نهر النيل بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام بالولاية، بوزارة التربية والتعليم بالدامر،عن اكتمال الاستعدادات الفنية والإدارية والأمنية لانطلاق امتحانات الشهادة الثانوية يوم السبت 28 ديسمبر 2024 للدفعة المؤجلة 2023.
وقال إن إحصائية عدد الجالسين للامتحانات حتى الآن 243644، وأوضح أن هذا العدد غير نهائي وقابل للزيادة حتى قبل نصف ساعة من انعقاد الامتحان.
وأشار إلى أن الجانب التأميني مطمئن وفقا لإفادة الجهات المختصة بتأمين عملية الامتحانات في كل مراحلها بكل الولايات والمراكز .
وأوضح أن نحو 67 في المائة من الطلاب الذين كانوا سيجلسون للامتحانات وسجلوا قبل الحرب سيجلسون الآن وتوقع ارتفاع النسبة إلى 70 في المائة وأن نحو 30 في المائة فقدوا فرصة الجلوس للامتحانات بسبب الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع حيث كان العدد المسجل قبل الحرب نحو 500 ألف طالب.
وقال إن عدد الوافدين نحو 120724 وفدوا للجلوس من 12 ولاية بجانب 42 ألف خارج السودان منهم 27 ألفا في جمهورية مصر، وأوضح الخليفة أن عدد مراكز الامتحانات 2300 مركز منها 59 مركزا خارج السودان 25 مركزا منها بجمهورية مصر.
واضاف د. الخليفة ان إلغاء الامتحانات في مراكز تشاد جاء بعد إصرار الحكومة التشادية على ذلك رغم الجهود الدبلوماسية السودانية والأممية ، وكشف عن قصة الطالبة السودانية اللاجئة في أبشي التشادية شمس الحافظ عبدالله الحاج، ووالدتها عواطف سليمان الباقر حداد، التي قال إنها توجهت من ابشي إلى انجمينا ثم أديس أبابا ثم بورتسودان ومنها إلى نهر النيل لأداء الامتحانات، مشيرا إلى أنها قصة ملهمة ومحفزة وتعكس إصرار الأسر على الجلوس للامتحانات، وتستحق التوثيق والاحتفال وهي من مدرسة صليعة وتمتحن المساق العلمي أحياء.
واكد الخليفة على إصرار وزارة التربية والتعليم على خوض ما وصفها بمعركة التعليم والبناء لتكون دافعا للقوات النظامية المشاركة في معركة الكرامة ودافعا للمزيد من التضحيات، مشيرا إلى دعم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه القائد مالك عقار لعقد الامتحانات وتذليل كل العقبات.
وتقدم بالشكر لحكومة ولاية نهر النيل ووزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل على استضافة الوزارة وحل كل المشاكل المتعلقة بعمل الوزارة.
وأشاد الخليفة بالمعلمين الذين قال إنهم يباشرون مهامهم رغم عدم صرف الرواتب، مؤكدا أن كل المستحقات المادية لعملية الإمتحانات من مراقبة وتصحيح وكنترول تم توريدها بحساب وزارة التربية والتعليم.
من جهته، قال أحمد حامد يس وزير التربية والتعليم بولاية نهرالنيل، إن الامتحانات ظلت حلما يراود كل الأسر السودانية.
وقال إن ولاية نهر النيل أكملت العدة تماما لانعقاد الامتحانات بكل المراكز والمدارس للجلوس في جو معافى وصحي، موضحا أنه تم ترتيب الإجلاس والاستضافة في الداخليات بجانب التزام وزارة الصحة بتوفير كل المعينات الصحية والإسعافات الأولية بجميع المراكز للامتحانات.
وأشار إلى أن الجامعات عطلت الدراسة لحين انتهاء الامتحانات لتوفير مقراتها سكن للطلاب الوافدين.
إمتحانات الشهادة السودانيةالشهادة الثانويةامتحانات الشهادة السودانية