أنيس باسويدان.. مرشح المعارضة الإندونيسية: ملتزم بالتغيير و سأحترم نتائج الانتخابات
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
جاكرتا – قال أنيس باسويدان مرشح تحالف التغيير من أجل الوحدة في إندونيسيا إن حركته التي قادها لأشهر ماضية، وشاركت في الانتخابات التي أجريت الأربعاء، خلقت أجواء مختلفة خلال فترة الحملات الانتخابية.
وشدد على أن أهداف حركة التغيير لا تقتصر على الانتخابات، مشيرا إلى أنه يشعر بأن المسؤولية الكبيرة الملقاة عليه وعلى حراك التغيير هي الارتقاء بالديمقراطية لتكون مؤسسة على الأخلاق، وفتح مجالات للحوار وطرح الأفكار وتبادلها في المجتمع.
وبينما لم تكمل مفوضية الانتخابات الإندونيسية فرز الأصوات حتى الآن، يدور جدل في الأوساط السياسية والقانونية والإعلامية حول نتائج الاستطلاعات غير الرسمية لتوجهات الناخبين الإندونيسيين التي أظهرت تقدما لمرشح تحالف تقدم إندونيسيا وزير الدفاع الحالي برابوو سوبيانتو ومعه غيبران راكابومينغ راكا المرشح لنائب الرئيس وهو نجل الرئيس الحالي جوكوي، بنسب تتراوح بين 56% و58% من الأصوات.
وتفاوتت تقديرات الاستطلاعات غير الرسمية تلك لما حصل عليه أنيس باسويدان بين 24% و26% من الأصوات.
وقال باسويدان في تصريحات له إنه لاحظ موجة ممن وصفهم بالمناضلين من أجل الديمقراطية، يحملون أفكارا لمستقبل إندونيسيا تتجاوز التنافس الرئاسي، وأضاف أنه سيسعى لمواصلة الحراك الساعي للتغيير، وسيظل فاعلا فيه ولن يحيد عنه بأي اتجاه آخر، وأن ما وصفه بالكفاح من أجل الديمقراطية لم ينته بعد، وفق قوله.
وحول المؤشرات الأولية غير الرسمية أو الرسمية لنتائج الانتخابات، علق باسويدان بالقول إن عملية فرز وعد الأصوات لم تنته، وسيتابع تحالفه سير العملية، مؤكدا أنه "ديمقراطي حقيقي سيحترم نتائج الانتخابات الصادرة عن مفوضية الانتخابات ذات الشرعية" في هذا الشأن ويحترم خيار الشعب.
وأشار إلى أن فرق المراقبين من الأحزاب في تحالف التغيير ستظل تراقب سير أعمال الفرز والعد التي تستمر لنحو شهر، مشيرا إلى أن استطلاعات آراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع قد لا تعكس آراءهم بشكل حقيقي، حسب تقديره.
أنيس باسويدان مرشح تحالف التغيير للانتخابات الرئاسية في إندونيسيا (الجزيرة) توسع التغييروفي حديثه للجزيرة نت، قال أنيس باسويدان إنه يظل يأمل أن تكون الانتخابات "عادلة ونزيهة ونظيفة حتى يشعر المجتمع بالطمأنينة والسلام ويحصل على حكومة ذات مصداقية"، مضيفا أن "الرغبة في التغيير تتوسع، ليس فقط من أجل معيشة المواطن وأسرته فيما يخص فرص العمل ومستوى المعيشة الأفضل وتوفر التعليم، بل هناك أيضا مسعى للتغيير فيما يتعلق بالحياة على مستوى الدولة، والجانب السياسي فيها والديمقراطية".
وقال باسويدان إنه قبل عام كان التجاوب محدودا مع خطاب التغيير، في بدايته، لدى فئات ذات مستوى اقتصادي معين، بينما كانت هناك رغبة لدى النخب في استمرارية الوضع القائم، وما حصل من تطورات في المحكمة الدستورية دفع كثيرين إلى الإيمان بأنه لا بد من التغيير في ديمقراطية البلد، بحسب رأيه.
