لبنان ٢٤:
2025-01-02@16:45:57 GMT

من يريد توريط لبنان؟

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

من يريد توريط لبنان؟

أثبتت التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب أن إسرائيل ماضية في تحدّي الإرادة الدولية، التي تطالبها بوقف عدوانها على غزة أولًا، وثانيًا وثالثًا ورابعًا عدم الاستمرار في استفزاز لبنان ودفعه، مكرهًا، إلى حرب لا يريدها، وإن بدا كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله" في "يوم الجريح" على غير حقيقة الموقف الرسمي، الذي بقدر ادانته للمجازر التي يرتكبها العدو في حق المدنيين في عدد من القرى الجنوبية لا يزال يسعى إلى تجنيب دفع لبنان إلى المصير نفسه، الذي يتعرض له قطاع غزة.

وهذا ما يبدو واضحًا في التهديدات المتواصلة من قِبل معظم قيادات الحرب في إسرائيل، الأمر الذي ينذر بخروج الوضع من دائرة كل قواعد الضبط والحصر، خصوصاً في ظل اتساع الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين لأكثر من بلدة جنوبية خارج إطار الاستهدافات التقليدية، التي كانت محصورة بقرى الشريط الحدودي لفترة طويلة.      وخطورة ما تقدم عليه إسرائيل يدفع "حزب الله" إلى ردّ الصاع صاعين وبالأسلحة المناسبة وفي الأماكن الموجعة. وهذا الأمر سيدخل لبنان حتمًا تدريجيًا في دوامة حرب قد بدأت تتوسّع رقعتها لتطال ربما العاصمة وغيرها من المناطق، التي تعتبرها تل أبيب "بنوك أهداف" محتملة.
وحيال تطّور الوضع الجنوبي إلى ما يشبه الوضع الغزاوي سارعت الأمم المتحدة إلى مطالبة الجميع بضرورة وقف التصعيد، الذي وصفته بـ "الخطير"، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "إن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف"، خصوصًا أنه نقل عن "قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان أنها لاحظت تحولًا في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان"، شمل "استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق".   إلاّ أنه ووفق خبراء عسكريين فإن "حزب الله" لم يستهدف في اليومين الأخيرين سوى مواقع عسكرية ولم تطل صواريخه منشآت مدنية أو مدنيين، لكن قصفه المركّز والدقيق لهذه المواقع كان الأوسع منذ اندلاع شرارة المواجهة المفتوحة على خلفية دعم صمود الفلسطينيين في غزة، في رسالة واضحة تزامنت مع تصعيد في لهجة السيد نصرالله، الذي أكد في خطابه الأخير كما في خطاباته السابقة أن إسرائيل أجبن من أن تقدم على أي مغامرة في لبنان لأنها تعرف جيدًا ماذا ينتظرها من مفاجآت، وهي التي ستجد في كل شبر من أرض لبنان مقبرة لجنودها، خصوصًا أنّ "المقاومة اليوم هي أكثر يقيناً وأشد عزماً على الاستعداد لمواجهة العدو على أي مستوى كان".  فهذا القصف الموازي لصمود أهل القطاع يبدو أنه رسالة ميدانية في مقابل التهديدات الإسرائيلية.   في المقابل لا تنظر أوساط دولية مراقبة إلى القصف الإسرائيلي على أنه تصعيد قد يقود في شكل من الأشكال إلى الحرب المتوقعة، والتي يحاذر الجميع دخول معتركها، لكنه في الوقت نفسه يحمل رسائل ميدانية على مدى قدرة إسرائيلية الاجرامية على تنفيذ ضربات في سائر المناطق في وقت متزامن واحد، ويُستدل إلى هذا الأمر من النطاق الجغرافي للغارات التي ترافقت مع قصف مدفعي، وغارات أخرى في قرى حدودية، تتعرض للقصف يومياً منذ 8 تشرين الأول الماضي، بينها بلدة الجبين وراميا وأطراف الناقورة.   إلاّ أن الاتصالات الديبلوماسية الرفيعة المستوى التي أجريت في الساعات القليلة الماضية خلصت إلى استنتاج شبه أكيد وهو أن "حزب الله" لا يزال "يدوزن" ضرباته العسكرية بما يتلاءم وطبيعة المعركة، وهو ليس في وارد توريط لبنان بما لا قدرة له عليه كنتائج مباشرة لأي حرب واسعة كتلك التي تسعى إليها إسرائيل. وقد تبيّن للمراقبين العسكريين الدوليين أن ثمة من يريد توريط لبنان غصبًا عنه في حرب "لا ناقة له فيها ولا جمل". ويمكن أن يكون الساعون إلى هذا التوريط هم ممن يُعرَّف عنهم في الحروب بـ "الطابور الخامس"، وقد يكون هؤلاء غريبين عن البيئة اللبنانية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس

في إطار تفسيره لسورة البقرة، الآية 243، قال فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، أن الإيمان العميق بالله يُعد الأساس الراسخ للاستقرار النفسي والمجتمعي، وأن حالة الخوف والذعر التي تصيب الناس أحيانًا، نتيجة للجهل أو الافتقار إلى الإيمان، وتؤدي إلى تصرفات غير واعية تضر بالفرد والمجتمع.

التوكل على الله بين الإيمان والعمل

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن التوكل على الله ليس مجرد قبول بالقضاء والقدر، وإنما هو حالة من الرضا واليقين بأن كل الأمور بيد الله تعالى، هذه الحالة تُثمر في نفوس المؤمنين شجاعة وصبرًا، وتجعلهم قادرين على مواجهة المحن بروح قوية وثقة بالله، مع الأخذ بالأسباب التي أمر بها الإسلام.

التاريخ دروس وعبر

وأوضح فضيلته أن التاريخ مليء بالأحداث التي تعلمنا أهمية التوازن بين الإيمان والعمل، مثلما حدث خلال الطاعون الأسود في القرن الخامس عشر الميلادي، ووباء سنة 749 هجري. فقد كانت تلك الأوبئة امتحانات كبرى للبشرية، وبينت كيف أن الذعر وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية يؤديان إلى تفاقم الكوارث.

الإجراءات الوقائية جزء من الإيمان

وأكد جمعة أن الالتزام بالعزل الطبي والإجراءات الوقائية لا يتعارض مع الإيمان بالله، بل هو جزء من الأخذ بالأسباب التي حث عليها الدين الإسلامي، فالإنسان المؤمن يجمع بين التوكل على الله والعمل بما أمر به من تدابير لحماية النفس والآخرين.

الإيمان يوحّد المجتمع

وأشار جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى يوضح في هذه الآية الكريمة أن أساس الاجتماع البشري ليس فقط القوة المادية، وإنما عمق الإيمان الذي يجمع الناس ويوحد صفوفهم، فالإيمان يجعلهم قادرين على مواجهة التحديات بروح واحدة، تسودها المحبة والتعاون، مما يؤدي إلى النهوض بالمجتمعات وتقدمها.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بأن الإيمان والعمل وجهان لعملة واحدة في الإسلام، داعيًا المسلمين إلى التحلي بالصبر والشجاعة، واستحضار الإيمان في كل خطوة من خطوات حياتهم.

مقالات مشابهة

  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس
  • سليمان: لعدم توريط لبنان في صراعات المحاور مرة بعد مرة
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة
  • قصف يطال منطقة لبنانية.. ماذا استهدفت إسرائيل؟ (فيديو)
  • الكشف عن قيمة الدعم المالي الهائل الذي قدمته أمريكا لـ إسرائيل منذ 7 أكتوبر .. أرقام صادمة وشراكة في الإبادة
  • إسرائيل تعلن استهداف مخزن أسلحة لـ”حزب الله” جنوب لبنان
  • النائب صليبا: الحرب لا تقتل فقط البشر إنما أيضاً المحيط الذي نعيش فيه
  • عام كامل على متابعة إسرائيل أمام العدل الدولية.. ما الذي تحقق؟