لبنان ٢٤:
2024-11-24@12:06:32 GMT

من يريد توريط لبنان؟

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

من يريد توريط لبنان؟

أثبتت التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب أن إسرائيل ماضية في تحدّي الإرادة الدولية، التي تطالبها بوقف عدوانها على غزة أولًا، وثانيًا وثالثًا ورابعًا عدم الاستمرار في استفزاز لبنان ودفعه، مكرهًا، إلى حرب لا يريدها، وإن بدا كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله" في "يوم الجريح" على غير حقيقة الموقف الرسمي، الذي بقدر ادانته للمجازر التي يرتكبها العدو في حق المدنيين في عدد من القرى الجنوبية لا يزال يسعى إلى تجنيب دفع لبنان إلى المصير نفسه، الذي يتعرض له قطاع غزة.

وهذا ما يبدو واضحًا في التهديدات المتواصلة من قِبل معظم قيادات الحرب في إسرائيل، الأمر الذي ينذر بخروج الوضع من دائرة كل قواعد الضبط والحصر، خصوصاً في ظل اتساع الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين لأكثر من بلدة جنوبية خارج إطار الاستهدافات التقليدية، التي كانت محصورة بقرى الشريط الحدودي لفترة طويلة.      وخطورة ما تقدم عليه إسرائيل يدفع "حزب الله" إلى ردّ الصاع صاعين وبالأسلحة المناسبة وفي الأماكن الموجعة. وهذا الأمر سيدخل لبنان حتمًا تدريجيًا في دوامة حرب قد بدأت تتوسّع رقعتها لتطال ربما العاصمة وغيرها من المناطق، التي تعتبرها تل أبيب "بنوك أهداف" محتملة.
وحيال تطّور الوضع الجنوبي إلى ما يشبه الوضع الغزاوي سارعت الأمم المتحدة إلى مطالبة الجميع بضرورة وقف التصعيد، الذي وصفته بـ "الخطير"، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "إن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف"، خصوصًا أنه نقل عن "قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان أنها لاحظت تحولًا في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان"، شمل "استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق".   إلاّ أنه ووفق خبراء عسكريين فإن "حزب الله" لم يستهدف في اليومين الأخيرين سوى مواقع عسكرية ولم تطل صواريخه منشآت مدنية أو مدنيين، لكن قصفه المركّز والدقيق لهذه المواقع كان الأوسع منذ اندلاع شرارة المواجهة المفتوحة على خلفية دعم صمود الفلسطينيين في غزة، في رسالة واضحة تزامنت مع تصعيد في لهجة السيد نصرالله، الذي أكد في خطابه الأخير كما في خطاباته السابقة أن إسرائيل أجبن من أن تقدم على أي مغامرة في لبنان لأنها تعرف جيدًا ماذا ينتظرها من مفاجآت، وهي التي ستجد في كل شبر من أرض لبنان مقبرة لجنودها، خصوصًا أنّ "المقاومة اليوم هي أكثر يقيناً وأشد عزماً على الاستعداد لمواجهة العدو على أي مستوى كان".  فهذا القصف الموازي لصمود أهل القطاع يبدو أنه رسالة ميدانية في مقابل التهديدات الإسرائيلية.   في المقابل لا تنظر أوساط دولية مراقبة إلى القصف الإسرائيلي على أنه تصعيد قد يقود في شكل من الأشكال إلى الحرب المتوقعة، والتي يحاذر الجميع دخول معتركها، لكنه في الوقت نفسه يحمل رسائل ميدانية على مدى قدرة إسرائيلية الاجرامية على تنفيذ ضربات في سائر المناطق في وقت متزامن واحد، ويُستدل إلى هذا الأمر من النطاق الجغرافي للغارات التي ترافقت مع قصف مدفعي، وغارات أخرى في قرى حدودية، تتعرض للقصف يومياً منذ 8 تشرين الأول الماضي، بينها بلدة الجبين وراميا وأطراف الناقورة.   إلاّ أن الاتصالات الديبلوماسية الرفيعة المستوى التي أجريت في الساعات القليلة الماضية خلصت إلى استنتاج شبه أكيد وهو أن "حزب الله" لا يزال "يدوزن" ضرباته العسكرية بما يتلاءم وطبيعة المعركة، وهو ليس في وارد توريط لبنان بما لا قدرة له عليه كنتائج مباشرة لأي حرب واسعة كتلك التي تسعى إليها إسرائيل. وقد تبيّن للمراقبين العسكريين الدوليين أن ثمة من يريد توريط لبنان غصبًا عنه في حرب "لا ناقة له فيها ولا جمل". ويمكن أن يكون الساعون إلى هذا التوريط هم ممن يُعرَّف عنهم في الحروب بـ "الطابور الخامس"، وقد يكون هؤلاء غريبين عن البيئة اللبنانية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير: حزب الله يستخدم صواريخ إسرائيلية ضد إسرائيل

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن حزب الله يستخدم صاروخا متطورا ضد إسرائيل تم هندسته عكسيا من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة، وفقا لمسؤولي دفاع إسرائيليين. 