وأضاف "هنا توسعت أفكار الديمقراطية لفئات كثيرة، وهذا ما يجعلنا متفائلين، لأن الذين يوافقون على فكرة التغيير موزعون بين كل الفئات من المجتمع من حيث المستوى الاقتصادي".
وفي رده على سؤال بخصوص قلق أكاديميين وحقوقيين من إشكالات أو شبهات تلاعب قد تشوب العملية الانتخابية في أي من مراحلها بما في ذلك خلال مرحلة العد والفرز، قال باسويدان "علينا أن نراقب، فالمؤشرات على ذلك موجودة، وهذا ما جعل المحامين والطلبة والجامعيين يرفعون صوتهم لأنهم لاحظوا تلك المؤشرات".
وأكد أن تحالف التغيير لديه فريق يراقب ويجمع البيانات من مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها نحو 823 ألف مركز لقرابة 205 ملايين ناخب، مشيرا إلى أن الفريق سيقارن بين ما يظهر في منظومة مفوضية الانتخابات مع ما يجمعونه من بيانات.
مستقبل تحالف المعارضة
ويدور حديث في الأوساط الإعلامية والسياسية حول مستقبل المعارضة الإندونيسية في حال تأكد عدم فوز مرشح تحالف التغيير أنيس باسويدان ومعه المرشح لمنصب نائب الرئيس عبد المهيمن إسكندر زعيم حزب نهضة الوطن، خاصة أن باسويدان ليس من أعضاء أو قيادات أي حزب من أحزاب حلفه.
وفي هذا الصدد أثيرت تساؤلات حول مصير باسويدان في حال عدم فوزه، وهل سينضم لأحد أحزاب التحالف أم يؤسس حركة اجتماعية مستقلة تنسق مع أحزاب المعارضة حتى موعد استحقاقي مستقبلي؟
ويشار إلى أن تحالف التغيير يضم حزب العدالة والرفاه ذا التوجهات الإسلامية الذي ظل معارضا خلال عهد الرئيس الحالي جوكوي، لكنه كان مشاركا في الوزارات خلال عشرية حكم الرئيس الأسبق سوسيلو بامبانغ يوديونو (2004-2014)، وفي حكومات سابقة قبل ذلك، إضافة إلى حزب نهضة الوطن الذي يعد أهم واجهة سياسية لجمعية نهضة العلماء، والحزب القومي الديمقراطي لزعيمه سوريا بالو الذي كان ضمن التحالف الحاكم للرئيس جوكوي لكنه اختار طريقا مختلفا، وحزبا رابعا أسس حديثا هو حزب الأمة تظهر المؤشرات الأولية أنه لن يتجاوز العتبة الانتخابية وهي 4%.
كما لم يتأكد حتى الآن من حيث المواقف السياسية أي من الأحزاب تلك ستصمد في صف المعارضة إن لم يفز أنيس باسويدان بالرئاسة، وما إذا سيقبل أحدها الانضمام لحكومة تحالف تقدم بزعامة وزير الدفاع برابوو سوبيانتو في حال فوزه.
أنيس باسويدان في لقاء انتخابي مع أنصاره (الجزيرة) حزب النضال إلى أين؟وفي سياق متصل، بدأت تساؤلات إعلامية وسياسية تطرح في إندونيسيا حول مستقبل حزب النضال من أجل الديمقراطية بزعامة الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو بوتري.
ويبدو أن مرشحه للرئاسة هو الأقل حظا في هذا السباق الانتخابي، وهو حاكم جاوا الوسطى غانجار برانوو، بحصوله حسب الاستطلاعات غير الرسمية على نسبة تتراوح بين 15% و17% من الأصوات. وظل حزب النضال يقود التحالف الحاكم للرئيس الحالي جوكوي وله عدد من الوزراء حتى الآن، رغم الاختلاف بين الحزب والرئيس جوكوي حول ترشيحات الرئاسة.
وكان هاستو كريستيانتو الأمين العام لحزب النضال من أجل الديمقراطية -الذي تظهر النتائج الأولية الجزئية أنه في مقدمة الأحزاب من حيث مقاعد البرلمان المركزي حتى الآن- قد لمح في تصريح مكتوب له الخميس إلى أن حزبه مستعد لأن يقوم بدور المعارضة أو الحزب الفاعل خارج الحكومة، حسب قوله.
وأشار كريستيانتو إلى تجربة حزبه بالقيام بهذا الدور بين عامي 2004 و2014، مستذكرا ما وصفه بالمواقف التي كانت تلاقي تقديرا شعبيا في الدفاع عن حقوق المواطنين والارتقاء بالأداء الديمقراطي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من أجل الدیمقراطیة تحالف التغییر غیر الرسمیة مرشح تحالف حتى الآن إلى أن
إقرأ أيضاً:
صراع لا ينتهي.. نتائج الانتخابات الأمريكية تشغل العالم.. ونهج ترامب فى التعامل مع الصراع قد يغير مسار التاريخ بالنسبة للبلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل الحرب وعدم اليقين، تحولت الحياة اليومية في كييف بسبب الحرب الدائرة مع روسيا إلى حلقة مفرغة من القلق والاضطراب، وخاصة مع معاناة السكان الأوكرانيين ليس فقط من صافرات الإنذار من الغارات الجوية، بل وأيضًا من الشعور المتسلل باليأس الذي خيم على البلاد. ومع دخول الحرب عامها الثاني، تتزايد الخسائر النفسية. فبالنسبة للعديد من الناس، يبدو الأمل وكأنه رفاهية بعيدة المنال، والتشاؤم الذي ترسخت جذوره على مدى عقود، يترسخ في عقولهم أكثر من أي وقت مضى.
صراع لا ينتهيقال أحد الكتاب الأوكرانيين، في ليلة الخامس من نوفمبر، إن "صافرات الإنذار لم تكن هي التي أبقتني مستيقظًًا، بل كان الشعور الساحق باليأس الذي أشعلته نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لقد تحول المزاج في أوكرانيا بشكل كبير في تلك الليلة، حيث خشي الكثيرون أن يشير فوز ترامب إلى نهاية الدعم الغربي الحيوي ويؤدي إلى تحول سياسي من شأنه أن يعرض سيادة أوكرانيا للخطر". ولاحظ الكاتب أن نسبة كبيرة من رسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانية والعديد من المحادثات الشخصية شعرب بإحباط إزاء عودة دونالد ترامب إلى السلطة. فقد تعني رئاسة ترامب سحب المساعدات العسكرية الأمريكية.. وبالنسبة للكثيرين، أثارت هذه الأفكار تشاؤمًا عميقًا، وشعورًا بأن الحرب، التي كانت تستمد طاقتها من تحالف دولي، أصبحت الآن على وشك الانهيار.
القدرية آلية للتكيفلطالما كانت أوكرانيا دولة من المواطنين الصامدين، ولكن المتعبين. إن ندوب التاريخ واضحة على كل وجه، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين مثل الجدة أنيا البالغة من العمر ٨٧ عامًا.. إن نظرتها للعالم تشكلت من أهوال المجاعة، وانهيار الاتحاد السوفييتي.. بالنسبة لها، الأمل سلعة نادرة وخطيرة؛ فهي تعتقد أن توقع الأشياء الجيدة يعني المخاطرة بخيبة الأمل الحتمية. كان هذا المصير سمة ثابتة للحياة الأوكرانية، تغذيتها سنوات من المشقة. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التشاؤم العميق الجذور، كانت هناك لحظات من الأمل. قدم الدفاع الناجح عن كييف في عام ٢٠٢٢ واستعادة خاركيف في وقت لاحق من ذلك العام، لمحات عابرة لمستقبل مبشر.. ومع ذلك، تبدو هذه الآمال الآن هشة بشكل متزايد. الواقع أن الخسائر المرهقة التي تكبدتها أوكرانيا في الحرب تفرض عبئا جسديا وعاطفيا على الجنود الأوكرانيين، الذين ظل العديد منهم على الخطوط الأمامية لشهور دون راحة. والشتاء القاسي الذي ينتظرهم لا يعد إلا بمزيد من المعاناة مع انهيار البنية الأساسية في أوكرانيا، مع تدمير محطات الطاقة وانخفاض درجات الحرارة. وعلى الرغم من خسائر روسيا، إلا أن قواتها تواصل العمل بكامل طاقتها، فى مثال صارخ بالموارد الهائلة التي تستطيع موسكو الاستفادة منها في هذا الصراع المطول.
الدعم الغربي المتذبذبقبل الانتخابات الأمريكية، واجهت أوكرانيا بالفعل دعما متذبذبا من الغرب. وفي حين كانت هناك أصوات قوية تدعو إلى استمرار المساعدات، فإن أصوات المنتقدين المتزايدة التي تدعو إلى التكيف مع "الوضع الجديد" في أوكرانيا كانت تتزايد صخبًا. أعرب فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، عن خيبة الأمل المتزايدة التي يعاني منها العديد من الزعماء الأوروبيين، متسائلًا عن حكمة الاستمرار في توجيه الموارد إلى ما وصفه بـ"الحرب الخاسرة". وتعكس تصريحاته حالة عدم اليقين الأوسع نطاقا في أوروبا، وخاصة في أعقاب إدارة أمريكية ستكون أكثر عزلة تحت قيادة ترامب. ومع ذلك، فإن النقاش الداخلي داخل الولايات المتحدة أكثر كثافة. فقد ظهرت بالفعل تقارير عن خطط ترامب للسلام، والآن ينتظر المواطنون الأوكرانيون بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كانت وعود الدعم السابقة ستصمد. لقد ترك سجل ترامب المتشكك تجاه أوكرانيا العديد من الأوكرانيين قلقين للغاية بشأن ما قد تجلبه ولايته الثانية. سواء من خلال المشاركة المباشرة مع فلاديمير بوتن أو من خلال السعي إلى تقليص المساعدات العسكرية، فإن نهج ترامب في التعامل مع الصراع قد يغير مسار التاريخ بالنسبة لأوكرانيا.
ثمن الانتظارفي حين ينتظر الأوكرانيون الوضوح بشأن مستقبلهم، فإنهم يجدون أنفسهم في معضلة مؤلمة: فهل يتمسكون بالأمل، أم يستسلمون للأسوأ؟ إن الثمن العاطفي الذي يترتب على العيش في حالة من عدم اليقين المستمر يصعب المبالغة في تقديره. فمن ناحية، يشكل الاستمرار في الأمل في أن يأتي الغرب لمساعدة أوكرانيا آلية ضرورية للبقاء؛ ومن ناحية أخرى، فإن هذا الأمل قد يجلب المزيد من الألم عندما يفشل الدعم الموعود في التحقق. هذا الصراع الداخلي بين الأمل واليأس بالنسبة للعديد من الناس في أوكرانيا يشكل أزمة شخصية ووطنية. والثقة في المؤسسات الغربية تخضع للاختبار، واحتمال حدوث تحول صارخ في السياسة الخارجية الأمريكية لا يؤدي إلا إلى تكثيف هذا القلق. وحتى في حين يكافح الأوكرانيون للتنقل عبر أهوال الحرب اليومية، فإنهم يواجهون الآن احتمال خوض معركة أخرى: معركة من أجل مكانهم في النظام الجيوسياسي، وهي معركة قد لا تُحَل في ساحة المعركة ولكن في أروقة السلطة في واشنطن وموسكو وما وراءهما.
على حافة الهاويةومع تزايد عدم اليقين بشأن المستقبل، أصبح من الصعب تجاهل التشاؤم الذي اتسمت به النفسية الوطنية لفترة طويلة. والواقع أن الأسئلة التي لا هوادة فيها حول ما قد يحدث بعد ذلك ــ ما إذا كان الدعم الغربي سوف يستمر، أو ما إذا كانت البلاد سوف تُترَك لمصيرها ــ تعمل ببطء على تآكل التفاؤل الذي كان يغذي ذات يوم تحدي أوكرانيا. ومع استمرار هذه المعركة، يراقب العالم عن كثب، في حين يظل مصير أمة معلقًا في الميزان على نحو محفوف بالمخاطر. ويبقى السؤال: هل يسود الأمل، أم أن اليأس سوف يسود في أحلك ساعات أوكرانيا؟