ويعتقد أن مسلحي حزب الله استولوا على صواريخ "سبايك" الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان عام 2006 وشحنوها إلى إيران، الدولة الداعمة الرئيسية لهم، لاستنساخها، كما يقول مسؤولو دفاع إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة.

وبعد ثمانية عشر عاما، يطلق حزب الله صواريخ "الماس" التي أعيدت تسميتها على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحديا كبيرا للقوات العسكرية الإسرائيلية. 

وقيام إيران وقواتها بالوكالة باستنساخ أنظمة أسلحة لاستخدامها ضد الخصوم الذين صمموها ليس بالأمر الجديد. إذ سبق لطهران أن نسخت طائرات بدون طيار وصواريخ أميركية.

لكن صاروخ الماس هو مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة الإيرانية التي "تغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية"، وفقا لمحمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها في فرجينيا.

ويضيف الباحث للصحيفة "ما كان في يوم من الأيام انتشارا تدريجيا لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة".

قال مسؤولو الدفاع الإسرائيليون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن صواريخ الماس كانت من بين مخزونات أسلحة حزب الله التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء اجتياحها لجنوب لبنان قبل حوالي شهرين.

 برزت الصواريخ كبعض الأسلحة الأكثر تطورا من ضمن ما وجد في مخبأ كبير من الذخائر منخفضة الجودة في الغالب، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الروسية الصنع. 

الماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى رؤية مباشرة لخط العين للانطلاق من المركبات البرية والطائرات بدون طيار والمروحيات والأنابيب التي تطلق من على الكتف. 

إنه ما يسمى بصاروخ الهجوم الأعلى، مما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلا من الجانب ويضرب الدبابات حيث تكون مدرعة خفيفة وضعيفة.

وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون إن الماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية. 

وقال تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في أبريل إن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف عالية الجودة (وليس فقط الإسرائيلية) على نطاقات متزايدة.

وظهر الماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان في عام 2006. بعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي قائمة جرد للمعدات التي نشرها في لبنان. وظهرت تباينات بين ما تم نقله إلى لبنان، وما أعيد وما تأكد أنه دمر في القتال. 

وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد ترك على الأرجح في الميدان، وفقا لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، عرفت إسرائيل أن هناك خطرا كبيرا من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وهندستها عكسيا.

ويقول مسؤولو المخابرات الإسرائيلية إن حزب الله استخدم الماس باعتدال عندما قاتل في الحرب الأهلية في سوريا، حيث ساهم حزب الله بمقاتليه وقوته النارية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقوم حزب الله الآن بتصنيع صواريخ الماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية، وفقا لمسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ويعتقد أيضا أن الصواريخ أنتجت في إيران لصالح الجيش الإيراني. 

وقال خبراء الأسلحة إن الماس شوهد علنا في عام 2020 أثناء تسليم الشركة المصنعة لطائرات بدون طيار منتجة حديثا إلى الجيش الإيراني. وكشف الجيش الإيراني النقاب عن الصاروخ بإطلاقه خلال مناورة عسكرية عام 2021.

ولكن لم تبدأ التقارير عن استخدام الماس في القتال في الظهور حتى أوائل هذا العام في الهجمات على إسرائيل، وفقا لباحثين من "جينس" وهي شركة استخبارات الدفاع ومقرها في بريطانيا.

مقالات مشابهة

  • الهارب بلا مطارد .. دارمانان ابن الحركي الذي يريد حكم فرنسا خالية من المسلمين
  • ميدانياً.. هل ستدخل إسرائيل مدينة صور؟
  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • رغم بوادر الاتفاق.. إسرائيل تتعهد بـ"الحزم" مع حزب الله
  • تقرير: حزب الله يستخدم صواريخ إسرائيلية ضد إسرائيل
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • هوكشتاين إلى واشنطن...نتنياهو لا يريد وقف الحرب إلا بشروطه
  • رشقات صاروخية من جنوب لبنان ترعب إسرائيل
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله